أمـــل الأربعـــاء يغــرق و وضعيـــة بارادو الأخطــــر
وسّعت مخلّفات الجولة 25 لبطولة الرابطة المحترفة من دائرة الحسابات المقترنة بمرافق هلال شلغوم العيد إلى الوطني الثاني، لأن انتفاضة كل من نادي بارادو، نجم مقرة وشبيبة القبائل قابلها مواصلة أمل الأربعاء التراجع، الأمر الذي أبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه في معادلة خماسية الأطراف، بتواجد إتحاد بسكرة ضمن الكوكبة (تملك 31 نقطة)، لكن المؤشرات الأولية قد تحدد عتبة النجاة عند رصيد 38 نقطة على أقصى تقدير.
هذه المعطيات نتجت بالأساس عن استفاقة نادي بارادو، ومروره إلى السرعة الرابعة لأول مرة هذا الموسم، وكان ذلك على حساب مولودية وهران، مما مكن تشكيلة «الأكاديمية» من التمسّك ببصيص من الأمل في النجاة، والبقاء في الرابطة المحترفة للموسم السابع تواليا، رغم أن الوضعية الراهنة تنصّب «الباك» في خانة أكبر المهددين بمرافقة هلال شلغوم العيد إلى القسم الثاني، والعودة إلى حظيرة الهواة، التي كان قد غادرها في صائفة 2017، لأنه وفضلا عن احتلاله حاليا الصف ما قبل الأخير، فإن رزنامة الجولات الخمس المتبقية تضع أشبال المدرب لكناوي أمام «نهائيات»، الخروج منها بسلام أمر صعب التجسيد ميدانيا.
نهائي النجاة قد يلعب بين الباك والأمل في جولة الختام
ولعل ما يُعقّد من وضعية نادي بارادو في تفادي شبح السقوط التنقلات الثلاثة التي تنتظره، انطلاقا من سفريته إلى سطيف في الجولة القادمة، على اعتبار أن الوفاق المحلي مازال يحتفظ بحظوظه في انتزاع مقعد فوق «البوديوم»، يشفع له بضمان مشاركة قارية الموسم القادم، والصراع يبقى محتدما أكثر من أجل الصف الثالث في سلم الترتيب، بعد انفصال شباب قسنطينة عن الكوكبة ومده خطوة عملاقة نحو ترسيم انهاء المشوار في الوصافة، لكن منعرج سطيف يبقى خطيرا على بارادو، الأمر الذي من شأنه أن يزيد في تعقيد أوضاع «الأكاديمية» في حسابات السقوط، قبل المرور إلى الرحلة التي ستقود تشكيلة المدرب لكناوي إلى بشار، عند النزول في ضيافة شبيبة الساورة، وصولا إلى الجولة الختامية، والتي إذا ما بقيت دار لقمان على حالها، بنفس المعطيات الراهنة، فإن مباراة بارادو والمستضيف أمل الأربعاء ستكون بطابع «نهائي النجاة»، سيما وأن الفارق بين الطرفين نقطة واحدة، وموازين القوى تتأرجح من جولة لأخرى، خاصة وأن «الباك» سيلعب في الرزنامة المتبقية لقاءين في عقر الديار، وهذا باستقبال مولودية الجزائر واتحاد بسكرة، وحصد العلامة الكاملة داخل القواعد لا يكفي لترسيم البقاء في حظيرة النخبة لموسم آخر، لأن رصيد 34 نقطة يبقى بعيدا عن العتبة الأولية للنجاة، وهو ما يحتم عليه التمرد على العوامل الكلاسيكية، بعدما كان في سابق الجولات قد أحرز فوزا وحيدا بعيدا عن قواعده، وكان ذلك في جولة الافتتاح بمقرة، مع تسجيله نتيجة التعادل في 5 تنقلات أخرى.
أمل الأربعاء مطالب بتأمين نقاط الديار أولا
على صعيد آخر، فإن كل الحسابات تضع أمل الأربعاء في المقام الثاني، بخصوص احتمالات السقوط، لأنه يتقدم حاليا بنقطة عن نادي بارادو، كما أن الرزنامة المتبقية تمنح «الفايكينغ» أفضلية اللعب داخل الديار في 3 مناسبات، إلا أن المأمورية في الظفر بالعلامة الكاملة في ملعب إسماعيل مخلوف تبدو صعبة للغاية، لأن أول الضيوف سيكون اتحاد الجزائر المنتشي بلقبه القاري، ثم يكون الدور على شبيبة القبائل وبعد ذلك نادي بارادو، مما يعني بأن أمل الأربعاء سيلعب مصيره داخل قواعده، من خلال قطع الطريق أمام الضيوف للتفاوض بشأن نقاط ملعب إسماعيل مخلوف، ولو أن الرزنامة تتضمن تنقلين إلى الجهة الشرقية من الوطن، أحدهما بخنشلة، والآخر نحو شلغوم العيد، ونقاط «الشاطو» تبدو للوهلة الأولى في المتناول، إلا أنها ليست كافية لخروج فريق الأربعاء من دائرة الحسابات، لأن «السيناريو» العكسي، مقترن أساسا بالجولة الختامية، والتي قد تكتسي طابع «النهائي».
نقاط بوشليق مفتاح نجاة مقرة
ما قيل عن أمل الأربعاء يمكن إسقاطه على نجم مقرة، لكن بمعطيات مغايرة، لأن «المقراوية» خطفوا فوزا من ذهب بالشلف، تذوقوا بفضله نشوة الإنتصار خارج الديار لأول مرة منذ بداية المشوار، مما سمح لهم بتفادي التواجد في الصف ما قبل الأخير، مع كسب أفضلية «حسابية»، أبقت مستقبل الفريق في حظيرة «الاحتراف» بأرجل لاعبيه، والبحث عن موسم خامس تواليا مع «الكبار» أصبح يمر عبر عدم التفريط في أي نقطة بملعب بوشليق، للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، لأن النجم مطالب بتجنب الحالات المقترنة بالتساوي في الرصيد من أجل تقرير مصيره، مادامت حسابات المادة 80 لا تخدم مصلحته، سواء مع أمل الأربعاء أو نادي بارادو، بحكم أنه حصد نقطة واحدة من مواجهتيه المباشرتين مع أمل الأربعاء، بينما تلقى هزيمتين على يد «الباك»، وبالتالي فإن السطوع في عقر الديار يبقى الخيار الحتمي والوحيد، انطلاقا من لقاء الجولة القادمة، عند استضافة شباب قسنطينة، قبل استقبال اتحاد خنشلة، وفي نهاية الموسم سيكون الضيف هلال شلغوم العيد، بمسعى تجنب ترافق الطرفين إلى الرابطة الثانية، لأن تشكيلة مقرة من الصعب أن تحصد نقاطا خارج القواعد، وهذا عند التنقل إلى العاصمة لملاقاة «سوسطارة»، ثم إلى تيزي وزو لمواجهة شبيبة القبائل.
مهمتا الكناري وبسكرة في المتناول
وعلى ذكر «الكناري»، فإن ابتعاده بثلاث خطوات عن عتبة السقوط يبقيه بحاجة إلى الفوز داخل الديار لترسيم النجاة، والمحافظة على «الانجاز» غير المسبوق، بالبقاء في الرابطة الأولى لمدة 54 سنة متتالية، لأن فريق شبيبة القبائل يبقى الوحيد في الساحة الوطنية الذي لم يتجرع مرارة السقوط من القسم الأول منذ صعوده في 1969، والوضعية الراهنة تبقي مصير الفريق بأرجل لاعبيه، لأن بلوغ رصيد 37 نقطة قابل للتجسيد ميدانيا، شريطة النجاح في حصد العلامة الكاملة داخل القواعد، عند استقبال اتحاد بسكرة ونجم مقرة، دون انتظار الرحلات الثلاثة التي ستقود الفريق إلى بشار، الأربعاء وبلوزداد، والأمر ذاته ينطبق على اتحاد بسكرة، الذي قد يخرج مبكرا من دائرة الخطر، لأن اللعب في «العالية» 3 مباريات يرجح كفة «خضراء الزيبان»، وهذا عند استضافة اتحاد خنشلة، المعفى من كل الحسابات، وكذا هلال شلغوم العيد، الذي رسّم سقوطه، إضافة إلى مولودية وهران، ومهمة «البساكرة» بعيدا عن قواعدهم صعبة للغاية، وهذا بالنزول في ضيافة فريقين يصارعان من أجل تفادي السقوط، وهما شبيبة القبائل ونادي بارادو. قراءة: ص/ فرطاس
