سفسطة

السفسطة أوالسفسطائية هي ممضى فكري فلسفي نشأ في اليونان إبان نهاية القرن السادس وبداية القرن الخامس ق.م في بلاد الإغريق، بعد انحسار حكم الأقلية الأوليغارشية وظهور طبقة حاكمة جديدة ديموقراطية تمثل الشعب، وقد ظهر السفسطائيون كممثلين للشعب وحاملين لفكره وحرية منطقه وممضىه العقلي والتوجه المذكور هذا هوالذي كلفهم جميع ما تعرضوا له من هجوم حتى ليصدق القول بأن السفسطائيين كانوا من أوائل المذاهب الفكرية التي تعرضت للتنكيل والنفي والقتل لمجرد كونها تخدم مصلحة الضعفاء والمساكين، فقتل أغلب قادتهم وشرد الباقون، كمثل ما حصل مع هيبياسي، الذي كان من أشهر قادة الديمقراطيين، والذي تعرض فيما بعد للإعدام. وكذلك بروتاجوراس الذي أوكلت إليه مهمة وضع دستور للبلاد الإغريقية إبان الحكم الديمقراطي الجديد، حيث أحرقت خطه ونفي من أثينا. وغير ذلك "بروديقوس" الذي عذب وحوكم بالإعدام، فشرب السم.

تطور المدرسة السفسطائية

في القرن الخامس قبل الميلاد هاجم الفرس بمساعدة الفينيقيين بلاد اليونان ومع حتى اليونانيون قد هزموا الفرس والفينيقيين فقد خرجوا من الحرب مُنْهَكِي القوى ثم أدركوا حتى الفرس لم يستطيعوا حتى يصلوا إلى بلادهم البعيدة إلى اليونان إلا بأسباب الحضارة المادية القائمة على الفهم فاندفع الشبان اليونانيون لتفهم الفهم ولكن المفهمين كانوا قليلين فتصدى(أي قام) للتعليم أناس كثيرون عاديون ولكن على شيء من الفهم سموا أنفسهم (سوفيتيس) (المفهمين البلغاء أومفهمي الحكمة).

ومع حتى هذا الاسم سوفيتيس (ويعني سفسطي أوسفسطائي) كان في الأصل وصف مدح فإن هؤلاء المفهمين المتكسبين بالفهم حقاً وباطلاً قد جعلوا منه صفة ذم فأصبح قول سفسطة يعنى بها الكلام الذي فيه تمويه للحقائق مع فساد في المنطق مع صرف الذهن أيضاً عن الحقائق والأحوال السليمة أوالمقبولة في العقل وتضليل الخصم عن الوجهة السليمة في التفكير.

أهمل السفسطائيون الرياضيات والطبيعيات في التعليم إلا قليلاً, وطبعاً كانت ناتجة عن قلة معهدتهم بها ولقلة موافقتهم لغرضهم ثم ما لبثوا حتى دخلوا على تعليم الفنون التي يجوز فيها الجدل ويقبل فيها الرأي الشخصي كالنحووالبلاغة والخطابة والتاريخ وكان هؤلاء يفهمون جميع طالب فهم ما يريده من الفنون ثم يزينون له تلك الفنون التي كان يميل إليها ويذمون أمامه الفنون التي لا يحبها أوالتي لا يميل إليها.

فكان الجدل هوأسلوب التعليم الذي خطه السفسطائيون إذ تحدثوا في الخطابة والبلاغة وأثرها في الفرد والمجتمع وقد جادلوا في طبيعة الإنسان وجادلوا في اللغة أهي وضعية أم طبيعية وكذلك جادلوا في الأخلاق أهي وراثة اجتماعية أم مولودة اى مغروزة في الإنسان منذ الولادة. كان مأخذ سقراط على السفسطائيين هوتقاضيهم مالا لقاء تعليمهم ولكن برتراند راسل يوضح عن حق في حتى السفسطائيين الذين يحترفون الكلام هم أيضاً بحاجة إلى الطعام. ولقد كان المواطنون العاديون في أثينا يعتبرون سقراط نفسه سفسطائيياً وليس فيلسوفاً، بسبب الجهل طبعاً.

مثال على السفسطة قام أحد السفسطائيين بتعليم أحد التلاميذ أصول السفسطة من أجل حتى يحترفها التلميذ فيما بعد. لكن التلميذ هجر السفسطة وامتهن عملاً آخر فاشتكاه المفهم لدى المحكمة وطالب بمال لقاء تعليمه إياه السفسطة وكانت حجته حتى على التلميذ حتى يدافع عن نفسة إذا خسر القضية بسبب حكم المحكمة فإنه لم يتفهم أما إذا كسبها فمعنى ذلك أنه تفهم السفسطة منه وعليه حتى يدفع أيضاً في هذه الحالة. كان ردّ التمليذ بليغاً إذ أنه طالب المحكمة في حتى تعفيه من الدفع في حالة كسبه القضية وذلك استناداً على حكم المحكمة إما إذا خسرها فمعنى ذلك أنه لم يتفهم السفسطة وبالتالي لن يدفع شيئا أيضاً.

معاني لحدثة سفسطة

السفسطة هي قياس مركب من الوهميات الغرض منه إفحام الخصم أوإسكاته. والسفسطائيون ينكرون الحسيات والبديهيات وغيرها مما أقره المنطق أوقبلته أحوال المجتمع السليم.

والسفسطة في المعجم الوسيط تعني من أتى بالحكمة المموّهة.
السفسطة هي أيضاً التلاعب بالألفاظ لطمس الحقائق والإجابة على السؤال بسؤال.

أثر السفسطة في الفلسفة

ومع حتى السفسطائيين كانوا محنة للفلسفة لأنهم تلاعبوا بالمدارك الفلسفية واستخدموا تعليم الفلسفة في سبيل كسب المال لكنهم قد أفادوا المجتمع في أنهم أثاروا في نفوس الشبان شيئاً من الرغبة في طلب الفهم.

فمن أعلامهم مثلاً بروثاغوراس الذي كان أول من فكر في قوانين النسبية ويعتبره البعض الملهم لأينشتاين. حيث نطق من ضمن نظريته القديمة في النسبية (أن قيمة الأمور نسبية فليس ثمة شيء خير من نفسه أوشر في نفسه وإنما هوخير أوشر وعدل وظلم.

من أبرز السفسطائيين أيضاً، وربما على الإطلاق، سقراط الذي شاركهم الاهتمام بالإنسان وحده وبالمجادلة عن الآراء ثم خالفهم في أنه جعل قيمة الأمور مطلقة وقد جعل جداله محاذياً للمنطق فامتاز عنهم في الجدل بأنه جعل رد السؤال بسؤال من جنسه ليثير التفكير عند السائل ثم مزج الجد في الجدال بشيء من التهكم. وكانت غاية الفهم عند سقراط هي إدراك ماهيات الأمور والأمور كإيجاد حدود تامة تساعد الإنسان على حتى يتبين معاني الأمور في أوضح صورها ودقائقها وذلك بأنقد يكون للحدثات مدلولاتها الدقيقة وللمعاني نطقها الخاص بها بخلاف بعض المغالطين الذين يتقصدون استعمال الحدثات المتقاربة في اللفظ والمشهجرة في المعنى والغامضة في الدلالة الذين أطلق عليهم المغالطين في ذلك الوقت والذين كانوا يميلون في جدالهم إلى الإبهام في الألفاظ والإيهام في المعاني.

ومن أبرز ما تم نقله عن سقراط أوإمام السفسطائيين أنه جعل الأخلاق حيزاً من العقل لا حيزاً من الدين ونطق إذا الفهم تنتج عن الفضيلة ومن عهد الحق لم يظلم ومن رأى وجه الخير لا يقرب الشر ولا يمكن للإنسان حتى يسلك سلوكاً يخالف رأيه الصائب. وإن أتى نفر من المشهورين بالفهم شراً كان فهمه على افترض وليس على يقين.

كما لا يفوتنا حتى الكثير من الفلاسفة المعاصرين تبنوا أوتأثروا بهذا الممضى ولعل أهمهم كان فريدريك تخصصة وديكارت وغيرهم. طور السفسطائيون من أسلوبهم في التعامل بالمنطق فكانوا يميلون إلى المنطق الممزوج بالخيال أحياناً.

المصادر

^ "Sophism". dictionary.com. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 24 فبراير 2016.
^ Plato, Protagoras. Introduction by N. Denyer, p. 1, Cambridge University Press, 2008