في يومها العالمي ملامح أدب "ألكسندر بوشكين" شاعر روسيا ومبدعها العالمي، حيث يتزامن اليوم السادس من يونيو، باليوم العالمي للغة الروسية، والذي أقرته منظمة اليونسكو في العام 2010، كما يتزامن تاريخ اليوم بذكرى ميلاد شاعر روسيا ألكسندر بوشكين، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1799، وهو شاعر وكاتب مسرحي وروائي .

 يصف "ماكو جونينكو"، الناقد والمؤرخ الأدب الروسي، أدب ألكسندر بوشكين بأنه: "أهم خاصية لأدب بوشكين هي عالميته"، وقد ظهرت هذه الخاصية بأشكال مختلفة أكثرها بروزا قدرته المدهشة على فهم وتقمص روح الشعوب المختلفة وبراعته في معالجة المشاكل الإنسانية من موقع الخبرة الوطنية وحسب المتطلبات والشروط التاريخية .

بينما يذهب الناقد دكتور طارق مردود، في مقدمة ترجمته لمختارات "ألكسندر بوشكين"، والمعنونة بـ"القصائد الشرقية"، إلى أن: كان عالم "بوشكين" ليس فقط روسيا فقد تعرف منذ صباه على الشعراء القدامي: حفزه شكسبير علي البحث عن طريقة لإنشاء مسرح شعبي، وانجذب إلى أشعار "بايرون" الكئيبة، اكتشف "فولتير" وانجذب لأشعا شينيييه، كما قرأ كل نظم لجوته، وقدر عاليًا الشاعر الفارسي "سعدي شيرازي".

ــ ألكسندر بوشكين وترجمة القرآن

ويلفت "مردود" إلى أن  ألكسندر بوشكين سحره القرآن الكريم بتعابيره ومعانيه وقصصه فترجم بعض آياته، كما ترجم معاني العشرات من الآيات القرآنية بعد أن أطلع على ترجمة له، من واقع زياراته وإقامته يكتب عن القوقاز والقرم ويختار قصص وحكايات شعوبها فيكتبها شعرًا، كما كتب عن مفاتن "كليوبترا" وإغوائها، وعن الغجر المرتحلين في السهوب.

وكتب "ديستوفسكي" عن مقدرة بوشكين على الاستجابة العالمية، فتبين أن، بوشكين وحده من بين كل شعراء العالم يملك خاصية التقمص كليًا في قومية غريبة، وهو يقتبس من الشاعرين سعدي وحافظ الشيرازي.

ــ ثراء عالم ألكسندر بوشكين الإبداعي

ويشدد الناقد دكتور طارق مردود، في مقدمة ترجمته لمختارات "ألكسندر بوشكين"، والمعنونة بـ"القصائد الشرقية"، و على أن: العالم الغني الذي أبدعه "بوشكين"، كان غنيًا وكبيرًا، كتب بوشكين عن كل شئ تقريبًا، عن الشنيع والجميل، عن المعذب والمخجل في الحياة، أخبر بكل شئ عن نفسه: عن مسراته وإنجازاته، عن شكوكه ونزواته، عن حبه ومعاناته النفسية.

كان عالم ألكسندر بوشكين الشاعر ضخمًا وكان كل شئ أداة لشعره، وقد أصاخت موهبة بوشكين الشعرية تدوي الأحداث التاريخية، والتقطت حركات القلب الخافتة، تعاطف مع كل شئ يدخل في خصوصية الحياة، واستجاب لكل ما هو جميل في الطبيعة.

ــ مكانة ألكسندر بوشكين لدى الشعب الروسي

ويلفت "مردود" إلى أن ألكسندر بوشكين، احتل مكانة عظيمة لدى الشعب الروسي في كل العصور، يقول أحد الأدباء الروس المعاصرين: يرافقنا بوشكين طيلة العمر، يدخل في وعينا منذ الطفولة الأولى آسرًا قلب الطفل بالحكايات الرائعة.. وفي الشباب يأتينا عبر المدرسة، فيحرك فينا السعي إلى المعالي ومحبة الحرية المقدسة، والرغبة العارمة في تخصيص الوطن بـ"انفعالات النفس الرائعة"، ثم تأتي سنوات النضج، فنتعامل مع بوشكين بأنفسنا دون وسطاء، بدافع العقل والقلب، وعندها نكتشف بوشكيننا الخاص، حب بوشكين للطبيعة أصبح منذ زمن حبنا أيضًا، فتنا وصفه للشتاء الروسي، نقرأ بفهم ما كتبه عن الجنوب القائظ، عن البحر الأسود الذي كان حبيبًا للشاعر، جبال القوقاز المهيبة وسهوب مولدافيا الكئيبة، نردد بفخر بين أنفسنا أشعاره عن موسكو وبيتسبورج، عزيز علينا في بوشكين حبه للتاريخ الروسي وللانتصارات الغنية للشعب.