التفاؤل يسود أسواق النفط .. توقعات بنمو الطلب وسط بيانات إيجابية من آسيا


تلقت أسعار النفط الخام دعما من بيانات صناعية صينية جاءت أفضل من التقديرات السابقة إضافة إلى توقعات بنمو الطلب على النفط الخام، كما تلقت دعما آخر من بيانات التضخم في الولايات المتحدة، التي جاءت أضعف قليلا من المتوقع، ما زاد الآمال في أن أسعار الفائدة قد لا ترتفع مرة أخرى في أي وقت قريب.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن توقعات نمو الطلب على النفط لهذا العام ارتفعت إلى 2.4 مليون برميل يوميا من 2.3 مليون برميل يوميا في توقعات 2024 وذلك على الرغم من تباطؤ النمو في جميع الاقتصادات الرئيسة تقريبا ولكن لم يكن لهذا تأثير دائم على الأسعار.
وذكروا أن أسعار النفط تعرضت لضغوط شديدة خلال الشهرين الماضيين مع قلق المستثمرين بشأن المدى المحتمل لنمو الطلب خاصة في كل من الولايات المتحدة والصين، مشيرين إلى أن إجمالي إمدادات سوق النفط لا تزال محدودة للغاية.
وأشاروا إلى أن الأسعار تعززت أيضا بسبب الدلائل على أن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات صارمة ضد روسيا التي تتحايل على العقوبات على الرغم من أن السوق قد تشهد قريبا زيادة في الإمدادات من العراق في ضوء توقعات بأن المحادثات لإعادة تشغيل خطوط أنابيب الإمداد عبر تركيا من المناطق الكردية قد تتوصل قريبا إلى اتفاق، وقد يؤدي ذلك إلى تدفق نصف مليون برميل إضافي يوميا.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة إن معنويات السوق النفطية في وضع أفضل مما يدعم المكاسب، مشيرا إلى أن الطلب على النفط في وضع صحي، كما أن السوق لن تكون متشددة كما كان متوقعا في هذا الربع الأخير من العام الجاري.
ونقل عن بيانات دولية تأكيدها أن زيادة إنتاج النفط الخام من الولايات المتحدة والبرازيل تعوض الاستهلاك القوي من الصين، وفي الوقت نفسه تحافظ السعودية "أكبر منتجي أوبك" على معدلات الإنتاج المتفق عليها، وذلك بالتزامن مع تراجع تدفقات النفط الخام المنقولة بحرا من روسيا أيضا.
من جانبه، يرى سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف أن زيادات المعروض النفطي من خارج "أوبك+" تقاوم تأثير خفض الإنتاج للتحالف، الممتد لنهاية العام الجاري، وسيتم مراجعته في الاجتماع الوزاري الموسع لتحالف "أوبك+" في 26 نوفمبر الجاري، موضحا أن الولايات المتحدة تسير على الطريق لتحقيق رقم قياسي جديد لإنتاج النفط السنوي في 2023.
ولفت إلى أن أكتوبر الماضي كان هو الشهر الأعلى لإنتاج النفط في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرا إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام بشكل مطرد منذ انهيار كوفيد - 19 على الرغم من جهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لسرعة التحول نحو الطاقة الخضراء.
ويضيف جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا أن التعاون بين دول أوبك يكتسب زخما مستمرا خاصة مع انعقاد الاجتماعات الوزارية والرقابية والفنية للمنظمة بصفة منتظمة وقد تفاءل السوق بعد تعهد السعودية بالاستثمار في إصلاح مصافي النفط في نيجيريا التي تكافح لتلبية الطلب على الوقود، كما لا يزال أمام نيجيريا أشهر من بدء العمليات التجارية الكاملة في مصفاة دانجوتي الضخمة الجديدة.
ونوه إلى تأكيد وزارة النفط النيجيرية أن السعودية تمتلك القدرة على توجيه استثمارات كبيرة إلى نيجيريا وبالتالي تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتطوير البنية التحتية، مشيرا إلى تطلع نيجيريا إلى تعزيز إنتاجها من النفط والغاز وتعويض نقص الاستثمار في الطاقة الإنتاجية.
وتقول ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام، إن هناك حاجة مستمرة لتعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة سواء التقليدية أو الجديدة لتلبية احتياجات النمو خاصة في الاقتصادات الآسيوية وهي الأسرع عالميا في النمو، وذلك بحسب أحدث تقارير "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية، مشيرة إلى توقعات شركة "ريستاد إنرجي" أن يبلغ إجمالي الاستثمارات الرأسمالية الأوروبية في مجال الطاقة 173 مليار دولار هذا العام مدفوعة بإنفاق الطاقة الشمسية الكهروضوئية (25 في المائة)، وطاقة الرياح البرية (23 في المائة) والإنفاق على النفط والغاز (19 في المائة).
ومن المتوقع أن تستمر الاستثمارات في الارتفاع في العام المقبل، بنسبة 13 في المائة لتصل إلى 196 مليار دولار مع تسارع النشاط في الصناعات منخفضة الكربون مثل طاقة الرياح والهيدروجين واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، بحسب تسيلينا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط ببطء في تعاملات أمس، مع تجاوز إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في الصين التوقعات وفق ما جاء في بيانات اقتصادية صينية حديثة.
في الوقت نفسه، أسهمت توقعات IEA الخاصة بنمو الطلب على النفط الخام في تحرك الأسعار إلى أعلى بشكل طفيف.
وبحلول الساعة 07:00 صباحا بتوقيت جرينتش (10:00 صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير 2024، بنحو 20 سنتا، بنسبة 0.2 في المائة إلى 82.67 دولار للبرميل.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم ديسمبر 2023، بنحو 15 سنتا، وبنسبة 0.2 في المائة، إلى 78.28 دولار للبرميل، وعلى الرغم من التحركات البطيئة، ما زالت أسعار النفط متماسكة إلى حد كبير، مدعومة بإعلان إنتاج "أوبك" النفطي، وكذلك استمرار الخفض الطوعي الإضافي لإنتاج النفط من جانب السعودية وروسيا.
وفي أكتوبر الماضي 2023، ارتفع النشاط الاقتصادي في الصين، بالتزامن مع نمو الإنتاج الصناعي بوتيرة أسرع من المتوقع، وتجاوز نمو مبيعات التجزئة التوقعات، وهي علامة مشجعة لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 85.47 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 84.08 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع على التوالي، وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 86.50 دولار للبرميل.

تاريخ الخبر: 2023-11-16 03:23:05
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 47%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية