قصة تجسدت فيها كل معانى الإنسانية والبر من الابن تجاه والده الذى لم يره ولا يعرفه، وظل يبحث عنه إلى أن وجده بدار "رعاية الكبار بلا مأوى" بمدينة الزقازيق، ليجتمع شملها.

يقول عم السيد على الغمرى 43 سنة: "تربيت مع أسرة طبية من مدينة الزقازيق، وعندما كبرت انفصلت عنهم، وعملت حارس عقار فترة وتزوجت لمدة عام واحد فقط ولم أوفق مع والدة ابنى، وقررت الانفصال عنى وكانت فى بداية شهور حملها فيه، وانقطعت الأخبار ولم أر نجلى طوال عمرى".

ويكمل: "عشت سنوات عمرى وحيدا، وعملت عاملا للنظافة كنت آخر اليوم أنام فى مدخل إحدى العمارات، والعيش بمفردى أدى لإصابتى بحالة نفسية، ونقلت بواسطة فريق الإنقاذ بمديرية التضامن الاجتماعى إلى دار إيواء الكبار وللإقامة فيها منذ 3 سنوات".

ويضيف بقوله: "طوال هذه السنوات كانت حياتى صعبة لم أعرف طعم الأمل، حتى يوم سماع خبر أن نجلى يبحث عنى"، مشيرا إلى أنه تلقى الخبر من الحاج مصطفى، الذى كان بعمل لديه لفترة طويلة، قبل أن تسوء حالته النفسية، فهو دائم السؤال عليه بالدار ويلبى كل احتياجاته، يخبره بأن هناك شابا يبحث عنك يقول أنه عبد الرحمن ابنك.

يقول عم السيد قلبى انفطر من الفرحة لم أصدق أننى سأرى ابنى لأول مرة فى حياتى، النزلاء هنا بالدار والمشرفين كانوا فى غاية الفرحة الخبر بينهم "عم السيد عنده ابن وبيدور عليه"، بالفعل تمت الترتيبات اللازمة وذهبت لقاء ابنى، موضحا ذهبت إلى منزل الحاج مصطفى فودة، وكل لهفة وشوق لرؤيته وجدت عبد الرحمن شابا جميلا متعلما، يكسب قوت يومه كنت فى غاية السعادة، لافتا أول لحظة دخوله احتضانى بقوة وقال وهو يبكى "كنت بدور عليك يا أبويا بقالى سنين"، انهمرنا فى البكاء، أخبرنى أنه حصل على دبلوم الفنى، ويعمل فى البناء مع خاله الذى تولى رعايته منذ طفولته إلى أن أصبحا رجلا، وأنه بحث عنى كثيرا دون أى كلل.

ويكمل الحاج مصطفى فودة، أنه منذ فترة حضر إليه شخص من أهل الأسرة التى ربت عم السيد العمرى، لسؤال عنه، وأخبرونى أن لديه ابنا اصبحا شاب يبحث عنه، تواصلت مع الابن وعلى الفور أخبرت الدار تم ترتيب اللقاء بينهما.

وتقول سعيدة حسن مشرف مسئول العلاقات العامة بالدار، أن عم السيد كان مقيما بالشارع لفترة، والذى أدى لتدهور حالته النفسية، نقل إلينا عبر فريق الإنقاذ، منذ ثلاث سنوات وخضع للعلاج وتأهيل، أدى لتحسنه بشكل كبير، وقبل أيام تلقينا اتصالا هاتفيا من الحاج مصطفى هو دائم الاهتمام بحالته يخبرنا، بظهور نجله ورغبته فى لقائه، تم اتخاذ كافة الترتيبات بمعرفة مدير الدار لطفى جودة وتوجها عم السيد بصحبه مشرف من الدار، لافتا أنه منذ معرفته پوجود نجل له ويبحث عنه، وهو معنوياته مرتفعة جدا.

يذكر أن دار بلا ماوى بمدينة الزقازيق، هى دار رعاية أعدته وزارة التضامن الاجتماعى، لتوفير حياة كريمة، لفقدى الرعاية والمشردين.