الهويّة الرقمية، أوهويّة الإنترنت، هي هويّة اجتماعية يؤسسها مستخدم الإنترنت في المجتمعات الرقمية والمواقع الإلكترونية. ويمكن حتى تُعَرّف أيضًا على أنها تمثُّلٌ يبنيه الفرد لنفسه. ومع حتى بعض الناس يختارون استخدام أسمائهم الحقيقية على الإنترنت، فإن بعض مستخدمي الإنترنت يفضّلون حتى يبقوا مجهولين، فيعرّفون أنفسهم بأسماء مستعارة تدلّ على قدرٍ من معلوماتهم الشخصية. يمكن حتى تحدّد علاقة مستخدم الإنترنت بمجموعة معيّنة من الناس على الإنترنت هويته الرقمية، قد يخادع بعض الناس بشأن هويّاتهم.

يُعرّف المستخدمون أنفسهم في بعض السياقات بصورة رمزية أوصورة بحجم الأيقونة، من هذه السياقات منتديات الإنترنت، والشات، والألعاب متعددة اللاعبين. الصور الرمزية طريقة من طرائق تعبير المستخدمين عن هويتهم الرقمية. وبالتفاعل مع المستخدمين الآخرين، تجمع الهوية الرقمية لنفسها السمعةَ التي تمكّن المستخدمين الآخرين من فهم هذه الهوية هل هي جديرة بالثقة أولا. ترتبط الهويّات الرقمية بالمستخدمين بالتحقق والمصادقة، الذي يحتاج عادةً الإنضمام في المسقط وتسجيل الدخول. تستعمل بعض المواقع عنوان الآي بي للمستخدم أوالكعكات (وهي بيانات رقمية يرسلها خادم الإنترنت إلى المتصفح، ليعود هذا الأخير فيرسلها إليه عندما يستخدم خدمة في الخادم نفسه)، لفهم المستخدمين.

مفهوم النفس، وكيف تتأثّر بالتقنيات الحديثة، هوموضع درس في مجالات عدة منها التعليم، وفهم النفس، وفهم الاجتماع. مُجون الإنترنتّ مثال ملحوظ، وهوالسلوك المستهتر غير الحكيم على الإنترنت، وهونتيجة للمجهوليّة والرغبة في إرضاء الجمهور.

الهوية الرقمية الاجتماعية

التعبير عن الهويّة وكشف الهويّة

الويب الاجتماعي، أي: استخدام الويب الذي يدعم العملية الاجتماعية، يتيح للناس فضاءً يمكنهم فيه حتى يعبّروا عن هويّاتهم ويكشفوها في إطار اجتماعي. عملى سبيل المثال: يعرّف الناس هويّتهم علنًا بتسجيل حساب في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك أولينكد إن، أوخدمات المواعدة على الإنترنت. وبحديثهم عن آرائهم في المدوّنات وبقيّة وسائل التواصل، يكشفون هويّات أخرى مضمرةً فيهم.

وكشفُ الإنسان هويّته قد يسقطه في مشاكل عدة متعلّقة بالخصوصية. يستعمل كثير من الناس استراتيجيّات تساعدهم على ضبط إظهار معلوماتهم الشخصية على الإنترنت. وبعض هذه الإستراتيجيّات تتطلّب حتى يبذل المستخدم جهدًا معتبرًا.

طرح ظهور مصطلح الهوية الرقمية كثيرًا من الأسئلة بين الأكاديميين، وعقّدت خدمات التواصل الاجتماعي والصور الرمزية مفهوم الهويّة. استجاب الأكاديميون لهذه النزعات الحديثة بتأسيس مجالات للبحث الفهمي مثل دراسات النفس التقنية (التكنوسلف) التي هجرّز على جميع جوانب الهوية الإنسانية في المجتمعات التقانية.

والنشاطات على الإنترنت قد تؤثر في هويّتنا الشخصية الحقيقيّة كذلك. وقد وضع آفي ماركيانومصطلح «فيرتشوريال» (حقيقي-افتراضي) ليحل العلاقة الجدليّة بين البيئات التي على الإنترنت والبيئات الواقعية من ناحية تكوين الهويّة. وبدراسته أنماط استخدام المتحوّلين جنسيا للإنترنت، اقترح حتى الإنترنت قد يُستخدَم فضاءً أساسيًّا أومكمّلًا، أوبديلًا، أوكلّ ذلك في آن معًا. واستنتج أنه مع أنّ «العالم الواقعي يفرض قيودا من الممكن تحدّ الحرّية في عالم الإنترنت، فإنّ هذه القيود واسعة بما يكفي ليكون فيها قوّة وسيطة لدعم المستخدمين متحوّلي الجنس. وعلى هذا، فإنّ المصطلح الذي وضعه، يعكس كلا الحقيقتين: أنّ متحوّلي الجنس يعيشون تجربة داعمة على الإنترنت تعوّضهم عن استصغارهم في المجتمع، وأنّهم مع هذا محدودون بحدود من العالم الواقعي».

مفهوم القناع

يستعرض دوريان ويسنيوسكي وريتشارد كوين في مشاركتهما في كتاب «بناء مجتمعات افتراضية» الهويّة الرقميّة، بهجريز على مفهوم الهوية المقنّعة. وقد مضىا إلى أنّه في اللحظة التي يتصل فيها الفرد بفضاء اجتماعي، فإنّه يصنع قناعا لهويته. ولا يختلف هذا في المجتمعات الرقمية، بل إنه في الحقيقة يتبيّن أكثر نتيجة قرارات مستخدم الإنترنت التي يجب عليه حتى يتخذها من أجل إنشاء حسابه الشخصي. عملى المستخدم حتى يجيب عن أسئلة محددة عن عمره وجنسه وعنوانه، واسم المستخدم، إلى غير ذلك. بل إنّ قيمة نشاطات المستخدم، وكذلك قناعُه كثيرا ما يتحددان بأسلوبه في الكتابة، والحدثات التي يستخدمها، والمواضيع التي يطرحها.

نوع القناع الذي يختاره المرء لا بدّ حتى يعبّر عن شيء واحد على الأقل من نفسه التي هي وراء القناع. ولنا حتى نسمّي هذا «استعارة» القناع. لا يدلّ القناع على الإنترنت على هويّة المرء الحقيقيّة. ولكنه، مع ذلك، يقدّم مثالًا عمّا يقع خلف القناع، عملى سبيل المثال: إذا اختار إنسان حتى يتصرّف على الإنترنت كأنه نجمُ روك، فإنّ هذا يعبّر عن اهتمامه بموسيقا الروك. وحتّى إذا اختار الإنسان حتى يختبئ خلف قناع كلّه زائف، فإنّ هذا يدلّ على خوفه، وقلّة تقديره لذاته خلف القناع.

وبسبب آليّات عاطفية ونفسية، يكره بعض الناس التواصل على الإنترنت. وقد يستعمل الإنسان قناع الهويّة درعًا يحتمي بها، إذ إنّ من أعظم مخاوف الهوية الرقمية حتى تُنتَحَل أوتُبتَزّ. تمنع هذه المخاوف الناس من حتى يشاركوا أنفسهم على حقيقتها. يبلغ ببعض الناس خوفهم من الابتزاز والانتحال حتى يمنعهم من إظهار معلومات معروفة أصلا عنهم بين العامة. أمّا بإتاحة القناع، فيمكن للناس حتى يتواصلوا بشيء من الأريحية، بلا خوف.

صرّح ويسنيوسكي وكوين أنه «قد يُرى التعليم على أنه التغيير الذي به يدرك الإنسان هويّته، وبه يعهد مكانه. يتضمّن التعليم تحويلًا للهوية. فالتعليم -ويعتبر واحد من أشياء أخرى- عملية بناء شعور بالهويّة، وهوما يطلق عليه عملية التثقيف». لا بدّ حتى الطلّاب المتواصلين في المجتمعات الرقمية يكشفون أشياء عن أنفسهم، ويستجيب الآخرون لهذه المشاركة. بهذه الطريقة يستمر تشكل القناع في الحوار مع الآخرين، إلى غير ذلك يكسب الطلّاب معنى أعمق وأغنى لأنفسهم.  إلى غير ذلك تكون عملية تثقيف تساعد الطلاب على فهم نقاط قوتهم وضعفهم.

الهويّة المختلطة

يُشَبّه منظور القناع هذا بمفهوم الهوية المختلطة، الذي يشير إلى حتى النفس الواقعية تأمر بإنشاء النفس الإنترنتّيّة، التي تعلّم النفس الواقعية، وذلك بالتواصل مع أوّل الناس الذين يلقاهم الإنسان على الإنترنت.

في سياقات مختلفة

التدوين الرقمي

تتيح المدوّنات للفرد التعبير عن آرائه في منطقات مفردة تارةً، أوفي نقاشات أوسع تارة أخرى، فتشكّل منتدى عامًّا للتعبير عن الأفكار. يختار المدوّنون عادة استخدام أسماء مستعارة، سواء أكان ذلك على منصّات مثل ووردبرس، أوعلى مواقع ربحيّة مثل بلوغستر، ليحافظوا على معلوماتهم الشخصية، ويكون لهم حرّية كتابية أكبر في التعبير عن الأفكار التي من الممكن كانت غير شائعة في أُسَرهم أوعند أصحاب عملهم،...إلخ. يسمح استخدام الأسماء المستعارة، وكذلك إظهار المعلومات الشخصية بحكمة وقدر، للمستخدم حتى يحمي هويته الحقيقية، ويصنع مع هذا سمعةً في الإنترنت باستخدام الاسم المستعار.

الموارد البشرية

أصبحت إدارة الهوية الرقمية أمرا يجب مراعاته عند التقدّم إلى وظائف للعمل في شركة، فقد أصبحت مواقع التواصل الإلكترونية من أدوات الموارد البشرية في السنين الماضية. بيّن تقرير أصدرته شركة كي بي إم جي عن مواقع التواصل الاجتماعي في الموارد البشرية حتى 76% من الشركات الأمريكية تستعمل مسقط لينكد إذا للتوظيف. سهولة البحث تعني حتى إدارة السمعة ستصبح أهمّ مع الوقت، لا سيّما في الخدمات المهنيّة، مثل المحاماة والطبابة والمحاسبة.

المراجع