هل تصرف عراب الذكاء الاصطناعي السيد جيفري هينتون بذكاء حين قرر الاستقالة من عمله في غوغل معلناً أن هذه التكنولوجيا تتضمن مخاطر على المجتمع والإنسانية؟
وهل جاء هذا القرار متأخراً؟ هذا القرار بالنسبة لغير المتخصصين في هذا المجال -من أمثال صاحب هذه السطور– ينثر علامات تعجب واستفهام كثيرة.
هل يقصد جيفري تجاوز الحدود إلى منطقة تطبيقات غير أخلاقية؟ ما المخاطر على المجتمع والإنسانية التي أشار إليها؟ هل يقصد صناعة البطالة، أم تعطيل العقول، وإحالة الإنسان إلى جماد؟ يقول السيد جيفري في مقال أرسله إلى نيويورك تايمز: (جهات سيئة قد تحاول استخدام الذكاء الاصطناعي لفعل أمور سيئة)، هل من توضيح؟ ويقول أيضاً: (لقد وصلنا إلى استنتاج بأن نوع الذكاء الذي نطوره يختلف كثيراً عن الذكاء الذي لدينا)، وهذا أيضاً يحتاج إلى توضيح يا سيد جيفري.
أحد أسباب استقالة جيفري كما أشار إلى ذلك هو أنه يريد أن يقول أشياء جيدة عن غوغل وستكون أكثر مصداقية حين يكون خارج الشركة. لكن المخاطر على المجتمع والإنسانية التي أشار إليها في استقالته تقود إلى علامة استفهام حين يقول: (لا نزال نلتزم بمقاربة مسؤولة للذكاء الاصطناعي، نتعلم باستمرار لفهم المخاطر الناشئة في ظل الابتكار بجرأة أيضاً.)، يعني هناك مخاطر ولكن هناك جرأة في التطوير ثم هناك استقالة، وليس بوسعنا نحن التلاميذ في هذا المجال غير رفع علامة استفهام أو تعجب.
المعروف أن أحد مصادر القلق من الذكاء الاصطناعي هي فقدان الوظائف وأن تكون مهارات العمال والموظفين غير مطلوبة في سوق العمل. المعروف أيضاً أن للذكاء الاصطناعي إيجابيات كثيرة لكن استقالة عراب هذا المجال تضمنت حديثاً يجمع بين الغموض والوضوح، الواضح جداً هو حديثه عن المخاطر على المجتمع والإنسانية لكنه وضوح غامض يحتاج إلى تفصيل واضح!
أعترف أنني لست المؤهل لمناقشة تفاصيل هذا الموضوع بحكم عدم التخصص، ولكن طرح الأسئلة هي وسيلة التعلم.
وقد فتحت لنا استقالة عراب الذكاء الاصطناعي الباب لطرح الأسئلة المتعلقة بالجانب الإنساني ومدى تأثير التوسع في الاعتماد على أجهزة الذكاء الاصطناعي في حدوث مخاطر منها كمثال ارتفاع معدلات البطالة. هل سيتقبل الإنسان أن يدار بواسطة أجهزة الذكاء الصناعي؟ هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر؟ هل ستقوم أجهزة الذكاء الاصطناعي بدور الطبيب والمهندس والقاضي؟ ماذا سيكون دور الإنسان؟
نقلاً عن الرياض
