قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن روسيا تخطط لزيادة إنفاق الميزانية بنسبة كبيرة تصل إلى 25.8% إلى 36.6 تريليون روبل (383 مليار دولار) في عام 2024، مع توقع زيادات كبيرة في الإنفاق العسكري والاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار.
ووجهت روسيا أموالاً بشكل كبير نحو ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، وسيرتفع الإنفاق الاجتماعي مع اقتراب الانتخابات التي من المتوقع أن يسعى فيها الرئيس فلاديمير بوتين لولاية أخرى مدتها 6 سنوات، وفقاً لما ذكرته "رويترز"، واطلعت عليه "العربية.نت".
وقال ميشوستين في اجتماع حكومي متلفز، يوم الجمعة، إن خطط العام المقبل تتوقع أن يعادل الإنفاق حوالي 20.4% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن تواجه روسيا عجزاً صغيراً في الميزانية، مع توقعات بإيرادات تصل إلى 35 تريليون روبل.
وأضاف ميشوستين "مثل هذا النمو الكبير سيكون ممكنا بفضل مواصلة تطوير اقتصادنا". "وكجزء من هذا، يجب أن تكون الإيرادات غير النفطية والغاز ضعف عائدات النفط والغاز".
أكثر مرونة
لقد أثبت الاقتصاد الروسي أنه أكثر مرونة في مواجهة العقوبات الغربية كما تصور أغلب المراقبين الروس والغربيين في البداية، ولكنه الآن يتصارع مع التضخم المستمر ــ الذي يبلغ معدله السنوي 5.45%، وهو أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 4% ــ وأسعار فائدة تتجاوز 10%.
وقال وزير المالية أنطون سيلوانوف إن روسيا ستعود إلى اتباع قاعدة ميزانيتها في عام 2024، متصوراً سعر النفط عند 60 دولاراً للبرميل.
وبموجب قاعدة ميزانيتها، تبيع روسيا العملات الأجنبية من صندوق الثروة الوطنية (NWF) للتعويض عن أي نقص في إيرادات صادرات النفط والغاز، أو تقوم بعمليات شراء في حالة وجود فائض.
الإنفاق الدفاعي
وتناقش الحكومة خطط الميزانية للسنوات الثلاث المقبلة. وذكرت "بلومبرغ نيوز" أن روسيا تخطط أيضاً لزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي العام المقبل، ليرتفع إلى 6% من الناتج المحلي الإجمالي من 3.9% في عام 2023 و2.7% في عام 2021.
ويدعم ارتفاع تكاليف الدفاع التعافي الاقتصادي المتواضع في روسيا هذا العام مع ارتفاع الإنتاج الصناعي، ولكنه دفع بالفعل تمويل الميزانية إلى عجز يبلغ نحو 24 مليار دولار ــ وهو الرقم الذي تفاقم بسبب انخفاض عائدات التصدير.
وقال سيلوانوف إن روسيا تخطط لزيادة الاقتراض المحلي إلى أكثر من 4 تريليونات روبل سنويا لتمويل العجز لديها.
ضاعفت موسكو هدفها للإنفاق الدفاعي في عام 2023 إلى أكثر من 100 مليار دولار، حسبما ذكرت وكالة رويترز حصرياً في أغسطس، مع تصاعد تكاليف الصراع في أوكرانيا وفرض ضغوط متزايدة على المالية الحكومية.
وقال سيلوانوف إن صندوق الثروة القومية الروسي سيمتلك 6.7 تريليون روبل بحلول نهاية عام 2024، انخفاضاً من 13.7 تريليون روبل، أو 9.1% من الناتج المحلي الإجمالي اعتباراً من الأول من سبتمبر/أيلول.
