ما فرص منتخب مصر اليوم في المواجهة الصعبة أمام الرأس الأخضر؟

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

مصر ضد غانا - ملعب فيليكس هوفويت بوانيي، أبيدجان، ساحل العاج - 18 يناير/كانون الثاني 2024

  • Author, عمرو فكري
  • Role, بي بي سي - القاهرة

عند إجراء قرعة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 في ساحل العاج، لم يتصور المصريون أنهم سيكونون بحاجة إلى الفوز في مواجهة الرأس الأخضر (كاب فيردي) في الجولة الأخيرة، من أجل حسم التأهل للدور الثاني من البطولة، وإلا سيواجه المنتخب المصري خطر توديع البطولة من دور المجموعات.

منتخب مصر الأكثر تتويجا بالبطولة في التاريخ بسبع بطولات، أوقعته القرعة في مواجهة منتخب غانا القوي تاريخيا، مع موزمبيق والرأس الأخضر، وكان المتابعون يتوقعون أن يكون الصراع على صدارة المجموعة بين منتخبي مصر وغانا، إلا أن كاب فيردي فاجأ الجميع، وبات المنتخب الوحيد في البطولة، الذي ضمن تأهله للدور الثاني متصدرا للمجموعة بعد الجولة الثانية من دور المجموعات.

استطاع منتخب الرأس الأخضر - مفاجأة البطولة - التغلب في المباراة الأولى على غانا بهدفين لهدف، قبل الانتصار على موزمبيق بثلاثة أهداف نظيفة، ليصبح واحداً من فريقين اثنين، مع السنغال حاملة اللقب، استطاعا الفوز في مباراتيهما بالجولتين الأولى والثانية.

أما منتخب مصر، فقد ظن مشجعوه - بعد تقدم مبكر على موزمبيق في الجولة الأولى - أنهم سيشهدون حفلة أهداف، ربما تضع قائد فريقهم محمد صلاح، نجم ليفربول، في صدارة مبكرة لصراع هدافي البطولة، إلا أن الرياح لم تأت بما اشتهت سفن المصريين.

منتخب موزمبيق قلب تأخره لتقدم، وعانى الفراعنة كثيرا حتى استطاعوا التعادل أمام موزمبيق، بركلة جزاء في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع بالشوط الثاني، نفذها صلاح بنجاح.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • قضية إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تختبر "مزاعم الغرب بالتفوق الأخلاقي" - الغارديان
  • هل تعدّ مغادرة جوردان هندرسون لنادي الاتفاق نكسة للدوري السعودي؟
  • جنوب أفريقيا في مواجهة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية: ماذا ننتظر في الجلسة الأولى؟
  • صلاح ينقذ مصر بالتعادل أمام موزمبيق في افتتاحية المجموعة الثانية لكأس أمم أفريقيا 2023

قصص مقترحة نهاية

التعادل كان صادما للمصريين، الذين كرروا النتيجة ذاتها أمام غانا في الجولة الثانية، وتأخروا مرتين أمام منتخب النجوم السمراء، حتى استطاعوا التعادل، لتنتهي المباراة بهدفين لكل فريق، ونقطتين لمصر وواحدة لغانا، وصراع مع موزمبيق ذات النقطة الواحدة في ذيل الترتيب، من أجل تذكرة واحدة تؤهل صاحبها مباشرة للدور الثاني، وأمل بالتأهل ضمن أفضل الثوالث لفريق آخر، بعدما وصل فريق الرأس الأخضر لست نقاط.

الأمور ازدادت سوءًا أمام المصريين بعد إصابة نجمهم الأول محمد صلاح بنهاية الشوط الأول من مباراة غانا، وهو الذي ساهم في 12 من آخر 15 هدفًا سجلهم منتخب مصر قبلها، ليتقرر مغادرته البطولة، قبل يوم عاصف على وسائل التواصل الاجتماعي.

صلاح في المؤتمر الصحفي لمنتخب مصر قبل مواجهة الرأس الأخضر قال إن المنتخب لم يكن موفقًا رغم سعيه لتقديم كل ما لديه، وإنه يتقبل كل الانتقادات المواجهة لشخصه والمنتخب، وأمله في تحقيق المنتخب لنتائج أفضل في ما تبقى من البطولة، بداية من مباراة كاب فيردي الذي تأكد غيابه عنها للإصابة.

بعد المؤتمر الصحفي عرف المصريون عن طريق الألماني يورغن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول، أن صلاح سيعود لناديه الإنجليزي للعلاج، وإنه قد يعود إلى ساحل العاج فوار للمشاركة مع منتخب مصر حال تأهلهم للمباراة النهائية في أمم إفريقيا.

سهام الانتقادات وُجهت لصلاح بسبب تركه المنتخب في هذه المرحلة الصعبة وهو قائد الفريق، رغم إعلانه البقاء حتى بعد مباراة الرأس الأخضر الأخيرة في دور المجموعات، ورحيله بعدها، لينقسم المشجعون، ما بين منتقد لصلاح، ومؤيد لرحيله في ظل أهمية حصوله على العلاج في ليفربول، وليس في ساحل العاج.

  • صلاح ينقذ مصر بالتعادل أمام موزمبيق في افتتاحية المجموعة الثانية لكأس أمم أفريقيا 2023
  • هل ما قدمه المغرب أمام تنزانيا يجعله مرشحا للفوز بكأس أمم أفريقيا؟
تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

منتخب مصر كان يرغب في تصدر المجموعة حتى يحظى بقرعة أفضل في الدور الثاني، إلا أنه بعد ضياع الصدارة لصالح كاب فيردي، سيحاول الفريق، بقيادة المدير الفني البرتغالي روي فيتوريا، تحقيق الفوز من أجل ضمان المركز الثاني، والتأهل المباشر، أمام المنتخب الذي لم يحقق طوال تاريخه في أمم أفريقيا إلا فوزين اثنين في نسختي 2013 و2021، رغم أنه بتعادله في نسخة 2013 مع المغرب، أطاح بالأخير من دور المجموعات في تلك النسخة.

المدرب المحلي لمنتخب كاب فيردي سيحظى برفاهية إشراك لاعبيه الاحتياطيين وإراحة الأساسيين أمام مصر، بعد ضمان صدارة المجموعة بغض النظر عن نتيجة المباراة، وهو ما قد يمنح مصر أفضلية في المواجهة، وفرصًا أفضل لتحقيق الانتصار المرجو.

أما فيتوريا مدرب الفراعنة فسيكون عليه إيجاد التوليفة المناسبة للمباراة، في ظل غياب محمد صلاح لأول مرة عن مباراة لمنتخب مصر في أمم أفريقيا، منذ ظهوره الأول في 2017 قبل سبع سنوات، خاض من وقتها كل مباريات الفراعنة الـ17 في النسخ الثلاث الأخيرة، التي وصل المنتخب المصري للمباراة النهائية فيها مرتين.

فيتوريا قد يشرك أحمد سيد زيزو، لاعب الزمالك، في مركز الجناح الأيمن بدلًا من صلاح، أو قد يغير من طريقة اللعب ويشرك عمر مرموش مع تريزيجيه، أو زيزو خلف مصطفى محمد الذي سجل هدفين لمصر في شباك موزمبيق وغانا في المباراتين الأخيرتين.

الأعين الآن باتت تركز أكثر على المنتخب المصري للتعرف على كيفية التغلب على الوضع الصعب للفريق في البطولة، ومأزق غياب صلاح، وكيفية خوض مصر مباراة كاب فيردي من دون نجم ليفربول، الذي سيوجد في الملعب قبل مغادرة ساحل العاج، ويأمل المصريون في ألا يغادر منتخبهم البطولة صحبة صلاح على متن نفس الطائرة.