أخبر أليكسي الذي كان ينتظر على أحرّ من الجمر أن تقدّم فرقة الروك "بيكنيك" حفلا موسيقيا وكالة فرانس برس أنه اختبأ خلف المقاعد في القاعة قبل فراره وسط مشاهد هلع بينما كان المتفرّجون يردون قتلى.
وقد احتشد المئات من محبّي الفرقة في قاعة الحفلات في كراسنوغورسك في ضاحية موسكو الشمالية. لكن قبل دقائق من بدء الحفل، دخل مسلّحون القاعة وبدأوا بإطلاق النار.
وأسفر الهجوم الذي لقي تنديدا دوليا عن أكثر من مئة قتيل.
وأكّد المنتج الموسيقي أليكسي في اتصال هاتفي أن الهجوم وقع "وقع قبيل بدء الحفل".
وأردف "سمعنا عدّة طلقات رشاشات نارية ثمّ صراخ امرأة مذعورة قبل أن تتعالى الصيحات".
واستولى الهلع على القاعة و"بدأ الناس يركضون نحو المسرح وعمّت الفوضى"، بحسب أليكسي.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على "تلغرام" وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي رجلين مسلّحين يدخلان قاعة الحفلات. وأظهرت بعض التسجيلات جثثا متهاوية على الأرض وأشخاصا يركضون متوجّهين نحو المخارج.
وقد اختبأ بعض المتفرّجين خلف المقاعد للاحتماء من الطلقات النارية.
وتحصّن أليكسي مع آخرين في مقصورة تطلّ على المسرح فيما كان يبحث عن مخرج.
وكشف أنه لم ير مطلقي النار لكنّه شاهد "الدخان والرماد" ينتشران في القاعة قبل وصوله إلى المخرج.
جحيم ملتهب
وسرعان ما تحولت قاعة الحفلات هذه جحيما ملتهبا إثر الحريق الذي اندلع فيها وقال أحد الصحافيين إن سببه قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، في حين رجّحت السلطات السبت أن يكون قد نجم عن استخدام المهاجمين "سائلا قابلا للاشتعال". وعملت فرق الإطفاء على إخماد النيران ليلا.
وتصاعد الدخان الأسود في الأجواء فيما كان عناصر قوى الأمن الروسية يحاولون إسعاف المتفرّجين الذين اعتلوا سطح كروكوس سيتي هول أو هؤلاء الذين نزلوا إلى قبو المسرح.
وشاهدت صحافية من وكالة فرانس برس كانت في موقع الهجوم ألسنة نارية تلتهم القاعة وسط تصاعد دخان أسود. وأفادت وسائل إعلام روسية بأن سقف الصالة انهار جزئيا.
وطوّق المئات من عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب الموقع الذي حلّقت فوقه ثلاث مروحيات على الأقّل واصطفت على مقربة منه العشرات من مركبات الشرطة وسيارات الإسعاف بأضوائها الوامضة.
والسبت، كان عناصر من الشرطة والقوات الخاصة ما زالوا منتشرين أمام القاعة التي أصبح الجزء العلوي منها متفحما وشبه مدمر بسبب النيران التي اجتاحته.
وكان مئات من عناصر الإنقاذ يعملون على إزالة الأنقاض، وهي مهمة أعلن حاكم منطقة موسكو السبت أنها ستستغرق أياما عدة.
ومنذ الصباح، اصطفت طوابير طويلة أمام بعض مراكز التبرع بالدم في موسكو، بحسب ما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام حكومية.
كما انتشرت في بعض مواقف الحافلات في المدينة ملصقات تظهر شمعة مرفقة بجملة "نحن في حداد 22/03/2024" وهو تاريخ الهجوم.
وشُدّدت التدابير الأمنية وألغيت العديد من الفعاليات العامة في البلد.
وكشفت السلطات الروسية السبت عن توقيف 11 شخصا، بينهم أربعة مهاجمين ضالعين في الهجوم.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هذا الهجوم الذي أودى ب115 شخصا على الأقلّ.
وقد سبق أن شنّ متطرفون إسلاميون هجمات على روسيا تأييدا لمناطق انفصالية.
© 2024 AFP