بعد أن كان يقارع الكبار، سلك نجران طريقا منحدرة بهبوطه من دوري المحترفين إلى دوري الدرجة الأولى نهاية موسم 2016، واختتمها بهبوطه أخيرا إلى دوري الدرجة الثانية.

وأكثر ما تخشاه جماهيره العريضة أن يستمر مسلسل الانحدار إلى ما هو أكبر، فخلال 7 مواسم عانى مارد الجنوب تغيير الإدارات والأجهزة الفنية، فكان الختام أكثر مرارة.

تعددت الأسباب والمسببات، وحاول كثيرون إيجاد الحلول والعلاج، لكن دون جدوى، والجميع يتساءل: ما هو المصير المنتظر لنجران؟.

تخبطات ومجاملات

أوجز نجم نجران السابق محمد حرشان أسباب سقوط المارد في عدة أمور، أبرزها تخبط الإدارة في كثير من قراراتها، خاصة الفنية، مع فقدانها الخبرة الإدارية اللازمة لتسيير أمور النادي والفريق، ومجاملة بعض اللاعبين على حساب آخرين جيدين، والتفريط في لاعبين أجانب كانوا جيدين في الموسم الماضي، وتدخل الإدارة في الأمور الفنية.

وبيّن أنه يعلم من مصادر موثوقة أنه تم تسجيل لاعبين محترفين محليين تربطهم صلة قرابة بعدد من أعضاء الإدارة على حساب لاعبين على مستوى عالٍ بدرجة الشباب، ذهبوا للأسف للأخدود، وتم تسجيلهم كلاعبين محترفين.

ووجه حرشان نصيحة للإدارة الحالية المكلفة بتقديم استقالتها فورا، وتسليم النادي لوزارة الرياضة، ليعود نجران إلى دوري الأولى.

فكر متواضع

عزا لاعب النادي السابق علي آل ضاوي الهبوط إلى الفكر الإداري المتواضع والتخطيط السيئ والاختيارات غير الموفقة، سواء للاعبين الأجانب أو المحليين، من قِبل الإدارة الحالية التي كانت بعيدة عن النادي سنوات طويلة، ولم تكون مهيأة للمهمة على الإطلاق. كما أنها لا تقبل الرأي والرأي الآخر.

وقال: «فكرهم وعقليتهم عادت بنا للوراء 20 عاما، فلم نشاهد أي فكرة إدارية ناجحة، اللهم، وهذا ما يحسب لهم، تقليص الديون فقط، لكن تفرغ بعضهم للمناوشات في مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف الشديد كانت هناك مجاملات ومحاباة للاعبين غير مؤهلين على الإطلاق لتمثيل الفريق، وجاء ذلك بالضغوط على كل مدرب تسلم المهمة، فلماذا يقدمون مصلحة أولئك اللاعبين على مصلحة النادي والفريق؟!، وللعلم الإدارة الحالية حصلت على أكبر دعم من أعضاء الشرف، وهو دعم غير مسبوق في تاريخ النادي، ولكن كان تصرفهم في ذلك الدعم غير احترافي، وذهب سدى، ولا أنسى تعاملهم في التعاقدات الأجنبية والمحلية التي كانت عبر وكيل أعمال واحد فقط لم يجلب سوى رجيع الأندية السيئ، ولم يبحث إلا عن مصلحته في تصريف اللاعبين».

وتمنى آل ضاوي، إن كان نجران ومصلحته تهم الإدارة، أن تعلن عبر موقع النادي الرسمي استقالتها الجماعية، كما فعل الرئيس السابق صالح آل حيدر، الذي كان شجاعا واستقال، لعل وعسى أن يكون هناك من يقدم شيئا جيدا لنجران أو أن يتم تسليم النادي للوزارة، فهو يتبع للدولة، وستتولى أمره.

قضايا متراكمة

من جهته، قال مدير الاحتراف بالنادي فهد عسلان: «عملت كمدير احتراف أُعنى باللاعبين وما يخصهم، من عقود وتسجيل وعقوبات ومخالفات، ولست مخولا بالحديث فيما مر به نجران ومسببات الهبوط».

وأضاف: «كنت متفائلا بالبقاء، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، ولعل في الأمر خيرة، ونجران فقط يحتاج ترتيب الأوراق من جديد، والتفاف المحبين من حوله، وسيعود أقوى، وقد هبطت أندية لها تاريخها وعادت قوية، واعتبر ما حدث مرحلة إعادة بناء وتصحيح، وهذا مفيد للنادي الذي عانى كثيرا في السنوات الماضية تراكم القضايا والديون التي أنهكته، وبإذن الله نجران سيعود أقوى بتكاتف الجميع».

تجاهل الأهم

قال لاعب ومدرب نجران سابقا يحيى آل خريم: «منذ 2017، وعقب هبوط الفريق للدرجة الأولى، وهو يعاني الأمرين، ولم يجد من يعيد له البناء بتخطيط سليم وممنهج، ولم يجد القيادة الإدارية القادرة على إعادة الفريق البطل، والتي تمتلك الخبرة والدراية والثقافة الرياضية والفكر الرياضي والشخصية الفذة ذات العلاقات القوية مع الجميع من كبار نجران ورجال الأعمال، وعام بعد آخر كان الوضع يزداد سوءا، خصوصا أن الديون تتراكم والقضايا تكثر. إدارات توالت لم تقدم الجديد، بل كان الأمر يزداد سوءا، حتى حصل ما كان كثيرون يخشونه، وهبط نجران».

وأضاف يحيى: «اهتم كثيرون ممن تواصلوا مع الإدارات بتسديد ما يستطيعون من الديون، وإغلاق بعض القضايا، لكنهم تجاهلوا الأهم، وهو بناء الفريق، وجلب جهاز فني قادر على انتشاله، وكذلك جلب محترفين أفضل من العناصر المحلية، وللأسف تم تفريغ الفريق من عناصر مهمة بانتقالهم لأندية أخرى، وبتنسيق من البعض، فكان التفريط هو القشة التي قصمت الظهر».

وختم: «أتمنى الالتفاف من الجميع، واحتواء الأزمة، وترشيح القادر على رئاسة النادي، مع عناصر إدارية ذات خبرة ودراية، والتعاقد مع جهاز فني ذي كفاءة عالية، وجلب لاعبين محليين جيدين، وجهاز إداري محنك، وجعل مصلحة النادي نصب أعينهم بعيدا عن المجاملات».

أسباب هبوط نجران للثانية

- الفكر الإداري العقيم

- مجاملة بعض اللاعبين على حساب آخرين

- التعاقدات الفنية الضعيفة

- تراكم الديون والقضايا

- ضعف العمل الإداري

- التفريط في اللاعبين الشباب المميزين

- التدخل الإداري في العمل الفني