برعاية الأنبا بولس.. الأنبا رافائيل: نحافظ على ما تسلمنا من آبائنا بالعقل


بدعوة من نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، يواصل أخيه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة زيارته الروحية لكنائس الإيبارشية، ومساء اليوم الأحد الموافق 30 أبريل 2023، صلي نيافته عشية في كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار Virgin Mary Coptic Orthodox Church, Saint Hubert, Québec, Canada، وتطيب رفات جسد القديس العظيم البطل الروماني سريع الندهة “مار جرجس”.

وشارك في صلاة عشية وتطييب رفات جسد القديس العظيم مار جرجس البطل سريع الندهة، عدد كبير من شعب الكنيسة والإيبارشية، نظرا للمكانة والقامة الروحية الكبيرة التي يتمتع بها نيافة الأنبا رافائيل باعتبار نيافته أحد أعمدة الكنيسة في حماية الإيمان الصحيح، وشارك في الصلاة والعظة الآباء الأجلاء كهنة الإيبارشية والكنيسة يتقدمهم أبونا الحبيب والغالي القمص صاروفيم يوسف كاهن الكنيسة، وأبونا الحبيب والغالي أبونا تادرس المصري وأبونا الحبيب والغالي أبونا كيرلس مراد كهنة الكنيسة، وأبونا الحبيب والغالي الراهب القمص موسي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا بين أوتاوا وجاتنيو ومونتريال وكاهن كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك الكندي.

== نحن بالنسبة لله أطفال، كل ما تقوله يا رب صحيح، وإن لم أفهمه اليوم، سأفهمه لاحقا

وقال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة في عظته: أود أن نأخذ تأمل علي إنجيل عشية اليوم عن ما هو أعظم في ملكوت السموات، كانوا يفكرون بالمنهج الأرضي، من أكبر ومن أعظم، فدعا يسوع ولدا طفلا، وقال لهم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تتدخل ملكوت السموات، ومثل هذا الولد هو الأعظم في ملكوت السموات. وقصد السيد المسيح أن نصير مثل الأطفال، معلمنا بولس الرسول فسر لنا هذا عندما قال لا تكونوا لا تكونوا أولادنا في أذهانكم، بل كونوا أولادا في الشر، أما من جهة الذهن فكونوا كاملين. قد يفكر الطفل ويعجب بطريقة قد لا تعجبنا، والمقصود بما قاله بولس الرسول، فهم أن نكون بسطاء من جهة الشر، حيث لا يعرفه الأطفال، والحياة تضيف علينا خبرات سيئة، كأن يكون الإنسان ليئم وشرير، لكن من جهة الذهن فكروا وادرسوا.

وميزة الطفل عن الكبير، الطفل في مرحلة التعلم لا يقاوح أو يتمرد، وعندما يكبر يطلبوا منه أن يقوم بعمل أبحاث وفي هذا السن يمكن أن نرى حالات للمقاوحة والمناقشة والاعتراض والبحث. من جهة التعليم كونوا مثل الأطفال، فالرجل الكبير لديه معرفة أكبر من طفل صغير، والمعرفة عند الله، هي معرفة مطلقة، بينما نحن معرفتنا قابلة للنمو لأنها محدودة وتتطور كل يوم، لكن معرفة الله مطلقة، والله المعرفة عنده كاملة ومطلقة ويعرف كل الاشياء بكل نواحي المعرفة، في حين أن الإنسان يمكن أن يتخصص في مجال معين يتطور فيه، لكن لا يلم بكل المعارف.

== 3 أنواع من البشر في موقفها الإيمان من جسد ودم يسوع المسيح

أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة: وفي انجيل يوحنا 6، هناك 3 فئات من البشر، كل منهم استوعب هذا الأمر بطريقته: الفئة الأولي تقول أن هذا الكلام صعب ولا يمكن أن نكون مسيحيين، لأنهم يأكلون إلهم ويخبزونه وهذا نوع من التريقة وعدم قبول الحقيقة الإيمانية. والنوع الثاني، يحبون السيد المسيح له المجد ويؤمنون به، لكنهم غير مقتنعين أنهم يعطينا جسده ودمه، ويقولون أنه لم يكن قصده، لأنه كيف يعطينا جسده ودمه، وهي الطوائف التي تحب السيد المسيح ومؤمنة به، لكن لا يصدقون أنفسهم أن السيد المسيح أراد أن يعطينا جسده ودمه، علي الرغم من أن السيد المسيح لم يكن يتحدث بالرمز، بل قال صراحة جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. أما النوع الثالث، وهو من يحبون السيد المسيح، ويؤمنون أن هذا هو جسد ودم يسوع المسيح، والأب الكاهن والشعب يكررون آمين، أمين، أمين، جسد حقيقي، ودم حقيقي، لربنا يسوع المسيح، آمين، آمين، آمين.. أؤمن، أؤمن، أؤمن، للتأكيد أن السيد المسيح قال هذا، ونؤمن أن القربانة والأباركة تحولا لجسد ودم السيد المسيح.

لا يوجد مخزن للشر أو الغضب داخل الأطفال، وهم بسطاء، ويصفون بسرعة، وقبل الخطية كان آدم وحواء مثل الأطفال، لا يعرفون الخطية أو الشر. الإيمان يزيد قدرة العقل علي الفهم، بالإيمان نفهم كما يقول معلمنا بولس الرسول. أنا أصدق أن المسيح هو ابن الله الحي، بناء عليه أي قاعدة إيمانية يقولها السيد المسيح، نفهمها، إيماننا ليس غيبيا، والسيد المسيح قال إن كان أحد يريد أن يدخل ملكوت السموات يجب أن يرجع ويصير مثل الأطفال.

= نحن نستلم الإيمان بروح الطفل .. والتسليم الرسولي واعمال العقل في الطاعة وليس العصيان

أضاف نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل: ونحن بالنسبة لله أطفال صغار، ومع السيد المسيح، لا يجب أن نقاوح، يجب أن نتعلم، وهذا الاحد يتحدث عن الإفخاريستيا، في يوحنا 6، حيث يتحدث السيد المسيح عن جسده ودمه، انصرف كثيرين من حوله، ولم يتبق إلا التلاميذ الاثني عشر، فسأل يسوع الباقين، أتريدون أنتم أيضا أن تمضوا، فقال له بطرس الرسول، لمن نذهب والحياة الأبدية عندك يا رب. فالسيد المسيح، قال لهم جسد مأكل حق، ودمي مشرب حق. والأطفال يعتبرون التناول في القداس جسد الرب ودمه، وبعض الأطفال يقولون علي الدم شربات، فالأمهات تعلم بعض الأطفال أن هذا شربات. ما نتناوله هو جسد ودم السيد المسيح، علينا أن نستلم من غير مقاوحة، وهذا ما فعله بطرس الرسول، وتصرف كالأطفال، علي الرغم من أنه كان أكبر من العمر من السيد المسيح، وهذا ما يقوله أبونا في القداس، هذا ما أعلنته لنا كالأطفال الصغار في صلاة سرية في القداس. ونحن بالنسبة لله أطفال، كل ما تقوله يا رب صحيح، وإن لم أفهمه اليوم، سأفهمه لاحقا. كما الحال في اللغة كلمة “رايت” Right، حيث في الأمور العادية حرفي gh، ينطقا “غين” لكن أهل اللغة استملوا الكلمة هكذا وتنطق “رايت”. فهل المهاجرين يقولون للمتحدثين الإنجليزية من أهل البلد أنكم تنطقون خطأ، ويجب التصحيح بالتأكيد “لا”، وهذا ما نسميه “التسليم”، وليس “التقليد”. فالطفل المولود في الصعيد، وهاجر لأمريكا يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ولكن عندما يتحدث العربية، فإنه يتحدثها باللهجة الصعيدية.

ونحن نستلم الإيمان بروح الطفل، الذي يتعلم، وهناك قول مشهور للقديس أثناسيوس الرسولي في كتابه “رسائل الروح القدس” ونحفظه للناس لأهميته، كل الإيمان والتعليم والتقليد في الكنيسة، يتسم بأربع اساسيات: من البداية، من فم الرب، كرز به الرسل، حفظه الآباء، وهذا ما نسميه التسليم الرسولي.

وقال نيافته: وهل هذا معناه أننا لا نعمل عقلنا، بالطبع لا، ولكن مهم أن نعمل عقلنا في الطاعة وليس العصيان، لكي نفهم لأن نقاوح، أن نحافظ علي التسليم الذي تسلمناه من الآباء بوعي وليس بصورة عمياء، مثل أهمية الصيام قبل التناول، وكأنني أقول أنني لن آكل إلا عندما أكل من يد السيد المسيح، وليس من يد الشيطان كما أخطأ آدم وأكل من يد الشيطان.

مهم أن نحافظ علي ما تسملناه من أبنائنا، ونحافظ عليه ولكن بوعي، مثل الصيام، والطاعة، وفي كل قداس إبراهيم هي ارادتي واسحق هو جسدي، والسكينة هو الصيام، ويوميا نقدم ذبيحة اسحق. ونحن نستخدم العقل في الحفاظ علي ما تسلمناه من آبائنا. من اللغة التي تسلمناها، حيث حافظنا علي القواعد، ومن لم يستلم علي أصول، سيلجأ للاختراع، وهناك حالات كثيرة لهذا. لهذا مهم أن نحافظ علي تسملناه، لكن بعقل.

= أسئلة متنوعة من الشعب: الملاك ميخائيل .. شك توما .. صحة التسليم .. الحديث مع الملحدين ….

وبعد العظة أجاب نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة: علي عدد من الأسئلة للحضور حول خطية آدم وعقوبة الله وفكرة المطهر، وحسب التقليد في الكنيسة حول رئيس الملائكة ميخائيل، والقيامة هي أعظم حدث في تاريخ البشرية بأن رئيس الملائكة ميخائيل هو الذي أعلن هذه القيامة، والملاك جبرائيل هو الذي أعلن البشارة لميلاد السيد المسيح له المجد، وهو أعظم رؤساء الملائكة، والتسع ساعات التي نصومها وهي طبيا أقل فترة يتم تفضية المعدة فيها، حيث تستغرق عملية الهضم حوالي 6 ساعات، حتي تستقبل السيد المسيح علي مكان ليس به أكل.

كما شملت الأسئلة موضوعات أخري، منها صحة التسليم نتعرف عليها من كلمة مهمة اسمها الاجماع، في القرون الأولي كانت الكنيسة واحدة جامعة في أوربا وأفريقيا وآسيا مع اختلاف الثقافات البيزنطية واللاتينية وغيرها فالإيمان واحد لكن الطقس واحد، مثل القداس، كله عنده مذبح وأيقونات قديسين وجسد ودم السيد المسيح، والاجماع يعطينا الاطمئنان علي سلامة التسليم.

حتي عندما شك توما، ظهر له السيد المسيح، ولأنه سيشهد له في القيامة، ولذا قال له السيد المسيح طوبي للذين آمنوا ولم يروا، وإيماننا غير غيبي، وهذا الإيمان مبني علي شهادة الرسل، والرسل لم يكذبوا علينا، حيث قبل الصلب كان حالهم متغير حيث هنا من شك، أو من هرب، ولكن بعض القيامة حالهم تبدل بفضل القيامة، وأصبحوا أسودا، ولم يستفيدوا أي مصلحة بسبب القيامة علي المستوى الشخصي، بل تم اضطهادهم، فلم يكنوا منتفعين، بل كان يضطهدون وماتوا شهداء ومن ثم كان متأكدين من قيامة السيد المسيح له المجد.

أجاب نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة علي سؤال بشأن كيف أقنع ملحدا بالتسليم، قائلا: يجب أن أتحدث معه بالعقل وليس بالتسليم، لأنه لن يؤمن أو يقتنع، فكل شخص له منطق في الحديث معه، سواء كان بروتستانتنيا أو ملحدا أو مسلما أو غيرها، مع الملحد نستخدم المنطق والعقل، لا يوجد شيء في الوجود ليس له صانع، والصانع ذكي جدا، ولننظر إلي مسألة الجاذبية الأرضية، ودور المياه في الحياة وجسم الإنسان، خاصة وأن المياه لا تغير خواص الجسم الذي تتواجد فيه.

وفي النهاية تقدم الشعب للحصول علي لقمة البركة ونوال بركة أحد أعمدة الإيمان في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العصر الحالي، نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، الذي يقوم بزيارة لكنائس الإيبارشية بدعوة وترحاب من أخيه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا

تاريخ الخبر: 2023-05-01 09:22:11
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية