الدار/ أحمد البوحساني
تعتبر ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال “11 يناير 1944” ، حدث تاريخي بارز و راسخ في نفوس المغاربة ، توارثه جيلا عن جيل، احتفاء واحتفالا برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وتمجيدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء الوطن في سياقات تاريخية وطنية ودولية مشحونة بأحداث ونضالات وبطولات .
و بهذه المناسبة ، قال الدكتور الصويني حسن ، المؤرخ ومؤلف كتاب ” وثيقة المطالبة بالاستقلال السياق والمدلول ” في تصريح خص به موقع الدار ، ان الشعب المغربي يعيش الذكرى 80 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ، وهي تشكل محطة حاسمة في تاريخ الكفاح الوطني كمحطة مشرقة من التاريخ العريق للمملكة المغربية.
سياق تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال:
تأتي وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 بعد سلسلة من محطات المقاومة ، خاصة ان المغرب تعرض للحماية منذ 1912 وخاض معارك مسلحة ضد الاستعمارين الفرنسي والاسباني ، بدءا من معركة سيدي بوعثمان 1912 و معركة 1914 و معركة أنوال 1921 ، و معركة جبل بادو وبوغافر في 1933 .
وأضاف الدكتور الصويني أنه خلال هذه السنة انتهت المقاومة المسلحة المنظمة ، لتاتي مرحلة جديدة من المقاومة السياسية والثقافية والفكرية ، حيث تشكلة كتلة العمل الوطني سنة 1933، حيث قدمت برنامج إصلاحات بداية من فاتح دجنبر 1934 .
هذه المقاومة السياسية، والتي تبنت عدد من المطالب تضمنة ستة عشرة مطلبا منهم الجنسية ، والحالة المدنية والعلم الوطني والحريات العامة والخاصة والأمن الوطني والاعياد الوطنية ، واصلاح الصرائب والجبايات والاصلاح الزراعي وغيرها من المطالب.
وبعد سنتين ، تقدم الشعب المغربي بالبرنامج الإستعجالي ، والذي تضمن 4 محاور :
– المطالبة بإلغاء الظهير البربري الذي حاول التميز والتفرقة بين الشعب المغربي .
– المطالبة بالتطبيق الحرفي لعقد الحماية
– إصلاح القضاء والإدارة
– تنظيم الانتخابات محلية وبلدية
فترة الحرب العالميه الثانية:
و شهدت الفترة الممتدة بين 1939 و 1945 العديد من الأحداث ، حيث حضر المغرب في اجتماع الميثاق الأطلسي بإيران سنة 1941 ، و مؤتمر أنفا 1942 ، الذي إلتقى فيه المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح الحسن الثاني بالفرنسيه دوكول والامريكي روزفيلت وممثل انجلترا تشيرشل. حيث قدم السلطان محمد الخامس الى الزعماء الثلاث بمطلب استقلال المغرب.
تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال:
وبعد سنة من هذا اللقاء، قامت كتلة العمل الوطني بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ، وهي وثيقة تاريخية مهمة وصفحة مضيئة ومشرقة في تاريخ المملكة المغربية .
هذه الوثيقة تضمنت ثلاث محاور كبرى ، أولها الديباجة ، التي تضمنت مبررات واسباب وتحليل واقعي لما يشهده المغرب آنذاك ، ثم في فقرة ثانية ، تصمنت الوثيقة مطالب الشعب المغربي ، من سياسة عامة و داخلية ، منها المطالبة بالاستقلال الكامل للمملكة بقيادة السلطان محمد بن يوسف ، و المطالبة بالتدخل لدى الدول المعنية بالأمر للاعتراف باستقلال المغرب.
وأخيرا طلب الانضمام لدول الموافقة على الاطلنتي و مؤتمر الصلح.
فيما يتعلق بالسياسة الداخليه فتضمنت مطلبين ، الاول يتعلق بالقيام باصلاح شامل ، و الثاني إقامة نظام سياسي خاص بالمملكة المغربيه.
والاكيد أن هذه المناسبة ، هي تذكير الجيل الصاعد بما بذله العرش العلوي المجيد وقدمه الآباء والأجداد، رجالا ونساء من تضحيات جسام لينعم المغرب والمغاربة بالحرية والاستقلال، من أجل البناء ، ومن أجل مواصلة مشوار التنمية المستدامة .
