نظمت كلية الإعلام اليوم الأربعاء ٨ مايو، جلسة بحثية بعنوان” التناول الإعلامي لقضايا البيئة والمناخ وتأثيراته على الجمهور”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي التاسع والعشرين تحت عنوان “الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية”، ويرأس الجلسة الدكتور محمود يوسف، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور أشرف جلال، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة والمعقب على الجلسة، والدكتورة نرمين علي عجوة مقرراً للجلسة.

_ تأثيرات المعالجة على اتجاهات الجمهور:

بـدأت الجلسة بكلمة للدكتور محمود يوسف، حيث أكــد على أهمية مناقشة كيفية تناول الوسائل الإعلامية المختلفة لقضايا البيئة والمناخ، ومدى تأثيرات المعالجة على اتجاهات الجمهور وتعزيز الوعي والمعرفة لديه بالقضايا البيئية والتغيرات المناخية وكيفية مواجهة تحدياتها، ناصحا الباحثين بأهمية عدم البعد عن مجال التخصص الدقيق، مع الربط بينه وبين المجالات الصحفية المختلفة.

وتضمنت الجلسة عددا من البحوث تناولت موضوعات المعالجــة الإعلاميــة لقضايــا التغيــر المناخــي بالصحــف المصريــة، وتغطيــة صحافــة الفيديــو لقضايــا التغيــرات المناخيــة فــي القنــوات الصحفيــة الإخباريــة علــى اليوتيــوب، وكذلك فاعليــة حملات التســويق الأخضــر الرقمــي الموجهــة للمــرأة وعلاقتها بمســتوى الوعــى البيئــي: حملــة صاحبــة اليــد الذهبيــة نموذجــا، فضلا عن اتجاهــات الجمهــور المصــري نحــو فاعليــة الســرد القصصــي فــي تعزيــز المعرفــة بالاســتدامة البيئيــة وتأثيراتــه الوجدانيــة والســلوكية والمعرفيــة.

وخلصت نتائج دراسة الباحث الســيد عبــد الرحمــن علــي ، الأســتاذ المســاعد بقســم الاتصالات التسـويقية المتكاملـة بكليـة الإعلام وتكنولوجيـا الاتصال جامعـة السـويس، إلى أن أبرز الموضوعات التي ظهرت في التغطية هي مظاهر التغير المناخي، ومشروعات للحد من المخاطر، ومؤتمرات ومنتديات واجتماعات، وأسباب التغير المناخي، واتفاقيات وتعهدات، وحلول ومقترحات ومبادرات، وبرامج ودراسات علمية، ومظاهرات ودعاوي قضائية، كما جاء الخبر الصحفي على رأس الفنون والقوالب الصحفية المستخدمة في المعالجة الإعلامية، كما حصلت الصفحات الداخلية على المرتبة الأولى في موقع المادة الصحفية.

وأشارت نتائج دراسة أعدتها الباحثة سمر علي حسن، المــدرس بقســم الصحافــة والنشــر الرقمــي بكليــة الإعلام وتكنولوجيــا الاتصــال جامعــة الســويس، إلى تصدر قالب التقرير ضمن القوالب الفنية المستخدمة في تغطية صحافة الفيديو لقضية تغير المناخ، مع بروز مقاطع الفيديو القصيرة (أقل من 5 دقائق) في مقدمة عينة الدراسة، وهو ما يتناسب مع جمهور يوتيوب الذي يفضل مقاطع الفيديو القصيرة، كما تصدرت المرجعية الرسمية الأطر المرجعية التي اعتمدت عليها مقاطع الفيديو، فيما جاءت الدول العربية والوزراء في مقدمة القوى الفاعلة البارزة عند تغطية القضية، وجاءت حلول مواجهة تغير المناخ على رأس الأفكار الرئيسية التي طرحتها مقاطع الفيديو، وقد جاء شرح المخاطر ودعم حلول التصدي لتغيرات المناخ في مقدمة أهداف تغطية صحافة الفيديو لتغير المناخ، كما سيطر الاتجاه الإيجابي على تغطية نحو نصف (%52.99) عينة مقاطع الفيديو.

وتوصلت الدراسة التي أعدتها الباحثة ريهان شعلان، إلى مساهمة حملة اليد الذهبية في الترتيب الأول في معرفة المرأة بالحرف الموجودة في محافظة الفيوم، وتقديم صورة المرأة الأصيلة بنت البلد، وزيادة معرفتها بالمنتجات التي يعاد تدويرها للحفاظ على البيئة، وزيادة معدلات عمل المرأة المصرية للمساهمة في النمو الاقتصادي للدولة، كما أوضحت الدراسة أهمية قياس مردود حملات التوعية حيث تساعد على تقييم فعالية الحملات وتحديد مدى نجاحها فى تحقيق الأهداف المنشودة، والتى تتضمن أهمية تقييم النتائج التى تم تحقيقها، مثل زيادة الوعى، تغيير السلوك، زيادة المشاركة والتفاعل، والذى بدوره سيؤدى إلى تحسين الحملات المستقبلية عن طريق تحديد نقاط القوية والضعف، وتحديد الأساليب والاستمالات التى تعمل بشكل أفضل، وكذلك الاستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية، مما يعمل على تحسين مستوى الشفافية من خلال توضيح إنجازات الحملة ونتائجها ومقارنتها بالأهداف الموضوعة، الأمر الذي يعزز الثقة بين المؤسسات والجمهور المستيدف للحملة.

كما توصلت الدراسة التي أعدتها الباحثة رنا مجدي، إلى أن معدل تعرض الجمهور المصري عينة الدراسة للمنشورات التي تحتوي على القصص المرتبطة بالمشكلات البيئية مرتفعا بوجه عام، وكان معدل التعرض دائما بنسبة 61%، بينما جاء معدل التعرض أحيانا بنسبة 28%، وأخيرا جاء معدل التعرض نادرا بنسبة ١١%، وقد جاءت حملة (حكاوي من ناسها) في مقدمة الحملات التى تعرضت لها عينة الدراسة، يليها حملة (بيئتنا مسؤوليتنا) في الترتيب الثاني، ثم حملة ( بدون أكياس بلاستيك )في الترتيب الثالث، وحملة (رجعت الطبيعة لطبيعتها) في الترتيب الرابع، كما كشفت نتائج الدراسة عن أن الدافع (تعديل السلوكيات السلبية بما يحقق التنمية المستدامة في مجال البيئة) جاء في المرتبة الأولى لدوافع متابعة عينة الدراسة للقصة في موضوعات التوعية البيئية، يليه دافع (تنمية الوعي البيئي) في المرتبة الثانية، ثم دافع (اكتساب مهارات لحل مشكلات البيئة) في المرتبة الثالثة.

_التركيز على الحلول العملية التي يمكن تطبيقها:

وفي ختام الجلسة، قــدم الدكتورأشــرف جلال ، بعض التعليقات حــول الأبحاث المعروضة،قائلا ” إن التعرف بسوق العمل يجعل الباحث قادرا على الحكم على المعالجة الإعلامية بصورة أكثر مهنية،حيث إنه لابد ألا يكون الحديث عن القضايا البيئية بصورة مجـردة بل لابد من ربطها بقضايا محددة كقضايا التنمية المستدامة وقضايا الصرف الصحي، وأن يكون هناك ملموسية في القضايا التي يتم تناولها، مع التركيز على الحلول العملية التي يمكن تطبيقها “، مشيرا إلى أهمية تحقيق التطبيق السليم للنظريات الإعلامية كنظرية الأطر الإعلامية – على سبيل المثال – لا تكتمل بدون دراسة ميدانية للتطبيق على الجمهور، مضيفا أن دراسات القائم بالاتصال لابد من تطبيقها على عينة كبيرة من الممارسين حتى يمكن الخروج بمؤشرات قابلة للتعميم، موصيا بضرورة اهتمام الباحثين بالدراسات الكيفية، وتكثيف الجهود البحثية في مجال الإعلام البيئي.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الـ ٢٩ لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي ٨ و٩ مايو 2024، بمقر الكلية، بعنوان “الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية”، وذلك برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي، وبرعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي، و”الرابطة الدولية لأبحاث الإعلام والاتصال”.