أفاد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة البروفيسور كمال جنوحات، أمس الأحد، تسجيل انتشار خليط من الفيروسات المتنقلة عن طريق الهواء، تسبب أعراض تتشابه مع أعراض فيروس كورونا، دون أن تستدعي إدخال المصابين إلى المستشفيات أو غرف الإنعاش.
وأوضح البروفيسور كمال جنوحات في تصريح "للنصر" بأن آخر التحاليل المخبرية التي قام بها أخصائيون بينت بأن بلادنا تعرف منذ بداية موسم البرد خليطا من الفيروسات المتنقلة عن طريق الهواء، ليس لها علاقة بالمتحور "جي أن 1"، وهي تؤدي إلى أعراض لا تختلف كثيرا عن تلك التي يسببها فيروس كورونا.
وأضاف المتدخل بأن المصالح الاستشفائية تمارس مهامها بشكل اعتيادي، وهي تستقبل يوميا المصابين بالزكام الموسمي ونزلات البرد، لا سيما على مستوى مصالح الاستعجالات الطبية، دون تسجيل حالات معقدة استدعت إبقاءها تحت العناية، إذ يكتفي المرضى بالفحص الطبي والحصول على وصفة من الطبيب المعالج لصرف الدواء المناسب.
وذكر رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة بأن كورونا لم تختف تماما، إلا أن عدد المصابين بها جد محدود، وأن معهد باستور يحرص على متابعة الوضع باستمرار، عبر تحليل العينات التي تصله من مختلف المستشفيات، للتأكد من طبيعة الفيروسات المنتشرة هذه الأيام. وأضاف البروفيسور كمال جنوحات بأن أغلب المواطنين أصبحوا لا يهتمون بإجراء الاختبار الخاص بفيروس كورونا، بعد زوال الجائحة، الأمر الذي قد يصعب نوعا ما على الجهات المختصة مهمة تتبع مسار المتحور الجديد "جي أن 1"، معتقدا بأن حركة تنقل الأشخاص مع عطلة نهاية السنة ساهم في انتشار العدوى بالفيروسات المتنقلة عن طريق الهواء. وطمأن المختص في علم المناعة بأن نزلات البرد وأعراض الزكام التي مست عديد المواطنين لا تبعث على القلق، وهي ليست خطيرة، وأن المتحور الجديد الذي ظهر في عدد من الدول هو من نفس عائلة أوميكرون، ويؤدي إلى الإصابة بنفس الأعراض، مذكرا بأن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن نهاية الجائحة، وأن ما نعيشه اليوم هو مجرد عدوى لا غير، أغلبها عبارة عن زكام أو أنفلونزا موسمية. ونهى المصدر عامة المواطنين عن الانسياق وراء الشائعات، مؤكدا بأن السير العادي لمختلف المصالح الاستشفائية يؤكد بأن الوضع الصحي العام متحكم فيه، فلا حالات معقدة تم إدخالها إلى المستشفيات أو غرف الإنعاش.
على الأفراد التقيد بالتدابير الوقائية ضد الزكام الموسمي
وأضاف من جهته المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش بأنه من خصائص الفيروسات أنها تتحور في كل مرة من أجل البقاء، والتحور هو نظام لتطوير القدرات، مضيفا بأن فيروس كورونا هو من عائلة سارس، وهذا الأخير منشق بدوره عن الزكام الموسمي، موضحا بأن الفيروسات تتحور لتصبح أكثر حدة، مما يفسر تباين أعراض الزكام كل سنة.
وذكر المختص في الصحة العمومية بشأن كورونا، قائلا إن المرض لم يختف تماما، وقد تحول إلى جائحة مستوطنة على غرار الزكام، وهو الأمر الذي نبهت إليه المنظمة العالمية للصحة منذ بضعة أيام من أجل حث الأفراد على التقيد بالإجراءات الوقائية للحد من العدوى بالفيروسات التي تنتشر خلال موسم البرد.
وفسر الدكتور امحمد كواش ظهور بعض حالات كورونا خلال هذه الفترة بارتفاع حالات الإصابة بنزلات البرد بين الأشخاص، بسبب التعرض إلى درجات حرارة متباينة، أي المكوث في مكان دافئ ثم الخروج تحت درجات حرارة جد منخفضة، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهابات وتعفنات رئوية، لتتحول الرئة إلى بيئة خصبة لالتقاط العدوى بفيروس كورونا.
وأكد المصدر بأن أعراض الزكام لم تكن بالنسبة للكثير من الأشخاص بسيطة، وجاءت مشابهة تماما لأعراض فيروس كورونا، على غرار الحمى وآلام المفاصل والتعب والإرهاق، وآلام الظهر والرأس، وسيلان الأنف وفقدان حاسة الذوق والشهية، لكنه أكد بأن المتحور الجديد لأوميكرون يسبب الإسهال والغثيان، أعراضه أكثر حدة نوعا ما مقارنة بالأنفلونزا الموسمية.
ونصح المتحدث المواطنين بالعودة مجددا إلى الإجراءات الوقائية، من بينها التوجه إلى الطبيب المعالج في حال الشعور بأعراض الزكام، مع وضع القناع الواقي في الأماكن المغلقة، كما دعا الأولياء إلى التحلي بكثير من اليقظة لمنع انتشار العدوى في الوسط المدرسي، من خلال توفير الرعاية الصحية للأبناء المصابين، وإلزامهم بوضع الكمامة عند التوجه إلى الأقسام. لطيفة بلحاج
