أشاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، يوم أمس بحرص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على صون و تعزيز مكوّنات الهوية الوطنية مثلما أقره في التزاماته الـ 54.
وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، ولاية الجزائر، على انطلاق البرنامج الرسمي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2974، وجه عصاد شكره للسيد رئيس الجمهورية على رعايته للفعاليات الوطنية لرأس السنة الأمازيغية، التي تنظم بالموازاة مع مراسم تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب و اللغة الأمازيغية في طبعتها الرابعة، التي سيتوج بها مستحقوها اليوم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، مبرزا بأن هذه الرعاية تؤكد بصدق حرص السيد الرئيس - كما قال - على صون و تعزيز مكونات الهوية الوطنية مثلما أقره في التزاماته الـ 54 خاصة النقطة رقم 12.
وفي عرضه لبرنامج نشاطات التظاهرة أشار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن برنامج إحياء السنة الأمازيغية الجديدة، يتضمن 5 محاور تتمثل في فضاء ‘’سوق يناير’’ بالعاصمة الذي يبرز المنتوج الحرفي التراث الثقافي الوطني، إلى جانب احتضانه أجنحة المؤسسات الناشئة التي تهتم بتثمين التراث الوطني وترقية اللغة والثقافة الوطنية بهدف تشجيع الشباب الجامعي للاهتمام أكثر بهذا الميدان الخصب.
وإلى جانب ذلك تم – حسب المتحدث - تخصيص ورشات موضوعاتية علمية وتكوينية في مجالي الترجمة وأسماء الأعلام لفائدة شريحة من الباحثين و المهتمين بحقل اللغة والثقافة الأمازيغية وفتح مجال للتخصصات البحثية الجديدة للتطرق إلى الأبعاد التاريخية والثقافية للهوية الجزائرية من خلال الموروث الثقافي الوطني يناير مع التركيز على أهمية مناقشة موضوع التعددية الثقافية واللسانية في إطار المشروع التمهيدي للأطلس اللغوي للجزائر.
كما استعرض عصاد المكتسبات التي حققتها الجزائر في عدة مجالات منها الثقافية والمعرفية والتربوية، وذلك في سياق اهتمامات الدولة و مؤسساتها المعنية بكل ما يرمز لهويتنا الوطنية ومرجعيتنا التاريخية وترجمة لنص ديباجة دستور نوفمبر 2020 الذي يؤكد – كما ذكر - أن الشعب الجزائري شعب حر ومصمم على البقاء حرا فتاريخه الممتدة جذوره عبر آلاف السنين سلسلة متصلة الحلقات من الكفاح والجهاد جعلت الجزائر دائما منبت الحرية وأرض العزة والكرامة.
من جهة أخرى أبرز الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أهمية استمرارية التجنيد مؤسساتيا لغرس القيم النبيلة من حب الوطن والحفاظ على الموروث الثقافي الوطني في أذهان الناشئة، بهدف تقوية شعور الانتماء إلى أمة عريقة في كنف الأمن الهوياتي اللغوي تماشيا مع سماحة الدين الحنيف الذي كان دوما يحث على تغليب كفة التعايش ونبذ كل مسببات الفرقة.
وأضاف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية «نحن نعمل ضمن هذا التوجه المؤسساتي بشكل هادئ وبخطوات ثابتة دون تسرع و ارتجال بل بعقلانية ورزانة مسؤولة من أجل تكريس أحكام الدستور، لأن الأمازيغية ستبقى دوما هي عنصر تماسك اجتماعي وإرث مشترك يتقاسمه كل الجزائريين.
وفي ندوة صحفية مشتركة مع والي ولاية الجزائر، عاد الأمين العام للمحافظة السامية للحديث عن المكتسبات التي حققتها اللغة الأمازيغية منذ إدراج تدريسها في المنظومة التربوية سنة 1995 ثم ترسيمها كلغة وطنية، مؤكدا بأنه حان الوقت لمراجعة القانون التوجيهي للتربية الوطنية من أجل جعلها مادة إجبارية شأنها شأن كل المواد الدراسية بما يسمح بتوسيع تدريسها في كل ولايات الوطن.
كما أكد أن كل المبررات متوفرة اليوم لإنشاء جريدة عمومية باللغة الأمازيغية، وقال إن هيئته تنتظر وضع الآليات الكفيلة بتجسيد هذا المشروع، مشيرا إلى أن وزير الاتصال قد رحب بالفكرة. للإشارة فقد عرفت مراسم الانطلاق الرسمي للاحتفالات بعيد يناير، حضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمنظمات غير الحكومية و حقوق الإنسان حميد لوناوسي، ورئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي و كذا السيد نور الدين بن براهم، رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني و ممثلي مختلف الهيئات. عبد الحكيم أسابع
