كان هينيك (هنري) مورغينتالر الذي ولد في 19  مارس 1923 - وتوفي في 29 مايو2013 طبيباً كنديًا من أصل بولندي يهودي ومناصرًا مؤيدًا لحركات حق الإجهاض، خاض الكثير من المعارك القانونية التي تهدف إلى توسيع حقوق الإجهاض في كندا. سُجن مورغينتالر عندما كان شابًا خلال الحرب العالمية الثانية، في حي لودواليهودي، ثم في معسكر داكاوللاعتنطق.

بعد الحرب، هاجر مورغينتالرإلى كندا ودخل أجواء الممارسة الطبية ليصبح واحدًا من أوائل الأطباء الكنديين الذين يقومون بإجراء عمليات استئصال الأسهر، وإدخال أجهزة داخل الرحم، وتوفير حبوب منع الحمل للنساء غير المتزوجات. افتتح أول عيادة للإجهاض في عام 1969 في مونتريال، متحديًا ما اعتبره قانونًا ظالمًا يفرض قيودًا مرهقة على النساء اللائي يسعين إلى الإجهاض. كان أول طبيب في أمريكا الشمالية يستخدم الشفط بالتخلية، ومضى لفتح عشرين عيادة وتدريب أكثر من مئة طبيب. تحدى مورغينتالر دستورية قانون الإجهاض الفيدرالي مرتين، خسر المرة الأولى في عام 1975، ولكنه فاز للمرة الثانية، في مورغينتالر ضد آر في عام 1988.

مُنح مورغينتالر في عام 2008 وسام كندا «لالتزامه بزيادة خيارات الرعاية الصحية للنساء، وجهوده المصممة للتأثير على السياسة العامة الكندية وقيادته في منظمات الحريات الإنسانية والمدنية». توفي مورغننتالر عن عمر يناهز 90 عامًا جراء نوبة قلبية.

الحياة

وُلد مورغينتالر في وودج في بولندا، على بعد حوالي 120 كم (75 ميل) جنوب غرب وارسو، لوالديه جوزيف وجولدا مورغينتالر. قبل الحرب العالمية الثانية، كان والد مورغينتالر نشطًا في رابطة العمل اليهودي في بولندا. أثناء الاحتلال الألماني لبولندا، أُنشئ حي يهودي في لودز ولم يُسمح لليهود بمغادرته. قُتل والد مورغينتالر على يد الجستابو، بينما عاش هنري مع والدته وشقيقه الأصغر في حي اليهود ليتزمانشتات مع 164000 آخرين. كانت أخته قد غادرت إلى وارسومع زوجها قبل بدء الحرب. وكانت مسجونة هناك في حي اليهود في وارسو، وشاركت في انتفاضة حي اليهود في وارسو. قُتلت في معسكر إبادة تريبلينكا.

عندما قام الألمان بمداهمة الحي اليهودي في لودز بمساعدة شرطة الحي اليهودي، اختبأت عائلات الروزنفاربز والمورغينتالرز (جولدا وابناؤها هنري وأبراهام) مع أسرتين في غرفة مع باب مخفي بواسطة خزانة. عُثر عليهم بعد يومين من الاختباء، في 23 أغسطس 1942 ورُحلوا إلى معسكر اعتنطق أوشفيتز. لم يرَ الأولاد والدتهم مرة أخرى: توفيت جولدا في أوشفيتز. في 27 أغسطس، اقتيد هنري وأبراهام إلى لاندسبراغ، معسكر اعتنطق داكاو، حيث بقي الاثنان حتى نهاية الحرب. في فبراير 1943، أُرسل هنري إلى كاوفرينغ (معسكر تابع لمعسكر الاعتنطق داكاو). بحلول نهاية الحرب، كان في خليج كرانك، حيث حُرر أخيرًا من قبل الجيش الأمريكي في 29 أبريل 1945. بعد إطلاق سراحه في سن 22، كان هنري يزن 32 كجم (70 رطلاً) فقط. ولج مستشفى المشردين في لاندسبيرج. ونُقل بعد بضعة أشهر إلى مستشفى في سانت أوتيلين، ومن هناك مع أبراهام إلى فيلدافينج، وهومعسكر للمشردين، في بافاريا.

بعد الحرب

هاجر في عام 1946 إلى الولايات المتحدة. وشق هنري طريقه في عام 1947 إلى بروكسل في بلجيكا، حيث انضم إلى أصدقاء روزنفربس. لأنهم لمقد يكونوا في بلجيكا بشكل قانوني، فقد طُلب منه هووخطيبته تشافا روزنارب الهجرة. وصفت أخت شافا (هينيا رينهارتز) في مذكراتها،«البتر والبتر» الظروف الاقتصادية القاسية بينما كانت العائلة وهنري يعيشون في بروكسل. إحدى الصور توضح هينيا وشافا وأمهم يرتدون معاطفًا مصنوعة من بطانيات تبرع بها المعهد. في عام 1949 تزوج هنري وشافا. غادروا أوروبا في فبراير 1950، وأبحروا إلى كندا.

استقر الزوجان في مونتريال، حيث استأنفت شافا مهنتها بالكتابة. ولد طفلهم الأول «غولدي» بعد عدة أشهر. وكان طفلهما الثاني أبراهام. كان هنري -باعترافه الخاص- زير نساء فخور بنفسه. انتهى زقابلم بالطلاق في منتصف السبعينيات. توفيت شافا في 30 يناير 2011.

الحياة السياسية

خاض مورغينتالر الانتخابات الفيدرالية في عام 1972 في سباق سانت دينيس كمرشح مستقل، وحصل على المركز الرابع بحصوله على 1509 صوتًا.

المسيرة المهنية

تلقى مورغينتالر تعليمه الطبي من جامعة مونتريال، وتخرج عام 1953. بعد حصوله على الجنسية الكندية، مارس الطب في الطرف الشرقي من مونتريال. بدأ كممارس عام في عام 1955 ولكنه تخصص بشكل متزايد في تنظيم الأسرة، إذ أصبح أحد الأطباء الكنديين الأوائل الذين يقومون بإجراء عمليات استئصال الأسهر، وإدخال الأجهزة داخل الرحم، وتوفير حبوب منع الحمل للنساء غير المتزوجات.

في 19 أكتوبر 1967، قدم ملخصًا نيابة عن الرابطة الإنسانية لكندا أمام لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية التابعة لمجلس العموم والتي كانت تحقق في قضية الإجهاض غير القانوني. ذكر موريغننتالر أنه يجب حتىقد يكون للمرأة الحق في الإجهاض الآمن. فاجأه رد العمل على شهادته العلنية: بدأ يتلقى مكالمات من نساء يرغبن في الإجهاض. خط روبرت مالكولم كامبل وليزلي ألكساندر بال، «عانى هنري مورغينتالر من قيود قانون الإجهاض مباشرة في نادىء النساء اليائسات اللائي زرن مخطه في مونتريال».  كان رد مورغينتالر الأولي هوالرفض:

«لم أكن أتسقط سلسلة الطلبات هذه ولم أكن استوعب حجم المشكلة، ولكني أجبت بكل إنسانية:أتعاطف معك، وأعهد مشكلتك، ولكن القانون لن يسمح لي بمساعدتك. إذا ساعدتك، سأمضى إلى السجن، وسأفقد حق ممارستي للمهنة/ لدي زوجة وطفلان. أنا آسف، لكنني لا أستطيع!»

ولفترة من الوقت، كان بإمكانه إحالة النساء إلى طبيبين آخرين قاما بالإجهاض، لكنهما أصبحا غير متاحين. لم يكن هناك من يمكنه إرسالهم إليه، وكان بعضهم ينتهي بهم المطاف في قسم الطوارئ بعد عمليات الإجهاض التي يقوم بها الهواة. نطق إنه شعر نفسه جبانًا لإرسالهم بعيدًا والتنصل من مسؤولياته. في النهاية، على الرغم من المخاطر التي قد يتعرض لها -مثل فقد حياته المهنية أوالسجن لسنوات أومدى الحياة- قرر إجراء عمليات الإجهاض وتحدي القانون في الوقت نفسه. كان يفهم من أطباء آخرين ومن تقارير صحفية حتى النساء في مونتريال توفين بسبب الإجهاض غير الكفء. كان يفهم حتى النساء عازمات على إجراء عمليات الإجهاض على الرغم من الخطر على صحتهن وحياتهن. كان يفهم أنه قادر على منع هذه الوفيات غير الضرورية. ولذا فقد صمم على استخدام العصيان المدني لتغيير القانون.

تخلى مورغينتالر في عام 1968 عن ممارسته الأسرية وبدأ في إجراء عمليات الإجهاض في عيادته الخاصة. في ذلك الوقت، كان الإجهاض غير قانوني باستثناء الحالات التي يهدد فيها استمرار الحمل حياة المرأة الحامل. أجاز تعديل على القانون الجنائي الإجهاض في كندا في 26 أغسطس 1969 إجراء الإجهاض طالما أُجري في مستشفى وبعد موافقة لجنة الإجهاض العلاجي. ومع ذلك، لم يكن هناك أي شرط لإنشاء مستشفى لجنة ولم يقتصر الأمر سوى على ثلث المستشفيات فقط، ما هجر الكثير من المناطق دون وجود إجهاض قانوني، الأمر الذي أجبر النساء على السفر والتعرض للحوادث والتأخير. لم تلتق بعض اللجان قط. وحتى لوعملوا ذلك، فإنهم لم يختبروا «صبرهم» فحسب بل كان مصيرهم يتحدد بآراء شخصية. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن هناك استئناف لقرار «تي-إيه-سي». في الواقع، كان النظام غير عادل بشكل كبير. ظلت عمليات الإجهاض التي يقوم بها مورغينتالر غير قانونية بموجب هذا القانون الجديد لأنه لم يكن يقدم طلبات إلى «تي-إيه-سي» من أجل الموافقة عليها، ولكنها أصبحت قانونية بعد ذلك في عام 1988، عندما تبين حتى المادة 251 من القانون الجنائي (المعروفة الآن باسم المادة 287) غير دستورية.

بعد حتى توقفت كيبيك عن مقاضاته في عام 1976، افتتح مورغينتالير عيادة للإجهاض في أونتاريو. على الرغم من الملاحقات القضائية، تتبعها افتتاح عيادات أخرى في ولايات أخرى. في عام 2003، كان قادرًا على إغلاق عيادات هاليفاكس لأن الطبيب الذي دربه كان يقوم بإجراء عمليات الإجهاض في مستشفى محلي، مركز «كوي» للعلوم الصحية.

في عام 2006، كان على مورغينتالير حتى يتوقف عن إجراء عمليات الإجهاض بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب. ومع ذلك، واصل الإشراف على عياداته الست الخاصة.

مراجع

هنري مورغينتالر في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز