مازالت دول الخليج بمن فيها السعودية والإمارات والبحرين تسير في مسالك الدعم العربي للمغرب في قضيته الوطنية الأولى، بعدما جددت هذه الدول دعمها الكامل للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، في إطار التعاون الوثيق والمشترك بين الدول العربية.
ويأتي هذا التجديد في إطار تثمين الدول الخليجية والعربية المجهودات التي تبذلها المملكة المغربية، بهدف تكريس مؤشر التنمية البشرية في الأقاليم الجنوبية، مع دعم الحل السياسي والواقعي لقضية الصحراء المغربية وهو الحكم الذاتي.
في هذا الإطار، قال عباس الوردي، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن هذا “التجديد هو تكريس للعلاقات من أجل إعادة الاعتبار للمشهد العربي والخدمة العربية، لتدبير مجموعة من الإشكالات التي تعرفها المنظومة العربية على أساس اللحمة والتعاون المشترك والوثيق بين الدول العربية، من أجل تجاوز سياسة فرق تسود والاعتماد على سياسة التعاون في سياق العروبة وكذلك وحدة الأمة العربية”.
وأضاف الوردي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن هذا “التوجه أو الاعتراف المتجدد هو دائم عبر الزمان والمكان، ويحيلنا إلى مجموعة من المشاريع الكبرى التي انخرطت فيها المملكة المغربية والسعودية، بالإضافة إلى الإمارات المتحدة وخدمة مجموعة من الأجندات المرتبطة بالمصلحة المشتركة لهذه الدول”.
“المسافة أو الوضع الجيوسياسي بعيد بين هذه الدول، ونضيف ذلك قطر مشكورة على تجديدها هذا التوجه المرتبط بحجية مشروعية الحكم الذاتي”، يقول المتحدث، لافتا إلى أن “ذلك يتضمن عدة آليات تشير إلى رفع وثيرة التعاون بين الدول، ونوحد الصف من أجل بناء نظام عربي جديد عنوانه التعاون في السراء والضراء، وكذلك تدبير الأزمات في إطار الشراكة والتعاون”.
وأشار الوردي إلى أنه نحن أمام “نموذج مستحدث لتدبير المشترك للأزمات وبناء المشاريع، وكذلك لاحتضان الفعاليات الكبرى ككأس العالم لكرة القدم، علما أن الدول العربية تدعم بعضها البعض في هذه المشاريع وكذلك الاستماتة في أداء خدمة الأمن الإقليمي”.
