الروداني
الروداني |
---|
أبوعبيد الله شمس الدين محمد بن سليمان الروداني الفاسي المكي (1037-1094هـ / 1628-1683م) العلامة المحدث وعالم رياضي وفلكي. اخترع آلة توقيت سهلة التعامل لكون الأمور فيها محسوسة الدوائر وتصلح لسائر البلدان على اختلاف عروضها واطوالها، ولد ببلدة تارودانت من قرى سوس بالمغرب ونشأ بها، ثم انتقل إلى عدة مناطق منها درعة بالجزائر حيث تفهم فيها، ثم رحل إلى مراكش لتفهم المنطق والحكمة ولكنه اتجه إلى فهم الفلك وتفنن بها، ثم ارتحل إلى مصر وحج بيت الله الحرام وقد توفي بالشام عام 1094هـ / 1683م.
حياته
زار الروداني الجزائر وذلك لتدارس بعض النظريات الفلكية المستعصية مع فهماء الفلك هناك. وبعد انتهائه من المغرب الأوسط ولج مصر والشام والأستانة، ثم استمر برحلته إلى الحجاز لأداء فريضة الحج فمكث ردحا من الزمن متنقلا بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حتى عهد باسم المكي. وكان للروداني بمكة المكرمة شأن إذ أنه قلد النظر في أمر الحرمين فبنى رباطا عند باب إبراهيم، وعهد برباط ابن سليمان، وبنى مقبرة بالمعلى عهدت بمقبرة ابن سليمان، وهجر مكة بسبب فتنة إلى دمشق حيث قضى فيها آخر أيامه وبها دفن.
مواهبه
كان للروداني مكانة مرموقة لمواهبه الجمة ونبوغه الفريد، فقد جمع بين العلوم الرياضية والشرعية وكان نتاج ذلك ابتداعه آلة في فهم التوقيت لم يسبقه إليها أحد، وهي الإسطرلاب الكروي: وهوتعبير عن كرة مستديرة الشكل، منعمة الصقل بالبياض المموه بدهن الكتان، يحسـبها الناظر بيضة من عسجد لإشراقها، مسطرة كلها دوائر ورسوما، وقد ركبت عليها كرة أخرى منقسمة نصفين، فيها تخاريم وتجاويف لدوائر البرج وغيرها، مستديرة كالتي تحتهـا، مصقولة مصبوغة بلون أخضر وهي تغني عن جميع آلة في فن التوقيت والهيئة مع سهولتها وتكون الأمور فيها محسوسة، والدوائر المتوهمة مشاهدة. وتصلح لسائر البلاد على اختلاف عروضها وأطوالها، قد خط رسالة عن آلة التوقيت منظومة في فهم الميقات وشرحها، يبين فيها كيفية صنعها استعمالها. وقد اعتنى الروداني برصد الكواكب مما دفع به لمزاولة مهنة خلق آلات الرصد القائمة على المبادئ الميكانيكية.
خطه
وصنف الروداني كتابا أسماه بهجة الطلاب في العمل بالأسطرلاب عن كيفية خلق الأسطرلاب الذي تميز بأسلوبه السهل، فانتشـر بيـن طلاب الفهم في المعمورة. وكتاب تحفة أولي الألباب في العمل بالأسطرلاب الذي بقي طويلا يستعمل لقياس مواضع الكواكب وتحديد سيرها، وكذلك لمراقبة حالة الجووشئون الملاحة. حيث صار من أبرز المراجع للباحثين ليس فقط لمن يريد حتى يعهد كيف من الممكن أن يستخدم الأسطرلاب، ولكن أيضا لمن يريد حتى يطلع على طريقة صناعة الأسطرلاب.
كما هجر الروداني مؤلفات عن دراسة علوم اللغة والشريعة ففي علوم العربية صنف كتاب حاشية على التسهيل في النحو ، وكتاب مختصر تلخـيص المفتاح في المعاني وشرحه . كما صنف في العلوم الشرعية كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد في الجمع بين الخط الخمسة والموطأ ، وكتاب صلة الخلف بموصول السلف.
المصادر
- ^ د.زهير أبوزينة. موسوعة فهماء الفيزياء، دار أسامة. ط 1. ص:200