أفتتح مساء أمس الأحد بقاعة الزمالك للفن معرض انا وحبيبي للفنان هانى فيصل.
المعرض يضم ثلاثين عملا فنيا ،حالة من التلاحم التى جمعتهم معا،فلا يمكن الفصل بينهم بعد الوصال يقترب الفنان هانى فيصل فى معرضه الحالى انا وحبيبي من كتب الجرانيت الصلبة ليطلق منها حالات إنسانية متنوعة من الألفة والمحبة،ليس فقط بين رفاق الحياة وإنما كذلك بينهم وبين الكائنات الحية فى صيغ تجنح للخيال أحيانا كتلك الحالة التى امتطى فيها الزوجين أحد الطيور.
ومنذ الوهلة الأولى يمكن أن تلمح تأثر الفنان بالشخصية المصرية فى أعماله،تأثرا يصل بين الحاضر والماضي فبين الشخصيات العادية التى تقابلها يوميا لتحمل ملامحها ووقفتها وتفاصيل الجسد ما يؤكد أنها مصرية صميمة وصولا للمصرى القديم بفلسفته فى النحت.
وعلى اختيار الفنان هانى فيصل بخامة الجرانيت التى قدم بها معظم أعماله بصلابتها ورصانتها،الا انه استطاع تطويعها للتعبير عن الإنسان بمشاعره التى تنعكس فى تفاصيل كثيرة من بينها ملامح الوجه،وهو الأمر الذى احتاج لسنوات عديدة لفك أسرار تلك الخامة العنيدة واستنطاقها بما يترجم ما يسكن فى مخيلته.
وقد بدأت علاقة الفنان بخامة الجرانيت من خلال مشاركته فى سيمبوزيوم أسوان النحت فى دورات عديدة منذ بدايته،وصولا لتوليه منصب قومسير السيمبوزيوم لثلاث سنوات متتالية تلك الخامة التى استحوذت على وجدانه ليتعرف على تقنيات العمل عليها.
وبين البورتريهات الفردية والعلاقات الثنائية والثلاثية يقدم الفنان مجموعته الحالية التى تعكس تطور رحلته الفنية بداية من البورتريهات الأفريقية التى شغلته من خلال رحلته الى كينيا للتعرف على قلب القارة الأفريقية وصولا لناس أسوان الذين قضى بينهم الكثير من الوقت سواء بحكم تعدد اسفاره إليها للمشاركة فى سيمبوزيوم أسوان للنحت او لروابط عائلية.
ينتقل الفنان هانى فيصل من فكرة لأخرى فى كل عمل فتارة يحتفى بالجسد الإنسانى برشاقته وتارة أخرى وهو يحتفى بالإنسان مهما كان شكل جسده ،فحتى الأجساد البدينة المترهلة لها جمالها الخاص تارة يسجل لحظة شرود وأخرى الإحساس بعزة النفس ،أحيانا يميل الى كلاسيكية العمل كما فى تمثال الراهب وأخرى للمبالغة الكاريكاتيرية؛لا سيما فى علاقات الأفراد والطيور والحيوانات،كذلك الرجل الذي يحمل قردا فوق رقبته كابنه.

كذلك يترك الفنان فى عدد من الأعمال جزءا من الخامة على خشونتها،ليبدو عمله الفنى وكأنه ينبثق كزهرة من قلب الجرانيت،وبين الأسود الذى يمنح الفرصة للتأكيد على ملامح الوجه ودرجات الرمادى التى استخدمها الفنان فى الملابس وفى قواعد التماثيل تنوعت الأعمال التى نراها في معرضه الحالى،الذى يأتي كنتاج عشر سنوات من العمل الفنى،إذ استغرقت بعض القطع ما يزيد عن عام ونصف حتى ينتهى منها بالشكل الذي يرضيه.
ويستمر المعرض حتى ١٧ أكتوبر.