أحمد البوحساني
أعلنت مجموعة من الضباط العسكريين اليوم الأربعاء عن إطاحتهم بنظام الحكم في جمهوريه الغابون، وهي دولة تقع في غرب وسط إفريقيا. وتعتبر واحدة من أكثر دول المنطقة تقدمًا، حيث تحتل مرتبة متقدمة في مؤشر التنمية البشرية في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية. وذلك راجع بالاساس إلى الكثافة السكانية المنخفضة التي تبلغ حوالي مليوني نسمة، إلى جانب توفرها على ثروات طبيعية متنوعة، وخاصة النفط، مما جعلها تحصل على لقب “عملاق النفط” في إفريقيا.
تمتد مساحة الغابون إلى حوالي 270 ألف كيلومتر مربع، و يحدها من الغرب خليج غينيا وغينيا الاستوائية إلى الشمال الغربي، والكاميرون إلى الشمال، و الكونغو إلى الشرق والجنوب. حققت الغابون استقلالها عن فرنسا في عام 1960، وشهدت تباعًا تولي ثلاثة رؤساء فقط على حكم البلاد منذ ذلك الحين. كان اولهم بليون مبا عام 1961، الذي اتهم بتطبيق نظام حكم “ديكتاتوري” والسعي لتحقيق مصالح فرنسا. وبعد وفاته في عام 1967، تولى الحكم عمر بونغو حتى وفاته في عام 2009. تلاه نجله علي بونغو الذي يشغل منصب الرئيس حاليًا .
تتوفر جمهورية الغابون على ثروة نفطية هائلة، حيث تم اكتشاف العديد من رواسب النفط في المناطق المجاورة للعاصمة ليبرفيل في عام 1931. بفضل هذه الرواسب، تحتل الغابون مكانًا ضمن أكبر خمسة منتجين للنفط الخام في جنوب الصحراء الأفريقية، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
في سنة 2016، عادت الغابون رسميًا إلى عضوية منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” ، بعد أن كانت عضوًا سابقًا في الفترة بين 1975 و1995، و غادرتها مؤقتًا بسبب الرسوم السنوية المرتفعة.
بلغ إنتاج الغابون من الغاز الطبيعي 454 مليون متر مكعب بنهاية عام 2021، مقارنةً بـ 80 مليون متر مكعب فقط في عام 2010، وفقًا لتقرير سنوي منظمة “أوبك”. كما تشير الأرقام أيضًا إلى أن الغابون تمتلك احتياطيات غاز طبيعي بلغت 26 مليار متر مكعب بنهاية عام 2021، والتي توجد أساسًا في حقول النفط.
تعتمد الحكومة الغابونية بشكل كبير على عائدات النفط الخام، حيث تسهم هذه العائدات بنسبة تقارب 45 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى جانب عائدات سوائل أخرى. بالإضافة إلى ذلك، شكلت صادرات النفط و السوائل الأخرى نحو 79 في المائة من إجمالي عائدات الصادرات خلال عام 2021.
و تصنف الغابون في المرتبة 21 من بين 53 دولة إفريقية في مؤشر إبراهيم للحكم الإفريقي لعام 2009، والذي يُعد مقياسًا شاملاً لأداء الإدارة في القارة الإفريقية.
و تحظى البلاد أيضًا بطبيعة ساحرة تشمل غابات مطيرة تغطي 85 في المائة من مساحتها و مناخ استوائي، مما يجعلها وجهة سياحية محببة.
