قال الكاتب والناقد الكبير عصام زكريا، إن أكبر فخ ممكن نقع فيه في الدراما هو شيطنة من نختلف معهم، متابعًا: "إحنا لا نشيطنهم إحنا مختلفين معهم ونفند أفكارهم وسلوكهم وعقيدتهم لكن هما كبني آدمين ممكن يكون لهم إيجابيات".
وأضاف "زكريا" خلال حواره مع برنامج "الشاهد" مع الإعلامي محمد الباز على قناة "إكسترا نيوز" بعنوان "الإخوان- الحشاشين": "هذا نجده في كل الشخصيات التاريخية التي كانت استبدادية ومتطرفة كان عندهم حاجات إيجابية وملامح إنسانية وكاريزما، وإلا لم يكن لهم أتباع حتى بعد وفاتهم".
وتابع: "الكاريزما ليست حكرًا على الشخصيات الإيجابية بالعكس الشخصية الشريرة أو المخربة ممكن يكون عندها كاريزما؛ لأن قوى الظلام لها جاذبية مثل قوى النور، وهذا ما نتعلمه في الدراما".
واستكمل: "في كل الأعمال الخيالية الدرامية من هاري بوتر وغيره من الأساطير كل شخصية لها أتباع وقدرة على جذب الناس".
وقال عصام زكريا، إن مسلسل الحشاشين يتميز بالدقة في اختيار مواقع التصوير والملابس وكافة الأدوات، الأمر الذي جعل المسلسل من أفضل الأعمال التاريخية التي قُدمت الفترة الحالية.
وأضاف أن الدراما التاريخية المصرية، عادت بقوة بإنتاج مسلسل الحشاشين، حيث غابت لفترة طويلة ورجعت بهذا العمل الضخم.
وأشار، لأن معظم الأعمال التاريخية التي قُدمت، كانت تدور حول شخصيات مثالية وعظيمة، وهذا ساهم في زيادة نزعة التمجيد، وبالتالي يفقد العمل الدرامي، ويجعلك تشعر بأنه عمل لتمجيد هذه الشخصية.
وتابع، أن من بعد مسلسل "الزيني بركات"، يعتبر مسلسل الحشاشين، أول عمل درامي يرصد شخصية سلبية، ومن الضروري أن يتم معالجة التاريخ من منظور الدراما، وهذا يعتبر أمر موضوعي للمؤلف.
وطالب من كُتاب الدراما التاريخية، عند رصد الشخصيات الإيجابية، إظهار كل الجوانب الشخصية سواء الإيجابية أو السلبية، فمسلسل الحشاشين أصبح أول عمل درامي يتجاوز فكرة التمجيد المطلق للبطل محور العمل الدرامي التاريخي.
وقال عصام زكريا، إنه: "في كتاب كان تم ترجمته مؤخرا في مصر بعنوان: "موت الناقد"، والذي يناقش انتشار ظاهرة النقاد الفنيين في كل مكان، كما يلقي الضوء على الناقد بمفهومه القديم الذي كان مؤثرا وكلمته تستطيع أن تهز الصناعة بشكل كامل، وتحرك الرأي العام أيضا، فضلا عن انتظار القراء لما سيكتبه الناقد عن الأعمال الدرامية".
وأضاف أن: "مفهوم الناقد الفني القديم لم يصبح متواجدا الآن، سواء في الأدب أو في السينما أو الموسيقى، وأصبح هناك نقاد آخرون تابعون للأكاديميات أو الباحثين في الجامعات، وهؤلاء ليسوا مؤثرين على الإطلاق، وغالبا ما يقدموا أعمالهم لغرضهم الشخصي فقط وللدائرة النخبوية المقربة منهم فقط".
وواصل: "هناك أيضا كتاب المراجعات السطحية النقدية، لكن الناقد المؤثر أصبح عملة نادرة، ولم يعد يملك نفس التأثير كما كان الوضع في الماضي، بسبب ظهور ديمقراطية المعرفة والرأي".
وقال إن الكاتب والمؤلف الدرامي من الممكن أن يقع أسيرًا أمام الشخصية التاريخية التي يكتبها ويضعف أمامها.
وأضاف أن كتابة الشخصيات أحد عناصر الفن الروائي، متابعًا: "لكن هناك عناصر أخرى، وعلى الكاتب عدم تغليب عنصر على الآخر وهذا ممكن يحدث مثلًا في اللغة، ممكن اللغة تأخذه أكثر مما يتحمل الموقف فيكون عنده بلاغيات وصياغات وجمل فضاضة أو تكون اللغة أقل من التعبير عن الدراما بالرغم من أن الشخصيات ممكن تبقى عظيمة".
وتابع: "الحوار أحد العناصر أيضًا والحبكة والإيقاع، فأحيانًا ممكن الكاتب يروح مع الشخصية وينسى أهمية العناصر الأخرى".
واستكمل: "مسلسل الحشاشين ناس محترفة وإنتاج جماعي والدراما هنا ليست مسئولية الكاتب فقط، لذلك خلقت المراجعة والمسودات".
وأردف: "أنا مع عدم تصوير أي مسلسل إلا عندما تتم كتابته بشكل كامل، يكتب ويتركن شوية ويتراجع ويُقرأ تاني وبعدين يتراجع تاني ويتكتب مسودة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وعين خارجية تشوفه لتلافي كل السلبيات".
وأضاف: "لما نكتب مقال أو حاجة بعد 4 أيام نشوفه بنبقى عاوزين نغير حاجات، ممكن خبير يبص على الحوار يظبط الإيقاع، أو إضافة لحظات استراحة في الدراما فيحط حتة فيها حس كوميدي أو راحة من الدراما حتى لا يقفد المشاهد حماسه للمتابعة".
