بعد أن رأت الخرطوم بأنه غير مرغوب فيه.. ما هو مصير المبعوث الأممي «فولكر»؟؟


الحكومة السودانية اتهمت فولكر بأنه لعب دورا في تأجيج الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي انفجرت في الخامس عشر من أبريل الماضي.

التغيير: الخرطوم: علاءالدين موسى

أثارت تصريحات وزارة الخارجية السودانية جدلا واسعا على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، بعد أن رأت الخرطوم بأن ممثل الأمم المتحدة فولكر بيرتيس شخص غير مرغوب فيه.

وذلك بعد أن اتهمته الحكومة السودانية بأنه لعب دور في تأجيج الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي انفجرت في الخامس عشر من أبريل الماضي.

وزارة الخارجية السودانية

خطاب البرهان

وبعث قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 26 مايو الماضي، بخطاب للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش يحثه فيه على استبدال فولكر بمبعوث آخر.

وقال البرهان في رسالته إن المبعوث الأممي قدم انطباعا بعدم حيادية الأمم المتحدة واحترامها لسيادة الدول، وكان سلوكه يتسم بنسج التعقيدات وإثارة الخلافات بين القوى السياسية مما أدى إلى أزمة منتصف أبريل الماضي، التي انطلقت فيه الشرارة الأولى للحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

البرهان

حرب شرسة

ومنذ نحو شهرين يخوض الجيش السوداني حربا شرسة ضد قوات الدعم السريع أدت الى تدمير البنية التحتية من مشافي ومواقع عسكرية ومنازل سكنية.

وأجبر القتال الدائر بين طرفي النزاع على فرار ما يقارب 1,3 مليون من سكان الخرطوم وفقا لإحصاءات منظمة الهجرة الدولية.

إخطار الخارجية

في الثامن من يونيو الحالي، أصدرتْ وزارة الخارجية السودانية، بياناً أعلنت بموجبه إخطارها الأمين العام للأمم المتحدة، مبعوثه الأممي ورئيس البعــثة الخاصــة في السّـــودان “أنه شخص غير مرغوب فيه”، بحجة ما زعم من دور له في تأجيج الصـــراع الداخــلي بيــن الفرقاء السودانيين.

رد الأمم المتحدة

ردت الأمم المتحدة بأن خطاب الخارجية السودانية بشأن فوكلر بيرتيس شخص غير مرغوب فيه لاينطبق على موظفي الأمم المتحدة.

ويقول ‏متحدث أممي ردا على موقف السودان من فولكر: “إن الاحتجاجات على مبعوث الأمم المتحدة يتعارض مع التزامات الدول بموجب ميثاق الأمم المتحدة”.

تعين فولكر

في السابع من يناير 2021، عيّن فولكر بيرتيس -ألماني الجنسية- ممثلاً خاصاً للسودان ورئيساً للبعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان.

وتقول سيرته الذاتية إن لديه أكثر من 25 عاماً من الخبرة في الأوساط الأكاديمية والبحثية والعلاقات الدولية والدبلوماسية، وشغل منصب الأمين العام المساعد بين 2015 و2018، ثم المستشار الأول للمبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا.

وكذلك منصب رئيس فرقة العمل المعنية بوقف إطلاق النار التابعة لمجموعة دعم سوريا الدولية نيابة عن الأمم المتحدة.

اعتماد المبعوث الأممي

واعتمد مجلس الأمن الدولي في يونيو 2020 قراره رقم 2524 بتشكيل بعثة أممية لدعم الانتقال في السودان تحت البند السادس، مهام محددة من مجلس الأمن لبعثة “يونيتامس” لتعمل على المساعدة في الانتقال والحكم الديمقراطي في السودان، وصولا لحكومة مدنية.

مجلس الأمن الدولي

مهام بعثة يونتامس

واشتملت مهمة البعثة على دعم السلام وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، والمساعدة على حماية المدنية وسيادة القانون في السودان.

وايضا دعم تعبئة المساعدات الاقتصادية والإنمائية، وتنسيق عمليات المساعدة الإنسانية المقدمة للسودان.

طرد سابق

وسبق أن فعل السودان ذلك في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير في أكتوبر من عام 2006 ، إذ أقـدمـت حكومة نظام الإنقاذ البائد على إخطار الأميــن الـعـام السابق للأمم المتحدة الراحل كـوفي عـنـان، أنّ حكومة السودان قد أمهلـت مبعــوثه الخــاص للسودان السيد ايان برونك وهو هولندي الجنسية، لمغادرة السودان.

وزعمت حينها تجاوزه واجبات مهمته وإطلاقه تصريحاتٍ حول النزاع الناشب في دارفور، لم ترضِ عنها الخرطوم.

وفي 4 يناير 2019
طردت الحكومة الصومالية “المبعوث الأممي” نيكولاس هايسوم، وا عتبرته شخصا “غير مرغوب به على أراضيها”.

كما طردت الحكومة المالية في يوليو 2022 “الموظف الأممي” أوليفييه سالجادو” وتعتبره شخصا” غير مرغوب بها على اراضيها”.

وطردت بوركينا فاسو في 23 ديسمبر 2022 “الموظفة الأممية” باربرا مانزي واعتبرها شخصية “غير مرغوب بها على أراضيها”.

حق الدولة

من ناحيته يرى الخبير الدبلوماسي د. عصمت عبد الرحمن، إعلان الدولة أي دبلوماسي غير مرغوب فيه هذا حق لها ولا يمكن لفولكر أن يعود لممارسة عمله مرة أخرى ومن حق الأمم المتحدة تغييره بشخص آخر لأن الخرطوم لم تعترض على التمديد للبعثة الأممية.

وقال عصمت لـ (التغيير) إن الوضع سيكون اشكالي وفولكر لن يستطيع العمل، لو تمسكت الأمم المتحدة به.

وأوضح الخبير، أن المبدأ الدبلوماسي وفقا لاتفاقية فيينا يشمل الدبلوماسيين ممن (تعتمدهم) البلدان الأخرى وفقا لعلاقات ثنائية.

من ثم، وطبقا لفيينا نفسها يسمح القانون لدولة ما ان ترد بالمثل وتطرد السفير المقابل، بينما لا يحق للأمين العام إعلان أي قرار مماثل بحق اي ممثل للسودان.

وأكد أن الأمم المتحدة تذعن للقرارات من هذه الشاكلة لكنها في كل مرة تذكر الدول أن مبدأ الشخص غير المرغوب لا تنطبق عليه شروط معاهدة فيينا.

حجة قانونية

بدوره يرى السفير جمال محمد إبراهيم، أن الحجّة القانونية والدبلوماسيةستظلّ تدور حول الأمر ، وستسـوّد صفحــات وأوراق ومذكرات، ولكن ستبقى وزارة الخارجية السودانية أول من يلام في عدم التوفـيــق في إخراج قرار التخلص من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة من الملف السوداني بحصــافةٍ وبقدرٍ من الاقناع والاقتناع المتبادل.

وقال جمال لـ (التغيير) لعلّ سوء التقدير من طرف وزارة الخارجية السودانية، لم يقف عند حدود، بل مضى ليؤلب على مبعوث الأمين العام منظماتٍ إقليمية وأطرافا حادبة على أحوال الســودان، تنصح أن لا تتعامل جميعها مع رجل قــرّر السودان إعلانه “شخصاً غير مرغوب فــيه”.

تخلص من المبعوث

ويضيف السفير، وإني وقد أجزم هنا أن دبلوماسيي وزارة الخارجية السودانية، فيهم من حذق المهنة وأمسك بتقاليدها ولان لهم قيادها، فكيف تطيش سهامهم الدبلوماسية فيقعون في أخطاء أثارت عليهم سخرية في الأوساط السياسية والدبلوماسية.

ويتابع: “ولو أمعنا النظــر ملياً ، ســنرى أن لبعــض الجنرالات الحاكمين حاليا في الخرطوم ، يـدٌ في إخراج ذلك القرار الخاص بالتخلص من المبعوث الأممي على هذا النحو الذي بدا وكأنه فضيحة دبلوماسية.

ويقول إن النصح الدبلوماسي لم يجد أذنا تصغي ولا حكيما يدرك، والقتال يدور في شوارع الخرطوم وأغلب عناصر وزارة الخارجية بما فيهم وزيرها المكلــف لا يُسمع لـهم همسٌ ولا صـــوتٌ ولا حراك.

وأن النظام العسكري القابض الذي تخلص من مبعوث الأمين العام القـــديم “إيان برونـك” في عـــام 2006م، كان أكثر حكمة وأدقَّ حصافة، مثلما كانت عناصره الدبلوماسية في وزارة الخارجية وقتذاك أكثر كفاءة في المناصحة وأمتن اقـتدارا في الاقناع.

وتسأل “إبراهيم” إن كان توقــيـت إثارة معــركــة دبلوماســية مع المجتمع الدولي، تضاف إلى المعارك التي سـموها “عبثية”، هو توقيت مناسب، أم هو توقيت يصبّ الزيت على النار اللاهبة؟.

لنا مثلٍ يعرفه السودانيون جيّداً يكاد يكون مفصلا تفصيلا كتفصيل الغمد للسكين.

ألسنا في السودان من استقدمنا ذلك المبعوث إذ وافق الأمين العام للأمم المتحدة على إرساله لعوننا، فأنكرنا دوره ورفضنا مهمته؟.

حفظ ماء الوجه

وذهب مراقبون إلى أن من حق الدول أن تطلب تغيير المبعوث الأممي في حال انها رأت مخالفته للتفويض الذي جاء من أجله.

وتوقع المراقبون أن تتم عملية حفظ ماء وجه للأمم المتحدة في السودان
بحيث يسمح لفولكر بالدخول و المغادرة في قت وجيز أقل من 72 ساعة، من ثم يتم تسمية من ينوب عنه نائب ممثل الأمين العام، مثل ما حدث مع “برونك”.

واوضحوا أن من يخلف فولكر لن يغير سياسة البعثة على النقيض سيكون أكثر تشددا وأقل تصريحا و تحدثا.

تاريخ الخبر: 2023-06-12 15:23:29
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

وزارة الدفاع تعلن وظائف عسكرية للجنسين - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:23:59
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

بسبب انخفاض الذكور.. 90% في اليابان يدعمون فكرة تولي امرأة م

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:22:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في عدد من الجامعات الأمريكية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:22:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

أعضاء مجلس الأمن يعربون عن قلقهم بشأن تصاعد التوتر في السودا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:22:28
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية