قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إنّ كل مؤسسات المجتمع المصرى التى تشارك فى قوافل المساعدات لأهالى غزة هدفها المساعدة فى حل الأزمة الإنسانية، لافتاً إلى أن العديد من الدول والمؤسسات الدولية تشارك فى هذا الملف، مشدداً على ضرورة توقف المأساة والخسائر البشرية الهائلة التى تحدث كل يوم فى قطاع غزة.

ووجّه «مدبولى»، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى من أمام معبر رفح البرى، أمس، الشكر والتقدير لكل الدول التى تحرص على تقديم المساعدات لأهالى غزة من خلال مصر، مؤكداً حرص القاهرة على إيصال كل المساعدات إلى أهالى غزة، كما وجّه الشكر والتحية لكل المتطوعين والعاملين فى القطاع المدنى، سواء الوطنى أو الدولى على بقائهم أمام معبر رفح وتجهيزهم للمساعدات من أجل إيصالها لأهالى القطاع، مشيراً إلى أنّه أعلن انطلاق خطة تنمية شمال سيناء اليوم، بعدما عانت من الإرهاب على مدار السنوات العشر الماضية، كما عانى أبناء القوات المسلحة والشرطة من هذا الإرهاب البغيض.

وأضاف: «لم يمر أسبوع دون استشهاد أحد رجال الشرطة أو القوات المسلحة أو أهالى شمال سيناء فى حوادث الإرهاب»، مشدداً على ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية الحالية ووقف نزيف الخسائر البشرية، وأن الأزمة لن تنتهى إلا بحل الدولتين ولن يكون هناك استقرار فى المنطقة دون تبنى العالم هذا الحل الذى أقرته الأمم المتحدة: «مصر تتبنى القضية الفلسطينية وحل الدولتين».

«مدبولى» من معبر رفح: مصر تحملت عبء القضية الفلسطينية وتؤمن بحل الدولتين .. وترفض سياسة العقاب الجماعى ويجب وقف نزيف الخسائر البشرية

وتابع: «برغم فداحة الحدث وأعداد الضحايا الأبرياء، يظل الحل الدائم هو حل الدولتين وهو الحل العادل لتلك القضية، ولذلك تحرص مصر على تبنى هذا الحل وتدعو العالم لتبنيه لعدم تكرار تلك الأزمة الإنسانية، فمصر تحملت عبء القضية الفلسطينية على مدار عقود منذ عام 48 وتعتبر من أكثر الدول دفاعاً عنها»، وأضاف أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية وأى حلول أخرى بخلاف حل الدولتين سينتج عنه عدم الاستقرار فى المنطقة.

وشدد على أن مصر ضد أى استهداف للمدنيين من أى جانب، وضد سقوط أى ضحايا من المدنيين الأبرياء، وهو التزام تنص عليه القوانين الدولية، فى هذا الشأن، وفى هذه الأزمة غير المسبوقة التى تحدث بقطاع غزة، ندعو كل دول العالم، أن يكون المنظور عادلاً بإدانة سقوط الضحايا من الطرفين دون ميزة لجانب أو أفضلية عن الآخر، وضد سياسة العقاب الجماعى، التى تحدث الآن ضد السكان والمدنيين فى قطاع غزة، ومنذ اللحظة الأولى تتحرك مصر على كل المستويات، بدءاً من القيادة السياسية، وكل أجهزة الدولة تعمل على حل الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التى يتعرض لها سكان القطاع الأبرياء.

ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الأوقاف انطلاق قافلة مساعدات إلى معبر رفح، على متنها مائتا طن سلع غذائية موجهة لقطاع غزة، وأشارت الوزارة، فى بيان لها، أمس، إلى أن القافلة الثانية ستنطلق اليوم الأربعاء محملة بـ50 طناً من اللحوم لأهالينا فى القطاع.

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنّ الإفراط فى القتل والتنكيل يؤجج مشاعر الكراهية والانتقام، بما يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم العالمى، مضيفاً عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى: «لقد آن لنا جميعاً أن ندرك معنى عمقنا القومى ومعنى الأمن القومى العربى، وأهمية وحدة صفنا العربى فى مواجهة التحديات التى تهددنا جميعاً وتهدد أمننا القومى العربى»، واصفاً الأمن القومى العربى بأنه أمر غير قابل للتجزئة فى ظل التحديات التى تواجهنا جميعاً، معاً سنكون قادرين على حفظ مصالح أوطاننا وحماية أمننا القومى، وتابع وزير الأوقاف: «آن لنا أن نعرف مَن معنا ومَن علينا ومن يتعامل بإنسانية حقيقية ومن يدعى إنسانية زائفة.. يجب ألا نخدع أنفسنا ولا نسمح لأحد بأن يخدعنا أو يخادعنا بعد كل هذه المعاناة التى يواجهها الأطفال والنساء دون اعتبار لمآسيهم».

واستكمل: «مهما كانت الظروف المحيطة بنا، علينا أن نثق فى الله عز وجل ثم فى أنفسنا، ونضاعف جهودنا فى مختلف المجالات للنهوض بوطننا»، كما وجّه وزير الأوقاف رسالة إلى حكماء العالم وعقلائه، وإلى كل مؤسساته الدولية والحقوقية والإنسانية قائلاً: «ألم تؤلمكم ضمائركم لما يتعرض له أطفال فلسطين من قتل ممنهج وحصار وتجويع، إلى متى الصمت وازدواج المعايير والكيل بمائة مكيال، أما آن لضمير العالم أن يستيقظ، إن لم يستيقظ الضمير الإنسانى الآن فمتى؟!، أليس أطفال فلسطين أطفالاً كسائر أطفال العالم لهم الحق فى الحياة الكريمة، الله الله فى أطفال فلسطين، الله الله فى نساء فلسطين، الله الله فى استهداف المدنيين العزل والحصار والتجويع والقتل الممنهج، وهل يقبل ما يسمى بالعالم الحر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية أن يحدث مثل ما يحدث فى فلسطين فى أى بقعة من العالم؟ بل ليسألوا أنفسهم هل يقبلون ذلك لأى من الكائنات الحية على ظهر الكرة الأرضية، إن ما يحدث جريمة فى حق الإنسانية كلها».