بدت السعادة غامرة، على وجوه 60 تشكيليًا صغيرًا، تتراوح أعمارهم ما بين 9 أعوام إلى 12 عامًا، وهم يشاهدون، توافد عشرات الزوار طوال الـ 5 أيام الماضية، لمتابعة لوحاتهم التشكيلية المتنوعة، في صالة العرض التشكيلي بدار نورة الموسى للثقافة والفنون المبدعة في مدينة المبرز بالأحساء، وتولى التشكيليون الصغار، الشرح للزوار عن لوحاتهم.

الفنون البصرية

كانت تلك اللوحات التشكيلية، هي حصيلة أعمال برنامج: «الإبداع الفني»، وهو عبارة عن ورشة تدريبية متخصصة للتشكيليين الصغار «الموهوبين والموهوبات في الأحساء»، بالتنسيق بين دار نورة الموسى للفنون المبدعة والإدارة العامة للتعليم في المحافظة، وخضعوا لبرنامج تدريبي فني المكثف، امتد لـ12 يومًا بواقع 6 ساعات يوميًا. واشتملت الورشة على تصميم واعتماد حقيبة تدريبية، على مناهج فنية «أكاديمية» عالمية، ضمت دروسًا في المهارات الأساسية التي يحتاج تعلمها كل فنان مهما كان أسلوبه الفني، كالظل والنور، ورسم المنظور، وتشريح جسم الإنسان، ورسم الطبيعة، وعناصر وأسس التكوين في العمل الفني، وذلك باستخدام خامات مختلفة مثل الرصاص والألوان المائية ولوحات الإكريليك. وهدف البرنامج، تقديم فرص فريدة لنمو المواهب المحلية، وتمكين الطلبة الموهوبين من إنتاج وتقديم أعمال فنية تثري قطاع الفنون البصرية.

رسومات الشخصيات

جسد التشكيليون الصغار في لوحاتهم في المعرض، رسومات الشخصيات، والأنيميشن، والطبيعة الصامتة، وغيرها، مع مراعاة الأسس التي تتحكم في تكوين العمل: «النمط، التناسب، التوازن، التنوع، الإيقاع، التكرار، التباين، الوحدة، السيادة، الحركة»، والعناصر الأكثر استخدامًا في العمل الفني: «النقطة، الخط، الشكل، القيمة، التجسيم، الملمس، الفضاء، اللون».

بدورها، أبانت المدربة في الورشة مريم بوخمسين، أن المعرض هو حصيلة جهد استمر عدة أشهر، لتحقيق رؤية مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية في دعم الموهوبين في مجال الفن وتبنيهم وتقديمهم للمجتمع الفني، ابتدأت الرحلة من تحديد الفئة المستهدفة ومحاولة الوصول لها بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم، وجرى اختيار المرشحين من خلال تقييم أعمالهم الفنية المرفوعة وإخضاعهم لاختبار القدرات الفنية والإبداعية للتأكد من أهليتهم للالتحاق بالبرنامج، وتنوعت التمارين في الورشة، لتمتد إلى المهارات اليدوية، وقراءة وتحليل العمل الفني، والقدرة على التعبير الكتابي عن الفن، علاوة على تطبيق أنشطة لتحقيق أغراض مختلفة.

التفكير خارج الصندوق

أعلنت مديرة دار نورة الموسى للفنون المبدعة في الأحساء صابرين الماجد، احتضان مجموعة من هؤلاء التشكيليين الصغار، مع التركيز على اختيار من يمتلكون معلومات ثقافية وفنية متخصصة، ويستطيعون التفكير خارج الصندوق، والحديث عن أنفسهم وأعمالهم ولوحاتهم ببراعة، والاحتضان، يتضمن مشاركتهم في المعارض والمحافل التشكيلية داخل وخارج المملكة، والإشراف والمتابعة وتقييم أعمالهم بصفة دورية، وإدراجهم في دورات تدريبية متقدمة.