قصة تؤام فرت والدتهم من الخرطوم لتنجبهم في مكان آمن


التغيير/دنقلا

15 يوماً هو عمر الصغيرتين التؤام، اللاتي كتب عليهن النزوح قبل أن يخرجن للحياة!

فالحرب التي انفجرت في الخرطوم أجبرت والدتهن على الفرار بحثاً عن مدينة آمنة تتمكن من انجابهن فيها بعيداً عن القصف والرصاص.

اختيار المدينة
الأسرة التي انتظرت بفارغ الصبر انجاب الطفل الأول؛ قامت بالنزوح الجماعي اتجاه مدينة دنقلا لجهة أنها آمنة وسمعوا بوجود أطباء اكفاء فيها.

وعلى الرغم من الوصول قبل وقت كافي من زمن الوضوع؛ إلا أن الأم عانت من الانهيار النفسي قبيل دخولها لعملية الولادة.

“كنت أبكي بصورة هستيرية ووصيتهم على بناتي إن فارقت الحياة”!

لم تتمكن من تمالك نفسها، وانفجرت في بكاء مكتوم وخنقتها العبرة، ضمت إحدى البنات إلى صدرها كأنها لا تصدق نجاتهم!

فرحة منقوصة

لم يستطع الاب تقديم الدعم الكافي لزوجته في هذا اليوم، فقد توالت المصائب على الأسرة النازحة بتعرض الاب لإصابة خطيرة اثر اصطدام قدمه بحديد صدئ في سيارة تنقل تجارية صغيرة “ركشة”.

تم اسعافه بمضاد التاتنوس لكن القلق أحاط بالاسرة من تطور الجرح الذي ما زال يجبره على العرج حتى بعد مرور اسبوعين على الحادث.

“لم أشعر بأي شعور إيجابي كنت خائفا من أن يبتر ساقي، حدثت هذه الحادثة لصديق لي من قبل”.

الغاء الخطط
كانت السيدة التي تعمل موظفة في إحدى المؤسسات المهمة وضعت خططا واسعة لاستقبال التؤام الذي انتظرته طوال 5 أعوام زواج لكن الحرب اجبرتها على الفرار مخلفة خلفها (كعك) الاستقبال والملابس وكل ما أعدت له.

انتقال داخلي
لم يأت خيار الانتقال لمدينة دنقلا الا بعد فقدان الأمل في نهاية الحرب وعودة النظام الصحي للعمل. وكانت الاسرة انتقلت أولا إلى مدينة أمدرمان لان الحي الذي كانوا يعيشون فيه في مدينة بحري كان مسرحا (عبثيا) لأيام الحرب الأولى.

يوم العيد كان هو التوقيت الأنسب للخروج للأسرة التي تسكن بناية متعددة الطوابق تضم أخوة واخوات، وقاموا بتأجير شققا مفروشة في امدرمان.

اضطرتها الحرب لتغيير الطبيب الذي كانت تتابع معه، والغت الحرب حجزها في جناح خاص بمستشفى (رويال كير) وتبدلت ملامح الفرح لتستقر بدلها الدموع!
مع اندلاع الاشتباكات المسلحة في محيط المنزل؛ ساهم انقطاع التيار الكهربائي والمائي في تحويل الحياة إلى جحيم!

قال الزوج إنه كان يحصل بصعوبة شديدة على قوارير مياه للشرب بأسعار فلكية ايضا!

بيئة جديدة
“هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها دنقلا” لا تمتلك أم التؤام أهلا في الولاية الشمالية، أما زوجها زارها قبل 15 عاماً في رحلة عمل!

تم استقبالهم ضمن مبادرة حي مراغة التي تقوم بايواء النازحين من الحرب، وبعد ايام قليلة قامت الأسرة باستئجار منزل وضعت فيه القليل جداً من الاثاثات.

لايبدو أن الوضع مرضي بالنسبة للسيدة؛ اسهبت في الحديث عن منزلهم وحيهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي الذي لا يشبه أو يقترب مما اجبرتها الحرب على قبوله!

لكن على الرغم من ذلك كانت تتعامل بلطف كبير مع الجارات اللاتي كن يدخلن المنزل بين الفينة والأخرى، يضحكن ويتبادلن الأحاديث والخبرات كأنهن جارات منذ الأزل!

علقت: “تساعدني الجارات باستمرار في الاعتناء ببنتيّ التؤام”.

بالنسبة للأم، ما يحدث لها امتحانات إذ أن “الحياة مدرسة”. كانت تعيش “في وضع ممتاز”، واليوم تضطر لقبول هذه الأوضاع، هي متأكدة من أنها ستخرج من هذه التجربة أقوى مما كانت.

تاريخ الخبر: 2023-05-30 03:23:16
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

غادة عبد الرازق: ندمانة ولو رجع بيا الزمن مكنتش هخش التمثيل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

مهمة غير مسبوقة.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

أول تعليق من نيشان بعد إعلان ياسمين عز حصولها على حكم ضده

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية