افتتح مساء يوم الأحد الماضى بقاعة الزمالك للفن معرض جسر العابرين للفنانة هيام عبد الباقي.
يضم المعرض أربعين عملا فنيا،اختارت الفنانة عنوان جسر العابرين، حيث تحمل معظم معارضها حكايات هنا تحكى عن طفولتها وعن بيتها الصغير في القرية حيث البداية وحيث تنتمى.

يعتبر البيت هو ملهمها لأول أعمالها الجرافيكية ، فذلك العالم الزاخر بالمشاهد والأصوات والروائح والحكايات الذى تركته الفنانة فى قريتها منذ سنوات طويلة .
ظلت لوحاتها هى الجسر الذى تعبر من خلاله إلى كل مخزونها من الذكريات، ورغم صخب المدينة وحياتها العصرية إلا أن ذلك لم يؤثر عليها فظلت تحمل بداخلها حياة القرية بثرائها وتراثها وحكاياتها وتفاصيلها، ولم تغفل منها شيئا بل إنها تعمقت داخلها لتسيطر على عالمها الوجداني والفكرى لتخرج كل هذا فى تفاصيل أعمالها، حيث مئات الشخصيات التى تندمج معا داخل العمل الواحد، بل أن ذلك الامتزاج امتد ليشمل الطيور والحيوانات والبيوت التى تتلاحم مع البشر لتؤكد على حالة التعايش الإيجابي.

فى لوحات الفنانة هيام عبد الباقى ثمة أبطال عرفناهم كأبى زيد الهلالى صوت الحسن،وفى بعض اللوحات أعياد وأفراح وليالى تسكنها البهجة ،فى لوحاتها عروسة المولد ليست من السكر وإنما منسوجة من حكايات البشر العابرين المروية فى تلك الدائرة التى تحملها العروسة فوق ظهرها كمعادل لزخارف عروسة المولد المصنوعة من الورق الملون من جهة ولدائرة الحياة ذاتها التى لا تتوقف عن الدوران والتى تحمل من الحكايات ما يزيد عن ألف ليلة وليلة.
وفى أعمال الفنانة موسيقى ورقص وصوت دفوف وطيور وألحان معزوفة على الناى وروائح متنوعة منها رائحة الورد ثم أيضا رائحة الخبز الساخن القادم للتو من الفرن على قفص من جريد النخل المحمول على الرؤوس التى لونتها الشمس.
عوالم الفنانة هيام عبد الباقي عوالم ثرية مليئة بكل دلالات الخير وبطلتها الرئيسية المرأة الأم والأخت والزوجة والحبيبة أنها الشريك الأكثر احتمالا وعطاء ، المرأة مفتاح الحياة ولذا تحمل البطلات فى كثير من لوحاتها مشاهد متنوعة من الحياة على أجسادهن باعتبار أن المرأة مركز للكون ورمز للخصوبة واستمرار للميلاد،النساء فى كثير من اللوحات تمتلكن رقاب طويلة على غير المعتاد دلالة على العزة والرفعة والسمو وهن فى العمل الفنى يرمزن للجمال والعطف والأمومة.
تتسم لوحات الفناتة ببنائها القوى على تعدد العناصر وزخم مسطحاتها والمفردات إذ تميل الى التعبيرية التجريدية وأحيانا السريالية ولكنها لا تنفصل أبدا عن البيئة المصرية ومفرداتها وهو ما قامت عليها اطروحتها للماجيستير عن البيئة المصرية وعلاقة الفنان بالبيئة المصرية وتميل الفنانة هيام الى الطبيعة فى كل شىء حتى فى توظيفها للخامات إذ تفضل الالوان الزيتية وتبتعد عن الاكريلليك.
وقد مارست بخلاف التصوير الزيتى الحفر على الخشب كما كان لها تجربة مميزة فى تحضير صبغات الألوان التى وظفتها فى لوحاتها بنفسها من الطبيعة وهو بحث استغرقتها لسنوات طويلة لتقدم تجربة مميزة غلبت عليها الألوان الترابية لتعكس تأثرها بالعالم الذى عاشت فيه.
ويستمر المعرض حتى ١٤ فبراير.