قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن قرار الجامعة العربية بشأن عودة سوريا إلى أسرتها العربية، يجب أن يمثل شحنة لإطلاق مسار سياسي يفضي إلى حل شامل ودائم للأزمة في هذا البلد.

وأضاف  ناصر بوريطة في كلمة في الجلسة الخاصة بالملف السوري خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب أمس الأحد بالقاهرة، “إن الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في هذا الاتجاه ، من منطلق أن الخير لا يأتي بالفرقة والانقسام بل بالوحدة والتكامل ، سيجعل من قمة جدة المقبلة قمة حقيقية للم الشمل العربي”.

واستحضر بوريطة الروابط التاريخية التي تجمع المغرب بسوريا والتي تجذرت بدماء الجنود المغاربة والسوريين والعرب التي امتزجت وسالت أثناء حرب أكتوبر 1973 دفاعا عن حرمة هذا القطر العربي، مؤكدا أن جلالة الملك ما فتىء يولي اهتماما دائما للازمة السورية في جميع تداعياتها وعلى رأسها البعد الإنساني.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي عبد الصمد بلكبير إن قرار الجامعة العربية ناتج عن سلسلة من التطورات انتهت في الأخير إلى اتخاذ هذا القرار، والذي يتضمن اعترافا بكون موقف سوريا من إيران كان سليما، كما يتضمن اعتذرا ضمنيا.

وأضاف بلكبير أن موقف الجامعة العربية هو موقف أمريكي، مرحل من عدة مراحل، بدءا من قرار طرد سوريا، وهي خطوة غير قانونية، وتخالف ميثاق الجامعة، مرورا بمحاولة تنصيب المعارضة كحكومة خارج سوريا، لكن تم التراجع على ذلك.

كما أكد بلكبير، في اتصال هاتفي مع الأيام 24، أن الموقف السعودي، بعد الانقلاب الأبيض الذي قاده الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان داخل القصر، وتبني تغييرات داخلية كثيرة، وممارسة نقد ذاتي تجاه الخارج، آخرها المصالحة مع إيران، والتي شكلت بداية انفتاح على سوريا، إضافة إلى الموقف الإماراتي من الأزمة السورية، حيث بادرت الامارات إلى استقبال الرئيس السوري، وقبلها زيارة مسؤولين من هذ البلد إلى سوريا، كلها تطورات ساهمت في القرار العربي.

وسجل المتحدث ذاته أن التغيير الاستراتيجي في المنطقة من خلال دفع بايدن الصين وروسيا إلى إعلان تحالفهم، في الوقت الذي كان سلفه ترامب يعتبر أن العدو الأول هو الصين وليس روسيا، مشيرا إلى أن تحالف الصين وروسيا جعل ميزان القوى العالمي يختل لصالح دمشق.

وأكد بلكبير أن هذا التغيير الاستراتيجي في المنطقة دفع العرب إلى تصحيح سلوكهم، لأنهم قدموا هدية لإيران لا تقدر بثمن، وصارت طهران قوية في العراق وسوريا ولبنان والضفة الغربية.

وأوضح المتحدث ذاته أن المغرب لم يتورط في أي مشكل مع سوريا، بل رفض فتح باب للالتحاق “المجاهدين” إليها، على خلاف بعض الدول، التي سهلت التحاق المقاتلين بالأراضي السورية، مشيرا إلى أن المغرب فتح بابه للمهجرين السوريين.

وأكد المحلل السياسي أن موقف المغرب من الأزمة السورية ليس سيئا، بالدرجة التي تورطت فيها دول الخليج، وبعض الكيانات كاليمين اللبناني وحركة النهضة التونسية.