فقه إسلامي

عودة للموسوعة

سلسلة مواضيع العلوم الشرعية

الْفِقْهُ في اللغة: الْفَهْمُ للشيء والفهم به، وفهم الأحكام الدقيقة والمسائل الغامضة، وهوفي الأصل مطلق الفهم، وغلب استعماله في العهد مخصوصا بفهم الشريعة؛ لشرفها على سائر العلوم، وتخصيص اسم الفقه بهذا الاصطلاح حادث، واسم الفقه يعم جميع الشريعة التي من جملتها ما يتوصل به إلى فهم الله ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته، وإلى فهم أنبيائه ورسله عليهم السلام، ومنها فهم الأحوال والأخلاق والآداب والقيام بحق العبودية وغير ذلك. وذكر بدر الدين الزركشي قول أبي حامد الغزالي: «أن الناس تصرفوا في اسم الفقه فخصوه بفهم الفتاوى ودلائلها وعللها» واسم الفقه في العصر الأول كان يطلق على: «فهم الآخرة وفهم دقائق آفات النفس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستلاب الخوف على القلب». وعند الفقهاء: حفظ الفروع وأقله ثلاث مسائل. وعند أهل الحقيقة: الجمع بين الفهم والعمل لقول الحسن البصري: «إنما الفقيه المعرض عن الدنيا، الزاهد في الآخرة، البصير بعيوب نفسه». وعهده أبوحنيفة بأنه: «فهم النفس مالها وما عليها» وعموم هذا التعريف كان ملائماً لعصر أبي حنيفة الذي لم يكن الفقه فيه قد استقل عن غيره من العلوم الشرعية.

وعهد الشافعي الفقه بالتعريف المشهور بعده عند الفهماء بأنه: «الفهم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية». وفي اصطلاح فهماء أصول الفقه: «الفهم بالأحكام الشرعية المكتسبة من أدلتها التفصيلية». ويسمي عند المتأخرين فهم الفقه ويطلق في العصور المتأخرة من التاريخ الإسلامي مخصوصا بالفروع، والفقيه العالم بالفقه، وعند فهماء أصول الفقه هوالمجتهد. وللفقه مكانة مهمة في الإسلام، حيث دلت النصوص الشرعية على فضله ووجوب التفقه في الدين، وكان من أعلام فقهاء الصحابة ذووتخصص في استنباط الأحكام الشرعية، وكانت لهم اجتهادات ومذاهب فقهية، وأخذ عنهم فقهاء التابعين في مختلف البلدان، وبذلك بدء تأسيس المدارس الفقهية في الحجاز والعراق والشام واليمن ومصر، وتلخصت منها المذاهب الفقهية وكان أشهرها المذاهب الأربعة. وقد كان الفقه بداية التاريخ الإسلامي يطلق على الفهم بالأحكام الشرعية عموما، وبعد تطوير الدراسات الفقهية والبحوث الفهمية ووضع العلوم وتدوينها كانت الدراسات الفقهية تتضمن: الأصول والفروع والقواعد وتاريخ الدراسة والمدارس الفقهية ومداخل المذاهب ومراتب الفقهاء ومراتب الاجتهاد وغيرها. وأصبح الفقه بمعناه الاصطلاحي يطلق على: فهم فروع الفقه وهوأحد أنواع العلوم الشرعية، وهو: «الفهم بالأحكام الشرعية العملية المستمدة من أدلتها التفصيلية».

تعريف الفقه

المعنى اللغوي

مبنى المدرسة المستنصرية التاريخي في بغداد

الفِقْه بالمعنى اللغوي الْفَهْمُ، وأصله بالكسر والعمل فَقِهَ يَفْقَهُ بكسر القاف في الماضي وفتحها في المضارع، ينطق: فَقِهَ الرجل أي: فهم، والمصدر فِقْهًا، وفلان لا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَه، مادته: (فِ قْ هـ)، وهوفي الأصل لمعنى: مطلق الْفَهْمُ، من فَقِهَ -بكسر الوسط- ينطق: فَقِهَ الرجل فِقْهًا، وأَفْقَهْتُهُ الشيء، هذا أصله، ثم خص به فهم الشريعة. والعالم به فَقِيهٌ. وقد فقه من باب ظرف أي: صار فقيها. وفَقَّهه الله تفقيها، وتفَقَّه إذا تعاطى ذلك، وفاقهه باحثه في الفهم. نطق ابن حجر: «ينطق: فَقُهَ بالضم إذا صار الفقه له سجية، وفقه بالفتح إذا تجاوز غيره إلى الفهم، وفَقِهَ بالكسر إذا فهم». وحدثة «فِقْه» في اللغة مصدر ماضيه في الأصل فَقِهَ -بكسر القاف- بمعنى: فَهْمُ الشي والفهم به مطلقا، أومخصوصا بفهم الأمور الغامضة والمسائل الدقيقة، ثم نقل لفظ «فقه» من معناه اللغوي بغلبة الاستعمال في العهد إلى معنى الفهم بالدين. نطق ابن منظور: «وغلب على فهم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع الفهم كما غلب النجم على الثريا والعود على المندل». نطق ابن الأثير: «واشتقاقه من الشق والفتح، وقد جعله العهد خاصا بـفهم الشريعة، -شرفها الله تعالى-، وتخصيصا بـفهم الفروع منها». نطق ابن منظور: «والفقه في الأصل الفهم، ينطق: أوتي فلان فقها في الدين أي فهما فيه. نطق الله عز وجل: ﴿ليتفقهوا في الدين﴾ أي: ليكونوا فهماء به، وفقهه الله، ونادى النبي لابن عباس فنطق: «اللهم فهمه الدين وفقهه في التأويل» أي: فهمه تأويله ومعناه، فاستجاب الله نادىءه وكان من أفهم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى». ونطق ابن سيده: «وفقه عنه بالكسر: فهم، وينطق: فقه فلان عني ما بينت له يفقه فقها إذا فهمه». والفقه بمعنى: الفهم بالشّيء، والفهم له، والفطنة فيه، وغلب على فهم الدين لشرفه، وما ذكر في القرآن حكاية ما نطقه قوم النبي شعيب، في قول الله تعالى: ﴿قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ﴾؛ فهوبمعنى: عدم الفهم مطلقا. وقيل: هوتعبير عن كلّ معلوم تيقّنه العالم عن فكر.

الفقه في اللغة: هوالفهم، وخصه حملة الشرع بضرب من العلوم، ونقل ابن السمعاني عن ابن فارس: أنه إدراك فهم الشيء، ونطق الجوهري وغيره: هوالفهم، ونطق الراغب هوالتوسل إلى فهم غائب بفهم شاهد فهوأخص من الفهم. وفسر الفهم بفهم الشيء بالقلب، والفهم به، ينطق: فهمت الشيء عقلته وعهدته، وفهمت الشيء فهما فهمته، فلا يقصد فهم المعنى من اللفظ، ولا فهم غرض المتحدث، ونطق أبوإسحاق وصاحب اللباب من الحنفية: «فهم الأمور الدقيقة، فلا ينطق: فقهت حتى السماء فوقنا». نطق القرافي: وهذا أولى؛ ولهذا خصصوا اسم الفقه بالعلوم النظرية، فيشترط كونه في مظنة الخفاء، فلا يحسن حتى ينطق: فهمت حتى الإثنين أكثر من الواحد، ومن ثم لم يسم العالم بما هومن ضروريات الأحكام الشرعية فقيها. والفقه اللغوي مكسور القاف في الماضي والاصطلاحي مضمومها فيه. ينطق: فقه -بالكسر- فهوفاقه إذا فهم، وفقه -بالفتح- فهوفاقه أيضا إذا تجاوز غيره إلى الفهم، وفقه -بالضم- فهوفقيه إذا صار الفقه له سجية. ونقل الفقه إلى فهم الفروع بغلبة الاستعمال كما أشار إليه ابن سيده بقوله: «غلب على فهم الدين لسيادته وشرفه كالنجم على الثريا، والعود على المندل».

التسمية

حدثة فقه بالإضافة إلى معناه اللغوي فقد غلب استعماله مخصوصا بفهم الشريعة، «وذكر الإمام الغزالي حتى الناس تصرفوا في اسم الفقه فخصوه بفهم الفتاوى ودلائلها وعللها» واسم الفقه في العصر الأول كان مطلقا على فهم الآخرة. وفهم السلوك.

ويطلق في العصر الأول على: «فهم الآخرة وفهم دقائق آفات النفس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستلاب الخوف على القلب». نطق ابن عابدين ضمن تعريف الفقه: وعند الفقهاء: حفظ الفروع وأقله ثلاث. وعند أهل الحقيقة: الجمع بين الفهم والعمل لقول الحسن البصري: إنما الفقيه المعرض عن الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بعيوب نفسه. وقد عهده الإمام أبوحنيفة بأنه: "فهم النفس ما لها وما عليها"، قيل: وأخذه من قوله تعالى: ﴿لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾، وسمى كتابه في العقيدة: (الفقه الأكبر). نطق الغزالي في الإحياء في بيان تبديل أسامي العلوم: إذا الناس تصرفوا في اسم الفقه، فخصوه بفهم الفتاوى والوقوف على وقائعها، وإنما هوفي العصر الأول اسم لفهم دقائق آفات النفوس، والاطلاع على الآخرة وحقارة الدنيا. نطق الحسن البصري: إنما الفقيه هوالزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بذنبه، المداوم على عبادة ربه، الورع الكاف. ونطق الحليمي في المنهاج: إذا تخصيص اسم الفقه بهذا الاصطلاح حادث، نطق: والحق حتى اسم الفقه يعم جميع الشريعة التي من جملتها ما يتوصل به إلى فهم الله ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته، وإلى فهم أنبيائه ورسله عليهم السلام، ومنها فهم الأحوال والأخلاق والآداب والقيام بحق العبودية وغير ذلك.

في الاصطلاح الشرعي

في الاصطلاح الشرعي: عهده أبوحنيفة بأنه: «فهم النفس مالها وما عليها» والفهم: (هي إدراك الجزئيات عن دليل). والمراد بها هنا سببها: وهوالملكة الحاصلة من تتبع القواعد مرة بعد أخرى. وعموم هذا التعريف كان ملائماً لعصر أبي حنيفة الذي لم يكن الفقه فيه قد استقل عن غيره من العلوم الشرعية.

وهذا التعريف عام يتناول الاعتقاديات كوجوب الإيمان، والوجدانيات أي: الأخلاق الباطنة والملكات النفسانية، والعمليات كالصلاة والصوم والبيع، عملم ما للنفس وما عليها من الاعتقاديات هي فهم الكلام (فهم التوحيد)، وفهم ما للنفس وما عليها من الوجدانيات هي فهم الأخلاق والتصوف كالزهد والصبر والرضا وحضور القلب في الصلاة ونحوذلك. وفهم ما للنفس وما عليها من الأحكام العملية هوالذي صار يعهد بـفهم فروع الفقه، ومن ثم فقد أضاف فقهاء الحنفية إلى تعريف أبي حنيفة لفظ: «عملا» ليصبح التعريف: «فهم النفس مالها وما عليها عملا». وفهم الفقه يسمى هووفهم أصول الفقه بـفهم الدراية أيضا على ما في مجمع السلوك.

بالمعنى الاصطلاحي

الفقه في اصطلاح فهماء أصول الفقه هو: «الفهم بالأحكام الشّرعيّة العمليّة المكتسب من أدلّتها التّفصيلة». وعهده أبوإسحاق الشيرازي بأنه: «فهم الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد»، أوهو: «فهم جميع حكم شرعي بالاجتهاد»، أو«الفهم بالأحكام الشرعية العملية بالاستدلال»، أومن طريق أدلتها التفصيلية، وفق أصول فقهية سليمة، واستدلالات منهجية، يتوصل منها إلى فهم الأحكام الشرعية، المكتسبة من الأدلة التفصيلية. ومعنى الفهم بالأحكام الشرعية أي: «المستنبطة بطريق الاجتهاد»، أو«الفهم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من الأدلة التفصيلية». والفقه بالمعنى الاصطلاحي يطلق على الفهم المسمى بـ(فهم فروع الفقه). فالفهم بالذوات من أجسام وصفات وسواها ليس فقها؛ لأنه ليس فهم أحكام. والفهم بالأحكام العقلية والحسية والوضعية كأحكام الحساب والنحووالصرف لا يسمى فقها؛ لأنه فهم أحكام ليست بشرعية، وفهم أحكام أصول الدين وأصول الفقه ليس فقها، لأنها أحكام شرعية فهمية وليست عملية، وفهم المقلد بالأحكام الشرعية العملية لا يسمى فقها؛ لأنه فهم ليس عن استدلال، وما هومعلوم بالضرورة لا يسمى فقها؛ لأنه من غير استدلال. فهو: «الفهم الحاصل بالاجتهاد»، والفقيه لا يطلق إلا على المجتهد. نطق إمام الحرمين:

والفقه فهم جميع حكم شرعي اتى اجتهادا دون نص بتري.

في اصطلاح الفقهاء

تعريف الفقه عند الفقهاء هو: استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها، أوهوكما حكاه البغوي في تعليقه نقلا عن القاضي حسين حيث نطق: الفقه افتتاح فهم الحوادث على الإنسان، أوافتتاح شعب أحكام الحوادث على الإنسان. ونطق ابن سراقة: حده في الشرع: تعبير عن اعتقاد فهم الفروع في الشرع، ولذلك لا ينطق في صفاته سبحانه وتعالى: فقيه. نطق: وحقيقة الفقه عندي: الاستنباط، نطق الله تعالى: ﴿لفهمه الذين يستنبطونه منهم﴾، واختيار ابن السمعاني في القواطع أنه استنباط حكم المشكل من الواضح، نطق: «وقوله : «رب حامل فقه غير فقيه» أي: غير مستنبط ومعناه: أنه يحمل الرواية من غير حتىقد يكون له استدلال واستنباط فيها»، ونطق في ديباجة كتابه: وما أشبه الفقيه إلا بغواص في بحر در حدثا غاص في بحر فطنته استخرج درا، وغيره مستخرج آجرا. ويؤخذ من تعريفهم الفقه بأنه (استنباط الأحكام): حتى المسائل المدونة في خط الفقه ليست بفقه في اصطلاح الفقهاء، وأن حافظها ليس بفقيه، وبه صرح العبدري في باب الإجماع من شرح المستصفى، نطق: وإنما هي نتائج الفقه، والعارف بها فروعي، وإنما الفقيه هوالمجتهد الذي ينتج تلك الفروع عن أدلة سليمة، فيتلقاها منه الفروعي تقليدا ويدونها ويحفظها، ونحوه قول ابن عبد السلام: هم نقلة فقه لا فقهاء.

وفي اصطلاح فهماء الفروع هو: الفهم بالأحكام الشرعية العملية الناشئة عن الاجتهاد. أوهوحفظ أوفهم مجموعة من الأحكام الشرعية العملية الواردة بالكتاب والسنة وما استنبط منها، سواء كان مع أدلتها أوبغير الأدلة، أوهو: فهم الأحكام الشرعية العملية التي هبط بها الوحى، بترية كانت أوظنية، وما استنبطه المجتهدون.

الفقه في الدين

الفقه في الدين في الشرع الإسلامي بمعنى: الفهم بأحكام الشرع، وقد أطلق الفقه في العهد بغلبة الاستعمال على معنى الفقه في الدين، أي: المخصوص بكونه في الدين، والدين والشرع والشريعة بمعنى: ما شرعه الله على لسان نبيه من أحكام، وكل ما أتى به الرسول من عند الله. واتى في القرآن: ﴿ليتفقهوا في الدين﴾، أي: ليتفهموا أحكام الدين. والتفقه أي: التفهم وأخذ الفقه تدريجا، في الدين وهوعهدا: وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما خير لهم بالذات، وقد يفسر الدين بما شرع من الأحكام ويساويه الملة ماصدقا كالشريعة؛ لأنها من حيث إنها يدان أي: يخضع لها تسمى دينا، ومن حيث إنها يجتمع عليها وتملى أحكامها تسمى ملة، ومن حيث إنها تقصد لإنقاذ النفوس من مهلكاتها تسمى شريعة. وفي الحديث السليم: «وعن معاوية رضي الله عنه نطق: نطق رسول الله : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي». متفق عليه». أي: خيرا عظيما لمن لطف الله به وأراد له الخير وسهله عليه لكونه من عليه بفهم تام ومفهم ناصح وشدة الاعتناء بالطلب ودوامه واختاره أي: انتقاه للطفه وتوفيقه. وفي رواية: «من يرد الله به خيرا؛ يفقهه في الدين، ويلهمه رشده». والفقه في الدين: فهم الأحكام الشرعية عموما، ويطلق الفقه في العصر الأول بمعنى: فهم جميع أحكام الدين أي: جميع ما شرع الله لعباده من الأحكام، فيضم: الأحكام العملية والفهمية الاعتقادية وغيرها. وهوبهذا المعنى لا يختص بالفروع حيث لم يكن إطلاق مصطلح الفقه على الفروع إلا بعد تدوين فهم الفقه، ومن ثم فإن حملة فهم الشرع من أعلام وفقهاء الصحابة كانوا فقهاء في الدين، لكن لم يكن الفقهاء منهم بالمعنى الاصطلاحي يطلق إلا على المجتهدين منهم وأئمة المذاهب، ومما يشير ذلك قولة عليه الصلاة والسلام: «رب حامل فقه غير فقيه» وحديث: «رب حامل فقه إلى من هوأفقه منه».

أخرج الترمذي: «عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه عن النبي نطق: نضر الله امرأ سمع منطقتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هوأفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم». ورواة الشافعي والبيهقي في المدخل. وأخرج أبونعيم في الحلية: «عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه نطق: نطق رسول الله : «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه إلى من هوأحفظ منه، ويبلغه من هوأحفظ منه إلى من هوأفقه منه، فرب حامل فقه ليس بفقيه» رواه عن سماك عدة، ولم يروه عن علي إلا الخريبي، سليم ثابت». وأخرج الترمذي رواية: «عن شعبة أبلغنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب نطق سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان يحدث عن أبيه نطق خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار قلنا ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه فسألناه فنطق: نعم سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله سمعت رسول الله يقول: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هوأفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه»». وقوله: «نضر الله» نطق التوربشتي: النضرة الحسن والرونق يتعدى ولا يتعدى وروي مخففا ومثقلا. ونطق النووي: التشديد أكثر. ونطق الأبهري: روى أبوعبيدة بالتخفيف نطق هولازم ومتعد، ورواه الأصمعي بالتشديد ونطق المخفف لازم والتشديد للتعدية وعلى الأول للتكثير والمبالغة. ذكره في تحفة الأحوذي ونطق: والمعنى: خصه الله بالبهجة والسرور لما رزق بفهمه ومعهدته من القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الآخرة حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة. ثم قيل: إنه إخبار يعني جعله ذا نضرة، وقيل: نادىء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة. ومعنى: «فحفظه» أي: بالقلب أوبالكتابة. «فرب حامل فقه» أي: فهم «إلى من هوأفقه منه» أي: فرب حامل فقه قد يحدث فقيها ولاقد يكون أفقه فيحفظه ويبلغه إلى من هوأفقه منه فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل أوإلى من يصير أفقه منه، إشارة إلى فائدة النقل والداعي إليه. نطق الطيبي: هوصفة لمدخول «رب» استغنى بها عن جوابها أي: رب حامل فقه أداه إلى من هوأفقه منه. «ورب حامل فقه ليس بفقيه» بين به: حتى راوي الحديث ليس الفقه من شرطه، إنما شرطه الحفظ، وعلى الفقيه التفهم والتدبر نطقه المناوي.

وأخرج الترمذي أيضا: «عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه نطق سمعت النبي يقول: نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع». نطق أبوعيسى هذا حديث حسن سليم وقد رواه عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله». وقد اتى بلفظ: «سمع منا شيئا» وفي رواية ابن ماجه: «حديثا» بدل «شيئا». نطق الطيبي: «يعم الأقوال والأفعال الصادرة من النبي وأصحابه رضي الله عنهم يشير عليه صيغة الجمع في: «منا»». نطق المباركفوري: الظاهر عندي حتى المعنى: من سمع مني أومن أصحابي حديثا من أحاديثي فبلغه إلخ والله تعالى أفهم. ونطق أيضا في معنى: «فبلغه كما سمعه» أي: من غير زيادة ونقصان، وخص مبلغ الحديث كما سمعه بهذا النادىء لأنه سعى في نضارة الفهم وتجديد السنة فجازاه بالنادىء بما يناسب حاله، وهذا يشير على شرف الحديث وفضله ودرجة طلابه حيث خصهم النبي بنادىء لم يشرك فيه أحد من الأمة، ولولم يكن في طلب الحديث وحفظه وتبليغه فائدة سوى حتى يستفيد بركة هذه الدعوة المباركة؛ لكفى ذلك فائدة وغنما، وجل في الدارين حظا وقسما. ولفظ: «فرب» تفيد التقليل وقد ترد للتكثير. و«مبلغ» بفتح اللام وأوعى نعت له والذي يتعلق به «رب» محذوف وتقديره يوجد أوقد يكون، ويجوز على ممضى الكوفيين في حتى "رب" اسم حتى تكون هي مبتدأ وأوعى الخبر فلا حذف ولا تقدير، والمراد رب مبلغ عني أوعى أي أفهم لما أقول من سامع مني، وصرح بذلك، أبوالقاسم بن منده في روايته من طريق هوذة عن ابن عون ولفظه : فإنه عسى حتى بعض من لم يشهد أوعى لما أقول من بعض من شهد.

الفقيه

نطق الحسن البصري: «إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب في العبادة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الورع الكاف عن أعراض المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح لجماعتهم».
—الزهد لنعيم بن حماد باب العزلة
ويكي مصدر

الفقيه في اصطلاح فهماء الشرع الإسلامي هولقب يطلق على من له فهم بالفقه على تفصيل في خصوص التسمية، نطق الأزهري: «وأما فقه (بضم القاف) فإنما يستعمل في النعوت ينطق: رجل فقيه، وقد فقه يفقه فقاهة إذا صار فقيها»، وفقه فقها: بمعنى فهم فهما، ورجل فقيه: عالم، وكل عالم بشيء فهوفقيه. نطق ابن حجر: «ينطق فقه بالضم إذا صار الفقه له سجية، وفقه بالفتح إذا تجاوز غيره إلى الفهم، وفقه بالكسر إذا فهم». والفقيه في فهم أصول الفقه: لا يطلق إلا على من بلغ رتبة من مراتب الاجتهاد. وعند الفقهاء هو: العالم بالفقه وأحكام الشرع، على حتىقد يكون واسع الاطلاع، قوى الفهم والإدراك، متين الحجة، بعيد الغور في التحقيق والغوص في دقائق المعانى، صاحب ذوق فقهي سليم، وإن كان مقلدا. نطق أبوإسحاق في كتاب الحدود: الفقيه من له الفقه، فكل من له الفقه فقيه، ومن لا فقه له فليس بفقيه. نطق: والفقيه هوالعالم بأحكام أفعال العباد التي يسوغ فيها الاجتهاد. ونطق الغزالي: «إذا لم يتحدث الفقيه في مسألة لم يسمعها ككلامه في مسألة سمعها: فليس بفقيه»، حكاه عنه ابن الهمداني في طبقات الحنفية. ونطق ابن سراقة: «الفقيه من حصل له الفقه». وذكر الشافعي في الرسالة: صفة المفتي ونطق: وهوالفقيه.

وفي العصور الإسلامية الأولى كان يطلق الفقيه -غالبا- على المتصف بالزهد والورع والصلاح والاستقامة والتقوى والخشية لله، وهذا يتأتى لمن تفقه في الدين، ويؤكد هذا ما نقله الفهماء عن الحسن البصري عن الكلبي نطق: رأيت الحسن بمكة فسألته عن شيء فلم يجبني، فقلت: نسألكم يا معشر الفقهاء فلا تجيبونا،يا ترى؟ نطق: «ويحك وهل رأيت بعينك فقيها قط،يا ترى؟ وهل تدري من الفقيه،يا ترى؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب في العبادة، البصير بدينه». وفي الحديث: «عن معاوية رضي الله عنه نطق: نطق رسول الله : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي». متفق عليه». ومعنى: «من يرد الله به خيرا»: بتنكيره حدثة: خير؛ للتفخيم أي: خيرا كثيرا؛ «يفقهه»: بتشديد القاف أي: يجعله عالما «في الدين» أي: أحكام الشريعة والطريقة والحقيقة، ولا يخص بالفقه المصطلح المختص بالأحكام الشرعية الفهمية كما يظن، فعن عمران نطق: قلت للحسن يوما في شيء نطقه، يا أبا سعيد! هكذا يقول الفقهاء. نطق: «ويحك هل رأيت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه». وفي رواية: «إنما الفقيه من انفقأت عينا قلبه فنظر إلى ربه». ويؤيده ما في رواية: «من يرد الله به خيرا؛ يفقهه في الدين، ويلهمه رشده». رواه أبونعيم في الحلية عن ابن مسعود. ثم بين في الحديث حتى صفة الفقه في الدين إنما هي منحة من الله لمن يشاء من عبادة في قوله: «وإنما أنا قاسم» أي: للفهم «والله يعطي» أي: يعطي الفهم في الفهم بمبناه، والتفكر في معناه، والعمل بمقتضاه. نطق الطيبي: الواوفي: (وإنما) للحال من فاعل «يفقه» أومفعوله أي: أنا أقسم الفهم بينكم، فألقي إليكم جميعا ما يليق بكل أحد، والله يوفق من يشاء منكم لفهمه. نطق ابن حجر: ومن ثم تفاوتت أفهام الصحابة مع استواء تبليغه عليه الصلاة والسلام، بل فاق بعض من اتى بعد الصحابة بعضهم في الفهم والاستنباط كما أشار لذلك الخبر حديث: «رب حامل فقه ليس بفقيه»، و«رب حامل فقه إلى من هوأفقه منه». نطق ملا علي القاري وقيل: معناه أنا أقسم المال بينكم والله يعطيه، فلاقد يكون في قلوبكم سخط وتنكر عن التفاضل في القسمة، فإنه أمر الله، والظاهر حتى المعنى أنا أقسم الفهم بينكم والله يعطي الفهم كذا نطقه بعض الشراح، والأظهر حتى لا منع من الجمع، وإن كان المقام يقتضي الفهم والله أفهم. قيل: ولم يقل معط لأن إعطاءه متجدد ساعة فساعة.

فروع الفقه

فروع الفقه هي: الأحكام الشرعية الفرعية المتعلقة بأفعال العباد في عباداتهم كطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والعمرة، وغير ذلك. أوفي معاملاتهم مثل: أحكام البيوع وغيرها من المعاملات كالإجارة، والرهن، والربا والوقف، والجعالة، والبيع، والمعاوضة الربوية وغيرها. والنكاح وما يتعلق به كالطلاق، والصداق والخلع والظهار والإيلاء، واللعان، والعدة والرضاع والحضانة، والنفقات والعلاقات الأسرية، وأبواب المواريث، والجنايات، والأقضية والشهادات، والأيمان والنذور، والكفارات، والأطعمة والأشربة، وأحكام الصيد والذبائح، والذكاة، ومعاملات أهل الكتاب، وأحكام الجهاد، والسبق والرمي، العتق، ويدخل ضمن ذلك مواضيع أخرى، والعلاقات بين المسلمين بعضهم البعض، وبينهم وبين غيرهم، في السلم والحرب، وغير ذلك. والحكم على تلك الأفعال بأنها واجبة، أومحرمة، أومندوبة، أومكروهة، أومباحة، وأنها سليمية أوفاسدة، أوغير ذلك؛ بناء على الأدلة التفصيلية الواردة في الكتاب والسنة وسائر الأدلة المعتبرة. وفروع الفقه بالمعنى الاصطلاحي: الأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، وفق منهج فهم أصول الفقه. وتنقسم أنواع العلوم حسب ما ذكره ابن عابدين إلى علوم شرعية وأدبية ورياضية وعقلية، والعلوم الشرعية هي فهم التفسير والحديث والفقه والتوحيد.وفهم فروع الفقه هوخلاصة الدراسات الفقهية، ونتائج البحث ويعد فهم الفقه من العلوم الشرعية، وواضعه الأئمة المجتهدون، ومسائله جميع جملة موضوعها عمل المكلف، ومحمولها أحد الأحكام الخمسة، كقولنا: هذا العمل واجب، وفضيلته كونه أفضل العلوم سوى الكلام والتفسير والحديث وأصول الفقه، ونسبته لصلاح الظاهر كنسبة العقائد والتصوف لصلاح الباطن.

موضوع فروع الفقه

موضوع فهم الفِقْه عمل المكلف ثبوتا أوسلبا من حيث إنه مكلف؛ لأنه يبحث فيه عما يعرض لعمله من حل وحرمة ووجوب وندب. وموضوع جميع فهم: ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية. في المراحل الأولى من تاريخ الفقه كان موضوع الفقه في الدين يضم جميع الأحكام الشرعية النظرية والعملية، والأحكام الكلية والجزئية، وأصول الأحكام وفروعها وقواعدها، وأصول الدين (فهم العقيدة)، وفروعه، والإيمان والأخلاق والسلوكيات وسائر الأحكام الشرعية العملية والعملية وأصولها وفروعها وبعد ظهور المذاهب الفقهية الكبرى: بدء تحديد موضوع الفقه في مراحل وضع المذاهب الفقهية وتدوينها ودراستها، وقد كان أبوحنيفة يعهد الفقه بأنه: فهم النفس ما لها وما عليها، وقسم الفقه إلى فقه أصغر وفقه أكبر، وجعل العقيدة موضوع الفقه الأكبر، ثم اتى الشافعي فوضع فهم أصول الفقه أي: أنه أول من دونه وجمعه في فهم مستقل، وكان فهم أصول الفقه مستقلا بموضوعه الذي هو: أصول الفقه، وكان فهم الفقه مستقلا بموضوعه الذي هو: فروع الفقه. وبعد تدوين العلوم الشرعية، تميز فهم العقائد بموضوعه عن موضوع الدراسات الفقهية، واختص الفقه بموضوعه وهو: الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بأفعال المكلّفين، وما يعرض لأفعالهم من حلّ وحرمة، ووجوب، وندب وكراهة وغير ذلك. فيختص موضوع الفِقْه بالأحكام الشرعية العملية، أما الفهم بالأحكام الشرعية الفهمية؛ فهوموضوع أصول الدين (فهم التوحيد)، وهومستقل بموضوعه عن فهم الفقه. وأصول الدين ثابتة يتفق عليها المسلمون، وإنما حصل الخلاف في العقيدة بسبب ظهور الفرق المخالفة لممضى أهل السنة والجماعة، ولم تظهر مباحث فهم التوحيد إلا لهدف الرد على أهل الأهواء والزيغ.

غايته

وغايته أي: ثمرته المترتبة عليه: الفوز بسعادة الدارين: دار الدنيا بنقل نفسه من حضيض الجهل إلى ذروة الفهم، وببيان ما للناس وما عليهم لبتر الخصومات ودار الآخرة بالنعم الفاخرة.

استمداده

استمداد فهم الفقه أي مأخذه: من الكتاب والسنة والإجماع والقياس. أما أقوال الصحابة فتابعة للسنة، وأما تعامل الناس فتابع للإجماع، وأما التحري واستصحاب الحال فتابعان للقياس، وتفصيل ذلك في خط الأصول.

فهم أصول الفقه

أصول الفقه مركب من لفظين مفردين بإضافة لفظ: «أصول» إلى لفظ: «الفقه»، ومعنى الأصول باعتباره مفردا هو: "الأدلة الشرعية، التي يعتمد عليها فهم الفقه، وتستمد منها أحكامه". وأصول الفقه بمعناه اللقبي، هو: الفهم بالقواعد التي وضعت للوصول إلی استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية. وبعبارة أخری: أصول الفقه هوفهم يضع القواعد الأصولية لاستنباط الأحكام الشرعية من أدلّتها السليمة. والصّلة بين الفقه وأصول الفقه أنّ الفقه يعنى بالأدلّة التّفصيليّة لاستنباط الأحكام العمليّة منها، أمّا أصول الفقه فموضوعه الأدلّة التفصيلة من حيث وجوه دلالتها على الأحكام الشّرعيّة. وأدلة الفقه الإجمالية، تعتمد على القرآن والحديث فهما الدليلان الذان تعتمد علهما باقي الأدلة الشرعية، ويليهما الإجماع؛ لأنه يقوم على أساس من الكتاب والسنة، ويليه القياس، ويعتمد على الأحكام الكلية العامة، من الكتاب والسنة، في الاستدلال به على الأحكام الفرعية التي لم يرد بخصوصها نص في الكتاب والسنة، وفق أحكام وقواعد للاستدلال، فهذه الأربعة الأدلة هي الأصول الأساسية المتفق عليها عند جمهور الفقهاء، وما عداها من الأدلة، هي: أصول ثانوية بمعنى: أنها أدلة شرعية يستدل بها المجتهد، عند عدم ظهور الحكم بالأدلة الأربعة، كما حتى هذه الأصول الثانوية، مختلف في تفاصيل الاستدلال بها، لا في إنكارها بالكلية، وتضم: استصحاب الحال، والاستحسان وهو: الحكم بالأحسن عند عدم وجود نص صريح في المسألة، بشرط حتىقد يكون موافقا للشرع، وألا يخالفه، أوهوالعدول عن مرشد القياس في المسألة عن مثل ما حكم به في نظائرها لوجه أقوى يقتضي هذا العدول عن المجتهد. والمصالح المرسلة: وهي المعاني أوالأمور التي يتم ربط الحكم بها وبناؤه عليها جلب منعفة أودفع مضرة عن الناس دون حتى يوجد نص بخصوص هذا الموضوع، والعهد: وهوما تعارف عليه الناس وألفوه من قول أوعمل تكرر حتى امتزج بأفعالهم وصارت عقولهم تتلقاه بالقبول، وليس في الشرع مايخالفه. وهناك أدلة أخرى مختلف عليها بين الفقهاء بالإضافة إلى حتى ما عدا الإجماع والقياس مختلف أيضاً في حجيتهم. وعمل أهل المدينة عند المالكية. وقول الصحابي.

قواعد الفقه

القواعد الفقهية هي: الأحكام الكلية للفقة. وهي مستقلة بموضوعها الذي هو: قواعد الفقه الكلية، مثل قاعدة: الأمور بمقاصدها، وقاعدة: لا ضرر ولا ضرار وغيرها. فهولا يبحث في أصول الفقه ولا في فروع الفقه، بل يجمع محتواهما في أحكام كلية، ترجع إليها الأحكام الفرعية للفقه.

تفهم الفقه

حكم تعلّم الفقه فرض عين على جميع مسلم ومسلمة فيما لا بد منه من أساسيات الأحكام في العبادات مثل: كيفيّة الوضوء والصّلاة، والصّوم ونحوذلك، وفيما يحتاج إليه لصحة معاملاته، وعليه حمل بعضهم الحديث المرويّ: «عن أنس عن النّبيّ نطق: «طلب الفهم فريضة على كلّ مسلم»» عملى جميع مسلم ومسلمة تفهم ما لابد منه من الأحكام. نطق ابن عابدين: وحكم الشارع فيه وجوب تحصيل المكلف ما لا بد له منه، فالمطلوب حتى يعهد من العلوم ما يعينه على المقصود؛ لأن ما عدا الفقه وسيلة إليه فلا ينبغي حتى يصرف عمره في غير الأهم، وما أحسن قول ابن الوردي:

.
والعمر عن تحصيل جميع فهم يقصر فابدأ منه بالأهم
وذلك الفقه فإن منه ما لا غنى في جميع حال عنه

ثمّ ما يجب وجوب عين من ذلك كلّه هوما يتوقّف أداء الواجب عليه غالباً، دون ما يطرأ نادراً، فإن وقع النّادر وجب التّعلّم حينئذ.

ولا يجب على المكلف تفهم جميع تفاصيل الأحكام، لكن يجب عليه قبل الإقدام على أي عمل أوممارسة حتى يعهد حكم الشرع فيه، فمن باع واقتنى مثلا عليه فهم الحكم قبل الإقدام عليه لئلا يقع في المحظور، وكذلك في سائر المعاملات، فيتعيّن على من يريد شيئاً من ذلك تعلّم أحكامه ليحترز عن الشّبهات والمكروهات، وكذا كلّ أهل الحرف، فكلّ من يمارس عملاً يجب عليه تعلّم الأحكام المتعلّقة به ليمتنع عن الحرام. ويجب أيضا الفهم بما يفسد قلبه كالحسد ليجتنه.

وقد يحدث تعلّم الفقه فرض كفاية، وهوما لا بدّ للنّاس منه في إقامة دينهم، بوجود فهماء بالفقه في جميع بلد. وقد يحدث تعلّم الفقه نافلةً، وهوالتّبحّر في أصول الأدلّة، والإمعان فيما وراء القدر الّذي يحصل به فرض الكفاية.

وقد فرض الله على الأمة الإسلامية تفهم أحكام الشرع والتفقه في الدين، كما حتى من فروض الكفاية حتى يتفرغ البعض للتفهم ليفهموا ذويهم وقومهم، نطق الله تعالى: Ra bracket.png وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ Aya-122.png La bracket.png نطق الطبري: «فنطق بعضهم: وهونفر كان من قوم كانوا بالبادية، بعثهم رسول الله يفهمون الناس الإسلام، فلما هبط قوله: ﴿ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب حتى يتخلفوا عن رسول الله﴾ انصرفوا عن البادية إلى النبي خشية حتىقد يكونوا ممن تخلف عنه، وممن عني بالآية، فأنزل الله في ذلك عذرهم بقوله: ﴿وما كان المؤمنون لينفروا كافة..﴾ وكره انصراف جميعهم من البادية إلى المدينة».

فضل الفقه

«عن ابن شهاب نطق: نطق حميد بن عبد الرحمن: سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي يقول: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله».
—سليم البخاري.

يعد الفقه من أفضل العلوم، وفضله حاصل بنسبته للشرع، فهومن العلوم الشرعية المخصوصة بفضل نسبتها للشرع، فهوفهم بأحكام الشرع والحلال والحرام وما لا بد منه من الأحكام، وبه يفهم المسلم حكم عباداته ومعاملاته السليم منها والباطل. وفضل الفقه كثير شهير، وفي الحديث: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.». وقد سماه الله خيرا فنطق تعالى: ﴿ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا﴾ وقد فسر الحكمة جماعة من فهماء التفسير بفهم الفروع الذي هوفهم الفقه. واتى في الخلاصة وغيرها حتى النظر في خط الفقه بالمذاكرة والقراءة من غير سماع أفضل من قيام الليل، وتفهم الفقه أفضل من تفهم باقي القرآن وجميع الفقه لا بد منه. وكونه فهم في الحلال والحرام وما لا بد منه من الأحكام كما قيل:

إذا ما اعتز ذوفهم بفهم عملم الفقه أولى باعتزاز
فكم طيب يفوح ولا كمسك وكم طير يطير ولا كباز.

وقيل أيضا:

وخير علوم فهم فقه لأنه يكون إلى جميع العلوم توسلا.
فإن فقيها واحدا متورعا على ألف ذي زهد تفضل واعتلى.

نطق ابن الوردي:

واحتفل للفقه في الدين ولا تشتغل عنه بمال وخول

وقيل أيضا:

تفقه فإن الفقه أفضل قائد إلى البر والتقوى وأعدل قاصد
وكن مستفيدا جميع يوم زيادة من الفقه واسبح في بحور الفوائد
فإن فقيها واحدا متورعا أشد على الشيطان من ألف عابد.

والمعنى: حتى العابد إذا لم يكن فقيها من الممكن أدخل عليه الشيطان ما يفسد عبادته، وقيد الفقيه بالمتورع إشارة إلى ثمرة الفقه التي هي التقوى إذ بدونهاقد يكون دون العابد الجاهل حيث استولى عليه الشيطان بالعمل. ويدل على فضل الفقيه على العابد حديث: «عن أبي هريرة عن النبي نطق: «ما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فِقْهٍ في دين، وَلَفَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه». فنطق أبوهريرة: "لأَن أجلس ساعة فَأَفْقَهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْيِي اللَّيْلَةَ إِلَى الْغَدَاةِ». وفي رواية: «لكل شيء قِوَامٌ، وَقِوَامُ الدِّينِ الْفِقْهُ».

فضل التفقه في الدين

وردت آيات وأحاديث في فضل الفقه والحثّ على تحصيله، ومن ذلك قول الله تعالى: Ra bracket.png وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ Aya-122.png La bracket.png، فقد جعل ولاية الإنذار والدّعوة للفقهاء، وهي وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام. وفي الحديث: «عن ابن شهاب نطق نطق حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي يقول: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله». يشير الحديث على فضل التفقة في الدين، وأن المعطي في الحقيقة هوالله، وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وأن بعض هذه الأمة يبقى على الحق أبدا حتى تقوم الساعة، وأن الزمان لا يخلومن مجتهد. وفي الحديث إثبات الخير لمن تفقه في دين الله وأن ذلك لاقد يكون بالاكتساب فقط، بل لمن فتح الله عليه به، وأن من يفتح الله عليه بذلك لا يزال جنسه موجودا حتى يأتي أمر الله. والتفقه: تفهم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع. ومن لم يعهد أمور دينه لاقد يكون فقيها ولا طالب فقه فيصح حتى يوصف بأنه ما أريد به الخير، وفي ذلك بيان ظاهر لفضل الفهماء على سائر الناس، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم. «خيرا» بالتنكير ليضم القليل والكثير، والتنكير للتعظيم لأن المقام يقتضيه، ومفهوم الحديث حتى من لم يتفقه في الدين فقد حرم الخير.

«عن زيد بن ثابت نطق سمعت رسول الله يقول: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هوأفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه». معنى: «نضر الله» جعله ذا نضارة وهي البهاء ومنه قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة﴾. نطق الخطابي: معناه النادىء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة، ينطق: نضره الله ونضره بالتخفيف والتثقيل وأجودهما التخفيف. ونطق في النهاية: نضره ونضره وأنضره أي: نعمه ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة، وهي في الأصل حسن الوجه والبريق، وإنما أراد حسن خلقه وقدره. نطق السيوطي: نطق أبوعبد الله محمد بن أحمد بن جابر: أي: ألبسه نضرة وحسنا وخلوص لون وزينة وجمالا، أوأوصله الله لنضرة الجنة نعيما ونضارة. نطق تعالى: ﴿ولقاهم نضرة وسرورا﴾، ﴿تعهد في وجوههم نضرة النعيم﴾. نطق سفيان بن عيينة: ما من أحد يطلب حديثا إلا وفي وجهه نضرة، رواه الخطيب. نطق القاضي أبوالطيب الطبري: "رأيت النبي في النوم فقلت: يا رسول الله، أنت قلت: "نضر الله امرأ.." فذكرته كله ووجهه يستهل، فنطق: «نعم أنا قلته».

العلوم الشرعية



هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

يعد الفقه أحد أنواع العلوم الشرعية، وقد كان الفهم الشرعي في بداية التاريخ الإسلامي يحمل مصطلحا شاملا لفهم الشرع مطلقا، وبعد تطور العلوم وتدوينها واستقلال بعضها عن بعض أصبحت العلوم الشرعية متميزة عن بعضها بمواضيعها، وهي تتضمن: الإيمانيات وأحكام العقيدة الإسلامية، وتسمى: أصول الدين حيث يتفق عليها المسلمون، ولم يظهر تدوينها إلا بسبب ظهور الفرق المخالفة لممضى السلف. وفهم التفسير وفهم الحديث وفهم الفقه والعلوم الآلية المساعدة مثل فهم أصول الفقه وعلوم اللغة.

فقه الشرع الإسلامي

حث الشرع الإسلامي أمة الإسلام على فقه الشرع الإسلامي مقرونا بالنقل، فالفهم الشرعي هوالنقل والفقه معا دون الاقتصار على أحدهما دون الآخر، ونقل الشرع هوأخذ ما شرعه الله على لسان نبيه من أحكام وتحمل ما أتى به الرسول من عند الله وروايته، وفي الحديث: «عن ابن عباس نطق: نطق رسول الله : تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم». دل هذا على أهمية نقل الشرع وروايته واتباع ما اتى في الشرع من نصوص الكتاب والسنة. والفقه هوفهم هذا النقل ووعيه وتدبره وعدم الاخذ بظواهر النصوص في جميع الأحوال. والفهم الشرعي لاقد يكون مقتصرا على النقل فقط، وحامل الفقه قد لاقد يكون فقيها، بخلاف الفقيه فإنه لاقد يكون فقيها إلا إذا كان له فهم بالنقول الشرعية، ولاقد يكون مجتهدا إلا بذلك، ومن ثم فإن فقهاء الصحابة والتابعين كلهم فهماء بالتفسير والحديث واللغة، إلى غير ذلك أئمة الفقه كلهم من فهماء التفسير والحديث، كما حتى من شروط الفقيه المجتهد في الشرع: حتىقد يكون من فهماء الحديث والتفسير، فذلك من أبرز شروط الاجتهاد، ويظهر هذا جليا في عمل أئمة الففه حيث جمعوا بين فهم الفقه وبين فهم التفسير والحديث، فالأئمة الأربعة مثلا جميع واحد منهم له مسند في الحديث فأبوحنيفة دون كتاب مسند أبي حنيفة، ومالك دون كتاب الموطأ، والشافعي دون كتاب مسند الشافعي، وأحمد دون كتاب مسند أحمد. ولفهم الفقه علاقة بفهم الحديث رواية ودراية باعتبار حتى الحديث نقل ورواية لما اتى في الشرع، وفهم الفقه هواستنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها بطريق الاجتهاد، فلا يقصد بالفقه تفسير معاني القرآن والحديث، ولا بيان معانيهما، فمرجع ذلك فهم التفسير وفهم الحديث، وفهم الأحكام الشرعية التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة دلالة واضحة أوبترية لا يعد فقها، إذ لا اجتهاد مع النص.

ونقل الشرع لازم لفهم الفقه دون العكس، وقد ورد الحث على فهم واستنباط الأحكام الشرعية، والنادىء لمن سمع الحديث النبوي وفهم ووعاه وبلغه، وحامل الفهم قد لاقد يكون ذا فقه كما يشير عليه حديث: «عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه نطق: قام رسول الله -بالخيف من منى- فنطق: نضر الله عبدا سمع منطقتي فوعاها، ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هوأفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من ورائهم». وحامل الفهم قد لاقد يكون فقيها، وقد يحمل الفقه إلى من هوأفقه منه، وقد اتى عن ابن مسعود حديث: «عن عبد الرحمن بن يزيد نطق: "كان عبد الله بن مسعود يمكث السنة لا يقول نطق رسول الله ، فإذا نطق: نطق رسول الله ؛ أخذته الرعدة ويقول أوهكذا أونحوه أوشبهه، ونطق صَلَوَات اللَّه وسلامه عليه: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَء سمع منطقتي، فوعاها، فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هوأفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه"». نطق العيني: رب للتقليل لكنه كثر في الاستعمال للتكثير بحيث غلب حتى صارت كأنها حقيقة فيه. و"حامل فقه" أي: فهم قد يحدث فقيها ولاقد يكون أفقه فيحفظه ويبلغه "إلى من هوأفقه منه" فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل. "حامل فقه" أي: فهم. "ليس بفقيه" لكن يحصل له الثواب لنفعه بالنقل، وفيه مرشد على كراهية اختصار الحديث لمن ليس بالمتناهي في الفقه؛ لأنه إذا عمل ذلك فبتر طريق الاستنباط والاستدلال لمعاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه وجوب التفقه، والحث على استنباط معاني الحديث، واستخراج المكنون من سره. وفي سليم سنن أبي داود، وسنن الترمذي: «عن زيد ابن ثابت، نطق: سمعت رسول الله يقول: "نضر الله امرء سمع منطقتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هوأفقه منه.

تاريخ الفقه

نشأة الفقه في العصر النبوي

نشأ الفقه في الدين منذ بداية الدّعوة الإسلامية، وكان الصحابة يتفهمون الأحكام الشرعية ويتفقهون في دين الله خلال العصر النبوي الذي اختص بنزول الوحي فيه، حتى اكتمل الدين. وكانت مهمة الصحابة تفهم أحكام الشرع، وهوما شرعه الله على لسان رسوله من أحكام، وأخذ جميع ما أتى به الرسول من عند الله وحفظه ووعيه، وتدوين القرآن ثم الحديث ونقله وروايته وتعليمه للناس، والتفقه فيما أنزل الله على رسوله وأوحي به إليه من القرآن والحديث نطق الله تعالى: Ra bracket.png وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا Aya-34.png La bracket.png وقد فسرت آيات الله: بالقرآن، والحكمة هي: الحديث النبوي. فكان هومفهمهم الذي أخذوا من فهمه، وتتبعوا ما اتى عنه من أقواله وأفعاله وتقريراته، فكان يرشدهم ويوجههم ويسدد خطاهم ويفقههم في الدين ويعينهم على التعليم والتفهم بالنصيحة والنادىء لهم بالخير، ويوضح لهم تعاليم الدين وقواعده التي تبنى عليها اجتهاداتهم وتقوم بها حجتهم، ويقوم على أساسها قياس الأشباه والنظائر في المسائل المستجدات التي تقابلهم. ولم يكن فهم الصحابة مقصورا على النقل ولا الأخذ بظواهر نصوص القرآن والسنة، بل كان لهم طرق للفقه فيما أخذوه من خطاب الله وخطاب رسوله وما فهموه منهما، والفهم بتفسير القرآن الذي هبط بلغتهم وعهدوا مسببات نزوله وعايشوا الوقائع، والفهم بما أخذوه من تفاصيل أحكام السنة النبوية، وكان لهم من ذلك فهم واسعة بأحكام الدين.

وقد كان الاجتهاد في العصر النبوي قليل الوقوع في بعض الظروف، وكان في نزول الوحي ما يؤيده أويبين حكمه. نطق في البحر: «واختلف في فهم النبي الحاصل عن اجتهاد، هل يسمى فقها،يا ترى؟ والظاهر أنه باعتبار أنه مرشد شرعي للحكم لا يسمى فقها، وباعتبار حصوله عن مرشد شرعي يسمى فقها اصطلاحا».

خصائص فقهاء الصحابة

اختص فقهاء الصحابة بمميزات مثل: طول الصحبة وكثرة المجالسة والأخذ، وفهم نصوص الشرع، وقوة الفهم والذكاء، والتوفيق والإلهام من الله لمن أراد له الخير وفقهه في الدين، وثبوت المكانة الفهمية لبعضهم بنصوص الشرع مثل حديث: «أفرضكم زيد»،9: الحديث: «عن أنس رضي الله عنه نطق: نطق رسول الله : «أرحم أمتي بأمتي أبوبكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأفهمها بالحلال والحرام معاذ ابن جبل، وأقرؤها لكتاب الله عز وجل أبي، وأفهمها بالفرائض زيد ابن ثابت، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبوعبيدة ابن الجراح»». والنادىء كالحديث الذي تضمن النادىء لعلي بن أبي طالب لما بعث إلى اليمن، والنادىء لابن عباس وغيره، والإجاز مثل تكليف بعض الصحابة للقيام بمهمة الولاية والقضاء والفتوى والتعليم، والأمر بالأخذ عن البعض مثل حديث: «عن ابن مسعود نطق: نطق رسول الله : اقتدوا بالذين من بعدي من أصحابي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود».

في زمن الخلفاء الراشدين

مئذنة مسجد عمر بن الخطاب في القدس سنة 1925.

كان الفقه زمن الخلفاء الراشدين (11 هـ/ 40 هـ) في بداياته الأولى محل اهتمام الخلفاء الأربعة الذين اختارهم الصحابة للخلافة لكونهم من أفهم الصحابة وأفقههم في الدين. وقد عملوا على وضع البذرات الأولى لتأسيس المدارس الفقهية من خلال مجهوداتهم الفقهية ونشر الفهم. وكان الصحابة لا يقدمون للخلافة إلا إماما مجتهداقد يكون من أفهمهم وأفقههم، حيث أمكن فيمن يتولى الخلافة اجتماع الفقه والخبرة السياسية والعسكرية. وكان جميع واحد من الخلفاء الأربعة إماما مجتهدا يتولى جميع واحد منهم بنفسه القضاء وفصل الخصومات بين الناس والإفتاء والاجتهاد في المسائل المستجدات. وبعد انتهاء فترة التشريع بانقطاع الوحي بانتهاء العصر النبوي دخلت فترة جديدة وأولها فترة خلافة: أبي بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، وكان يجمع كبار فهماء الصحابة يستشيرهم، وهوأول من جمع القرآن في مصحف واحد باجتهاد منه وافقه عليه الصحابة، واجتهد في قتال مانعي الزكاة من أهل الشهادتين البغاة، وقاتلهم بحق الإسلام، أما الذين أعربوا الكفر بعد إسلامهم فقتالهم بسبب الردة سواء منعوا الزكاة أم لا. وتولى من بعده عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، وكانت له اجتهادات فقهية وأقوال أخذت عنه، وكان يبعث الفقهاء من الصحابة إلى الأمصار ليفهموا الناس أمور دينهم.

وعن محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن أبيه أنه نطق: «كان الذين يفتون على عهد رسول الله ثلاثة من المهاجرين وثلاثة من الأنصار: عمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت». وكان ابن عباس إذا سئل عن الشيء فإن لم يكن في كتاب الله وسنة رسوله نطق بقول أبي بكر، فإن لم يكن فبقول عمر. وتولى من بعده عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، كان من كبار الفقهاء وأهل الفقه والرأي والمشورة والإفتاء والقضاء. وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه حتى أبا بكر كان إذا هبط به أمر يريد فيه مشاورة أهل الرأي والفقه نادى رجالا من المهاجرين والأنصار، نادى عمر وعثمان وعليا وعبد الرحمن ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت. وتولى من بعده علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وكانت له اجتهادت فقهية أخذت عنه، وكان من كبار فقهاء الصحابة.

في عصر الصحابة

كان الفقه في زمن الصحابة (11 هـ= 100 هـ) مميزا عما بعده باعتبار أنهم أخذوا وتفهموا في زمن نزول الوحي وتفقهوا من الفهم النبوي، وقد اختص كبار الصحابة بمزيد اهتمام في تفهم الأحكام وفهمها، وكانوا مراجع للمسلمين، واشتهرت المدينة المنورة بعد العصر النبوي بوجود جمهور فقهاء الصحابة، الذين كانوا مرجعا أساسيا للمسلمين للتعليم والفتوى، وكانت لهم اجتهادات ومذاهب فقهية، وكان الناس يأخذون منهم أحكام الشرع ويستفتونهم، فيفهمون الناس ويفتونهم بما تفهموه، وكان الخلفاء الراشدون يختارون الأكفاء من الفهماء والفقهاء للولايات والقضاء والتعليم، وبمرور الوقت وتفرق الصحابة في البلدان ظهرت أمور جديدة ليس من الكتاب ولا من السنة نص صريح يشير عليها بخصوصها، وكان الصحابة يتوقفون عن الفتوى، لكن تستدعي الظروف حتى يفصل في الحكم بالاجتهاد، ولم يكن جميع الصحابة مجتهدين بل كان الاجتهاد مختصا بكبار فهماء الصحابة. وكان المجتهد يتتبع أقوال الصحابة وما لديهم في المسألة، ويعتمد عند التعارض على قواعد مثل: تقديم ما توافق عليه جمهور الصحابة، أوبحسب الدليل، وجودة الاستدلال، وغير ذلك، غير حتى الذي اشتهر منهم بالفتاوى والأحكام وتحدث في الحلال والحرام جماعة مخصوصة، منهم: الخلفاء الأربعة: (أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب) وعبد الله بن مسعود وأبوموسى الأشعري وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبوالدرداء وأم المؤمنين عائشة وانتقل فقه هؤلاء إلى طبقة أخرى من الصحابة وكان أشهرهم العبادلة الأربعة وهم: عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الله بن عمروبن العاص.

في زمن التابعين والعصور الإسلامية

تطور الفقه في زمن التابعين بفضل جهود الصحابة الذين عملوا على تبليغ الدين للتابعين وتوضيح المشكلات، وتأسيس مدارس تعليمية في البلدان، وأخذ عنهم التابعون. وانتقل فقه الصحابة إلى كبار التابعين وكان من أشهرهم بحسب البلدان: فقيه مكة عطاء وفقيه المدينة سعيد بن المسيب وفقيه اليمن طاوس وفقيه اليمامة يحيى بن أبي كثير وفقيه البصرة الحسن وفقيه الكوفة إبراهيم النخعي وفقيه الشام مكحول وفقيه خراسان عطاء الخراساني.

انتقل فقه التابعين إلى من بعدهم من طبقات الفقهاء، واشتهر من خلال ذلك ظهور أئمة الفقه الذين عملوا على تأسيس المذاهب الفقهية ووضع أصول مذاهبهم، وترجموا ذلك من خلال تدوين مذاهبهم، لكن هناك مذاهب لم يخط لها استمرا الأخذ بها، وبقيت المذاهب الفقهية الكبرى التي تميزت بقبول واسع وأخذ بها الناس وعملوا بها على مدى قرون من التاريخ الإسلامي، وحظيت بالاهتمام بنقلها وتجديد البحث فيها، وكانت مراجع للإفتاء والقضاء والتعليم. ويمكن القول حتى القرون الثلاثة الأولى من التاريخ الهجري كانت الفترة الزمنية لتأسيس المذاهب الفقهية وتدوين أصولها وقواعدها وتمهيد الأحكام، وشهد الفقه بعد ذلك تطورا ملحوظا على يد الفقهاء الذين كانت لهم مجهودات فهمية في تخريج المسائل ونقل المذاهب وتحريرها وتنقيحها والترجيح والتدوين الرقمي، وظهر من خلال هذا وضع مصطلحات فقهية ورموز وتسميات وتعاريف وشروح وغيرها، ودونت خط الأصول والفروع والقواعد والطبقات وغيرها، وبذلك نضج الفقه وفرغ الفهماء من تمهيد الأحكام ومعاقد الإجماع، واستكمل بناء المذاهب الفقهية بمجهودات متعاقبة.

فقهاء الصحابة

فقهاء الصحابة كثيرون لكن اختص منهم الذين اشتهروا بالفقه وكانوا أئمة للصحابة، ومن كبار أعلام فقهاء الصحابة الذين تميزوا بمكانتهم الفهمية في العصر النبوي ومنذ بداية عصر الخلفاء، وكانوا مرجعا للمسلمين، وكانت لهم اجتهادات فقهية. نطق أبوإسحاق الشيرازي: «افهم حتى أكثر أصحاب رسول الله الذين صحبوه ولازموه كانوا فقهاء..»، ونطق أيضا: «ولأن من نظر فيما نقلوه عن رسول الله من أقواله، وتأمل ما وصفوه من أفعاله في العبادات وغيرها؛ اضطر إلى الفهم بفقههم وفضلهم. غير حتى الذي اشتهر منهم بالفتاوى والأحكام وتحدث في الحلال والحرام جماعة مخصوصة». ومنهم الخلفاء الراشدون وهم: (أبوبكر الصديق وعمر وعثمان وعلي)، ولا يختار الصحابة للخلافة إلا فقيها مجتهدا، وعبد الله بن مسعود أحد كبار فقهاء الصحابة وفي الحديث: «رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد». يعني: ابن مسعود. وبعثه عمر ابن الخطاب إلى الكوفة قاضيا ووزيرا.وأبوموسى الأشعري وفي الحديث: «عن أبي بردة نطق بعث رسول الله أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن». واختياره وتوليته مرشد على فطنته وفهمه، واعتمد عليه عمر ثم عثمان ثم علي. وولاه عمر على البصرة. نطق مسروق: «كان الفهم في ستة نفر من أصحاب رسول الله يصفهم أهل الكوفة: عمر وعلي وعبد الله وأبوموسى وأبي وزيد بن ثابت».وأبي بن كعب وقد تحاكم إليه عمر والعباس في دار كانت للعباس إلى جانب المسجد فقضى للعباس على عمر، ولا يتولى القضاء بين كبار الصحابة إلا عالم مجتهد. ونطق مسروق: شاممت أصحاب رسول الله فوجدت فهمهم انتهى إلى هؤلاء الستة: عمر وعلي وعبد الله وأبي وأبي الدرداء وزيد بن ثابت رضي الله عنهم.ومعاذ بن جبل بن عمروبن أوس الخزرجي الذي يعد من أعلام الصحابة وكبار فقهائهم، ومن الذين تصدروا للإفتاء منذ العصر النبوي، وقد وردت فيه أحاديث كثيرة هي بمثابة شهادة له بمكانته الفهمية، ومنها اختياره للولاية والقضاء وتعليم الناس، وكل هذا لا يتأتى إلا لمن اختص بمكانة فهمية، كما أنه لاقد يكون إقرار أحد بالولاية والقضاء إلا إذا كان إماما مجتهدا.(1)وزيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي، من كبار فقهاء الصحابة وأحد فقهاء المدينة اتى فيه حديث: «أفرضهم زيد».(2) نطق سليمان بن يسار: كان عمر وعثمان لا يقدمان على زيد بن ثابت أحدا في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة. وخطب عمر رضي الله عنه بالجابية فنطق: من أراد حتى يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت. ونطق مسروق: دخلت المدينة فوجدت بها من الراسخين في الفهم زيد ابن ثابت. وأبوالدرداء، نطق معاذ حين حضرته الوفاة وقيل له: أوصنا، فنطق: التمسوا الفهم عند ابن أم عبد وعويمر أبي الدرداء وسلمان وعبد الله بن سلام. وعن أبي الدرداء أنه نطق: سلوني فوالذي نفسي بيده لئن فقدتمون لتفقدن رجلا عظيما من أمة محمد . وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق وقد اتى: «عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه نطق: لوكانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة خليفة». ونطق أبوموسى الأشعري: «ما أشكل على أصحاب رسول الله شيء فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه فهما». وانتقل فهم هؤلاء إلى طبقة أخرى من الصحابة واشتهر منهم: العبادلة.

العبادلة

اشتهر بالفهم من فقهاء الصحابة العبادلة وهم: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. كان يسمى: البحر لغزارة فهمه وفي الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى له فنطق: اللهم فهمه التأويل وفقهه في الدين. ونطق عبد الله: كان عمر بن الخطاب يسألني مع الأكابر من أصحاب محمد وكان يقول: لا يتحدث حتى يتحدثوا. ونطق ابن عمر: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. ونطقت عائشة رضي الله عنها: من استخدم على الموسم العام،يا ترى؟ نطقوا: ابن عباس نطقت: هوأفهم الناس بالحج.وعبد الله بن عمر بن الخطاب من كبار فقهاء الصحابة في المدينة المنورة.وعبد الله بن الزبير بن العوام. نطق القاسم: ما كان أحد أفهم بالمناسك من ابن الزبير. وعبد الله بن عمروبن العاص السهمي وكان يفتي في الصحابة.

أخذ الفقه عن الصحابة

انتقل فقه كبار الصحابة إلى طبقة أحداث الصحابة وكبار التابعين، وانتقل فقه الصحابة إلى التابعين. نطق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما توفي العبادلة «عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمروبن العاص»: صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي.

وممن أخذ عنه الفقه من الصحابة الذين تصدروا للإفتاء وتعليم الناس، نطق زياد بن مينا: «كان ابن عباس وابن عمر وأبوسعيد الخدري وأبوهريرة وجابر بن عبد الله ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبوواقد الليثي وعبد الله بن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول الله يفتون بالمدينة ويحدثون عن رسول الله من لدن توفي عثمان بن عفان إلى حتى توفوا». والذين صارت الفتوى إليهم منهم: ابن عباس وابن عمر وأبوسعيد الخدري وأبوهريرة وجابر بن عبد الله الأنصاري. وممن نقل عنه الفقه من الصحابة: أنس بن مالك، والذين بعثهم الخلفاء إلى البلدان ليفهموا الناس مثل: العشرة من الصحابة الذين بعثهم عمر بن الخطاب ليفقهوا الناس في البصرة، وكان منهم: عبد الله بن مغفل وعمران بن حصين وغيرهما.

ونقل الفقهاء عن غير هؤلاء مثل: طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمروبن نفيل وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وحذيفة بن اليمان والحسن والحسين ومعاوية بن أبي سفيان وعمروبن العاص وخالد بن الوليد والمسور بن مخرمة والضحاك بن قيس وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وأبوبصرة الغفاري وسلمان الفارسي وعبادة بن الصامت وشداد بن أوس وفضالة بن عبيد الأنصاري وأبومسعود البدري وأبوأيوب الأنصاري وأبوقتادة الأنصاري وأبوطلحة الأنصاري وأبوأسيد مالك بن ربيعة الأنصاري والنعمان بن بشير والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وأبوحميد الساعدي وعبد الله بن يزيد الخطمي وسهل بن سعد الساعدي وبريدة الأسلمي وأبوبرزة الأسلمي وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي وواثلة بن الأسقع الليثي وأبوأمامة الباهلي وعقبة بن عامر الجهني وسمرة بن جندب الفزاري وعبد الرحمن بن أبزي وغيرهم. ومن النساء فاطمة بنت رسول الله وحفصة بنت عمر وأم سلمة وأم حبيبة وأسماء بنت أبي بكر وأم الفضل بنت الحارث وأم هانئ بنت أبي طالب.

تأسيس المدارس الفقهية

المدرسة المستنصرية في بغداد أول جامعة تدرس المذاهب الأربعة.

المدارس الفقهية هي تعبير عن مجموعة من الباحثين المتخصصين ذوي الخبرة والكفاءة الفهمية لدراسة فهم الفقه والبحث فيه، وفق مناهج فهمية، واستنتاج الأحكام الشرعية من أدلتها. وتطلق المدرسة أيضا على مكان الدراسة، إلا حتى المقصود به الفقهاء المجتهدون في مجال الدراسات الفقهية والمذاهب الفقهية، وبدأ تأسيسها من خلال جهود فقهاء الصحابة في نقل أحكام الشرع والتفقه فيه والمجال في الدراسة الفقهية. واختص من بين أعلام الصحابة أفراد هم أكثر الصحابة فهما بالدين وفهما وحفظا، والذين أجازهم رسول الله أونادى لهم، أوشهد لهم بالمكانة الفهمية، أوحث على الأخذ والتفهم منهم، أوكلفهم بمهمة الإفتاء والقضاء، أواختارهم الصحابة للخلافة حيث لا يتولى الخلافة إلا من بلغ رتبة الاجتهاد، والذين تميزوا بالفطنة والذكاء، وقوة الفهم والإدراك، وجودة الرأي، وفقه النفس، وحسن الاستدلال. والذين تفرغوا للتفقه في الدين، والتعليم والإفتاء. والذين شهد لهم أكثر الصحابة بمكانتهم الفهمية، وأقروهم وأخذوا عنهم ووافقوهم. وكانت لهم اجتهادات ومذاهب فقهية، وقد تتلمذ على يد كبار فقهاء الصحابة كثير من الصحابة والتابعين وتابعيهم، واختص من بين هؤلاء مجموعة من الفقهاء تفرغوا للدراسات الفقهية وكانت لهم مجهودات فهمية، وعملت هذه المجالات البذرة الأولى لتأسيس المدارس الفقهية في الحجاز والعراق والشام واليمن ومصر، وظهرت منها المذاهب الفقهية.

مدارس الفقهاء بحسب البلدان

فقهاء المدينة المنورة

منظر قديم للمدينة المنورة.

من أشهر مدارس فقه الصحابة مدرسة المدينة المنورة بالحجاز، وأشهر أعلامها زيد بن ثابت، وأشهر من أخذ عن زيد عشرة من فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب وأبوسلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعروة بن الزبير وأبوبكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان وقبيصة بن ذؤيب والقاسم بن محمد. وأشهر من أخذ عنهم محمد بن مسلم الزهري وعنه أخذ الإمام مالك بن أنس.

فقهاء التابعين بالمدينة منهم: الفقهاء السبعة: سعيد بن المسيب وعروة ابن الزبير بن العوام والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وأبوبكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وخارجة ابن زيد بن ثابت وسليمان بن يسار. ومن فقهاء المدينة المنورة من التابعين غير هؤلاء السبعة: سالم بن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب.وأبوسلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ومحمد بن علي بن أبي طالب وقبيصة بن ذؤيب ابن عمروالخزاعي وعبد الملك بن مروان. الطبقة الثانية منهم: علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب والحسن بن محمد بن الحنفية وأبوبكر محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق وربيعة بن أبي عبد الرحمن وأبوالزناد (عبد الله بن ذكوان) وعبد الله بن زيد بن هرمز وأبوسعيد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، ثم الطبقة الثالثة من بعدهم: ابن أبي ذئب وابن أبي سلمة الماجشون وابن أبي سبرة وكثير بن فرقد المدني ومالك بن أنس.

فقهاء مكة

صورة لمكة

مدرسة مكة واشتهر فيها ممضى ابن عباس ومن أشهر تلامذته الفقهاء: عكرمة، وعطاء، وطاووس، وسعيد بن جبير، وعنهم أخذ عمروبن دينار، وابن جريج، وعبد الله بن دينار، وغيرهم. وأخذ عنهم الإمام مالك وغيره. وأخذ الفقه عن ابن عباس جماعة منهم: مجاهد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وأبوالشعثاء جابر بن زيد وابن أبي مليكة وميمون بن مهران الرقي وعمروبن دينار.

فقهاء التابعين بمكة منهم: عطاء بن أبي رباح ومجاهد بن جبر وابن أبي مليكة وعمروبن دينار وعكرمة مولى ابن عباس. ثم انتقل الفقه إلى طبقة ثانية ومنهم: عبد الله ابن أبي نجيح، وابن جريج. ثم انتقل الفقه إلى طبقة ثالثة ومنهم: مسلم بن خالد الزنجي وعنه أخذ الشافعي الفقه. ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى اشتهر منها: محمد بن إدريس الشافعي مؤسس الممضى الشافعي.

فقهاء اليمن والشام والجزيرة ومصر

أشهر فقهاء الطبقة الأولى من فقهاء الصحابة في اليمن: علي بن أبي طالب وأبوموسى الأشعري ومعاذ بن جبل، ثم فقهاء التابعين في باليمن واشتهر منهم:طاوس بن كيسان اليماني، وعطاء بن مركبوذ، وأبوالأشعث شراحيل بن شرحبيل الصنعاني، هبط دمشق ومات بها، وحنش بن عبد الله الصنعاني، ووهب بن منبه.

واشتهر من فقهاء التابعين بالشام والجزيرة: أبوإدريس الخولاني وشهر بن حوشب الأشعري، ثم انتقل الفقه إلى طبقة ثانية ومنهم: عبد الله بن أبي زكريا.وهاني بن كلثوم.وراتى بن حيوة ومكحول الشامي، ومنهم أبوأيوب سليمان بن موسى أبوالربيع الأشدق، توفي بالشام سنة 119 هـ.

ثم انتقلت الفتوى بالشام إلى: الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز التنوخي. ومنهم: يزيد بن يزيد بن جابر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبوالهذيل محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي، ويحيى بن يحيى الغساني وكان مفتي أهل دمشق. وثبتت الفتيا بالشام على ممضى الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز. ومن فقهاء التابعين بالجزيرة: ميمون بن مهران.

وفقهاء التابعين بمصر ومنهم: الصنابحي، والجيشاني، وهما من أصحاب عمر. ثم انتقل إلى طبقة أخرى، ومنهم: أبوالخير مرثد بن عبد الله اليزني، قاضي الإسكندرية، أخذ عنه أبوراتى يزيد بن أبي حبيب. وكان ممن انتقل إليه الفقه: بكير بن عبد الله بن الأشج وأبوأمية عمروبن الحارث، ثم انتهى فهم هؤلاء إلى أبي الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن، مؤسس ممضى فقهي.

فقهاء العراق

جامع الإمام الأعظم في بغداد عام 1960م

فقهاء الكوفة

محراب مسجد الكوفة

مدرسة الكوفة بالعراق: واشتهرت بفقه ابن مسعود وهومن كبار فقهاء الصحابة، ومن أكثرهم فقها للكتاب والسنة، وملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما نصت على ذلك خط التراجم، وثبت بنص الحديث الأمر بأن يؤخذ عنه. وقد اشتهر فقه ابن مسعود في الكوفة، وأخذ عنه فقهاء العراق وغيرهم، وكان من أشهر التابعين الذين أخذوا ممضىه: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وعبيدة بن عمروالسلماني وشريح القاضي والحارث الهمداني، وهؤلاء الستة المذكورون هم أصحاب عبد الله بن مسعود. ومنهم عمروابن شرحبيل الهمداني وغيره. نطق الشعبي: «ما كان من أصحاب النبي أفقه صاحا من عبد الله بن مسعود». ونطق سعيد بن جبير: كان أصحاب عبد الله سرج هذه القرية، ونطق فيهم الشاعر:

وابن مسعود الذي سرج القر ية أصحابه ذووالأحلام

ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى منهم: الشعبي،وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي. ثم انتقل الفقه بعد ذلك إلى طبقة أخرى منهم: الحكم بن عتيبة،وحماد بن أبي سليمان تفقه بإبراهيم النخعي، وأخذ أبوحنيفة عنه الفقه. وحبيب بن أبي ثابت، والحارث بن يزيد العكلي،والمغيرة بن مقسم الضبي وأبومعشر زياد بن كليب بن تميم الحنظلي، والقعقاع بن يزيد،والأعمش،ومنصور بن المعتمر، أخذوا الفهم عن الشعبي والنخعي.وابن شبرمة وابن أبي ليلى ثم حصل الفقه والفتيا في: سفيان الثوري. ونقل عنه أبوإسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري وعبد الله بن المبارك وحسان بن عبيد، وزيد بن أبي الزرقاء،ووكيع، والحسين بن حفص،ومحمد بن يوسف الفريابي وأبويحيى محمد بن عبد الوهاب القناد الكوفي، والقاسم بن يزيد الجرمي. ومنهم: الحسن بن صالح بن حي بن مسلم بن حيان الهمداني،شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي. وأبوحنيفة النعمان مؤسس الممضى الحنفي.

فقهاء البصرة

فقهاء التابعين بالبصرة واشتهر منهم: الحسن البصري.وجابر بن زيد الأزدي، ومحمد بن سيرين، ورفيع بن مهران، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، ومسلم بن يسار،وعبد الله بن زيد بن عمروالجرمي. ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى منهم: أبوالخطاب قتادة بن نادىمة السدوسي، أبوبكر أيوب بن أبي تميمة السختياني،ويونس بن عبيد، وأبوعون عبد الله بن عون بن أرطبان. وأبوهانئ أشعث بن عبد الملك الحمراني. وهومن أصحاب الحسن البصري، وإسماعيل بن مسلم المكي، وهومن أصحاب الحسن البصري، وهشام الدستوائي. وهومن أصحاب الحسن وابن سيرين، وداود بن أبي هند: أخذ عن الحسن البصري وابن سيرين وسعيد ابن المسيب والشعبي، وحميد بن تيرويه الطويل. ثم بعد هؤلاء: أبوعمروعثمان بن سليمان البتي. ثم: سوار بن عبد الله القاضي. ثم بعد هؤلاء: عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبري، ثم بعد هؤلاء: أبوسعيد عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري.

فقهاء بغداد

فقهاء بغداد في عصر الأئمة المتقدمين يقصد بهم أصحاب المذاهب الفقهية بعد أبي حنيفة ومالك والشافعي، وأشهرهم:

  • أبوعبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني. كان أحد رواة الممضى الشافعي، ثم استقل بوضع ممضى آخر يعد رابع المذاهب الفقهية الكبرى.
  • أبوثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، وهومن رواة الممضى الشافعي، بصفة مجتهد مطلق منتسب.
  • أبوعبيد القاسم بن سلام البغدادي.
  • أبوسليمان داود بن علي بن خلف الأصفهاني.
  • أبوجعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أحد رواة الممضى الشافعي بصفة مجتهد مطلق منتسب.

فقهاء خراسان

  • عطاء بن أبي مسلم الخراساني.
  • أبوالقاسم الضحاك بن مزاحم الهلالي.
  • أبوعبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي.
  • أبويعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي المعروف (بـابن راهويه).

فقهاء الأندلس والمغرب

بعد انتشار الإسلام في الشام ومصر في عصر الخليفة عمر بن الخطاب ثم في أفريقية في عصر الخليفة عثمان بن عفان، ثم الأندلس والمغرب في عصر الدولة الأموية كان هناك جهود بارزة لأعلام الفقه بدء من فقهاء الصحابة ثم فقهاء التابعين. وقد اشتهر في الحجاز فقه الإمام مالك بن أنس وكان أغلب فقهاء تلك البلاد يأخذون بفقه مالك، وبعد تدوين المذاهب الفقهية انتشر ممضى مالك في المغرب والأندلس. وقد كان تلاميذه افترقوا بمصر والعراق فكان بالعراق منهم القاضي إسماعيل وطبقته مثل ابن خويز منداد وغيره، وبمصر ابن القاسم وأشهب. ورحل من الأندلس عبد الملك بن حبيب فاخذ عن ابن القاسم وطبقته وبث ممضى مالك في الأندلس ودون فيه كتاب الواضحة ثم دون العتبي من تلامذته كتاب العتبية ورحل من أفريقية أسد بن الفرات بخط عن أصحاب أبي حنيفة أولا ثم انتقل إلى ممضى مالك وخط على ابن القاسم في سائر أبواب الفقه واتى إلى القيروان بكتابه وسمي الأسدية نسبة إلى أسد بن الفرات فقرأ بها سحنون على أسد ثم ارتحل إلى المشرق ولقي ابن القاسم وأخذ عنه وعارضه بمسائل الأسدية فرجع عن كثير منها وخط سحنون مسائلها ودونها وأثبت ما عاد عنه وخط لأسد حتى يأخذ بكتاب سحنون فأنف من ذلك فهجر الناس كتابه واتبعوا مدونة سحنون على ما كان فيها من اختلاط المسائل في الأبواب فكانت تسمى المدونة والمختلطة وعكف أهل القيروان على هذه المدونة وأهل الأندلس على الواضحة والعتبية ثم اختصر ابن أبي زيد المدونة والمختلطة في كتابه المسمى بالمختصر ولخصه أيضا أبوسعيد البرادعي من فقهاء القيروان في كتابه المسمى بالتهذيب واعتمده المشيخة من أهل أفريقية وأخذوا به وهجروا ما سواه وكذلك اعتمد أهل الأندلس كتاب العتبية وهجروا الواضحة وما سواها ولم تزل فهماء الممضى يتعاهدون هذه الأمهات بالشرح والإيضاح والجمع فخط أهل أفريقية على المدونة ما شاء الله حتى يخطوا مثل ابن يونس واللخمي وابن محرز التونسي وابن بشير وأمثالهم، وخط أهل الأندلس على العتبية ما شاء الله حتى يخطوا مثل: ابن رشد، في كتابه: «البيان والتحصيل»، وأمثاله، وجمع ابن أبي زيد جميع ما في الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال في كتاب النوادر فاشتمل على جميع أقوال المذاهب وفرع الأمهات كلها في هذا الكتاب ونقل ابن يونس معظمه في كتابه على المدونة وزخرت بحار الممضى المالكي في الأفقين إلى انقراض دولة قرطبة والقيروان ثم تمسك بهما أهل المغرب بعد ذلك إلى حتى اتى كتاب أبي عمروابن الحاجب لخص فيه طرق أهل الممضى في جميع باب وتعديد أقوالهم في جميع مسألة فاتى كالبرنامج للممضى وكانت الطريقة المالكية بقيت في مصر من لدن الحارث بن مسكين وابن المبشر وابن اللهيب،وابن الرشيق وابن شاس وكانت بالإسكندرية في بني عوف.

المذاهب الفقهية

المذاهب الفقهية هي مدارس فقهية تهتم بصفة أساسية بـفهم فروع الفقه، والممضى لغة مكان الذهاب وهوالطريق، والذهاب: السير والمرور، والممضى: مصدر كالذهاب، ويطلق على المعتقد الذي يمضى إليه. واصطلاحا: الأحكام التي اشتملت عليها المسائل. سميت كذلك؛ لأنها توصل إلى المعاد كما حتى مكان الذهاب طريق يوصل إلى المعاش، أو؛ لأن الأفكار تتردد في تلك الأحكام، كما حتى الأجسام تتردد في الطريق. والممضى عند فهماء الفقه يطلق في الحقيقة على ما مضى إليه إمام الممضى من الاختيارات والأحكام، ثم أطلق في الاصطلاح على ما يضم تخريجات أصحاب إمام الممضى مجتهدي التخريج في ممضى إمامه. والمذاهب الفقهية كثيرة، وأشهرها مذاهب كبار فقهاء الصحابة ثم العبادلة ثم فقهاء التابعين ثم ظهر ممضى أهل الرأي والقياس في العراق، ممضى أهل الحديث في الحجاز، ثم ظهرت مذاهب أخرى.

يعد القرن الهجري الأول أفضل القرون الثلاثة الهجرية، حيث أنه يمثل الأصل الأصيل لعلوم الشريعة كلها، وكان رواده أعلام الصحابة الذين نقلوا الشرع، وأسسوا مذاهب الفقه، وكان جميع من اتى بعدهم عالة عليهم في الأخذ عنهم. ويعد القرن الثاني والثالث من الهجرة النبوية بمثابة العصر المضىي لصياغة المذاهب الفقهية وتدوين أصولها وقواعدها، واشتهرت في الحجاز مدرسة أهل الحديث في المدينة المنورة، وكان أشهر أعلامها زيد بن ثابت ثم عبد الله بن عمر ثم سعيد بن المسيب، ثم تلخص فقه هذه المدرسة بظهور الإمام مالك مؤسس الممضى المالكي. واشتهرت في العراق مدرسة أهل الرأي في الكوفة، ومن أشهر أعلامها ابن مسعود ثم إبراهيم النخعي ثم حماد بن أبي سليمان ثم تلميذه الإمام أبوحنيفة النعمان مؤسس الممضى الحنفي. واشتهر من المدرستين ومن مدرسة مكة الإمام الشافعي مؤسس الممضى الشافعي. واشتهر من مدرسة بغداد ومدرسة أهل الحديث الإمام أحمد بن حنبل مؤسس الممضى الحنبلي.

واشتهر خلال ذلك من المذاهب الفقهية التي وضعت أصولها ودونت: ممضى الحسن البصري وزيد بن علي وأبي حنيفة والأوزاعي وسفيان الثوري والليث بن سعد ومالك بن أنس وسفيان بن عيينه ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل وداود الظاهري وإسحاق بن راهويه، والممضى الذي صاغه أبوثور وممضى محمد بن جرير الطبري وغيرهما، بالإضافة إلى مذاهب أخرى مثل ممضى أهل البيت، كما حتى هناك مذاهب أخرى أقل منها اشتهارا مما لم تدون أولم تستكمل صياغتها، أولم تنقل. واختص من بين جميع المذاهب: المذاهب الأربعة بكونها أشهر المذاهب وأكثرها انتشارا. والذين اعترف الجمهور لهم بالإمامة والاجتهاد المطلق، وأخذت مذاهبهم، واشتهرت وانتشرت أكثر من غيرها، وتسمى: المذاهب الأربعة بـالمذاهب الفقهية الكبرى وهي: الفقه الحنفي، والفقه المالكي، الفقه الشافعي، والفقه الحنبلي. وهناك مذاهب أخرى مثل الممضى الظاهري، الذي اعتبر في فترة المتقدمين خامس المذاهب الفقهية، لكنه اندرس مع الوقت، والممضى الزيدي، وهوأقرب المذاهب إلى ممضى أهل السنة والجماعة، وممضى الشيعة الإمامية.

المذاهب الأربعة

هذه الموضوعة جزء من سلسلة الإسلام عن:

المذاهب الأربعة هي المذاهب الفقهية الكبرى الأكثر انتشارا واشتهارا في العالم الإسلامي، والتي حظيت بالاهتمام والتدوين الرقمي والبحث والدراسة، وكان لها قبول واسع بين الناس وعملوا بها وتناقلوها منذ تأسيسها إلى وقتنا الحالي، وهي أشهر مذاهب أهل السنة والجماعة على الإطلاق، وإنما ظهر تخصيصها بالسنية؛ بسبب ظهور المذاهب المخالفة لجمهور أهل السنة والجماعة. وقد تلخص من مدرسة فقه الكوفة صياغة: الممضى الحنفي وأول من صاغه إمام الممضى: أبوحنيفة النعمان، وتلخص من مدرسة فقه المدينة صياغة الممضى المالكي وأول من صاغه إمام الممضى: مالك بن أنس، وتلخص الممضى الشافعي من مدرسة فقه مكة، ومؤسسه محمد بن إدريس الشافعي، أخذ عن مالك، وعن أصحاب أبي حنيفة، وعن غيرهم من فقهاء مكة والمدينة وغيرهم، وجمع بين ممضى أهل العراق وبين ممضى أهل الحجاز، واهتم باللغة وقواعدها، وصاغ فهم أصول الفقه، وهوأول من صاغ الممضى الشافعي. وأخذ أحمد بن حنبل عن الشافعي، وتأثر بفقه سفيان الثوري واهتم بالحديث، وهوأول من صاغ الممضى الحنبلي.

هناك مذاهب فقهية أخرى غير المذاهب الأربعة، لكن لم تتوفر فيها جميع المزايا التي توفرت في المذاهب الأربعة، ومن هذه المذاهب ما لم تستكمل صياغتها، أولم تشتهر، ونقلت منها أقوال ضمن خط المذاهب الأربعة. وظهرت مذاهب فقهية كثيرة، لكن هذه المذاهب انقرض ذكرها، واندرس أثرها ولم يبق منها اليوم إلا أربعة مشهورة وهي: الممضى الحنفي، والممضى المالكي، والممضى الشافعي، والممضى الحنبلي. وكان أبوحنيفة إمام أهل الرأي في العراق. وإمام أهل الحجاز مالك ابن أنس الأصبحي، وكان يعهد بـإمام دار الهجرة، وقد اختص فقهه بعمل أهل المدينة على اعتبار أنهم متابعون لمن قبلهم ضرورة لدينهم واقتدائهم. ثم كان من بعد مالك بن أنس محمد بن أدريس الشافعي، تفقه بفقه أهل الحجاز، ثم انتقل إلى العراق من بعد مالك وأخذ عن أصحاب أبي حنيفة وجمع بين طريقة أهل الحجاز وطريقة أهل العراق، واتى من بعدهما أحمد بن حنبل وكان من عليه المحدثين، وأخذ عن الشافعي وروى ممضىه، ثم استقل بممضى آخر.

وقد استقر العمل بهذه المذاهب الأربعة، ووقف التقليد في الأمصار عند هؤلاء الأربعة ودرس المقلدون لمن سواهم وسد الناس باب الخلاف وطرقه لما كثر تشعب الاصطلاحات في العلوم ولما عاق عن الوصول إلى رتبة الاجتهاد، ولما خشي من إسناد ذلك إلى غير أهله ومن لا يوثق برأيه ولا بدينه، فصرحوا بالعجز والإعواز، وردوا الناس إلى تقليد هؤلاء جميع من اختص به من المقلدين، وحظروا حتى يتداول تقليدهم لما فيه من التلاعب، ولم يبق إلا نقل مذاهبهم، وعمل جميع مقلد بممضى من قلده منهم بعد تسليم الأصول واتصال سندها بالرواية، لا مجرد النقل من الخط. نطق ابن خلدون: «ومدعي الاجتهاد لهذا العهد مردود على عقبه مهجور تقليده. وقد صار أهل الاسلام اليوم على تقليد هؤلاء الأئمة الأربعة». وأما أحمد بن حنبل فتأسس ممضىه في بغداد، وكان أكثر مقلديه بالشام والعراق من بغداد ونواحيها وهم أكثر الناس حفظا للسنة ورواية الحديث. وانتشر ممضى مالك في الأندلس والمغرب، وانتشر ممضى أبي حنيفة في العراق ومسلمة الهند والصين وما وراء النهر وبلاد العجم. وكثرت مؤلفات الحنفية ومناظراتهم ومباحثهم مع الشافعية، واتىوا منها بفهم مستظرف وأنظار غريبة وهي بين أيدي الناس وبالمغرب منها شئ قليل نقله إليه القاضي بن العربي وأبوالوليد الباجي في رحلتهما. وأما الشافعي فمقلدوه بمصر أكثر مما سواها وقد كان انتشر ممضىه بالعراق وخراسان وما وراء النهر وقاسموا الحنفية في الفتوى والتدريس في جميع الأمصار وعظمت مجالس المناظرات بينهم وملئت خطهم بأنواع استدلالاتهم ثم تفهم ذلك كله بدروس المشرق وأقطاره وكان الإمام محمد بن أدريس الشافعي لما هبط على بني عبد الحكم بمصر أخذ عنه جماعة من بني عبد الحكم وأشهب وابن القاسم وابن المواز وغيرهم ثم الحارث بن مسكين وبنوه، ثم انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة وتداول بها فقه أهل البيت وتلاشى من سواهم إلى حتى مضىت دولة العبيديين من الرافضة على يد صلاح الدين يوسف بن أيوب ورجع إليهم فقه الشافعي وأصحابه من أهل العراق والشام فعاد إلى أحسن ما كان ونفقت سوقه واشتهر منهم محيي الدين النووي في ظل الدولة الأيوبية بالشام وعز الدين بن عبد السلام كذلك، ثم ابن الحملة بمصر وتقي الدين ابن دقيق العيد ثم تقي الدين السبكي بعدهما إلى حتى انتهى ذلك إلى شيخ الإسلام بمصر لهذا العهد وهوسراج الدين البلقيني فقد كان في ذلك اليوم أكبر الشافعية بمصر كبير الفهماء بل أكبر الفهماء من أهل العصر.

الظاهرية

الممضى الظاهري نسبة إلى مؤسسه داود بن علي الأصفهاني الظاهري (202 هـ/ 270 هـ). كان من حفاظ الحديث فقيها مجتهدا، استقل بممضىه بعد حتى كان شافعيا في بغداد. واتى من بعده ابن حزم الأندلسي (384 هـ - 456هـ) وذلك بما ألف من خط، من أهمها: المحلى بالآثار في الفقه، والإحكام في أصول الأحكام، في أصول الفقه. وتسميتهم بذلك؛ لأن أساس ممضىهم: العمل بظاهر القرآن والسنة، مادام لم يقم مرشد على إرادة غير الظاهر، ثم عند عدم النص، يأخذ بالإجماع، بشرط حتىقد يكون إجماع فهماء الأمة قاطبة، وقد أخذ الظاهرية بإجماع الصحابة فقط، فإن لم يوجد النص أوالإجماع أخذوا بالاستصحاب. وقد أنكروا القياس وأبطلوا العمل به وجعلوا المدارك كلها منحصرة في النصوص والإجماع وردوا القياس الجلي والعلة المنصوصة إلى النص؛ لأن النص على العلة نص على الحكم في جميع محالها. كما أنهم لا يقبلون التقليد ولا العمل بالاستحسان وسد الذرائع وتعليل نصوص الأحكام بالاجتهاد. وقد انتشر هذا الممضى في الأندلس، وأخذ في الاضمحلال في القرن الخامس، ثم انقرض تماماً في القرن الثامن.

ويذكر ابن خلدون في تاريخه: حتى المذاهب المشتهرة في العصور المتقدمة كانت ثلاثة: ممضى أهل الرأي والقياس وأشهر أئمتهم أبوحنيفة وأصحابه من بعده، وممضى أهل الحديث وإمامهم مالك ثم الشافعي، وممضى داود الظاهري. وكان إمام هذا الممضى داود ابن علي وابنه وأصحابهما وكانت هذه المذاهب الثلاثة هي مذاهب الجمهور المشتهرة بين الأمة. وقد انقرض ممضى الظاهرية واندراس في العصور المتأخرة، ولم يبق منه سوى الرسوم في الخط، بنقل الفهم من الخط من غير مفتاح المفهمين وهوما قد يؤدي إلى مخالفة الجمهور. نطق ابن خلدون: «ثم تفهم ممضى أهل الظاهر اليوم بدروس أئمته وإنكار الجمهور على منتحله ولم يبق إلا في الخط المجلدة».

الزيدية

ممضى الزيدية هوممضى فقهي نسبة إلى مؤسسه زيد بن علي زين العابدين بن الحسين المتوفى سنة (122 هـ)، الذي يعد ممضىاً خامساً بجانب المذاهب الأربعة. وقد كان زيد بن علي إماماً مجتهدا في عصره، صاحب دراية بعلوم القرآن والقراءات وأبواب الفقه، وكان يسمى بـ: «حليف القرآن» وله كتاب «المجموع في الفقه»، يعد من أقدم الخط في الفقه. والزيدية: هم الذين جعلوا الإمامة بعد علي زين العابدين إلى ابنه زيد مؤسس هذا الممضى. وقد بويع لزيد بالكوفة في أيام هشام بن عبد الملك، فقاتله يوسف بن عمر، حتى قتل. وكان زيد يفضل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة، ويتولى أبا بكر وعمر، ويرى الخروج على أئمة الجور، ولا يطعن في أحد من الصحابة، وقد أنكر على من طعن على أبي بكر وعمر من أتباعه، فتفرق عنه الذين بايعوه، فنطق لهم: رفضتموني، فسموا (الرافضة) لقول زيد لهم: (رفضتموني). ثم خرج ابنه يحيى بعده في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فقتل أيضاً. والزيدية منسوبة لزيد، لقولهم بإمامته، وإن لمقد يكونوا على ممضىه في الفروع الفقهية، بخلاف الحنفية والشافعية مثلاً، فهم يتابعون الإمام في الفروع.

ويعد ممضى الزيدية أقرب المذاهب الشيعية إلى ممضى أهل السنة، ويميل الفقه الزيدي إلى فقه أهل العراق وخصوصا فقه الحنفية، ولايختلف كثيراً في عهد ظهور الزيدية الأولى عن فقه أهل السنة، ويخالفون في مسائل معروفة منها: عدم مشروعية المسح على الخفين، وتحريم ذبيحة غير المسلم، وتحريم الزواج بالكتابيات، مستدلين بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾. ويزيدون في الأذان لفظ: «حي على خير العمل»، ويكبرون خمس تكبيرات في الجنازة، ويتفقون مع أهل السنة في تحريم زواج المتعة، فلا يجيزونه، وخالفوا الشيعة الإمامية القائلين بإباحة زواج المتعة. ويعتمدون في استنباط الأحكام على القرآن والحديث والاجتهاد بالرأي، والأخذ بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة والاستصحاب. والممضى العملي في اليمن هوممضى الهادوية أتباع الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين. ومايزال هذا الممضى ممضى دولة الزيدية في اليمن منذ عام (288 هـ). ومن أبرز المؤلفات المطبوعة حالياً في هذا الممضى «كتاب البحر الزخار الجامع لمذاهب فهماء الأمصار»، ومتن الأزهار في فقه الإئمة الأطهار، لأحمد بن يحيى المرتضى، والتاج الممضى لأحكام الممضى، للقاضي أحمد بن قاسم العنسي.

الإمامية


هذه الموضوعة جزء من سلسلة الإسلام عن:

الشيعة الإمامية هم القائلون بأن الإمامة في اثني عشر إماماً، ونطقوا بعصمتهم، وأولهم الإمام أبوالحسن علي المرتضى، وآخرهم محمد المهدي الحجة، الذين زعموا أنه مستور وأنه هوالإمام القائم. ومؤسس ممضى الإمامية: جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، (80 هـ - 148 هـ) والناشر الفعال لممضى الشيعة الإمامية في الفقه في فارس هو: أبوجعفر، محمد بن الحسن بن فرّوخ الصفار الأعرج القُمِّي المتوفى سنة (290 هـ)، في كتابه (بشائر الدرجات في علوم آل محمد، وماخصهم الله به) طبع سنة: (1285 هـ). وقد تقدمه أول كتاب للإمامية في الفقه وهورسالة الحلال والحرام لإبراهيم ابن محمد أبي يحيى المدني الأسلمي التي رواها عن الإمام جعفر الصادق. ثم خط ابنه علي الرضا كتاب «فقه الرضا» طبع عام (1274 هـ) في طهران. ثم اتى بعد ابن فرّوخ الأعرج في القرن الرابع: محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُلَيني الرازي، شيخ الشيعة، المتوفى عام 328 هـ مؤلف كتاب: «الكافي في فهم الدين»، ويشتمل هذا الكتاب على ستة عشر ألفاً وتسعة وتسعون حديثاً من طرق آل البيت، وهوعمدة ممضى الإمامية، بالإضافة إلى من لا يحضره الفقيه للصدوق القمي، وتهذيب الأحكام للطوسي، والاستبصار للطوسي. ومرجع الأحكام الشرعية هم الأئمة دائماً لا غيرهم، فلا يعتمدون غالباً في الفقه بعد القرآن إلا على الأحاديث التي رواها أئمتهم من آل البيت، كما أنهم يرون فتح باب الاجتهاد، ويرفضون القياس غير المنصوص العلة، وينكرون الإجماع إلا إذا كان الإمام داخلاً فيه. وينتشر هذا الممضى حاليا في إيران والعراق.

وفقه الإمامية لا يختلف في الأمور المشهورة عن فقه أهل السنة إلا في سبع عشرة مسألة تقريباً، من أهمها إباحة نكاح المتعة، وإيجاب الإشهاد على الطلاق، وتحريم ذبيحة الكتابي وتحريم الزواج بالنصرانية أواليهودية، وتقديم ابن العم الشقيق في الإرث على العم لأب، وعدم مشروعية المسح على الخفين، ومسح الرجلين في الوضوء، ويزيدون في أذانهم: «أشهد حتى علياً ولي الله»، و«حي على خير العمل»، وتكرار جملة: «لا إله إلا الله». فاختلافهم لا يزيد عن اختلاف المذاهب الفقهية كالحنفية والشافعية مثلاً. والحقيقة حتى اختلافهم مع أهل السنة لايرجع إلى العقيدة أوإلى الفقه، وإنما يرجع لناحية الحكومة والإمامة. ولعل أفضل ما أعربت عنه ثورة الخميني في إيران عام (1979م)، هوتجاوز الخلاف مع أهل السنة، واعتبار المسلمين جميعاً أمة واحدة.

الاجتهاد

الاجتهاد عند فهماء أصول الفقه هو«بذل الجهد في إدراك الأحكام الشرعية» أوهو: «بذل الجهد في تعهد الحكم الشرعي" ويقابله: التقليد. والاجتهاد إما تام أوناقص، فالتام هو: «استفراغ القوة النظرية حتى يحس الناظر من نفسه العجز عن مزيد طلب»، والناقص هو: «النظر المطلق في تعهد الحكم». وهناك شروط وتفاصيل مذكورة في فهم أصول الفقه. روى الترمذي وأبوداود والدارمي: «عن معاذ بن جبل: حتى رسول الله لما بعثه إلى اليمن نطق: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟» نطق: أقضي بكتاب الله، نطق: «فإن لم تجد في كتاب الله؟» نطق: فبسنة رسول الله ، نطق: «فإن لم تجد في سنة رسول الله؟» نطق: أجتهد رأيي ولا آلو، نطق: فضرب رسول الله على صدره، ونطق: «الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى به رسول الله»». وفي الحديث: مرشد على إقرار معاذ بن جبل على الاجتهاد، وشهادة له بتلك الأهلية حيث بعث واليا وقاضيا في اليمن، وفيه امتحان له بسؤاله كيف من الممكن أن يقضي إذا عرض له قضاء،يا ترى؟ وقد أجاب معاذ بن جبل بأنه يقضي بكتاب الله فإن لم يجد فبسنة رسول الله، فإن لم يجد فيهما اجتهد. ومعنى قوله: أجتهد رأيي: أي أطلب حكم تلك الواقعة بالقياس على المسائل التي اتى فيها نص وأحكم فيها بمثل المسألة التي اتى فيها نص لما بينهما من المشابهة. ومعنى ولا آلو: ما أقصر للاعتمال والسعي وبذل الوسع، ونسبته إلى الرأي.

نطق الخطابي: لم يرد به الرأي الذي يسنح له من قبل نفسه أويخطر بباله على غير أصل من كتاب أوسنة، بل أراد رد القضية إلى معنى الكتاب والسنة من طريق القياس وفي هذا إثبات للحكم بالقياس. نطق الطيبي: «فيه استصواب منه لرأيه في استعماله» وهذا معنى قولهم: جميع مجتهد مصيب، ولا ارتياب حتى المجتهد إذا كدح في التحري وأتعب القريحة في الاستنباط استحق أجرا لذلك، وهذا بالنظر إلى أصل الاجتهاد، فإذا نظر إلى الجزئيات، فلا يخلومن حتى يصيب في مسألة من المسائل، أويخطيء فيها، فإذا أصاب ثبت له أجران أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وإن أخطاء فله أجر واحد هوأجر الاجتهاد ولا شيء عليه في في الخطأ.

الاستنباط

الاستنباط في اللغة: استخراج الماء من العين من قولهم: نبط الماء إذا خرج من منبعه، والنبط: الماء الذي ينبط من قعر البئر إذا حفرت، واستنبطه واستنبط منه فهما وخبرا ومالا: استخرجه، والاستنباط: الاستخراج. وفي الاصطلاح: استخراج المعاني من النصوص بفرط الذِّهن وقوَّة القريحة. وفي الفقه: استخراج المجتهد المعاني والأحكام الشرعية من النصوص ومصادر الأدلة الأخرى. أوهو: استنتاج الأحكام من الأدلة. ومنه في القرآن قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ.﴾، نطق ابن جرير: وكل مستخرج شيئا كان مستترا عن أبصار العيون أوعن معارف القلوب فهوله: مستنبط، ينطق: استنبطت الركية إذا استخرجت ماءها، ونبطتها أنبطها، والنبط الماء المستنبط من الأرض. روى ابن جرير بسنده: عن قتادة: «﴿ولوردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم﴾: يقول: إلى فهمائهم؛ ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ.﴾ لفهمه الذين يفحصون عنه ويهمهم ذلك». وعن ابن جريج: «ولوردوه إلى الرسول، حتىقد يكون هوالذي يخبرهم: وإلى أولي الأمر منهم: الفقه في الدين والعقل». وعن أبي العالية: ﴿ولوردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم﴾: الفهم ﴿الذين يستنبطونه منهم﴾: يتتبعونه ويتحسسونه.

والاستنباط في اصطلاح فهماء أصول الفقه هو: استخراج المعاني من النصوص بفرط الذهن وقوة القريحة كما في تعريفات الجرجاني. أوهو: استنتاج الأحكام من الأدلة. فهوبمعنى: استنتاج الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية واستخراجها واستخلاصها منها، والحصول على الفهم بحكم لم يرد في الشرع نص يشير عليه بخصوصه، فمثلا: تحريم الخمر فإنه ورد في الشرع نص بخصوصه، والمسكرات التي لم يرد نص شرعي بخصوصها يلحق حكمها بالخمر قياسا عليه بجامع الإسكار، وبناء على قاعدة شرعية عامة في حديث: «كل مسكر حرام». وكتحريم ضرب الوالدين قياسا على تحريم التأفف. وقد ذكر فهماء أصول الفقه في تعريفهم الفقه بأنه: استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، وأن المسائل المدونة في خط الفقه ليست بفقه اصطلاحا، وأن حافظها ليس بفقيه، وبه صرح العبدري في باب الإجماع من شرح المستصفى. نطق: وإنما هي نتائج الفقه، والعارف بها فروعي، وإنما الفقيه هوالمجتهد الذي ينتج تلك الفروع عن أدلة سليمة، فيتلقاها منه الفروعي تقليدا ويدونها ويحفظها. ونطق أبوإسحاق في كتاب الحدود: الفقيه من له الفقه، فكل من له الفقه فقيه، ومن لا فقه له فليس بفقيه. نطق: والفقيه هوالعالم بأحكام أفعال العباد التي يسوغ فيها الاجتهاد. نطق الشافعي: «إذا حملت إلى المجتهد واقعة فليعرضها على نصوص الكتاب فإن أعوزه عملى الأخبار المتواترة ثم على الآحاد فإن أعوزه لم يخض في القياس بل يلتفت إلى ظواهر القرآن فإن عثر ظاهرا نظر في المخصصات من قياس أوخبر فإن لم يجد تخصيصا حكم به وإن لم يعثر على لفظ من كتاب ولا سنة نظر إلى المذاهب فإن وجدها مجمعا عليها اتبع الإجماع، فإن لم يجد إجماعا خاض في القياس».

مفهوم القول بالرأي في الاجتهاد

لاقد يكون الاجتهاد إلا فيما يعرض من إشكالات وفيما هوغامض أومن الدقائق الخفية عند عدم وجود نص شرعي يشير عليه بعينه، ولاقد يكون الاجتهاد بالرأي إلا في هذه الحالة، فلا رأي في ثبوت نص ثابت، ولا في أمر مجمع عليه، والمقصود بالرأي في الحكم الشرعي: المستند إلى مرشد شرعي ووفق شروط مخصوصة للاجتهاد. أما إذا كان مجرد رأي عادي فهوموصوف بالخطأ دائما، وعليه يحمل قول علي بن أبي طالب: «لوكان الدين بالرأي لكان مسح الخف من أسفله أولى بالمسح من أعلاه..». فالاجتهاد والإفتاء لاقد يكون بالرأي الشخصي وإن وافق الحق. وفي الحديث: «عن جندب نطق نطق رسول الله : من نطق في كتاب الله عز وجل برأيه فأصاب؛ فقد أخطأ». وسبب الخطأ تقديم الرأي على الشرع واتباع الهوى، وعدم وجود الأهلية. ومن تفهم أوقرأ شيئا من الفهم؛ لا يجوز له الإقدام على الإفتاء؛ لأن الأحكام الظاهرة قد تأخذ منحى آخر من الممكن يقصر فهمه عن إدراكة، فقد أصيب رجل بشج وصل إلى باطن رأسه، فأصابته جنابة فسأل عن الحكم، فقيل له: عليك الاغتسال بتعميم جميع البدن ولا مخرج لك من ذلك، وكانت الفتوى أخذا بظاهر الشرع، فاغتسل الرجل فوصل الماء إلى دماغه فمات، وقد اتى في ذلك حديث، يشير على ذلك، واتى في الحديث: «قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يفهموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه حتى يتيمم ويعصر أويعصب -شك موسى- على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده.»

مراتب الاجتهاد

مراتب الاجتهاد هي درجات ومراتب فهمية محددة في الفقه وأصوله، ويقصد بها ترتيب المستويات الفهمية للمجتهدين ودرجاتهم. وقد ذكر فهماء الشرع الإسلامي مراتب الفقهاء، وبينوا خصائص جميع صنف من المجتهدين وشروطه في الاجتهاد، كما قسم الفهماء مراتب المجتهدين إلى قسمين أساسيين وهما: المجتهد المستقل وغير المستقل، فالمجتهد المستقل أوالمجتهد المطلق المستقل، هوالذي بلغ رتبة الاجتهاد في جميع أبواب الشرع وفق شروط محددة لذلك، وتعد رتبة المجتهد المستقل من أعلى مراتب الاجتهاد، فالمستقل كالأئمة الأربعة، وغير المستقل هوالمنتسب إلى ممضى إمام من أئمة المذاهب الفقهية. وقد فقد الاجتهاد المستقل في القرن الرابع الهجري، ولم يبق إلا اجتهاد المنتسبين إلى المذاهب الفقهية، الذين عملوا في استكمال بناء المذاهب الفقهية، حتى نضج فهم فروع الفقه خصوصا في العصور المتأخرة، فالمسائل والأحكام الفقهية ومعاقد الإجماع أصبحت مقررة، والفقهاء بعد الانتهاء من تمهيد الأحكام مقلدون لأئمة مذاهبهم في الأحكام المفروغ منها.

نطق السيوطي: وقد نص الفهماء كابن الصلاح والنووي وغيرهما على وجود اختلاف بين مراتب الاجتهاد، وأنه من دهر طويل فقد المجتهد المستقل، ولم يبق إلا المجتهدون المنتسبون إلى المذاهب. وقرروا حتى المجتهدين أصناف: مجتهد مطلق مستقل، ومجتهد مطلق منتسب إلى إمام من الأئمة، كالمنتسبين إلى الأئمة الأربعة، ومجتهد مقيد. وأن الصنف الأول فقد من القرن الرابع الهجري، ولم يبق إلا الصنفان الآخران: المطلق المنتسب والمقيد. ونطق السيوطي: وممن نص على ذلك من أصحابنا أيضا ابن برهان في الوجيز، ومن المالكية ابن المنير، وذكر السيوطي عباراتهم وعبارات غيرهم في كتاب الرد على من أخلد على الأرض.

الإفتاء

«عن مالك عن يحيى بن سعيد حتى عبد الله بن مسعود نطق لإنسان إنك في زمان كثير فقهاؤه قليل قراؤه، تحفظ فيه حدود القرآن وتضيع حروفه، قليل من يسأل كثير من يعطي، يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة، يبدون أعمالهم قبل أهوائهم، وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه، يحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده، كثير من يسأل قليل من يعطي، يطيلون فيه الخطبة ويقصرون الصلاة يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم».
—شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك

الإفتاء في أمور الدين من مهمات الفهماء المتخصصين، وله مكانة مهمة في الإسلام، وهوفرض كفاية، وهومسؤولية دينية وأمانة لا يتصدر لها إلا من كان من أهل الفتوى، وقد كان الكثير من الصحابة يتورعون عن الفتيا؛ خشية الوقوع في الزلل. وتعد الفتوى في أمور الدين من مهمات الفهماء المتخصصين للفتوى. ويشترط فيمن يتولى الإفتاء والقضاء حتى يمتلك الأهلية والكفاءة الفهمية، والقدرة على استنباط الأحكام الشرعية. نطق النووي: «شرط المفتي كونه مكلفا مسلما وثقة مأمونا متنزها عن مسببات الفسق وخوارم المروءة، فقيه النفس، سليم الذهن، رصين الفكر، سليم التصرف والاستنباط، متيقظا». ويشترط في المفتي حتىقد يكون من المجتهدين، إلا أنه لا يشترط ذلك في الأحكام المفروغ من تمهيدها، خصوصا في الأزمنة المتأخرة بعد تدوين المذاهب الفقهية وعمل الناس عليها على مدى قرون من الزمن، فيفتي المفتي وفق ما مقرر في ممضىه.

ولا يجوز الإفتاء بغير فهم، وفي الحديث: «عن أبي هريرة نطق نطق رسول الله : من أفتي بغير فهم كان إثمه على من أفتاه». فيأثم المفتي بغير فهم، ويتحمل إثم من عمل بفتواه، ومن سقط في خطأ بفتوى عالم؛ فالإثم على ذلك العالم، وهذا إذا لم يكن الخطأ في محل الاجتهاد، أوكان في محل الاجتهاد إلا أنه سقط لعدم بلوغه في الاجتهاد حقه. نطقه في فتح الودود.

إذا لم يكن في المفتي أهلية الإفتاء فقد سقط في الخطأ، «عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه نطق قلت للزبير ما يمنعك حتى تحدث عن رسول الله كما يحدث عنه أصحابه، فنطق: أما والله لقد كان لي منه وجه ومنزلة ولكني سمعته يقول: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»».«عن عبد الله بن عمروبن العاص نطق: سمعت رسول الله يقول: «إن الله لا يقبض الفهم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض الفهم بقبض الفهماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير فهم فضلوا وأضلوا»». وقد كان أئمة السلف وفضلاء الخلف يتورعون عن تولي مهمة القضاء والإفتاء؛ خشية الزلل.

لغة الفقه

لغة الفقه مصطلح فقهي يراد به طرق اللغة التي يستخدمها المجتهد في استخراج الفقه بصيغة أفضل. واللغة هي الظروف الموضوعة لتحمل معانيها وتدل عليها، وفهم اللغة شرط مهم للاجتهاد؛ لأن فهم نصوص الشرع والقدرة على الاستنباط لا يتأتى بغير فهم اللغة، ومن ثم كانت اللغة جزء مهما من فهم أصول الفقه. وقد هبط القرآن بلسان عربي مبين على نبي هوأفصح العرب، وكان الصحابة يعهدون معاني القرآن والسنة بغير حاجة إلى تفهم اللغة.

والفقه فهم وفهم واللغة هي اللسان المعبر عن الفقه، ولاقد يكون التعبير سليما إلا بسلامة استخدام اللغة بعبارة واضحة في الدلالة على المقصود. ويظهر هذا في أساليب التدوين الرقمي باختيار العبارات والألفاظ، وصياغة المحتوى ووضع العناوين المناسبة، وبما يوصل المقصود إلى القارئ أوالمستمع بوجه سليم ويناسب مستواه.

ومن خلال قراءة خط المجتهدين الذين قاموا بتنقيح المذاهب وتحريرها نجد الكثير من التهذيب اللغوي بحسن انتقاء الألفاظ وجودة العبارة بأساليب فهمية وضبط دقيق. ووضع المصطلحات والرموز.

الفقه والقانون

تعتمد قوانين الدول العربية والإسلامية في المجالات الشرعية على فهم الفقه، ففي فهم فروع الفقه حصيلة فهمية واسعة يأخذ منها فهماء التقنين. والقوانين الوضعية التي تنظم سلوك الفرد داخل الجماعة. والشرع الإسلامي منهج متكامل ونظام دقيق يصلح لكل زمان ومكان، لا يماثل القانون ولا يرتقي إلى مستواه مهما كان، ولا يصح قياسه به، فالشرع من عند الله، أما القانون فهومن صنيع البشر ووضعهم، وشرع الله متكامل ودقيق، والنقص والعجز والضعف وقلة الحيلة من صفات البشر. والشرع قواعد شرعها الله تعالى على سبيل الدوام لتنظيم شؤون الجماعة، ولا تقبل التغيير والتبديل، أما القانون فهوقواعد مؤقتة تضعها الجماعة لتنظيم شؤونها وسد حاجاتها. ويعرض لها التغير حدثا تغيرت حال الجماعة، فالبشر يضعون القانون خاضعا لتوجهاتهم وعاداتهم وقد يتغيّر بتغيّر الأحول، وما شرعه الله بالوحي لا يتغير؛ لما فيه من الإحكام والإتقان.

الفقه المقارن

الفقه المقارن أوفهم الخلاف هوموضوع تخصصي لأرباب الدراسات الفقهية والبحث الفهمي، وهوتعبير عن عرض الأقوال المتنوعة فيما هوقابل للنظر لا في معاقد الإجماع، إذ حتى خرق الإجماع يعد شذوا وخروجا عن الحق. وفائدة الفقه المقارن أخذ الباحث المتخصص فهم بوجوه الخلاف، وهوأمر مهم بالنسبة للمجتهد إذ حتى فهم الخلاف من شروط المجتهد المطلق، ويطلب أيضا فيمن يتولى القضاء والإفتاء، أما عامة الناس وغير المتخصصين ففي الغالب حتى الخلاف يؤدي بهم إلى الإرباك والوقوع في الحيرة، ومن ثم فقد ذكر الفهماء أنه لا يفتى من الأقوال المتنوعة إلا بقول واحد لا أكثر، ما لم يكن في الأمر تخيير، وقد عمل الفقهاء الذين هم في رتبة مجتهد الترجيح على ترجيح الأقول المتنوعة وفق الأدلة؛ ولئلا يقع الناس في خطأ التلفيق وتتبع الرخص.

مداخل المذاهب

مداخل المذاهب الفقهية هي الأمور المتعلقة بالممضى الفقهي مثل: التعريف بممضى معين ومن هومؤسسه ومن هم أئمته وطبقاتهم ومراحل تطوره وخط الممضى ومصطلحاته ورموزه وغير ذلك مما هومتعلق به، وتسمى مداخل؛ لأن من يريد دراسة هذا الممضى وتفهمه عمليه قبل ذلك حتى يعهد طرق وأساليب الدخول فيه، بحسب مستواه الفهمي.

خط الفقه

خط الفقه هي خلاصة مجهودات فهماء الفقه في مراحل التدوين الرقمي على مدى تاريخ الفقه وطبقات ومراتب الفقهاء، وتعد خط الفقه مراجع فهمية للعالم والمتفهم على كافة المستويات. وتختلف أنواع خط الفقه من حيث الاختصار والتوسط والتوسع بما يتناسب مع جمع الفئات، ومن أنواع هذه الخط: المتون وهي في الغالب مختصرات يحفظها المبتدؤن وتتضمن الأسس والمهمات، مثل متن الغاية والتقريب، ومنظومة الزبد ومنظومة ابن عاشر، والمتون الأوسع منها مثل متن المنهاج للنووي، ومنها: الشروح وهي بيان توضيحي يشرح ويفسر محتوى مؤلف آخر، ومنها: الحواشي وهي مثل الشروح لكنها تختلف عنها من بعض الوجوه، ومنها: التعليقات والرسائل المختصرة وغيرها. وخط الفقه المعتمدة هي التي توافق عليها الفهماء وحظيت بالقبول منذ زمن، وجرى تداولها في التعليم والعمل بها في مختلف المجالات، وتتضمن خط الفروع والأصول والقواعد والمؤلفات الأخرى مثل خط الطبقات ومدارس الفقه وغيرها. وتحتوي خط الفروع مثلا على النصوص الفقهية؛ لأن المستفيد منها يقتصر على فهم الفقه، فإذا ما أراد التوسع؛ فهناك مطولات تشرح على نحوموسع.

انظر أيضاً

هوامش3

1: روى عمر بن الخطاب نطق: نطق رسول الله : حتى معاذ بن جبل كان قانتا لله حنيفا وأنه برتوة بين يدي الفهماء يوم القيامة ليس بينه وبين الله تعالى إلا النبيين والمرسلين. وروى أنس حتى النبي صلى الله عليه وسلم نطق: "أرحم أمتي أبوبكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبي، وأفهمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح. وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فنطق: من أراد حتى يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل. وروى أبومسلم الخولاني نطق: دخلت حمص فرأيت حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا،يا ترى؟ نطق: هذا معاذ ابن جبل.

2: نطق الشعبي: أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت فنطق: تمسك ركابي وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،يا ترى؟ نطق: إنا هكذا نصنع بالفهماء. ونطق سالم: كنا مع ابن عمر يوم توفي زيد فنطق: توفي عالم الناس اليوم.

ملاحظات

  1. ^ الفقه في اللغة: مصدر، وماضيه (فَقِهَ) على وزن (عمل) مكسور العين. أما بالمعنى الاصطلاحي؛ فماضيه (فَقُهَ) على وزن (عمل) مضموم العين.
  2. ^ مادته: (ف ق هـ)، وهوفي الأصل من باب فهم والعمل فَقِهَ -بكسر الفاء- بمعنى: مطلق الفهم، ثم اختص به فهم الشريعة فَقُهَ بضم الوسط. وأطلق في العهد بغلبة الاستعمال على معنى الفقه في الدين.
  3. ^ الفقه بالمعنى الاصطلاحي: "فقه يفقه" على وزن: (عمل يعمل) بضم العين في الماضي والمضارع.
  4. ^ معناه اللقبي، أي: المركب الإجمالي، بمعنى: الفهم المسمى:«أصول الفقه»
  5. ^ توسلا بمعنى: وسيلة؛ لأن الفقه المثمر للتقوى والورع يوصل به إلى غيره من العلوم النافعة والمنازل المرتفعة نطق تعالى: ﴿واتقوا الله ويفهمكم الله﴾ والحديث: «من عمل بما فهم؛ فهمه الله فهم ما لم يفهم».
  6. ^ الزهد في اللغة: هجر الميل إلى الشيء، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: هوبغض الدنيا والإعراض عنها. وقيل هوهجر راحة الدنيا طلبا لراحة الآخرة، وقيل هوحتى يخلوقلبك مما خلت منه يدك.
  7. ^ نطق ابن عابدين: وقد عقد في البيت الأخير بعض ما ذكره في الإحياء، ورواه الدارقطني والبيهقي من: «قوله : ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد الدين الفقه».
  8. ^ راوي الحديث: سمع معاوية ابن أبي سفيان خطيبا أي: وهويخطب، وذكر هذا الحديث أثناء خطبته.
  9. ^ المقصود بأمر الله هنا الريح التي تقبض روح جميع من في قلبه شيء من الإيمان ويبقى شرار الناس عمليهم تقوم الساعة. ومعنى «يفقهه»: يفهمه بسكون الهاء؛ لأنها جواب الشرط، نطق ابن حجر: «ينطق: فقه بالضم إذا صار الفقه له سجية، وفقه بالفتح إذا تجاوز غيره إلى الفهم، وفقه بالكسر إذا فهم».
  10. ^ نطق المنذري: والحديث أخرجه الترمذي والنسائي ونطق الترمذي حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه من حديث عباد الأنصاري عن زيد بن ثابت.
  11. ^ الأنفال 67 المائدة 3
  12. ^ الحديث: "عن علي بن ابي طالب أنه نطق: بعثني رسول الله إلى اليمن فقلت: يا رسول الله أتبعثني وأنا شاب وهم كهول ولا فهم لي بالقضاء؟، نطق: انطلق فإن الله عز وجل سيهدي قلبك ويثبت لسانك؛ نطق علي: فوالله ما تعاييت في شيء بعد". وروي أنه نطق: "اللهم اهد قلبه" نطق: فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا. طبقات الفقهاء. ج1 ص41.
  13. ^ النادىء لابن عباس في حديث: «اللهم فقهه في الدين وفهمه التأويل».
  14. ^ عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله نطق: لووضع فهم عمر في كفة ووضع فهم الناس في كفة لرجح فهم عمر. نطق الأعمش: فأتيت إبراهيم أبشره فنطق: ألا أقول لك بأفضل من هذا عن عبد الله: نطق عبد الله: لقد توفي عمر فمضى بتسعة أعشار الفهم. ونطق معاذ بن جبل: إذا أفهم الناس بفريضة وأقسمهم لها عمر بن الخطاب، ونطق سعيد بن المسيب: ما أفهم أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفهم من عمر. ونطق الشعبي: من سره حتى يأخذ بالوثيقة في القضايا فليأخذ بقضاء عمر فإنه يستشير. وروي حتى عبد الله بن الحسن ابن الحسن مسح على خفيه فقيل له: تمسح،يا ترى؟ نطق: نعم، مسح عمر بن الخطاب، ومن جعل عمر بن الخطاب بينه وبين الله فقد استوثق.
  15. ^ روى الحسن نطق: جمع عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليستشيرهم وفيهم علي فنطق: قل فأنت أفهمهم وأفضلهم. وروى سعيد بن المسيب نطق: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبوحسن. ونطق عبد الله: إذا أفهم أهل المدينة بالفرائض ابن أبي طالب؛ ونطق ابن عباس: أعطي علي تسعة أعشار الفهم وأنه لأفهمهم بالعشر الباقي. وعن عائشة رضي الله عنها نطقت: من أفتاكم بصوم عاشوراء،يا ترى؟ فقيل علي بن أبي طالب، نطقت: أما إنه أفهم الناس بالسنة، وروي أنها نطقت: أفهم من بقي بالسنة. ونطق مسروق: انتهى الفهم إلى ثلاثة: عالم بالمدينة وعالم بالشام وعالم بالعراق؛ فعالم المدينة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعالم العراق عبد الله بن مسعود، وعالم الشام أبوالدرداء، فإذا التقوا سأل عالم الشام وعالم العراق عالم المدينة ولم يسألهما.
  16. ^ روى حارثة بن مضرب "أن عمر رضي الله عنه خط إلى أهل الكوفة: أما بعد فإني قد بعثت إليكم عمارا أميرا وعبد الله قاضيا ووزيرا، وإنهما من نجباء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وممن شهد بدرا، فاسمعوا لهما وأطيعوا فقد آثرتكم بهما على نفسي". وعن عمر أنه نطق فيه: أما إنه أطولنا فوقا، كنيف ملئ فهما. وروى أبوالبختري حتى عليا كرم الله وجهه قيل له: أبلغنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنطق: عمن تسألوني،يا ترى؟ نطقوا: عن عبد الله، نطق: "فهم القرآن والسنة". وروى يزيد بن عميرة نطق: لما جاء معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا، نطق: التمسوا الفهم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام. وسئل ابوموسى الأشعري عن مسألة فنطق للسائل: ايت ابن مسعود فسيتابعني فاتى إليه فأفتاه، ثم نطق: فأتيت أبا موسى وأبلغته فنطق: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم. ونطق علقمة: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فسألته فنطق: تسألوني وفيكم عبد الله بن مسعود؟.
  17. ^ وفي الحديث: «نطق: وبعث جميع واحد منهما على مخلاف، نطق: واليمن مخلافان، ثم نطق: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا" فانطلق جميع واحد منهما إلى عمله..» الحديث بتمامه في سليم البخاري. وكان بعث أبي موسى إلى اليمن بعد الرجوع من غزوة تبوك. نطق أنس: "بعثني الأشعري إلى عمر رضي الله عنهما فأتيته فسألني عنه فقلت: هجرته يفهم الناس، فنطق: أما أنه كيس فلا تسمعها إياه". ونطق أبوالبختري: سئل علي بن أبي طالب عن أبي موسى فنطق: صبغ في الفهم صبغة.
  18. ^ نطق قبيصة بن ذؤيب: "كان عروة بن الزبير يغلبنا بدخوله على عائشة، وكانت عائشة أفهم الناس، يسأل الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". ونطق عروة: كانت عائشة أفهم الناس بالحديث، وأفهم الناس بالقرآن، وأفهم الناس بالشعر، ولقد قلت قبل حتى تموت بأربع سنين: لوماتت عائشة لما ندمت على شيء إلا كنت سألتها عنه. ونطق مسروق وقد سئل عن عائشة، هل كانت تحسن الفرائض،يا ترى؟ فنطق: «لقد رأيت أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض».
  19. ^ روى ابن عباس حتى عمر كان يدينه فنطق له عبد الرحمن بن عوف: حتى أبناء مثله، فنطق عمر: إنه من حيث تفهم. ونطق له عمر: إنك لأصبح فتياننا وجها، وأحسنهم خلقا، وأفقههم في كتاب الله عز وجل. ونطق ابن أبي نجيح: كان أصحاب ابن عباس يقولون: إذا ابن عباس أفهم من عمر وعلي وعبد الله، فيعيب الناس عليهم، فيقولون: لا تعجلوا علينا، إنه لم يكن أحد من هؤلاء إلا عنده من الفهم ما ليس عند صاحبه وإن ابن عباس قد جمعه كله. وكان عطاء إذا وقع عنه نطق: حدثني البحر. وكان ميمون بن مهران إذا ذكر عنده عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس نطق: كان ابن عباس أفقههما.
  20. ^ عبد الله بن عمر (فقيه المدينة) كان من أفقه الصحابة، وأحد المفتين في المدينة المنورة، وأحد المكثرين من رواية الحديث. نطق ابن سيرين: كانوا يرون أفهم الناس بالمناسك ابن عمر بعد ابن عفان. ونطق أبوإسحاق الهمداني: كنا عند ابن أبي ليلى في بيته فاتىه أبوسلمة ابن عبد الرحمن فنطق: عمر كان عندكم أفضل أم ابنه،يا ترى؟ نطقوا: لا بل عمر، فنطق أبوسلمة: إذا عمر كان في زمانه له فيه نظراء، وإن ابن عمر كان في زمانه ليس له فيه نظير. ونطق مالك: أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم، وكان من أئمة الدين.
  21. ^ كتاب المجموع في الفقه مؤلفه: زيد ابن علي، يعد أقدم كتاب فقهي هو(المجموع) في الفقه، مطبوع في إيطاليا، وشرحه العلامة شرف الدين الحسين بن الحَيْمي اليمني الصنعاني المتوفى عام 1221 هـ في كتاب (الروض النضير، شرح مجموع الفقه الكبير) في أربعة أجزاء. وأبوخالد الواسطي هوراوي أحاديث المجموع وجامع فقه زيد. وينطق: إذا خطه (15) كتاباً، منها المجموع في الحديث. لكن نسبة هذه الخط إليه مشكوك فيها.
  22. ^ مؤلفه: أحمد بن يحيى بن المرتضى المتوفى عام (840 هـ) في أربعة أجزاء، وهوجامع لآراء الفقهاء واختلافاتهم.
  23. ^ «عن عطاء عن جابر نطق خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فنطق هل تجدون لي رخصة في التيمم فنطقوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ بذلك فنطق قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يفهموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه حتى يتيمم ويعصر أويعصب شك موسى على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده.» رواه أبوداود.
  1. ^ عده بعض الفهماء واحدا من الفقهاء السبعة، بدل أبي بكر بن عبد الرحمن. وكان عبد الله بن المبارك يقول: فقهاء المدينة سبعة، فذكر هؤلاء وذكر فيهم سالم بن عبد الله، ولم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام.

المراجع

  1. مختار الصحاح، لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي. حرف الفاء (فقه). المخطة العصرية -الدار النموذجية، 1420 هـ/ 1999 م
  2. البحر المحيط للزركشي، تعريف الفقه ج1 ص30 وما بعدها، دار الخطي ط14، سنة 1414/ 1994م.
  3. ^ موسوعة: كشف اصطلحات الفنون والعلوم، لمحمد علي التهانوي ص40 و41. نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  4. ^ ابن نجيم. . دار الخط الفهمية. صفحة 35 إلى 38. مؤرشف من الأصل فيعشرة ديسمبر 2019.
  5. ^ نقلا من كتاب مرآة الأصول:44/ 1، التوضيح لمتن التنقيح: 10/ 1. انظر: موسوعة الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي ج1 ص29
  6. ^ الفقه الإسلامي وأدلته الكامل للأدلة الشرعية والآراء الممضىية وأهم النظريات الفقهية وتحقيق الأحاديث النبويه وتخريجها) المؤلف: أ. د. وهبة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق - كلية الشريعة، المطلب الأول: (معنى الفقه وخصائصه)، ج1 ص29، الناشر: دار الفكر - سوريَّة - دمشق، الطبعة: الرابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنسبة لما سبقها (وهي الطبعة الثانية عشرة لما تقدمها من طبعات مصورة)
  7. ^ شرح جمع الجوامع للمحلي، ج1 ص32 ومابعدها، وشرح الإسنوي ج1 ص24، وشرح العضد لمختصر ابن الحاجب، ج1 ص18، ومرآة الأصول ج1 ص50، والمدخل إلى ممضى أحمد، ص58. انظر موسوعة الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلي ج1 ص30
  8. ^ تعريف الفقه، موسوعة الفقه المصرية صادر عن وزارة الأوقاف المصرية. نسخة محفوظة 25 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  9. ^ معجم المعاني نسخة محفوظة 03 2يناير6 على مسقط واي باك مشين.
  10. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري، لابن حجر العسقلاني، ج71 ص198.
  11. لسان العرب لابن منظور، ج11 ص221
  12. ^ لسان العرب لابن منظور حرف الفاء (فقه) ج11 ص210
  13. ^ سورة التوبة آية: 122
  14. ^ لسان العرب لابن منظور حرف الفاء (فقه) ج11 ص210 دار صادر 2003 م
  15. ^ رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، (مقدمة)، ج1 ص36، طبعة: (د.ط)، دار الخط الفهمية، 1412 هـ/ 1992 م.
  16. ^ موسوعة كشف اصطلحات الفنون والعلوم1، لمحمد علي التهانوي ص40 و41. نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  17. ^ موسوعة كشف اصطلحات الفنون والعلوم1، لمحمد علي التهانوي ص42. نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  18. ^ الدر المختار، شرح ابن عابدين، المقدمة، ج1 ص36 و37، دار الخط الفهمية.
  19. ^ مرآة الأصول:44/ 1، التوضيح لمتن التنقيح: 10/ 1.انظر: موسوعة الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي ج1 ص29
  20. ^ الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء الممضىيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها) المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة، المطلب الأول: معنى الفقه وخصائصه، ج1 ص29، الناشر: دار الفكر - سوريَّة - دمشق، الطبعة: الرَّابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنِّسبة لما سبقها (وهي الطبعة الثانية عشرة لما تقدمها من طبعات مصورة
  21. ^ موسوعة كشف اصطلحات الفنون والعلوم1، لمحمد علي التهانوي ص39 و40 نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  22. ^ اللمع في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي تعريف الفقه
  23. ^ خلاصة الجواهر الزكية في فقه المالكية نسخة محفوظة 07 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  24. تحفة المحتاج شرح متن المنهاج، لابن حجر الهيتمي ج1 ص20و21 التحفة لابن حجر نسخة محفوظةعشرة نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  25. ^ موسوعة الفقه المصرية، ج1 ص1، الصادر عن وزاة الأوقاف المصرية.
  26. ^ الحسين بن مسعود البغوي. . دار طيبة. صفحة 111 إلى 113. مؤرشف من الأصل فيعشرة ديسمبر 2019.
  27. ^ متفق عليه، ورواه أحمد عنه، والترمذي عن ابن عباس، وابن ماجه عن أبي هريرة.
  28. ^ رواه أبونعيم في الحلية عن ابن مسعود.
  29. ^ علي بن سلطان محمد القاري (1422 هـ/ 2002م). . دار الفكر. صفحة 283 و284. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017.
  30. ^ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي. . دار الخط الفهمية. صفحة 34. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017.
  31. ^ علي بن سلطان محمد القاري (1422 هـ/ 2002م). . دار الفكر. صفحة 306 و307. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017.
  32. ^ حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم الأصبهاني ص331 دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع نسخة محفوظة 22 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  33. محمد بن عيسى بن سورة الترمذي. . دار الخط الفهمية. صفحة 33. مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 2017.
  34. ^ نطق الترمذي: «وفي الباب عن عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأنس». نطق في تحفة الأحوذي: أما حديث عبد الله بن مسعود فأخرجه الترمذي بعد هذا الحديث، وأما حديث معاذ بن جبل فلينظر من أخرجه، وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير كذا في الترغيب، وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الدارمي، وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه والطبراني في الأوسط.
  35. ^ أخرجه الترمذي في سننه رقم: (2656) ونطق: حديث زيد بن ثابت حديث حسن. وأخرجه أحمد وأبوداود وابن ماجه والدارمي وسكت عنه أبوداود، ونقل المنذري تحسين الترمذي فأقره
  36. ^ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري. . دار الخط الفهمية. صفحة 347 و348. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017.
  37. ^ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي. . دار الخط الفهمية. صفحة 33. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017.
  38. ^ أخرجه الترمذي في سننه رقم: (2657) ونطق: هذا حديث حسن سليم. وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن حبان. نطق المناوي وإسناده سليم.
  39. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري. . دار الخط الفهمية. صفحة 348 و349. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017.
  40. ^ إحياء علوم الدين نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  41. ^ كتاب الزهد لابن أبي الدنيا حديث رقم: (123) نسخة محفوظة 01 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  42. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري ص198
  43. ^ الزهد لابن أبي الدنيا الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة الدائب في العبادة، البصير بدينه.
  44. ^ متفق عليه. ورواه أحمد عنه، وكذا أحمد، والترمذي عن ابن عباس، وابن ماجه عن أبي هريرة.
  45. ^ رواه الدارمي انظر: مرقاة المفاتيح للملا علي القاري كتاب الفهم ص284.
  46. ^ علي بن سلطان محمد القاري (1422 هـ/ 2002م). . دار الفكر. صفحة 283 و284. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017.
  47. رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، (مقدمة)، ج1 ص35، طبعة: (د.ط)، دار الخط الفهمية، 1412 هـ/ 1992 م.
  48. ^ رد المحتار على الدر المختار، لابن عابدين، (المقدمة)، ج1 ص36، طبعة: (د.ط)، دار الخط الفهمية، 1412 هـ/ 1992 م.
  49. ^ رد المحتار على الدر المختار، لابن عابدين، (المقدمة)، ج1 ص: (38)، دار الخط الفهمية.
  50. ^ شرح مختصر الروضة، نجم الدين أبوالربيع سليمان بن سعيد الطوسي، الفصل الأول، تعريف أصول الفقه باعتباره مركبا، ج1 ص120، مؤسسة الرسالة، 1407 هـ/ 1987 م. رابط الكتاب مختصر شرح الروضة نسخة محفوظةعشرة نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  51. ^ تفسير الطبري، تفسير سورة التوبة: (القول في تأويل قوله تعالى: "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من جميع فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين"). ج14، ص566 دار المعارف.
  52. ^ فتح الباري، شرح سليم البخاري، لابن حجر العسقلاني، رقم: (71)، ص198. دارالريان للتراث، 1407 هـ/ 1986 م.
  53. ^ رواه البخاري في سليمه في كتاب الفهم. نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  54. ^ فتح الباري، شرح سليم البخاري، لابن حجر العسقلاني، رقم الحديث: (71)، ص198. دارالريان للتراث، 1407 هـ/ 1986 م.
  55. ^ رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، مقدمة الكتاب، ج1 ص38 و39. دار الخط الفهمية، 1412 هـ/ 1992 م. الطبعة: د.ط
  56. ^ رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، مقدمة الكتاب، ج1 ص40، دار الخط الفهمية، 1412 هـ/ 1992 م.
  57. ^ مسند الشهاب رقم: 194
  58. ^ مسند الشهاب رفم: 195
  59. ^ تفسير الطبري. (سورة التوبة آية: 122) نسخة محفوظة 28 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  60. فتح الباري شرح سليم البخاري، لابن حجر العسقلاني، ح71 ص198. دارالريان للتراث، 1407 هـ/ 1986 م.
  61. عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد شمس الحق العظيم آبادي، كتاب الفهم، (باب فضل نشر الفهم)، رقم: (3660) ص75. دار الفكر، 1415 هـ/ 1995 م.
  62. عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد شمس الحق العظيم آبادي، كتاب الفهم، (باب فضل نشر الفهم)، رقم: (3660) ص76. دار الفكر، 1415 هـ/ 1995 م.
  63. ^ عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد شمس الحق العظيم آبادي، كتاب الفهم، باب فضل نشر الفهم. رقم الحديث: (3659) ص75. دار الفكر، 1415 هـ/ 1995 م.
  64. ^ المستدرك على السليمين، أبوعبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، كتاب الفهم (نضر الله وجه امرء سمع منطقتي فوعاها)، رقم: (130)، -302- ج1 ص274، دار الفهم، 1418 هـ/ 1998 م.
  65. ^ الإلماع إلى فهم أصول الرواية، للقاضي عياض، رقم الحديث: (95).
  66. ^ الإلماع إلى فهم أصول الرواية نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  67. ^ :رواه الترمذي وأبوداود. نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  68. ^ شرح سنن أبي داود نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  69. ^ تفسير الطبري محمد بن جرير الطبري، ج9 ص518 إلى 521. نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  70. ^ تفسير البغوي، ج6 ص351 رابط الكتاب نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  71. ^ رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، (مقدمة)، ج1 ص37، طبعة: (د.ط)، دار الخط الفهمية، 1412 هـ/ 1992 م.
  72. ^ رواه أحمد وابن ماجه والترمذي والنسأئي. التلخيص الحبير نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  73. ^ طبقات الفقهاء. ج1 ص41
  74. ^ تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، كتاب المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، رقم الحديث: (3805)، ص209. دار الخط الفهمية.
  75. ^ ط ج1 ص39
  76. ^ طبقات الفقهاء ج1 ص40
  77. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص41 و42
  78. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص35 و36
  79. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص: (51)
  80. ^ مقتبس من الموسوعة الفقهية الكويتية ج1 ص27 وما بعدها، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت ط2 سنة: 1404 هـ 1983م
  81. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، ج1 ص: 35
  82. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص35 و36
  83. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري، كتاب المغازي باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، حديث رقم: (4086) ص658، و660، دار الريان للتراث، 1407 هـ/ 1986 م.
  84. ^ البداية والنهاية، ويكي مصدر نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  85. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص43
  86. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص44 و45
  87. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص46
  88. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص46 و47
  89. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص: (48).
  90. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص50
  91. ^ فهم أنواع فهم الحديث لابن الصلاح، ص504 دار الخط الفهمية، بيروت لبنان.
  92. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص50 و51
  93. ^ سيرة الفاروق
  94. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، ج1 ص: (51 و52).
  95. ^ معجم المعاني نسخة محفوظة 17 يناير 2015 على مسقط واي باك مشين.
  96. ^ طبقات ج1 ص73
  97. ^ الثقات ج5 ص206 نسخة محفوظةعشرة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  98. ^ إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال لابن مغلطاي، ج6 ص226 من اسمه شراحيل وشرحبيل. نسخة محفوظةتسعة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  99. ^ عبد الله بن أبي زكريا نسخة محفوظة 05 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  100. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ص74 فقهاء التابعين في الشام والجزيرة. نسخة محفوظةتسعة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  101. ^ إكمال تهذيب الكمال نسخة محفوظةتسعة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  102. ^ مرقاة المفاتيح ص104 نسخة محفوظةتسعة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  103. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، فقهاء التابعين بالشام والجزيرة، (ومنهم أبوأيوب سليمان بن موسى أبوالربيع الأشدق) ج1 ص75
  104. ^ تاريخ دمشق لابن عساكر ج22 ص377 إلى 391 دار الفكر نسخة محفوظة 22 فبراير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  105. ^ سير أعلام النبلاء للمضىي (ويكي مصدر) نسخة محفوظةعشرة 2يناير8 على مسقط واي باك مشين.
  106. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص76
  107. ^ طبقات ابن سعد 7: 509 - 510
  108. ^ طبقات الشيرازي ج1 ص77
  109. ^ طبقات ابن سعد ج7 ص511
  110. ^ طبقات الفقهاء (لأبي إسحاق الشيرازي) ج1 ص78
  111. ^ شرح سنن الترمذي المناقب. نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  112. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص80
  113. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص43 و44
  114. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص: 81.
  115. ^ طبقات الفقهاء، للشيرازي ج1 ص: 82.
  116. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص:82.
  117. ^ تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني، ج2 ص163
  118. ^ تهذيب الكمال للمزي ج3 ص382
  119. ^ في متن ع ط: القعقاع بن حكيم؛ واتى في هامش ع: في نسخة قد ضرب على حكيم وفوقه (يزيد) وقد اتى بعده ما يصدقه، وهناك من اسمه القعقاع بن حكيم (ابن سعد 6: 226 والتهذيب 8: 383) ولكنه من أهل المدينة.
  120. ^ أبوبكر محمد سليمان بن مهران مولى بني كاهل، توفي سنة 148 (المعارف: 489).
  121. ^ يكنى منصور أبا عتاب، كان حبشيا، وتوفي سنة 132 (المعارف: 474).
  122. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، ج1 ص83 و84.
  123. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، ج1 ص84
  124. ^ سير أعلام النبلاء ج9 ص316 و317 نسخة محفوظة 04 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  125. ^ تاريخ أصبهان مسقط نداء الإيمان نسخة محفوظةتسعة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  126. ^ الأنساب للسمعاني ج4 ص545 نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  127. ^ سير أعلام النبلاء للمضىي ج9 (الجرمي) نسخة محفوظة 04 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  128. ^ سير أعلام النبلاء، ويكي مصدر نسخة محفوظةتسعة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  129. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص85
  130. ^ طبقات الفقهاء، لأبي إسحاق الشيرازي، ج1 ص86.
  131. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص87.
  132. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص88
  133. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص: (89).
  134. ^ أوابن أبي ظبيان، انظر: الطبقات لابن سعد. ج7 ص261.
  135. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، ج1 ص: (90)
  136. ^ طبقات ابن سعد ج7: ص257
  137. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، ج1 ص90 و91.
  138. ^ طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ج1 ص: 92
  139. ^ الرابطة المحمدية العليا بالمغرب مجلة الأحياء. الصحابة الكرام في التراث المغربي الأندلسي نسخة محفوظة 20 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  140. ^ تاريخ ابن خلدون ج1 ص449
  141. ^ ابن رشد (الجد) نسخة محفوظةعشرة يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  142. ^ ابن رشد الجد، شرح العتبية في كتاب: «البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة»، تحقيق محمد حجي وآخرون، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. 1، 1984، ط. 2، 1988م.
  143. ^ الوافي بالوفيات للصفدي، ج4 ص183 نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  144. ^ تاريخ ابن خلدون ج1 ص449 و450
  145. ^ لسان العرب، أبوالفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ابن منظور)، ج6، ص48 و49، حرف الذال مضى، دار صادر سنة النشر: 2003م
  146. ^ حاشية الشرواني على التحفة ج1 ص38
  147. ^ المدخل المفصل لممضى الإمام أحمد نسخة محفوظة 25 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  148. ^ تاريخ ابن خلدون، ج1 ص447
  149. ^ تاريخ ابن خلدون ج1 ص447 و448
  150. ^ تاريخ ابن خلدون ج1 ص448
  151. ^ تاريخ ابن خلدون ج1، ص448.
  152. ^ تاريخ ابن خلدون ج1 ص448، 449.
  153. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، ج1 ص54
  154. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، ج1 ص: (55)
  155. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، ج1 ص55
  156. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، ج1 ص: 55
  157. ^ تاريخ ابن خلدون، ج1 ص446.
  158. ^ تاريخ ابن خلدون ج1 ص446 و447
  159. ^ الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلي ج1 ص56 و57
  160. ^ الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلي ج1 ص58.
  161. ^ سورة الممتحنة، آية رقم: 10.
  162. ^ التحرير والتنوير نسخة محفوظة 20 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  163. ^ الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلي ج1 ص57 و58.
  164. ^ الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلي ج1 ص58 و59
  165. ^ شرح مختصر الروضة، نجم الدين أبوالربيع سليمان الطوسي، ج3 ص575 الاجتهاد،مختصر الروضة نسخة محفوظة 11 مايو2020 على مسقط واي باك مشين.
  166. ^ الموافقات للشاطبي (كتاب الاجتهاد) ج5 ص5 وما بعدها الموافقات نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  167. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي القاري. كتاب الإمارة والقضاء، باب العمل في القضاء والخوف منه، رقم: (3737) ص: 2428 و2429، دار الفكر، سنة: 1422 هـ/ 2002 م
  168. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي بن سلطان محمد القاري. كتاب الإمارة والقضاء، باب العمل في القضاء والخوف منه، رقم: (3737) ص: 2428 و2429، دار الفكر، سنة: 1422 هـ/ 2002 م
  169. ^ لسان العرب لابن منظور، حرف النون نبط، الجزء الرابع عشر ص176 و177، دار صادر، سنة النشر: 2003م.
  170. ^ معجم المعاني نسخة محفوظة 12 2يناير5 على مسقط واي باك مشين.
  171. حاشيتي الشربيني، والعطار، على محلى جمع الجوامع انظر: أنوار البروق في أنواع الفروق، للقرافي= حاشية ابن حسين المكي المالكي ج2، ص128 و129، عالم الخط، رقم الطبعة: د.ط : د.ت
  172. تفسير الطبري، محمد بن جرير الطبري، ج8 ص570 إلى 573، دار المعارف، تفسير سورة النساء القول في تأويل قوله تعالى ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ.﴾.
  173. أنوار البروق في أنواع الفروق، أحمد بن إدريس (القرافي)، حاشية ابن حسين المكي المالكي ج2، ص128 و129، عالم الخط، رقم الطبعة: د.ط : د.ت
  174. ^ البحر المحيط، بدر الدين بن محمد بهادر الزركشي، المقدمات، (تعريف الفقه) ج1 ص37 و38، دار الخطي، سنة النشر: 1414هـ/1994م، رقم الطبعة: ط1.
  175. ^ حاشية الزرقاني على الموطأ شرح الموطأ نسخة محفوظة 20 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  176. ^ عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد شمس الحق العظيم آبادي، كتاب الفهم، (باب فضل نشر الفهم)، رقم: (3652) ص67. دار الفكر، 1415 هـ/ 1995 م.
  177. ^ سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب في المجروح يتيمم، حديث رقم: (336)، ج1 ص: 93. سنن أبي داود نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  178. ^ أدب المفتي والمستفتي لابن الصلاح، ج1 ص21 إلى ص25.
  179. ^ إرشاد المهتدين ج1 ص14
  180. ^ إرشاد المهتدين ج1 ص14 نسخة محفوظة 03 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  181. ^ إرشاد المهتدين للسيوطي، ج1 ص15، الرد على من أخلد إلى الأرض للسيوطي ج1 ص113.
  182. ^ شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، محمد ابن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني الأزهري، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، رقم: 419- 420، ص599، مخطة الثقافة الدينية، 1424 هـ/ 2003م.
  183. ^ المجموع شرح المهذب، يحيى بن شرف النووي، شروط المفتي، ج1 ص74، مطبعة المنيرية، رقم الطبعة: د.ط : د.ت
  184. ^ المجموع شرح المهذب، لـ: النووي، شروط المفتي، ج1 ص74، مطبعة المنيرية، رقم الطبعة: د.ط : د.ت
  185. ^ البحر الرائق شرح كنز الدقائق، زين الدين إبراهيم ابن نجيم، كتاب القضاء، (فصل في تقليد من شاء من المجتهدين للإفتاء)، ج6 ص292، و293 و294، دار الكتاب الإسلامي، ط.2: د.ب
  186. عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد شمس الحق العظيم آبادي، كتاب الفهم، (باب فضل نشر الفهم)، رقم: (3657) ص72. دار الفكر، 1415 هـ/ 1995 م.
  187. ^ عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد شمس الحق العظيم آبادي، كتاب الفهم، (باب في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم)، رقم: (3651) ص65. دار الفكر، 1415 هـ/ 1995 م.
  188. ^ سليم البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، كتاب الفهم، (باب كيف من الممكن أن يقبض الفهم)، رقم: (100)، ج1، ص50، دار ابن كثير، 1414 هـ/ 1993 م
  189. ^ المجموع شرح المهذب، للنووي، شروط المفتي، ج1.
  190. ^ تفسير ابن جرير الطبري ج17 ص452 -- تفسير الشعراوي نسخة محفوظة 20 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  191. ^ طبقات الفقهاء للشيرازي ج1 ص45 و46

وصلات خارجية

  • طبقات الفقهاء للشيرازي
  • رد المحتار على الدر المختار
  • إرشاد الفحول للإمام الشوكاني
  • الرسالة للإمام، الشافعي
  • موسوعة الفقه الإسلامي
  • موسوعة الفقه المصرية
  • الدارس في تاريخ المدارس
  • الفقه الإسلامي وأدلته وهبه الزحيلي
  • سيرة الفاروق
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:05:06
التصنيفات: فقه إسلامي, أصول الفقه, دراسات إسلامية, علوم القرآن, علوم شرعية, فقه العبادات, فقه مواريث, فقهاء التابعين, فقهاء الصحابة, مصطلحات إسلامية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة الفقه الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة محمد/مقالات متعلقة, بوابة علوم إسلامية/مقالات متعلقة, بوابة القرآن/مقالات متعلقة, بوابة الحديث النبوي/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة صحابة/مقالات متعلقة, بوابة القانون/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة شيعة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات بها شريط بوابات بأكثر من 10 بوابات, مقالات مختارة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"بيزنس إنسايدر": انخفاض كبير في إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:13
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

فرنسا.. فاتورة ملابس تطيح بنائبة بارزة عن حزب ماكرون

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:20:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

"التضامن" تخصص رقما لتلقى الاستفسارات عن حج الجمعيات الأهلية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:38
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 43%

قائمة القطارات المكيفة بخطوط الوجهين البحرى والقبلى ومواعيد قيامها

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:35
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 48%

«التضامن» تخصص رقمًا لتلقي الاستفسارات عن حج الجمعيات الأهلية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:17:44
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

اليوم.. وزير الأوقاف يعقد مؤتمرا صحفيا بشأن عودة المساجد بكامل طاقتها

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:17:43
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

لقاء الخميسى تبهر متابعيها بفستان فى أحدث ظهور (صورة)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

الأوقاف.. أول وزارة تعود للعمل بكامل أنشطتها بعد جائحة كورونا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:17:43
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

أحمد سعد يتحدى أحمد حلمى برقصة على "إنستجرام" (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:07
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

تعرف على خطوات استخراج رخصة قيادة دولية × 8 معلومات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:37
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

سعيد: لا حوار مع من باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان في سوق النخاسة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:11
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

«الداخلية» تكشف حقيقة فيديو تعدي ضابط على مواطن بالضرب في الشارع

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:26
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

رئيس فلسطين يدين مقتل مدنيين إسرائيليين في هجوم تل أبيب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:20:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

ارتفاعات جديدة في أسعار الذهب اليوم الجمعة 6/5/2022

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:27
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

وزير الأوقاف: «سجدت لله شكرا بعد عودة المساجد إلى طبيعتها ورسالتها»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:17:42
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

الأمم المتحدة تسجل اختفاء 8 أشخاص مؤيدين لروسيا في أوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:20:54
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 59%

لو هتزور مرسى علم.. اعرف أهم 5 أماكن للفسح والرحلات البحرية (صور)

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:21:36
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 46%

«لوك» أحمد سعد و«إنسانية» رامى جمال.. أجواء أقوى حفلات العيد (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 06:20:55
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية