بعد الكارثة التي لحقت بالمدن المنكوبة في شرق ليبيا، جراء الفيضانات والسيول التي محت أحياء بكاملها، أكد مستشار رئيس البرلمان الليبي، فتحي المريمي، اليوم الخميس، أن الحكومة فعلت ما يمكن القيام به لمواجهة الكارثة التي ضربت البلاد.
جاء هذا التصريح، بعدما أعلن البرلمان الليبي في وقت سابق اليوم أنه قرر استدعاء الحكومة الأسبوع المقبل لمعرفة إجراءاتها لمواجهة الكارثة.
تحقيق في الكارثة
وأضاف رئيس البرلمان عقيلة صالح، اليوم، أن البرلمان طالب النائب العام بالتحقيق في الكارثة، وتبيان ما إذا كان هناك تقصير.
أتى هذا بعد كلمة ألقاها صالح خلال جلسة طارئة لبحث تداعيات كارثة الإعصار دانيال، طالب فيها بإعادة الوضع إلى طبيعته خلال ستة أشهر فقط.
وقال إن الحكومة "مطالبة بإعادة الوضع إلى طبيعته في مدة لا تزيد عن ستة أشهر".
كما حث الحكومة على المزيد من العمل لتوفير السكن والعلاج وتعويض المتضررين في أسرع وقت ممكن.
وأكد أن البرلمان سيصدر ما يلزم من تشريعات لتوفير الأموال اللازمة لمواجهة التداعيات، مضيفا أن ما حل بالبلاد "كارثة طبيعية لا مثيل لها، وقوة قاهرة لا يمكن دفعها".
مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي رمزي الرميح: نصف "درنة" أصبح مدمرا.. والكارثة لم تكن ستحدث لو كانت #ليبيا موحدة#العربية pic.twitter.com/z2deAfdKGV
— العربية (@AlArabiya) September 14, 2023
جثث في كل مكان
أتت تلك التصريحات بينما يتوالى انتشار الجثث من تحت الركام والأنقاض والمنازل الغارقة في شرق البلاد، وسط توقعات بأن يفوق عدد القتلى الـ 20 ألفا، لاسيما بعد تأكيد الجهات الرسمية وجود آلاف المفقودين.
وكانت مدن درنة وشحات والبيضاء أكثر المناطق المتضررة جراء هذا الإعصار، بعد أن غمرت السيول الشوارع.
إلا أن درنة جسدت الكارثة الأكبر، بسبب موقعها الجغرافي في أسفل الوادي، فضلا عن انهيار سدين فيها ما فاقم المأساة ورفع عدد الضحايا.
كيف دمر سد وادي #درنة المدينة الليبية خلال ساعات؟.. مراسل #العربية محمد مسعود يقف قرب أطلالها لشرح الأسباب#ليبيا pic.twitter.com/Bn9wTvVGjv
— العربية (@AlArabiya) September 14, 2023
إذ دمرت السيول الناجمة عن الإعصار السدين، مساء الأحد، لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة، وتجرف في طريقها مباني بأكملها إلى البحر، وفي داخلها عائلات نائمة. وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها.
كما تناثرت ملابس ولعب أطفال وأثاث وأحذية وممتلكات أخرى على الشاطئ بسبب السيول.
فيما تباينت تقديرات أعداد القتلى المؤكدة التي قدمها المسؤولون حتى الآن، ولكنها جميعها أكدت أنها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين. وقال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي للعربية/الحدث إن الوفيات قد تصل إلى ما بين 18 ألفا و20 ألفا، استنادا إلى حجم الأضرار.