أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين أن مجموعة فاغنر ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى على الرغم من تمرّد قائدها يفغيني بريغوجين الذي أنهي في نهاية الأسبوع، وفق ما نقلت وكالة فرانس بريس.
وقال لافروف في مقابلة أجرتها معه قناة “آر تي” الروسية إن عناصر فاغنر “يعملون هناك بصفة مدربين. بالطبع سيتواصل هذا العمل”، مشددا على أن الانتفاضة لن تؤثر على علاقات روسيا مع “شركائها وأصدقائها”.
وفي هذا الصدد، قال حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، إنه من السابق لأوانه الحصول على معلومات كافية فيما يتعلق بحيثيات ومآلات وسياقات التمرد الذي قاده زعيم شركة فاغنر في روسيا، على اعتبار أن كبريات الدول أو استخبارات هذه الدول لم تتوقع هذا التمرد وبالتالي من الصعب الجزم بخصوص حيثيات هدا التمرد وهل سيؤثر بصفة أو بأخرى عن نشاط شركة فاغنر في إفريقيا، خاصة في مالي وأفريقيا الوسطى، وبعض الدول الأفريقية الأخرى.
وأضاف بلوان، في تصريح للايام 24، أنه لايمكن الجزم أيضا أن النفوذ الروسي يمكن أن في منطقة إفريقيا، خاصة في مالي وأفريقيا الوسطى وبعض الدول الافريقية، لاعتبارات أساسية وهي أن الدول الافريقية ترتبط بعلاقات ديبلوماسية واقتصادية كبيرة جدا، بغض النظر عن الأنشطة المزعزعة للإستقرار التي تقودها شركة فاغنر.
وأوضح المتحدث ذاته أنه “مهما كانت حيثيات تمرد فاغنر داخل روسيا، فإن الكرملين سيستفيد من هذا الدرس، وسيقلل من حجم وسطوة هذة الشركة، شركة فاغنر للمرتزقة، بغض النظر عن مستقبل زعيمها المعروف بطباخ بوتين”.
وزاد قائلا “تصريح رئيس الديبلوماسية، أو وزير الخارجية الروسي جاء ليقلل من مخاطر العملية التي قامت داخل روسيا وأعتقد بأن نشاط فاغنر سيتأثر، لن أقول بأنه سيعرف تناقصا كبيرا في افريقيا وإنما سيتأثر بالأعمال التي اندلعت داخل روسيا، خصوصا وأن هناك ترتيبات جديدة سيقرها الرئيس الروسي والقيادة العسكرية فيما يخص التعاطي مع شركات المرتزقة مثل فاغنر “.
وتابع قائلا “Hما فيما يخص زعزعة الاستقرار داخل المحيط الإقليمي للمملكة المغربية، فاعتقد أن المغرب طور من فعالية تحركاته الداخلية الخارجية لحماية مصالحه الاستراتيجية في عمقه الإفريقي، بالاضافة إلى أن الديبلوماسية المغربية تحاول أن تفرق دائما أو توازي بين علاقاتها الطيبة مع روسيا، وفي نفس الوقت التعامل بحذر مع الانشطة المزعزعة للاستقرار التي تقودها شركة فاغنر في العمق الإفريقي خاصة في مالي وفي موريتانيا اللذان يشكلان عمقا إستراتيجيا للمملكة المغربية”.
وختم بلوان قائلا “إذن بغض النظر عن تصريحات وزير الخارجية الروسي أعتقد أن هده التصريحات جاءت لتطمئن حلفاء روسيا في القارة الافريقيةK خاصة في مالي وأفريقيا الوسطى وباقي الدول الاخرى ثم ايضا لتخفيف من حدة الازمة التي شهدتها روسيا داخليا ومحاولة التخفيف بتداعياتها الخارجية خاصة فيما يتعلق بصورة روسيا ومصالحها الإستراتيجية داخل القارة”.
