يحتل مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا مكانة مرموقة في العلاقات الثنائية بين البلدين، نظرا لأن المشروع سيشكل رافعة استراتجية للاندماج الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجموع بلدان غرب إفريقيا.
وتعمل الرباط وأبوجا على تسريع وتيرة المفاوضات لوضع آخر الترتيبات لتفعيل هذا المشروع الاستراتيجي الذي يعتبر الأكبر في إفريقيا، وأيضا تسهيل عملية الربط التنموي والإندماج القاري، خصوصاً أن الخط الغازي المرتقب سيمر على طول ساحل الغرب الإفريقي وصولا إلى أوروبا عبر المغرب.
ويرى مراقبون سياسيون على أن الإتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك محمد السادس والرئيس النيجيري، ودعوته إلى زيارة رسمية للمغرب، يأتي في سياق التعاون الاستراتيجي الذي تشتغل عليه الدولتين ورغبتهما في تحقيق طفرة اقتصادية عميقة وغير مسبوقة داخل القارة الإفريقية.
تعليقا على هذا الموضوع، قال عز الدين خمريش أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع الرئيس النيجيري، تأتي في إطار العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين، على اعتبار أن المغرب أصبح من أكثر البلدان الإفريقية التي تستثمر في القارة على غرار نيجيريا”.
وأضاف خمريش، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المغرب ونيجيريا تجمعهما علاقات دبلوماسية متميزة”، موضحا أن قائدا البلدين يقفان على مختلف الإجراءات والترتيبات الأولية لمشروع أنبوب الغاز الذي يربط بين أكثر من 12 دولة، على اعتبار، يؤكد خمريش، أن هذا الورش الكبير يتطلب عملا تنسيقيا ومفاوضات كثيرة، لأنه يحتل أهمية كبرى لدى البلدين وأيضا لدى مجموعة من الدول الإفريقية.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الزيارة المرتقبة لرئيس نيجيريا ستحمل مجموعة من الأوراش والمشاريع الاقتصادية المهمة، لتعميق التعاون والتنسيق ما بين البلدين، كما سيتم خلالها وضع اللمسات الأخيرة لأكبر مشروع في القارة الإفريقية، سيعود بالنفع على أغلب بلدانها.
