كأس الجزائر تعيد بونة إلى واجهة الأحداث

أولمبيك عنابة يدخل لائحة كبار - اليد - الجزائرية

كتب فريق أولمبيك عنابة صفحة جديدة في سجل كرة اليد الجزائرية، بتتويجه مساء أول أمس، بالنسخة 54 لكأس الجزائر، الأمر الذي مكنه من دخول قائمة الأبطال الذين عانقوا «السيدة المدللة» منذ أول طبعة سنة 1967، ويصبح الفريق رقم 13 الذي يسجل حضوره في اللائحة، ولو أن هذا الإنجاز تحقق في ظروف استثنائية، جسدت عودة «اليد» العنابية بصورة تدريجية إلى الواجهة، لأن نادي «لوما» بصم على «ملحمة»، تحدى من خلالها كل العقبات التي اعترضت طريقه إلى منصة التتويج، بفضل سلاح الإرادة، لتكون الثمار انجاز تاريخي ضمد به جراح الرياضة بالولاية رقم 23، وأهداها لقبا وطنيا، هو الثاني من نوعه في سجل كرة اليد، بعد ذلك المحقق قبل 56 عاما، ليطوي بذلك صفحة الانتكاسات، ويفتح عهدا جديدا بخزان ثري بالمواهب الشابة، التي سطعت مبكرا في الساحة الوطنية، مما يوحي بحدوث «نهضة» في هذه الرياضة بولاية عنابة في هذه الفترة.

روبورتاج: صالح فرطاس

«ملحمة» كرة اليد العنابية بقاعة ميلود هدفي بوهران، كانت من ثمار الإرادة الفولاذية التي تسلحت بها أسرة «الأولمبيك»، لأن هذا الفريق كان يبحث عن لقب وطني يمكنه من دخول التاريخ، مع وضع كل الصعوبات المقترنة بالجانب المادي جانبا، وأبرز دليل على ذلك أن تشكيلة المدرب بودرالي، تنقلت إلى «الباهية» لتنشيط النهائي برا، على متن الحافلة، في رحلة «ماراطونية» دامت 14 ساعة، لكن ذلك لم يكن له أي تأثير على آداء الحارس المتألق زموشي ورفاقه، ولو أن «النهائي» امتد على مدار 80 دقيقة، بعد الاحتكام إلى خوض 4 أشواط إضافية، فكان الحضور الذهني والبدني كبيرا لتشكيلة «لوما»، التي تحدّت مشقة السفر برا، وحسمت اللقب في الشوط الإضافي الرابع، لتحقق بذلك انجازا تاريخيا ولد من رحم الأزمة والمعاناة، لأن الإرادة صنعت الفارق، لأن رحلة الألف كلم انطلقت بخطوة، ونهايتها كانت باعتلاء منصة التتويج.
واضطر أبناء «بونة» إلى العودة برا من وهران، في رحلة دامت 17 ساعة، لكن إحضار «السيدة المدللة» أفضى أجواء استثنائية على هذه السفرية، وقد حط الفريق رحاله في حدود الساعة 11 من صبيحة أمس بمدينة عنابة، وقد حظي باستقبال من طرف مديرية الشباب والرياضة، وسط إشادة كبيرة من طرف الأسرة الرياضية بالولاية بالانجاز المحقق، لأن «الأولمبيك» قطف ثمار الإستراتيجية التي سطرها طاقمه المسير، والمتشكل بالأساس من لاعبين سابقين، في صورة الرئيس محمد دحراوي، وكذا المدير الفني عمار بوشامي، فضلا عن المدرب هشام بودرالي، وهي السياسة التي ارتكزت على الانطلاق من عمل قاعدي، على مستوى الفئات الشبانية، ليمتد مفعوله بانعكاسات جد إيجابية على حصد الأكابر.
العودة من وهران بكأس الجزائر، جعل من «الأولمبيك» الشجرة التي تغطي الغابة في الساحة الرياضية العنابية، لأن «بونة»، ورغم أنها من أهم الأقطاب الرياضية على الصعيد الوطني، بالنظر إلى المرافق التي تتوفر عليها، إلا أنها عاشت على وقع «قحط» كبير من حيث الانجازات، والدليل على ذلك أن آخر لقب كان قبل ربع قرن، لما توج فريق «الصلب» لكرة السلة بالبطولة والكأس في نفس الموسم، ومنذ ذلك الحين غابت النوادي العنابية في صنف الأكابر عن منصات التتويج، لكن «لوما»، والذي يعد مولودا جديدا كبر بسرعة البرق، وحجز مكانة مرموقة في الساحة الرياضية الوطنية بفضل فريق كرة اليد، انتظر إلى غاية مساء أول أمس، لينهي مرحلة «الجفاف»، ويهدي عنابة لقبا انتظره مطولا، وهو الثالث في هذا الاختصاص، بعدما كان الاتحاد قد انتزع «ّالثنائية» في سنة 1968، ويضرب الأولمبيك موعدا مع مغامرة إفريقية لأول مرة منذ تأسيسه قبل 17 عاما.
ص / ف

المدرب هشام بودرالي للنصر
الإنجاز تاريخي وقادرون على صنع مجد آخر للرياضة بعنابة
* سنلعب الموسم المقبل على 4 جبهات     * نلت 15 تتويجا كلاعب ولكن المذاق خاص كمدرب *الأولمبيك مدرسة ولا ننسى ما حققه الأصاغر والأشبال
اعتبر المدرب هشام بودرالي التتويج، الذي حققه أولمبيك عنابة من ثمار التضحيات الجسام التي قدمها كل أفراد النادي، وأرجع سر النجاح المسجل إلى الأجواء العائلية التي السائدة داخل الفريق، والتي جعلت كل الأطراف تتجند لصنع ملحمة.

وقال بودرالي في حوار خص به النصر، بأن إحراز كأس الجزائر لأول مرة مكن هذا الجيل من كتابة اسمه بأحرف من ذهب، لكنه ألح على ضرورة الاستثمار في هذه «الديناميكية» سعيا لتحقيق ألقاب أخرى، خاصة في الاستحقاقات القادمة، مع العمل على الظهور بوجه مشرف في المنافسة الإفريقية، ولو أنه اشترط القليل من الدعم، الكفيل بتحفيز اللاعبين على رفع التحدي.
في البداية ما تعليقكم على مباراة النهائي و"السيناريو" المجنون الذي سارت على وقعه؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أننا حققنا ما كنا نصبو إليه، وذلك بالتتويج بالكأس، لأننا كنا على دراية مسبقة بأن المهمة ليست سهلة، ومثل هذه المواعيد تتطلب المحافظة على التركيز والتوازن طيلة فترات اللقاء، وقد دخلنا المباراة بإرادة كبيرة، في ظل الجاهزية الكبيرة التي أبداها اللاعبون لتحقيق المبتغى، وبالتالي تجسيد الحلم الذي ظل يراودهم، لأن معانقة الكأس لم تكن تتطلب سوى النجاح في الفوز بمقابلة واحدة وختامية، مما دفع بنا إلى الإلقاء بالكرة في مرمى اللاعبين، والمراهنة أكثر على رد فعلهم الإيجابي فوق أرضية الميدان.
لكن أداء التشكيلة تراجع في الشوط الثاني، وكاد ذلك أن يكلفكم غاليا، فما سر الانتفاضة المسجلة في الأوقات الإضافية؟
من المستحيل أن يحافظ أي فريق على مستواه بنفس الريتم طيلة فترات المقابلة، وتحكمنا في مجريات الشوط الأول، كان نتيجة التفوق الذي أحرزناه من الناحية التكتيكية، لأننا درسنا المنافس جيدا، ومن جميع الجوانب، رغم أنه تدعم بخدمات 7 لاعبين من الطراز العالي، لكننا عملنا من جهتنا على وضع طريقة لعب تراعي نقاط قوة وضعف نادي الأبيار، والتفوق الذي أحرزناه في النتيجة كان منطقيا، رغم أننا كنا نتوقع رد فعل المنافس، وقد عاد من بعيد في المرحلة الثانية، لكن ذلك لم يسرب الشك إلى نفوس لاعبنا، بل حاولنا المحافظة على التركيز والتوازن، مع الاطمئنان على الجاهزية البدنية أكثر، ولو أن التعادل كان سيد الموقف في الأشواط الإضافية لثلاث مراحل، غير أننا أكدنا على حضورنا القوي على جميع الأصعدة في أخر شوط إضافي، فكان التتويج مستحقا باعتراف المنافس وكل المتتبعين.
وهل تراهنون على الخروج بالفريق من دائرة النسيان بفضل هذا الإنجاز؟
هذا التتويج أعاد لي الذكريات التي عشتها كلاعب، لما أحرزت كأس الجمهورية 15 مرة في المشوار الذي تقمصت فيه ألوان مولودية الجزائر، لكن النكهة كانت مختلفة، وأكثر حلاوة في مغامرتي كمدرب، وما زاد في حلاوتها أن اللقب تحقق في ظروف جد استثنائية، بعد تحدي الكثير من الصعاب، لأن طريقنا نحو هذا اللقب لم يكن مفروشا بالورود، واللاعبون أصروا على رفع التحدي، ومسايرة الطريقة التي اعتمدها الطاقم المسير، في ظل الافتقار لأدنى الإمكانيات المادية، كما أن 6 عناصر لعبت مشوار الكأس تحت تأثير إصابات، في صورة بن عمارة الذي كان قد أصيب بكسر في الإصبع، إلا أنه ألح على المشاركة منذ أول دور، وهذا دليل على الأجواء الأخوية الكبيرة السائدة داخل المجموعة، والتي كانت أهم سر في النجاح المحقق، لأن الفريق قطف الثمار بعدما استعاد بعض أبنائه، دون الخوض في تفاصيل رحلة النهائي برا.
الأكيد أن هذا التتويج سيكون نقطة انطلاق مشوار جديد لكرة اليد العنابية، فما هي رهاناتكم المستقبلية ؟
الرسالة التي وجهناها من وهران كان مضمونها واضحا، لأن عنابة تتوفر على خزان من المواهب في فريق «الأولمبيك»، بعد تتويج الأصاغر بلقب البطولة، والأشبال بكأس الجزائر، وهذا أبرز دليل على جدية العمل المنجز في النادي، في وجود أخصائيين من أبناء المدينة في كل الجوانب، وإذا ما توفرت لنا الامكانيات فإننا قادرون على صنع مجد آخر للرياضة بالولاية، مادامت المادة الخام متوفرة وجاهزة، وتحتاج إلى القليل من الدعم والعناية، ورهاناتنا القادمة كفيلة بالوقوف على مدى جاهزية المجموعة، انطلاقا من البطولة الوطنية التي سنستهلها في نهاية الأسبوع الجاري من ورقلة، مرورا بالكأس الممتازة، التي ستقام بعنابة، ونلاقي فيها وفاق عين توتة، وصولا إلى الاستحقاق الأهم، والمتمثل في بطولة إفريقيا للأندية، التي ستجرى في مارس 2024 بوهران، فضلا عن دفاعنا عن التاج الذي أحرزناه، وعليه فإننا سنلعب الموسم المقبل على 4 جبهات، وبطموحات كبيرة لمواصلة التألق.
حاوره: ص / ف

رئيس النادي محمد دحراوي
كسب 3 ألقاب في موسم دليل على جدية الاستراتيجية
طالب رئيس أولمبيك عنابة محمد دحراوي، بالتفاف كل الأطراف الفاعلة في ولاية عنابة حول الفريق، وذلك بتقديم القليل من الدعم للشبان الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل الرياضة بالولاية، وحتى على الصعيد الوطني، لأننا ـ كما قال ـ « لا يمكن أن نحجب الرؤية عن الظروف التي تحقق فيها التتويج بكأس الجزائر، والتي تستوجب الوقوف إلى جانب اللاعبين ومختلف الطواقم، التي أهدت «بونة» لقبا انتظرته أزيد من نصف قرن من الزمن».

وأوضح دحراوي في دردشة مع النصر، بأن رحلة بحث «لوما» عن الألقاب الوطنية لم تكن وليدة هذه الفترة، واستطرد بالقول في هذا الصدد: «لقد سطرنا إستراتيجية عمل بنيت بالأساس على التكوين، وهذا منذ تأسيس النادي سنة 2006، وقد بقينا أوفياء لهذا التقليد، رغم أن مهمة الصمود في الساحة الوطنية كانت في غاية الصوبة، بسبب الافتقار للإمكانيات المادية التي تشفع لنا بالمحافظة على الركائز، لأن انطلاقة فريقنا دوما تكون في ظروف عسيرة، جراء شح مصادر التمويل، والدليل على ذلك أن مشوارنا الناجح في منافسة الكأس هذا الموسم، انطلق بمساهمة بعض الغيورين، وذلك باقتناء العتاد والتجهيزات، مع التكفل بشطر من مصاريف النقل، ومع ذلك فكانت النتيجة لقب وطني، غاب عن كرة اليد العنابية منذ 1968».
وفي رده عن سؤال بخصوص سفرية وهران، والتنقل برا قال دحراوي : «حقيقة أننا نشتكي من انعدام الإمكانيات المادية، لكن السفر على متن الحافلة إلى وهران كان خيارا حتميا أملته الظروف المقترنة أساسا ببرنامج الرحلات الجوية، وكذا إجراءات حجز التذاكر، رغم إدراكنا المسبق بأن قطع مسافة تزيد عن 1000 كلم برا من شأنه أن يؤثر على الجانب البدني للاعبين، إلا أننا حاولنا توفير وسائل الاسترجاع، مع ضرورة التنويه بالإرادة الكبيرة التي تسلح بها اللاعبون، لأن الجو داخل المجموعة يبقى دوما أخوي، وهذا واحد من أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح سياسة الفريق».
وبخصوص الامكانيات المادية وانعكاساتها على مستحقات اللاعبين، أوضح ذات المتحدث، بأن تعامل المكتب المسير مع قضية المستحقات العالقة يبقى بمؤشر مرتفع من الديون، وأردف قائلا في هذا الخصوص: «ّ التنقل إلى وهران كان بوضعية مالية عالقة لكل لاعب، وهناك من العناصر من لم يتلق رواتب 9 أشهر، لكن الثقة المتبادلة بين اللاعبين والإدارة ساهمت في احتواء هذه الإشكالية، ولم يتم طرحها إطلاقا، وكل التفكير كان منصبا على التتويج باللقب، والعودة إلى عنابة بالكأس، لأن هذا الإنجاز قد يسمح لنا بنيل حصتنا الفعلية من الدعم والعناية، مادام الأمر يتعلق بأبطال أهدوا الولاية لقبا وطنيا، كما أن النادي يتواجد في «ديناميكية» تستوجب الالتفاف حوله، خاصة وأن الأصاغر توجوا بلقب البطولة، والأشبال أحرزوا كأس الجمهورية، وعليه فإن حصد 3 ألقاب وطنية في ظرف سنة واحدة دليل على جدية العمل المنجز».   
ص / ف

تاريخ الخبر: 2023-10-09 03:25:01
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:00
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 68%

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:25:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية