علامات استفهام طرحها مستشارون بمجلس مدينة الرباط، بعد نشر وثيقة عبر بوابة الصفقات العمومية، لطلب عروض حول بناء ملعب للهوكي على الجليد على ملك جماعي يأوي حاليا سوق الجملة للخضر و الفواكه و سوق الدواجن والمجازر البلدية بالرباط.
ووجه عمر الحياني المستشار الجماعي عن فريق فيدرالية اليسار الديمقراطي لمجلس جماعة الرباط، إثر نشر هذه الصفقة وتداولها عبر مقالات صحفية وعبر مواقع التواصل الإعلامي، سؤالا كتابيا حول الموضوع.
وأكد عمر الحياني في سؤاله الذي اطلع عليه “الأول”، أنه لم يسبق أن تمت مناقشة هذا المشروع في مجلس جماعة الرباط، مطالبا بإدراج نقطة في جدول أعمال الدورة القادمة لمجلس المدينة، تخص “دراسة جدوى إقامة ملعب للهوكي على الجليد على العقار الجماعي المكون من سوق الجملة للخضر و الفواكه و سوق الدواجن و المجازر البلدية بالرباط”.
ويبقى السؤال مطروحا حول من اتخذ قرار تفويت الملك الجماعي المتعلق بسوق الجملة للخضر والفواكه وسوق الدواجن والمجازر البلدية بالرباط؟، هل هو المكتب الجماعي السابق؟ أم فقط عمدة المدينة السابقة أسماء اغلالو ومن يدور في فلكها، مع العلم أن تاريخ نشر هذه الصفقة العمومية هو 3 فبراير 2024، وتاريخ تقديم اغلالو لاستقالتها كان في فبراير.
وفي الجهة المقابلة يطرح سؤال آخر، هل بالفعل تم تفويت هذا الملك الجماعي؟، وهو ما يزيد من غموض هذا الملف، رغم ما تم الإعلان عنه من قبل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حاملة المشروع.
حري بالذكر أنه تم اختيار شركتين لبناء قاعة الرياضات المتعددة بالرباط، وهما “Travaux général de Construction de Casablanca (TGCC)” و”Jet Contractors”.
وقد تمت إسناد هذا العقد مؤخرا لهاتين الشركتين من قبل الوكالة الوطنية للتجهيز العمومي التابعة لوزارة التجهيز بمبلغ 280.9 مليون درهم، في حين كانت التقديرات الأولية، عندما تم إطلاق طلب العروض، بداية شهر فبراير الماضي، هو 246 مليون درهم.
وستشمل هذه القاعة المتعددة الرياضات، والتي سيتعين بناؤها في 18 شهرا، ملعبا لهوكي الجليد بمساحة 1738 مترا مربعا، وخمس غرف لتبديل الملابس، ومتاجر، ومقاهي ومطاعم.
ويتضمن العقد الممنوح لمجموعة “TGCC-Jet Contractors” الأشغل الأساسية، كالهيكل الحديد والخشب، وأعمال العزل المائي بالإضافة إلى الأغطية والأسقف والنجارة والطلاء.
وسبق أن أشار عمر الحياني، في تدوينة له، إلى أنه “قبل سنة أو أكثر بقليل من ذلك، وضعت سؤالا كتابيا في مجلس مدينة الرباط حول مآل سوق الجملة للخضر والفواكه، المتواجد بين يعقوب المنصور، قريبا من الكورنيش، الذي سيرحل قريبا إلى اليوسفية، قريبا من مركز المدينة”.
وأضاف المستشار الجماعي “طرحت السؤال لأنني أعلم جيدا أن الموقع الاستراتيجي لسوق الجملة سيجعله محط أطماع كثيرة، ويمكن أن يتحول في لحظة إلى مشروع عقاري، كما حدث مع سوق الغزل المجاور الذي باعته جماعة الرباط بسعر زهيد لأحد رجال الأعمال العقاريين المحظوظين”.
وتابع: “سؤالي شمل أيضا اقتراحا بتحويل السوق إلى مركز للمعارض، نظرا لمساحته الواسعة، وحاجة الرباط إلى مركز دائم يستضيف مختلف المعارض المنظمة بالمدينة، بدلا من اللجوء إلى فضاءات مؤقتة تكلف دافعي الضرائب تكاليف باهظة، فمعرض الكتاب لعام 2024 الذي سينظم بفضاء السويسي سيكلف مثلا أكثر من 40 مليون درهم، وستنظمه نفس الشركة المحظوظة للسنة الثالثة على التوالي”.
ولفت الانتباه إلى أن الجواب على سؤاله من طرف رئيسة الجماعة ومكتبها، “أظهر أن الجماعة كانت تفتقد لأي رؤية حول مستقبل سوق الجملة، رغم أنه مملوك ومُدير من قبل الجماعة، وفهمت أن الجماعة كانت تنتظر قرارا من جهة أخرى”.
وقال الحياني “دهشتي كانت كبيرة عندما علمت أن السوق سيتم تحويله إلى ملعب للهوكي على الجليد، كان من الممكن أن أتوقع أن يتحول إلى مسبح كبير أو ملعب لكرة السلة، أو كرة الطائرة، أو حتى حديقة أو ساحة. أما أن يتم بناء ملعب للهوكي على الجليد، وهو رياضة لا يتجاوز عدد ممارسيها ربما 100 شخص في المغرب، معظمهم من خريجي الجامعات الأمريكية والكندية، فهذا يتجاوز ما قد يتصوره أحسن الروائيين الخياليين”.
وتساءل الحياني، “فمن يحاول في الدولة فرض هذه الرياضة على المغاربة؟ هل هم نفسهم الذين حاولوا فرض رياضة الجولف التي صرفت عليها (ولا زالت) ملايين الدراهم، وفرضوا إقامة مسابقاتها ليال طويلة مملة على تلفازنا الوطني؟ هذا ما ينتجه الاستبداد عندما يتحد مع الغباء: مشاريع باهظة الثمن ذات فائدة محدودة في بلد يحتل مرتبة منخفضة في مؤشر التنمية البشرية”.
