مرة أخرى، كباحث مهتم بشئون وطنه، مصر! أجد من الواجب ألا تغيب كثيرا عن عينى تطورات الأوضاع فى السودان، الذى لايزال يشهد أكبر الأزمات التى واجهته منذ استقلاله فى عام 1956على الإطلاق، الى الدرجة التى جعلت أخبار السودان – ربما للمرة الأولى – على رأس أخبار كل وكالات الأنباء والإذاعات العالمية بلا استثناء. غير أننى هذه المرة سوف أعرض فقط مقالا مهما بتاريخ أول مايو 2023–تصدرته صورة مهيبة للرئيس السيسى- قرأته مؤخرا على موقع إحدى الدوريات الكندية المهمة، المتخصصة فى معالجة شئون الأمن والمخابرات فى العالم، والتى تحظى بمتابعة واسعة، واسمها جيوبوليتيكال مونيتور, لباحث عربى الأصل اسمه د.محمد الدوح. ماذا قال..؟ قال إن مصر سبق أن تعاملت مع ملفات إقليمية مهمة فى ليبيا وسوريا واليمن وغزة...، ولكن الوضع فى السودان يختلف كثيرا عن تلك الحالات، حيث التهديد لأمنها أخطر كثيرا! فقبل تلك الأزمة كانت مصر تحتضن خمسة ملايين سودانى، أى أكثر من 10% من سكان السودان! (دون الإشارة إلى الفلسطينيين والليبيين والسوريين اللاجئين والمهاجرين الذين وجدوا طريقهم لمصر منذ 2012) غير أن مصر تواجه، بسبب الأزمة السودانية الحالية تدفقا أكبر للاجئين السودانيين، سواء بالعبور الشرعى للحدود أو بالتسلل بواسطة عصابات التهريب غير المشروعة! وهو خطر زادت معه محاولة قوات الدعم السريع لفتح السجون السودانية، إضافة إلى محاولات التسلل المستمرة عبر الحدود مع غزة و ليبيا! وهناك خطر ثالث، يمثله العمق الإستراتيجى السودانى على نحو يعرقل أى جهد عسكرى مصرى محتمل للتعامل مع مشكلة سد النهضة، خاصة مع الروابط القوية بين قوات الدعم السريع والقيادة الإثيوبية. رابعا أن لمصر خططا للاستثمار الزراعى فى الزراعة وإنتاج المواشى، فى ضوء حقيقة أن 90% من اراضى السودان خصبة وتحتاج لمن يزرعها.. وهو أمر تحول الأزمة الحالية دون تحققه. هذا ما جاء فى دورية جلوبال مونيتور الكندية فى عدد أول مايو، الذى قرأه العالم أمس الأول!.
نقلاً غن الأهرام