هيكل لاغرانج المترابط
عودة للموسوعةتمثل هياكل لاغرانغ المترابطة نوعًا مميزًا من أسطح المسارات في الأنظمة الديناميكية التي تؤثر بدرجة كبيرة على أشكال المسارات المجاورة لها خلال فترة معينة من الزمن.. تتباين أنواع هذا التأثير ولكن في جميع الأحوال يُولد هذا التأثير نمطًا مترابطًا للمسارات، وهنا يأتي دور هياكل لاغرانج المترابطة التي تشكل الجزء النظري المحوري في توليد تلك الأنماط. من السهل ملاحظة خصائص الترابط عند مراقبة أنماط التدفق في الطبيعة، ولكن ما يثير اهتمامنا في العادة هوالهيكل الكامن وراء تلك الأنماط.
كما هومشروح على اليسار، نجد حتى مسارات التدفق المفردة تتشكل على هيئة نمط مترابط، وتتأثر تلك المسارات بشدة بالتغيرات في أوضاعها الأولية وبارامترات النظام. ولكن من ناحية أخرى تتميز هياكل لاغرانج المولدة لتلك المسارات بالثبات والصلابة، وهي تمثل نادىمة أساسية مُبسطة لديناميات النظام بصفة عامة. ولهذا السبب تُعتبر هياكل لاغرانج المترابطة أداة مثالية للتحقق من صحة النماذج، والمقارنة بينها، ووضع أسس معيارية للمقارنة بينها. علاوة على ذلك يمكن الاستعانة بهياكل لاغرانج في التنبؤ بأحوال الأنظمة الديناميكية المعقدة على المدى القريب أوالمدى القصير.
من بين الأمثلة على الظواهر الفيزيائية المحكومة بهياكل لاغرانج المترابطة: النفايات العائمة، والتسربات النفطية، والعوامات السطحية، وأنماط انتشار الكلوروفيل في المحيطات، وسحب الرماد البركاني، وانتشار الأبواغ في الغلاف الجوي، وأنماط الحشد المترابطة التي نلاحظها عند البشر والحيوانات.
رغم حتى هياكل لاغرانج المترابطة تظهر بصفة متكررة في الأنظمة الديناميكية ولكن لا يمكن ملاحظة دورها في توليد الأنماط المترابطة بسهولة في حالة تدفق الموائع. وتُعد الصور المُرفقة بالأسفل أمثلة على أنواع هياكل لاغرانج المتنوعة الكامنة وراء الكثير من أنماط التدفق الجيوفيزيائية.
الدوامات الحلزونية: هياكل لاغرانج الزائدة والناسيرة (تصوير بول سكالي باور/ ناسا).
درجات حرارة البحر السطحية في تيارات الخليج: هيكل لاغرانج مكافئ (ناسا)
العوالق النباتية في تيار أجولهاس: هيكل لاغرانج ناقص ثنائي الأبعاد (ناسا)
إعصار بالقرب من فلوريدا كيز: هيكل لاغرانج ناقص ثلاثي الأبعاد (أسطواني)
حلقة بخار منبعثة من جبل إتنا: هيكل لاغرانج ناقص ثنائي الأبعاد (تصوير توم بفايفر)
التعريف العام
أسطح المادة
دعنا نفترض حتى لدينا نظامًا ديناميكيًا غير مستقل مُعهدًا بواسطة خريطة التدفق في فضاء الطور على الفترة الزمنية ، وهي تربط الأوضاع الأولية بمواقعها في الفترة الزمنية المحددة . إذا كانت خريطة التدفق متماثلة تفاضليًا بالنسبة لجميع الأزمنة ، فإن أي مجموعة ملساء بالأوضاع الأولية تُعطى بالصيغة الآتية:
وهي تُصنف كمتعدد شعب ثابت في فضاء الطور الممتد
هياكل لاغرانج بصفتها أسطح مادة استثنائية
حتى تتكون الأنماط المترابطة ينبغي على سطح المادة حتى يؤثر بعمل ما على المسارات المجاورة بصورة مستمرة ومنتظمة خلال الفترة الزمنية . من بين الأمثلة على تلك الافعال: التجاذب والتنافر والقص. ومن حيث المبدأ تستوفي أي خاصية رياضية مُعهدة بوضوح الشروط السابقة إذا ما ولّدت أنماطًا مترابطة بدءًا من أوضاع أولية محلية مُختارة عشوائيًا.
يمكن التعبير عن مثل هذه الخصائص باستخدام متباينة صارمة. على سبيل المثال يمكن اعتبار سطح المادة سطحًا جاذبًا خلال الفترة الزمنية في حالة تحول مجموعة من الاضطرابات الصغيرة في إلى اضطرابات أصغر منها في بواسطة تيار التدفق. في فهم الأنظمة الديناميكية الكلاسيكية تُعهد متعددات الشعب التي تستوفي شروط خاصية التجاذب السابقة بالجاذبات. وتلك الجاذبات ليست مميزة فحسب، بل لا يوجد مثلها على الإطلاق في فضاء الطور، إذ لا يمكن وجود عائلة متصلة من الجاذبات.
وعلى الجانب الآخر، في حالة الأنظمة الديناميكية المُعهدة على فترة زمنية محدودة ، لا تكفي المتباينات الصارمة لتعريف أسطح المادة الاستثنائية (أي الأسطح الفريدة على مستوى محلي)، وهي نتيجة مباشرة لاتصال خريطة التدفق خلال الفترة الزمنية . على سبيل المثال: إذا كان سطح المادة يجذب جميع المسارات المجاورة خلال الفترة الزمنية فسوف تفضي جميع الأسطح المتقاربة إلى نفس النتيجة.
إذن، فإن أسطح التجاذب والتنافر والقص مُكدسة بالضرورة فوق بعضها، أي إنها تتولد على صورة عائلة متصلة من الأسطح. وبناءً على ذلك يمكن العثور على هياكل لاغرانج المترابطة باعتبارها أسطح مادة استثنائية تظهر عليها خصائص ترابطية بدرجة أقوى من غيرها من أسطح المادة المجاورة. تُعهد مثل تلك الهياكل بأنها نقاط حرجة (أوبصفة أعم، أسطح ساكنة) لخاصية الترابط على فترة زمنية محدودة، وتلك الهياكل هي ما يمكن اعتباره جزءًا محوريًا في أنماط المسارات. يوضح الشكل 2.أ. أمثلة على هياكل التجاذب والتنافر والقص في محاكاة عددية مباشرة ثنائية الأبعاد.
الفرق بين هياكل لاغرانج المترابطة ومتعددات الشعب الثابتة الكلاسيكية
متعددات الشعب الثابتة الكلاسيكية هي تعبير عن مجموعات ثابتة في فضاء الطور في نظام ديناميكي مستقل. أما بالنسبة لهياكل لاغرانج فيُشترط عليها حتى تكون ثابتة في فضاء الطور الممتد فقط. ما يعني أنه حتى وإن كان النظام الديناميكي الكامن وراء تلك الهياكل مستقلًا فإن هياكل لاغرانج الخاصة بالنظام على الفترة الزمنية تعتمد على الزمن بصورة عامة، وهي تؤدي دور النادىمة المتغيرة لأنماط المسارات المترابطة المرصودة. يوضح الشكل 2.ب. الفرق بين هيكل لاغرانج التجاذبي ومتعدد الشعب الكلاسيكي غير المستقر الخاص بنقطة السرج، وكلاهما يتغير مع مرور الزمن في نظام ديناميكي مستقل.
موضوعية هياكل لاغرانج المترابطة
دعنا نفترض حتى فضاء الطور الخاص بالنظام الديناميكي يمثل فضاء بارامترات المادة الخاص بوسط متصل (مثل السوائل والأجسام اللدنة). على سبيل المثال دعنا نفترض نظامًا ديناميكيًا مُولدًا بواسطة مجال سرعات متقلب مُعطى بالعلاقة الآتية:
حيث هي مجموعة مفتوحة تحتوي على جميع مواقع الجسيمات الممكنة، وهي تمثل فضاء بارامترات المادة. وفي نطاق هذا الفضاء فإن هياكل لاغرانج المترابطة تمثل أسطح المادة التي تشكلها المسارات. لا يعتمد وجود مسار المادة داخل هيكل لاغرانج على الإحداثيات المُختارة، وبالتالي فهي خاصية لا تعتمد على مكان المراقب. ونتيجة لذلك فإن هياكل لاغرانج تخضع لمبدأ الموضوعية (أي عدم اعتماد خواص المادة على الإطار المرجعي) المعروف في ميكانيكا الأوساط المتصلة. وبموجب مبدأ الموضوعية يجب على هياكل لاغرانج حتى تكون ثابتة بغض النظر عن تغير المراقب، أي جميع التغيرات الخطية للإحداثيات التي تتخذ الصورة الآتية:
حيث هومتجه الكميات المتحولة، و هي مصفوفة عشوائية ومتعامدة تمثل عمليات الدوران المعتمدة على الزمن، و هومتجه عشوائي ثلاثي الأبعاد يمثل الانتنطقات المعتمدة على الزمن. ونتيجة لذلك ينبغي حتى نُعبر عن أي تعريف متسق لهياكل لاغرانج بدلالة الكميات التي لا تعتمد على الإطار المرجعي. على سبيل المثال: موتر معدل الإجهادات ، وموتر الدوران المُعطيان بالعلاقات الآتية:
وهي تتحول بواسطة تغيرات الإطارات الإقليدية إلى الكميات الآتية:
ذلك يعني حتى تغير الإطار المرجعي مكافئ لعملية تحويل التشابه على الموتر ، وبالتالي فإن هياكل لاغرانج المترابطة التي تعتمد حصرًا على القيم الذاتية والمتجهات الذاتية للموتر لا تعتمد بضرورة الحال على الإطار المرجعي. أما بالنسبة لهياكل لاغرانج التي تعتمد على القيم الذاتية للموتر فهي ليست مستقلة عن الإطار المرجعي بصفة عامة.
تُستخدم الكميات التي لا تعتمد على الإطار المرجعي مثل و بشكل روتيني في رصد هياكل لاغرانج المترابطة. رغم حتى تلك الكميات من شأنها حتى تبرز خصائص متجه السرعات اللحظي لكن قدرتها على اكتشاف خواص اختلاط المواد، والانتنطق، والترابط محدودة.
انظر أيضًا
- جريان مضطرب
- نظرية شواش
- نظرية النظم التحريكية
مراجع
- ^ Haller, G.; Yuan, G. (2000). "Lagrangian coherent structures and mixing in two-dimensional turbulence". Physica D: Nonlinear Phenomena. 147 (3–4): 352. Bibcode:2000PhyD..147..352H. doi:10.1016/S0167-2789(00)00142-1.
- ^ Peacock, T.; Haller, G. (2013). "Lagrangian coherent structures: The hidden skeleton of fluid flows". Physics Today. 66 (2): 41. Bibcode:2013PhT....66b..41P. doi:10.1063/PT.3.1886.
- ↑ Haller, G. (2015). "Lagrangian Coherent Structures". Annual Review of Fluid Mechanics. 47 (1): 137–162. Bibcode:2015AnRFM..47..137H. doi:10.1146/annurev-fluid-010313-141322.
- ^ Bozorgmagham, A. E.; Ross, S. D.; Schmale, D. G. (2013). "Real-time prediction of atmospheric Lagrangian coherent structures based on forecast data: An application and error analysis". Physica D: Nonlinear Phenomena. 258: 47–60. Bibcode:2013PhyD..258...47B. doi:10.1016/j.physd.2013.05.003.
- ^ Bozorgmagham, A. E.; Ross, S. D. (2015). "Atmospheric Lagrangian coherent structures considering unresolved turbulence and forecast uncertainty". Communications in Nonlinear Science and Numerical Simulation. 22 (1–3): 964–979. Bibcode:2015CNSNS..22..964B. doi:10.1016/j.cnsns.2014.07.011.
- ^ Olascoaga, M. J.; Haller, G. (2012). "Forecasting sudden changes in environmental pollution patterns". Proceedings of the National Academy of Sciences. 109 (13): 4738–4743. Bibcode:2012PNAS..109.4738O. doi:10.1073/pnas.1118574109. PMC 3323984. PMID 22411824.
- ^ Nencioli, F.; d'Ovidio, F.; Doglioli, A. M.; Petrenko, A. A. (2011). "Surface coastal circulation patterns by in-situ detection of Lagrangian coherent structures". Geophysical Research Letters. 38 (17): n/a. Bibcode:2011GeoRL..3817604N. doi:10.1029/2011GL048815.
- ^ Olascoaga, M. J.; Beron-Vera, F. J.; Haller, G.; Triñanes, J.; Iskandarani, M.; Coelho, E. F.; Haus, B. K.; Huntley, H. S.; Jacobs, G.; Kirwan, A. D.; Lipphardt, B. L.; Özgökmen, T. M.; h. m. Reniers, A. J.; Valle-Levinson, A. (2013). "Drifter motion in the Gulf of Mexico constrained by altimetric Lagrangian coherent structures". Geophysical Research Letters. 40 (23): 6171. Bibcode:2013GeoRL..40.6171O. doi:10.1002/2013GL058624.
- ^ Huhn, F.; von Kameke, A.; Pérez-Muñuzuri, V.; Olascoaga, M. J.; Beron-Vera, F. J. (2012). "The impact of advective transport by the South Indian Ocean Countercurrent on the Madagascar plankton bloom". Geophysical Research Letters. 39 (6): n/a. Bibcode:2012GeoRL..39.6602H. doi:10.1029/2012GL051246.
- ^ Peng, J.; Peterson, R. (2012). "Attracting structures in volcanic ash transport". Atmospheric Environment. 48: 230–239. Bibcode:2012AtmEn..48..230P. doi:10.1016/j.atmosenv.2011.05.053.
- ^ Tallapragada, P.; Ross, S. D.; Schmale, D. G. (2011). "Lagrangian coherent structures are associated with fluctuations in airborne microbial populations". Chaos: An Interdisciplinary Journal of Nonlinear Science. 21 (3): 033122. Bibcode:2011Chaos..21c3122T. doi:10.1063/1.3624930. hdl:10919/24411. PMID 21974657. مؤرشف من الأصل (PDF) فيسبعة أبريل 2020.
- ^ Ali, S.; Shah, M. (2007). "A Lagrangian Particle Dynamics Approach for Crowd Flow Segmentation and Stability Analysis". 2007 IEEE Conference on Computer Vision and Pattern Recognition. صفحة 1. CiteSeerX = 10.1.1.63.4342 10.1.1.63.4342. doi:10.1109/CVPR.2007.382977. ISBN .
- ^ Haller, G. (2001). "Lagrangian structures and the rate of strain in a partition of two-dimensional turbulence". Physics of Fluids. 13 (11): 3365–3385. Bibcode:2001PhFl...13.3365H. doi:10.1063/1.1403336.
- ^ Haller, G. (2005). "An objective definition of a vortex". Journal of Fluid Mechanics. 525: 1–26. Bibcode:2005JFM...525....1H. doi:10.1017/S0022112004002526.
- صور وملفات صوتية من كومنز
التصنيفات: أنظمة حركية, جريان الموائع, جريان مضطرب, نظرية فوضى الكون, مقالات يتيمة منذ نوفمبر 2019, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة الفيزياء/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات