تحدث الراحل غازي القصيبي عن ثعلب السياسة الأمريكية وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، حيث قال القصيبي أنه التقى كيسنجر قبل أن يذهب للدراسة في لندن "في ندوة دراسية" أقامتها هارفارد واستغرقت 3 أشهر.

ومنذ ذلك الوقت أُعجبت به في بعض الأشياء ونفَرت من البعض الآخر.

وتابع القصيبي: أعجبني فيه الذكاء الخارق والذي كان واضحا جدا، أيضا قدرته على التعبير بدقة عما يريد.

كذلك التفكير المنهجي.

حيث أنك إذا اتفقت مع كيسنجر على المقدمات، فلابد أن تتفق معه على المسلّمات.

وعن الأمور التي لم تعجبه في كيسنجر، قال القصيبي: لم يعجبني تحيُّزه الصهيوني الواضح، حيث لم أحتاج أكثر من نصف ساعة لأدرك أن هذا الرجل صهيوني 100%.

أيضا من الأشياء التي نفّرت القصيبي من تفكير ثعلب السياسة الأمريكية، أن الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية لا مكان لها عند كيسنجر.

وسرد القصيبي مثالا على هذا قائلا: عندما كنا نتحدث عن هزيمة حزيران / يونيو قال كسينجر إن هذه الهزيمة أدّبت جمال عبدالناصر، حينها كنت أحاول أن أقول أنها كما أدبت جمال عبدالناصر فإنها كذلك شرّدت عشرات الآلاف وأحدَثت أزمات واحتُلّت أراضي، وأردف الراحل القصيبي أن الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية لا تدخل في حساباته.

ويعتقد القصيبي أن هذا بات واضحا عندما ظهر كيسنجر على المسرح السياسي فيما بعد.