في كل مقال أكتبه عن الأم في شهر مارس من كل عام تستدعي ذاكرتي صورتها بإلحاح؛ لأن الأمومة في جوهرها هي الحب غير المشروط، ودائما أرى فيها هذه الصفة متجلية بوضوح.. إنها سامية سيدهم
صفتها المهنية في الجريدة مديرة تحرير ملحق وطني باللغة الإنجليزية، وهي الابنة الكبرى للراحل الأستاذ أنطون سيدهم مؤسس جريدة وطني.

أما توصيفها الإنساني فيعجز اللسان عن شرحه، فهي كما الشجرة المورقة التي تتآوى إليها الطيور بأجناسها المختلفة، أو هي الصدر الحنون الذي يحتوى و يحتضن كل الزملاء والزميلات بلا استثناء.

عندما أعلنت نقابة الصحفيين عن ترشيح كل مؤسسة صحفية لشخصية يتم تكريمها كأم مثالية ..انهالت الرسائل على جروب “زملاء العمل”، الذي يضم كل محرري الجريدة وكل المراسلين من جميع المحافظات وكل الموظفين في جريدة وطني لترشح اسم واحد لم يختلف عليه اثنان، وتحول الجروب الي مظاهرة حب وتقدير ل “سامية سيدهم”.

كنت أظن أنني الأقرب لقلبها، فاكتشفت أن كل الزملاء والزميلات يشعرون هذا الشعور تجاهها.!!.وهذه هي براعة شخصية سامية سيدهم، فالكل يجد مكانا متميزا في قلبها، الكل يشعر بمشاركتها في كل ظروفه، مرضه، فرحه، حزنه، همومه، حيرته.. الغريب أنه نادرا ما تصادفك شخصية يجمع عليها كل من يتعامل معها بصفة المحبة، ولكنها فعلا “سامية سيدهم”.

ورغم أن طبيعة العمل الصحفي لا تخلو من الشد والجذب والتنافس وشدة الأعصاب والخلاف والاختلاف بين الزملاء إلا أن ” سامية سيدهم” تعد الحكم العادل والحنون معا..معظم المشاكل المهنية في الجريدة تصب عندها في النهاية من الجميع، ليس من منطلق المسئولية، فليس هذا في نطاق مسئوليتها، وإنما من منطلق الإنسانية..وهي لا تنتهج أسلوب الترضية لفض الموضوع والسلام، لا بل التحليل العميق للمشاكل التي تغوص في النفوس والمواقف، وتقرأ مابين سطور الكلام، وتستطيع حتى لو لم تؤيد الشاكي أنه تصرفه مرتاحا نفسيا حتى لو أعلنت له أنها لا تؤيد موقفه له رفضها لموقفه، لافتة نظره إلى جوانب أخرى في المشكلة، واضعة اياه في مربع الطرف الآخر ليرى الموضوع بمنظور ذلك الآخر، فالمحبة تغلف كل موقف بل وكل كلمة تقولها، فيكون وقعها على المستمع مقبولا ومريحا.

سامية سيدهم معادلة صعبة تجمع بين المرونة والحزم، الصراحة والرقة، الموضوعية والرفق، المهنية والإنسانية، الملامح المريحة و الجادة في آن واحد، لها هيبة وطلة جميلة.

الحقية الأخرى أن “سامية سيدهم” إنجيل معاش تضفي على النفس راحة وطمأنينة وفرح ورجاء.
مبروك التكريم “سامية سيدهم”..ماما سامية أدام الله محبتك وأدام علينا أمومتك.