ارتفاع حصيلة المستشهدين جوعا في غزة
كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ،عن ارتفاع حصيلة شهداء الجوع إلى 25 شهيدا، وأشار بيان للوزارة صدر أمس إلى استشهاد رضيعة تبلغ من العمر شهرين في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع نتيجة سوء التغذية والجفاف، كما استشهدت فتاة تبلغ من العمر 20 سنة في مجمع الشفاء الطبي لنفس الأسباب، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى 25 شهيدا، كما أن أغلب الشهداء هم من الأطفال والمسنين.
وأوضح بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الحصيلة المعلنة لشهداء سوء التغذية والجفاف تعكس ما يصل للمستشفيات فقط، في حين العدد يرجح أن يكون أكبر بكثير كون أن عدد من الضحايا الذين يستشهدون في المنازل ومراكز النزوح لا يحولون إلى المستشفيات، وأكدت وزارة الصحة بأن تزايد شهداء سوء التغذية والجفاف مقلق للغاية ويؤكد أن المجاعة شمال غزة وصلت مستويات مقلقة، كما بدأت تظهر على المواطنين في شمال غزة نحافة أجسادهم بسبب الجوع، وتنقل يوميا وسائل إعلام صورا صادمة لشهداء ارتقوا بسبب الجوع، ولم يبق من أجسادهم سوى هياكل عظمية، ورغم فظاعة هذه الصور التي تنقل يوميا ويسمع العالم على مدار الساعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مناشدات المواطنين الجوعى الذين نفدت مؤونتهم ولم يجدوا ما يتناولونه، إلا أن المجتمع الدولي بقي متفرجا على هذه المشاهد، كما يتفرج على المجازر المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين العزل الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون صمدوا في أرضهم ورفضوا كل مخططات الكيان الصهيوني وداعميه لتهجيرهم قسريا من أرضهم، وأفشلوا مخطط النكبة الثانية الذي حاول الكيان الغاصب تنفيذه بعد أحداث السابع أكتوبر.
وفي الوقت الذي تحركت فيه بعض الدول لحفظ ماء الوجه وبادرت بإنزال جوي للمساعدات الإنسانية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي تمد بيدها اليمنى جيش الاحتلال الصهيوني بالسلاح والرصاص والمتفجرات لقتل الفلسطينيين، و تدعي هذه الأيام أنها تمد يدها اليسرى للفلسطينيين لتقديم المساعدات الغذائية عبر الجو بعد أن أنهكهم الجوع، وتفكر في فتح ممر بحري لذات الغرض، لكن هذا التصرف لا يلغي المسؤولية عن الولايات المتحدة الأمريكية في الشراكة حول ما يحدث في غزة، وأكد فلسطينيون أن أمريكا كان الأولى بها قبل التفكير في تقديم المساعدات الغذائية، أن توقف الدعم العسكري للكيان الصهيوني وتضغط عليه لوقف حمام الدم والجرائم التي يرتكبها في غزة ضد مدنيين عزل أبرياء كانوا آمنين في منازلهم .
وحتى هذه المساعدات الجوية التي وصلت لغزة شاركت في قتل الفلسطينيين، وعوض أن تسد جوعهم شاركت في قتلهم، وتحدثت تقارير إعلامية عن استشهاد عدد من المواطنين سقطت عليهم صناديق مساعدات غذائية لوجود خلل في المظليات التي استعملت في إسقاطها، وعوض أن تطعم هذه المساعدات الجوعى اختلطت بالتراب ودماء الشهداء، ولم يجد الناجون ما يجمعون منها لسد جوعهم.
من جانب آخر كشف أمس التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 154 على قطاع غزة الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتكاب جيش الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات راح ضحيتها 85 شهيدا و130 إصابة خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 31045 شهيدا و72654 إصابة، ويمثل الضحايا من النساء والأطفال نسبة 72 بالمائة.
من جهة أخرى بعث أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية رسالة إلى قادة ورموز وعلماء الأمة بمناسبة شهر رمضان المبارك دعا من خلالها إلى وقف العدوان على غزة وسرعة إغاثة الشعب الفلسطيني وعزل الاحتلال، والتحرك على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والقانونية من أجل وقف العدوان على غزة وحماية المسجد الأقصى، مشددا على ضرورة ممارسة الضغط على العواصم الدولية الداعمة للاحتلال بهدف إجباره على وقف هذه الحرب البشعة بشكل فوري، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يستقبل شهر رمضان هذا العام وهو مثقل بالآلام والآمال و يتعرض لأبشع المجازر في حرب الإبادة الجماعية على غزة، والتي وثقتها الجهات الحقوقية والدولية وخاصة محكمة العدل الدولية ووسائل الإعلام بشكل مباشر، مؤكدا في رسالته على سرعة إغاثة الشعب الفلسطيني في غزة بصورة حقيقية على صعيد الغذاء والدواء، وفتح المعابر لتعمل بصورة كاملة، بما يوفر الاحتياجات الكاملة والعاجلة وينهي الحصار بشكل كامل وبدء مسيرة إعمار شاملة.
نورالدين ع
