“يترجم إلى لغة الإشارة بكل حب منذ سنوات طفولته الأولي، ونجح في أن يقدم رسالة مهمة للمجتمع، بأن لغة الإشارة ليست رفاهية بل هي جسر التواصل بين الشخص الأصم والمجتمع من حوله، وأنها حق أساسي للأشخاص الصم الذين يبلغ عددهم في مصر ما يقرب من 10عشرة مليون شخص، بدونه لا يستطيعوا أن يتواصلوا مع الآخرين، أو يتعلموا بشكل جيد ويحصلوا على حقوقهم الأساسية في التعليم والعمل.” بيشوى عماد شاب في مطلع العشرينات من عمره، ولد في أسرة لوالدين من الصم وضعاف السمع، ولديه ثلاث شقيقات إحداهن من الصم، كانت جدته هي من علمته الكلام وتعلم من والديه منذ طفولته لغة الإشارة، حتى أنه في السابعة من عمره كان يقوم بدور المترجم لوالديه من الكلام إلى لغة الإشارة.

تحدثت “وطني” إلى الشاب بيشوى عماد، وقال:” حالياً أعمل مذيع الترجمة لبرنامج العباقرة بقناة القاهرة والناس، وقدمت الترجمة للنشرة الإخبارية فترة كورونا على قناة “دي ام سي”، وتشرفت بتكليفي بالترجمة إلى لغة الإشارة في احتفالية مبادرة” كتف في كتف” في شهر مارس الماضي تحت رعاية وبحضور رئيس الجمهورية وفى يوم الاحتفالية، خلصت شغلي زي كل مرة بقدم فيها رسالتي لكن المرة دي لقيت كتير من الحاضرين في الاستاذ بيتكلموا معايا، وحب ودعم كبير من الناس.”

أضاف بيشوى:” بالتأكيد نشأتي في أسرة لوالدين من الصم أثرت عليا بشكل إيجابي في حبي وإتقاني للغة الإشارة، خاصة في ظل وجود أب وأم أمنوا بي وحاولوا يقدموا لي كل سبل المعرفة، وتشجيعهم لي منذ الطفولة كان مهم جدا، حتى أني لما كان عندي سبع سنين فقط كانوا يعتبروني جسر التواصل بينهم وبين المجتمع، وكان تحدى كبير وضعتني فيه أسرتي والحمد لله نجحت فيه وزادت ثقتي في نفسي، وبدأت وأنا في الثالثة عشر من عمرى – على اثر مشادة بيني وبين زملائي في المدرسة تنمروا فيها على والدي ووالدتي لأنهم من الصم- البدء في البحث عن مبادرات ومؤسسات معنية بتعليم لغة الإشارة، وانتقلت من مرحلة الهواية مرحلة الاحتراف، وبدأت العمل كمترجم للغة الإشارة في سن صغير، وأصبحت إلى

عضوا في المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة، وقمت بالترجمة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومترجما للمجلس القومي لشئون الإعاقة، ومترجم للطلاب بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكذلك قام بترجمة بعض الفيديوهات لوزارة التضامن الاجتماعي، فيما يتعلق ببطاقة الخدمات المتكاملة والتي جاءت بالقانون رقم 10 لسنة 2018. بالإضافة إلى أنه تم تكريمي

‎ تكريم شرفي من الاتحاد الأوروبي والمركز الدولي لحقوق لنشاطه في خدمة مجتمع ذوي الإعاقة السمعية.

كما قمت باقتراح وتنفيذ فكرة

‎ (إتكلم…إشارة) بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والتي نالت دعم السيد الوزير دكتور رضا حجازي وسيتم تعميمها على جميع المدارس في مصر، وسيتم وضعها في كتاب القيم واحترام الأخر كجزء مهم من نسيج المجتمع المصري.”

وأكمل حديثه قائلا:” أحب أن أوجه رسالة للشباب الصم وضعاف السمع، هناك اهتمام من قبل أجهزة الدولة بالأشخاص ذوي الإعاقة وعليكم دائما السعي والاجتهاد والمطالبة بحقهم في وجود ترجمة إشارة لكم، فهي جسر التواصل مع المجتمع من حولكم، ومن المهم أنكم تشتغلوا على نفسكم وتطوروا من مهاراتكم، السعي والاجتهاد يجبر من يتعامل معك على أن يعمل على

إيجاد بيئة مجتمعية داعمة لك، وتجعلهم يهتموا بالترجمة إلى لغة الإشارة، فهو حق من حقوقك لا تتهاون فيه.”

واستطرد قائلا:” منذ ما يقرب من 8 سنوات تم فتح الباب أمام الطلاب الصم وضعاف السمع للالتحاق بالجامعات وهو الأمر الذي لم يكن متاح من قبل، فاغتنموا هذه الفرصة، وصدقوا وأمنوا بنفسكم وقدراتكم لتنجحوا مهما كانت الصعوبات.”