بين ساوثهامبتون وبرمنجهام.. أرسنال ومتلازمة «الفيل على الشجرة»

«إنهم مثل الفيل فوق الشجرة، لا أحد يعرف كيف وصل إلى هناك؟ ولكن الجميع يؤمن بحتمية السقوط» تلك المقولة التي انتشرت بين متابعي ومشجعي أندية الدوري الإنجليزي هذا الموسم عن تصدر أرسنال صدارة الدوري لـ247 يومًا من أصل 268 يومًا مرت على بداية منافسات البطولة، بما في ذلك فترة توقف كأس العالم، قطر 2022.

تلك الجملة التي انتشرت مثل النار في الهشيم استخدمت للإشارة إلى عدم وجود مقدمات منطقية لوجود أرسنال على صدارة الترتيب، ولكن الأمر الواقع أنه صعد إلى هناك وسيسقط بلا شك لأنه لم يكن هناك مقدمات لتلك النتيجة، حتى أن الجماهير بدأت تشير إلى تعادل أرسنال أو خسارته باقتراب سقوط الفيل عن الشجرة.

وفقد أرسنال صدارة ترتيب الدوري الانجليزي للمرة الأولى هذا الموسم في الجولة الـ34 بعد فوز مانشستر سيتي على فولهام بهدفين مقابل هدف، بشكل مؤقت لحين مباراته ضد تشيلسي في ديربي لندن مساء اليوم.

ليست تلك المرة الأولى التي يقفز فيها «فيل» أرسنال على الصدارة ويقترب من السقوط، بل سبق له أن كسر الغصن وسقط من على الشجرة قبل 15 عامًا، فكيف سقط؟ وهل تشابه اقترابه من السقوط بما حدث من قبل؟ هذا ما نستعرضه في السطور الآتية.

لعنة البريميرليج الذهبي

قدم نادي أرسنال أداءً تاريخيًا في موسم 2003-2004، واستطاع خلاله الفوز بالكأس الذهبية للدوري الإنجليزي والتي حققها الفريق دون الخسارة في أي مباراة من أصل 38 مباراة، انتصر خلالها في 26 وتعادل في 12 مباراة.

بدأت عملية تفريغ الفريق من النجوم خاصة في ظل إجراءات التقشف التي اتبعتها إدارة الجانرز من أجل تغطية تكاليف الملعب الجديد "الإمارات" والذي انتقل إليه النادي في 2006 بعد عامين من الاتفاق مع طيران الإمارات على صفقة رعاية قيمتها 100 مليون جنيه استرليني.

وبلغت تكلفة بناء الاستاد 390 مليون جنيه استرليني، والتي تحملها النادي بعدما فشل في الحصول على تسهيلات حكومية واضطر للحصول على قروض بنكية قيمتها 260 مليون جنيه استرليني.

ملعب الإمارات

فرحل باتريك فييرا في موسم 2005-2006، وتلاه آشلي كول وأليكس سونج، وسول كامبل، وروبرتو بيريس، وخوسيه أنطونيو رييس معارًا، وجوليو بابتيستا، ودينيس بريكامب في موسم 2006-2007.

ثم رحل تيري هينري، ولاسانا ديارا، وفريدي لونينبررج، ثم رحل رييس مجددًا في موسم 2007-2008.

الدوري الذهبي حل بمثابة اللعنة على أرسنال، ففي الموسم التالي «2004-2005» احتل المركز الثاني في ترتيب الدوري، وفاز بالدرع الخيرية وكأس الاتحاد ولكنه ودع دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 وكأس الرابطة من ربع النهائي.

ثم في موسم «2005-2006» احتل المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، وخسر المباراة النهائية لبطولتي دوري أبطال أوروبا والدرع الخيرية، بالإضافة إلى توديع كأس الاتحاد الإنجليزي من دور الـ32.

وفي موسم «2006-2007» خسر أرسنال المباراة النهائية لكأس الرابطة، واحتل المركز الرابع في الدوري، وودع دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 وكأس الاتحاد من دور الـ64.

«2007-2008».. ركلة الجزاء التي أسقطت الفيل عن الشجرة

اختار أرسن فينجر، المدير الفني التاريخي لأرسنال، تدعيم فريقه بمجموعة من العناصر الشابة بجانب عناصر الخبرة مثل ألكساندر هليب، توماس روسيسكي، وكولو توريه، وجيلبرتو سيلفا، وإيمانويل أديبايور، واعتمد على عناصر شابة تمثلت في روبن فان بيرسي، ثيو والكوت، سيسك فابريجاس، أليكس سونج.

وبدأ أرسنال الموسم بتحقيق الانتصار في أول 15 مباراة وقضى أغلب الوقت بين منتصف سبتمبر وبداية تربعهم على جدول الترتيب إلى أوائل شهر مارس على الصدارة وبدون أي هزيمة على ملعبهم طوال الموسم.

بعد مرور 21 جولة من منافسات البطولة، كان أرسنال على صدارة جدول الترتيب برصيد 50 نقطة ويلاحقه مانشستر يونايتد برصيد 48 نقطة.

التقى أرسنال في الجولة الـ22 فريق برمنجهام سيتي على ملعب الإمارات، وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل منهما، فيما سحق مانشستر يونايتد ضيفه نيوكاسل بسداسية نظيفة.

وتصدر مانشستر يونايتد الجدول برصيد 51 نقطة وبفارق الأهداف عن أرسنال، صاحب المركز الثاني.

واستمرت صدارة يونايتد للدوري في الجولتين الـ23، 24 حتى جاءت الجولة الـ25  وانتصر أرسنال على مضيفه مانشستر سيتي بثلاثة أهداف لهدف ليتصدر الدوري مؤقتًا  منتظرًا هدية توتنهام والذي أجبر يونايتد على التعادل بهدف لكل منهما.

وبات الموقف بعد تلك الجولة أرسنال متصدرًا بـ60 نقطة، ومانشستر يونايتد وصيفًا بـ58 نقطة. 

وفي الجولة الـ26، قدم يونايتد هدية ثمينة لأرسنال بالخسارة بهدفين لهدف أمام مانشستر سيتي، لينتصر بعدها أرسنال على بلاكبيرن بثنائية ويصل الفارق لـ5 نقاط بينهما.

وفي الجولة الـ27 جاءت القشة التي قصمت ظهر أرسنال، بعدما حل ضيفًا على فريق برمنجهام سيتي على ملعب سانت أندروز.

في تلك الفترة من الموسم اعتمد أرسنال على خط هجومي شاب تكون من 4 لاعبين هم: "أديبايور، سيسك فابريجاس، روبن فان بيرسي، بالإضافة إلى إدواردو سيلفا، والذي انضم للفريق من ديناموز زغرب الكرواتي.

المباراة بدأت بتدخل عنيف من مارتن تايلور، لاعب برمنجهام آنذاك، على إدواردو لاعب أرسنال، خرج على إثره الأخير من الملعب محمولًا إلى المستشفى بعد تعرضه لكسر في الساق اليسرى، وتلقى تايلور البطاقة الحمراء المباشرة بعد 3 دقائق فقط.

وافتتح جيمس ماكفادين التسجيل لبرمنجهام في الدقيقة 27، ثم عادل ثيو والكوت النتيجة وأضاف الثاني لأرسنال في الدقيقتين 50، 55 واستمرت المباراة على هذه الوتيرة حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، ليعادل ماكفادين النتيجة لبرمنجهام بركلة جزاء.

التعادل مع برمنجهام جلب النحس على فريق أرسنال إذ فشل في تحقيق الفوز في 6 مباريات تعادل خلالها أمام أستون فيلا وميدلزبره وويجان، ثم خسر من تشيلسي وبولتون وليفربول في الجولات «31-32-33».

وبعد انتهاء منافسات الجولة الـ33 كان مانشستر يونايتد متصدرًا للدوري برصيد 76 نقطة، بفارق 6 نقاط عن تشيلسي الوصيف، وأرسنال في المركز الثالث برصيد 70 نقطة.

وخسر أرسنال الدوري في هذا الموسم بعدما كان متصدرًا في أغلب فتراته ليسقط الفيل عن الشجرة، كما هو المتوقع.

هل يسقط الفيل عن الشجرة مرة أخرى؟ 

أرسنال تصدر ترتيب الدوري الانجليزي في الموسم الجاري لفترة 247 يومًا أي بنسبة 92% من أيام منافسات البريميرليج كان أرسنال متصدرًا للبطولة.

واستمر أرسنال على الصدارة في الموسم الجاري حتى الجولة الـ34 بعد فوز مانشستر سيتي على فولهام، ولكن السقوط لم يكن في تلك الجولة بل بدأ بالتعادل أمام ليفربول بهدفين لكل منهما في الجولة الـ30، ليصبح فارق النقاط مع السيتي 8 نقاط، وفي الجولة الـ31 تعادل أرسنال مع وست هام بهدفين لمثلهما، ثم خاض مباراة شبيهة بتلك التي خاضها الجانرز قبل 15 عامًا أمام برمنجهام.

التقى أرسنال في الجولة الـ32 فريق ساوثهامبتون على ملعب الإمارات، وتقدم الضيوف بثنائية كارلوس ألكاراز، في الدقيقة الأولى، وثيو والكوت في الدقيقة 14، ثم قلص جابرييل مارتينيلي النتيجة لأرسنال في الدقيقة 20 وأضاف دوجي كاليتا كار الهدف الثالث لساوثهامبتون.

واستمر التقدم لساوثهامبتون حتى الدقيقة 88 وتسجيل مارتن أوديجارد الهدف الثاني، ثم التعادل لبوكايو ساكا في الدقيقة 90.


وبعد تلك الجولة بات الفارق 5 نقاط لصالح أرسنال المتصدر بـ75 نقطة، وخلفه مانشستر سيتي بـ70 نقطة.

ثم خسر أرسنال أمام مانشستر سيتي في الجولة الـ33 بأربعة أهداف لهدف ليصبح الفارق نقطتين، ويقفز السيتي على الصدارة في الجولة الجارية بالفوز على فولهام.

أرسنال الذي سيلتقي اليوم جاره تشيلسي، يحتاج الفوز في كل المباريات المقبلة لضمان لقب الدوري، وانتظار سقوط السيتي لضمان عودة البريميرليج.


فهل يحقق أرسنال الإنجاز؟ أم يسقط الفيل عن الشجرة مرة أخرى؟ 

تاريخ الخبر: 2023-05-02 15:21:53
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. المغرب والـ “إيسيسكو” يوقعان على ملحق تعديل اتفاق المقر

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 18:25:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية