بينما وفر وقف القتال بين العدوان الإسرائيلي وحماس بعض الراحة للفلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، حاول السكان استغلال وقف إطلاق النار لتقييم الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بأحيائهم. وعاد الفلسطينيون الذين أنهكتهم الحرب في شمال غزة، حيث تركز الهجوم، إلى الشوارع لتفقد الأضرار، لكن ردت القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين الذين حاولوا العودة بإطلاق النار، وأمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بعدم العودة إلى الشمال أو الاقتراب لمسافة كيلومتر واحد (0.6 ميل) من السياج الحدودي.

هشاشة الهدنة

ودمرت الغارات الجوية مباني بأكملها في مدينة غزة وما حولها، مما أدى إلى مبان جوفاء، وتركت الأنقاض في الشوارع.

وقد عاد وقف إطلاق النار المتوتر بين العدوان الإسرائيلي وحماس إلى مساره بعد إطلاق سراح مجموعة ثانية من الرهائن. وجاءت المبادلة بعد تأخير دام ساعات، وهو ما أبرز هشاشة الهدنة.

مدة قصيرة

أودت الحرب بالفعل بحياة أكثر من 14854 فلسطينيا، ثلثاهم تقريبًا من النساء والقاصرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة

وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار لأربعة أيام، بدأ يوم الجمعة، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. ومن المقرر أن تطلق حماس ما لا يقل عن 50 رهينة إسرائيلية مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 سجينًا فلسطينيًا، جميعهم من النساء والقاصرين.

المساعدات والإغاثة

وأعطت هذه الهدنة بعض الراحة لسكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الذين ما زالوا يعانون القصف الإسرائيلي المتواصل الذي أدى إلى نزوح ثلاثة أرباع السكان من منازلهم، وتسوية المناطق السكنية بالأرض.

كما وصلت إلى مطار العريش الدولي في مصر الطائرة الإغاثية السعودية الـ20 التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة، حاملة على متنها مساعدات إغاثية متنوعة شملت مواد إيوائية وغذائية وطبية بوزن إجمالي يبلغ 39 طنًا، تمهيدا لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.



فتح النار

وقالت خدمة الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية فتحت النار يوم الأحد على مزارعين اثنين في وسط قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. ولم تقدم المزيد من التفاصيل، ولم يصدر تعليق فوري من الجيش.

وصاحبت الحرب في غزة تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. كما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، في وقت مبكر من اليوم الأحد، أن خمسة فلسطينيين قتلوا بغارة عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بدأت في اليوم السابق.

وشن الجيش الإسرائيلي غارات عسكرية متكررة، واعتقل مئات الفلسطينيين منذ بداية الحرب، معظمهم من الأشخاص الذين يشتبه في أنهم أعضاء في حماس.

رهائن مقابل سجناء

وتم إطلاق الرهائن الإسرائيليين، وقالت المستشفيات إن حالتهم البدنية جيدة.

وكان من بين الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم امرأتان على الأقل حُكم عليهما بأحكام طويلة، بعد أن أدانتهما المحاكم الإسرائيلية بارتكاب هجمات عنيفة. وينظر العديد من الفلسطينيين إلى السجناء الذين تحتجزهم إسرائيل، بمن فيهم المتورطون في الهجمات، كأبطال يقاومون الاحتلال، وقد احتفلوا بإطلاق سراحهم.

قائد حماس

وفي تطور منفصل، أعلنت حماس مقتل أحد كبار قادتها، دون أن تحدد متى أو كيف.

وتم تأجيل عملية التبادل السابقة بعد أن اتهمت حماس إسرائيل بانتهاك الاتفاق، الذي أدى إلى أول توقف كبير خلال سبعة أسابيع من الحرب التي تميزت بأكثر أعمال العنف الإسرائيلية - الفلسطينية دموية منذ عقود، ودمارا واسع النطاق، وتهجير في جميع أنحاء قطاع غزة، واحتجاز رهائن.

وأعلنت حماس مقتل أحمد الغندور، مسؤول شمال غزة عضو مجلسها العسكري الأعلى، وهو أعلى متشدد معروف أنه قُتل في القتال.

ويعتقد أن الغندور يبلغ من العمر نحو 56 عاما، وقد نجا من ثلاث محاولات إسرائيلية على الأقل لاغتياله.

وقالت حماس إنه قُتل مع ثلاثة نشطاء كبار آخرين، من بينهم أيمن صيام الذي تقول إسرائيل إنه كان مسؤولاً عن وحدة إطلاق الصواريخ التابعة لحماس.



اعتقالات الاحتلال الانتهاكية:


- اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 3200 فلسطيني من الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

- أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال وصل إلى أكثر من 7 آلاف أسير.

- من بين الأسرى أكثر من 200 طفل ونحو 78 أسيرة ومئات المرضى والجرحى، بعضهم بحاجة إلى تدخل طبي عاجل.

- صعدت قوات الاحتلال من عمليات الاعتقال منذ بدء العدوان، التي يرافقها عمليات اقتحام وتنكيل واسعة.

- بجانب تخريب وتدمير منازل الفلسطينيين، يعتدى الاحتلال بالضرب على عائلات المعتقلين، بالإضافة إلى ارتكابه جرائم الإعدامات الميدانية المتواصلة.