قدموا من ولايات وبلديات عدة لتخليد الحدث: الجزائريـون يؤدون أول صــلاة جمعــة بجــامع الجــزائر

شهد جامع الجزائر، أمس، إقامة أول صلاة جمعة بعد الافتتاح الرسمي لهذا الصرح الديني من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في ظل توافد كبير من سكان العاصمة وضواحيها، وحضور بارز لشخصيات دينية ووزراء لأداء صلاة الجمعة في أجواء روحانية، واعتزاز كبير بفتح أبواب هذه المنارة أمام جموع المصلين.

وكان المسجد الأعظم أمس الجمعة قبلة للعديد من المواطنين القاطنين بالبلديات المجاورة للعاصمة ومن مناطق عدة لأداء أول صلاة للجمعة، وتمكن الجموع من الالتحاق بقاعة الصلاة في نظام محكم، لاسيما وأن القائمين على هذا الصرح الديني والحضاري حرصوا على وضع الترتيبات اللازمة لضمان انسيابية حركة المصلين الذين جاءوا من مختلف الولايات للمشاركة في هذا الحدث الهام المتزامن مع الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل.
وحرصت مصالح ولاية الجزائر العاصمة بدورها على وضع ترتيبات خاصة لضمان نقل المصلين انطلاقا من نقاط محددة إلى الجامع، كما بادرت بدورها بلديات مجاورة للعاصمة إلى تسخير وسائل النقل العمومي، على غرار بلدية أولاد موسى بولاية بومرداس لنقل الراغبين في أداء الصلاة بجامع الجزائر، فضلا عن وضع جملة من الترتيبات التنظيمية والأمنية لإنجاح هذا الحدث الهام الذي كان بمثابة عيد بالنسبة للجزائريين، لاسيما وأنه جرى في ظروف حسنة دون تسجيل أي خلل يذكر.
وكانت صلاة الجمعة الأولى مخففة وفق ما تم الإعداد له مسبقا، لتستغرق حوالي ساعة من الزمن، وتم تسخير أعوان لتنظيم الحركة باتجاه قاعة الصلاة أو بيت الوضوء حفاظا على النظام داخل جامع الجزائر، الذي سيستمر نشاطه أيضا خلال رمضان بإقامة صلاة التراويح.
وأكد في هذا الصدد مدير ديوان جامع الجزائر الدكتور بوزيد بومدين في ندوة صحفية نشطها أول أمس بعمادة الجامع، بأن جميع الإجراءات التنظيمية تم وضعها قبل فتح أبواب الجامع أمام جموع المصلين، وأضاف من جهته مدير الفضاء المسجدي بالجامع عماد بن عامر، بـأن أول صلاة جمعة بالجامع الأعظم ستكون شبيهة بأول صلاة جمعة بعد الاستقلال.  
وأعلن بدوره رئيس المجلس العلمي بجامع الجزائر موسى بن إسماعيل عن انطلاق مختلف الأنشطة على مستوى المرافق التابعة للجامع، من بينها الفضاء المسجدي، على أن تقام صلاة التراويح خلال رمضان وفق رواية ورش عن الإمام نافع، مع إتاحة الفرصة للقراء الجزائريين المعروفين والمتميزين لإمامة المصلين في رمضان.
كما سيحتض هذا الصرح الديني قبل صلاة العشاء دروسا للوعظ والإرشاد الديني يقدمها مشايخ وأئمة، إلى جانب تنظيم تلاوات قرآنية، وجدد منشطو الندوة الصحفية تذكير المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات التنظيمية، وبالتوجيهات والتعليمات عند دخول المسجد، لاسيما وأن هذه المؤسسة ستكون مفتوحة أمام المصلين لأداء سائر الصلوات.
 ويشار في هذا السياق إلى إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بجامع الجزائر، المتضمن كافة الأنشطة المبرمجة في شهر رمضان، من دروس دينية ومواعظ وتلاوات قرآنية وغيرها، علما أن أول خطبة لصلاة الجمعة بالمسجد الأعظم ألقاها الشيخ مأمون القاسمي عميد المسجد الأعظم، أبرز من خلالها مكانة المؤسسة المسجدية ودورها في الحفاظ على اللحمة والهوية الوطنية لاسيما إبان الاستعمار الفرنسي.
وقال الشيخ مأمون القاسمي إن الجزائريين عاشوا أمس لحظة تاريخية ستبقى خالدة لتتناقلها الأجيال القادمة، واصفا المسجد بالإنجاز الهام الذي يأتي ليؤكد الانتماء الأصيل للجزائر، ومرجعيتها المستمدة من رصيدها التاريخي، وعطاء علمائها وإسهامات مراكزها وحواضرها العلمية على مر الحقب والعصور.
وأضاف الشيخ مأمون القاسمي بأن الجامع الأعظم سيكون مركز إشعاع علمي وديني يشع بنور هدايته وطنيا ودوليا، مضيفا بأن الجامع يراد منه تغيير النظرة إلى المؤسسات العلمية والدينية، بإعطاء الصورة الحقيقية لرسالتها الحضارية، مستغلا المناسبة للتنديد بحرب الإبادة الجماعية الدائرة في أرض فلسطين المحتلة، مؤكدا بأنه مهما تعاظمت قوى الشر فإن النصرة ستكون للإسلام.
وغادر جموع المصلين هذا الصرح الديني في نظام محكم، معبرين عن سعادتهم وهم يؤدون أول صلاة للجمعة بمسجد الجزائر، من بينهم من أبى أن يغادر المكان قبل أن يلتقط صورا تذكارية لتخليد هذه المناسبة الكبيرة، آملين في أن تجمعهم مواعيد أخرى لإقامة الصلوات الخمس، وكذا التراويح في رمضان في أجواء إيمانية وروحانية.       
لطيفة بلحاج

تاريخ الخبر: 2024-03-02 00:24:02
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية