لم لا تصمت؟

لِمَ لا تصمت؟ (بالإسبانية: Por qué no te callas?) الترجمة الحرفية: «لِمَ لا تصمت؟»، هي جملة نطقها ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول لرئيس فنزويلا هوغوتشافيز في القمة الأمريكية الأيبيرية لعام 2007 في سانتياغو، تشيلي، عندما كان تشافيز يقاطع بشكل متكرر خطاب رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. لفتت الجملة الانتباه وكانت محط إطراء دولي على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. بعد هذا الاهتمام الدولي والإطراء، أصبحت هذه الجملة حديث الساعة بين ليلة وضحاها، واكتسبت أهمية كبيرة من خلال استخدامها نغمة رنين للهواتف المحمولة، وتوليد اسم نطاق لها على الشبكة، وفي مسابقة، وفي مبيعات القمصان، والبرامج التلفزيونية، وفيديوهات اليوتيوب.

الحادثة

في الاجتماع الذي عُقد فيعشرة نوفمبر عام 2007، قاطع تشافيز بشكل متكرر ثاباتيروكي ينعت سلف ثاباتيرو-وهوخوان ماريا آثنار- بأنه «فاشي» و«أقل إنسانية من الثعابين»، وكي يتهم آثنار بدعمه لانقلاب فاشل كان يهدف للإطاحة بتشافيز من السلطة. كان ثاباتيروقد أغضب تشافيز سابقًا من خلال الإشارة إلى حتى أمريكا اللاتينية بحاجة لجذب المزيد من رأس المال الأجنبي من أجل مكافحة «الفقر المتفاقم والمزمن»، وادعى حتى سياسات تشافيز أخافت المستثمرين من أمريكا اللاتينية.

أصبح هجوم تشافيز قويًا جدًا لدرجة حتى ثاباتيرونهض ليدافع عن آثنار، على الرغم من أنه كان ينتقد آثنار بشدة سابقًا. أشار ثاباتيروإلى حتى آثنار كان قد انتُخب بشكل ديمقراطي وكان «ممثلًا شرعيًا للشعب الإسباني».

على الرغم من حتى المنظّمين أغلقوا ميكروفون تشافيز، استمر بالمقاطعة مع استمرار ثاباتيروبالدفاع عن آثنار. انحنى خوان كارلوس إلى الأمام، وتوجه نحوزميله رئيس الدولة ونطق: «لِمَ لا تصمت؟»، وتلقى توبيخ الملك تصفيقًا من الجمهور. فقد خاطب تشافيز مستخدمًا الصيغة غير الرسمية للضمير «أنت». (في الإسبانية، تستخدم جميع من «tú» و«te» عادةً في الأحاديث غير الرسمية، بين الشباب أوعند محاورة الأصدقاء المقربين أوالعائلة أوالأطفال، إذ يمكن اعتبارها إهانة عند استخدامها في حالات أخرى. مع ذلك، إذا استخدام «tú» واسع أكثر ويعتبر هوالقاعدة). بعد فترة وجيزة، غادر القاعة عندما اتهم رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا إسبانيا بالتدخل في انتخابات بلاده وتذمر حول وجود شركات الطاقة الإسبانية في نيكارغوا. كانت الحادثة غير مسبوقة، إذ لم يحدث مسبقًا حتى ظهر الملك بشكل غاضب بهذا الشكل في الأماكن العامة.

بالنسبة للملك، كانت الحادثة جزءًا من سنة سيئة للصورة الملكية، ذلك وفقًا لجريدة لا ناسيون التشيلية.

حللت صحيفة ذا نيويورك تايمز الحادثة، قائلةً بأنها فضحت «العلاقات المعقدة التي لا نهاية لها بين إسبانيا ومستعمراتها السابقة».

رد العمل

بعد الأحداث التي سقطت في القمة، أدلى هوغوتشافيز بتصريحات ضد الملك خوان كارلوس الأول، مُشككًا في شرعيته الديمقراطية، وفيما إذا كان يفهم عن محاولة الانقلاب في فنزويلا عام 2002 ويؤيدها. دافع تشافيز عن اتهاماته ضد آثنار قائلًا بأن حظر انتقاد مسؤول منتخب مثل آثنار مشابه لحظر انتقاد إنسان مثل هتلر. صرح بأنه سيعيد النظر في موقف فنزويلا من إسبانيا وسيزيد مراقبة أنشطة الشركات الإسبانية في فنزويلا، إذ كانت إسبانيا المستثمر والشريك التجاري الرئيسي في العقد الماضي.

قدرت الحكومة الإسبانية رد عمل الملك ودفاع ثاباتيروعن كرامة ممثل إسباني منتخب مثل آثنار.

بعد عدة أيام من الحادثة، طالب تشافيز الملك خوان كارلوس باعتذار وحذر إسبانيا أنه سيعيد النظر بالعلاقات الدبلوماسية ويتخذ إجراءات ضد استثمارات إسبانية مثل مجموعة سانداتير وبانكوبيلباوفيزكايا أرجنتاريا في فنزويلا. واتهم الملك بإظهار نوع من الغطرسة الإسبانية التي أدت إلى طرد إسبانيا من أمريكا الجنوبية على يد البطل الفنزويلي، سيمون بوليفار. كان الدبلوماسيون الإسبان قلقين حتى تشافيز قد يستبدل هجومه على ما سماه «الإمبريالية الإسبانية» بهجوم على الاشتراكية و«الإمبريالية الأمريكية». في حديثه عن شعوب فنزويلا الأصلية، نطق تشافيز عن الإسبانيين إنهم: «نحروا حناجر شعوبنا وبتروهم إلى أجزاء صغيرة وهجروهم على مشارف البلدات والقرى، هذا هوما عملته الامبراطورية الإسبانية هنا». أنكرت وزارة الخارجية الإسبانية حتى تكون حادثة «لِمَ لا تصمت؟» دلالة على العلاقات الأمريكية اللاتينية. يقول بعض المحللبن حتى تشافيز استخدم هذه الحادثة من أجل حتى «يحمل من قاعدته الشعبية بين الأغلبية الفقراء في الداخل بلغة حادة تلعب على مخاوفهم من استثمارات الدول الغنية في أمريكا اللاتينية».

وفقًا لصحيفة لوس آنجلوس تايمز، فمن غير المؤكد أيّ من الرجلين خرج من هذه الحادثة بالشكل الأسوأ: «تشافيز بسبب فظاظته وافتقاره للأدب»، أم الملك بسبب إهانته لرئيس آخر. أثارت حدثات الملك أسئلة مع اقتراب «الذكرى المئوية الثانية لاستقلال المستعمرات الإسبانية السابقة». بعد عدة أيام من الحادثة، بث التلفزيون الحكومي في فنزويلا لقطات لخوان كارلوس مع فرانسيسكوفرانكو. جرى تصوير الملك على أنه خادم الديكتاتور، لكن لم تُذكر حقيقة حتى الدستور الإسباني لعام 1978 -الذي حافظ على الملكية- كان قد حصل على الموافقة من خلال استفتاء، إضافة إلى عدم ذكر الدور المفتاحي الذي لعبه الملك في إحباط محاولة انقلاب عسكري في عام 1981.

قوبل ثوران الملك بنوعين من ردود الأفعال من قبل الرؤساء الآخرين. دافع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيولولا دا سيلفا عن تشافيز، بينما وقف جميع من رئيس البيرووالسلفادور آلان غارسيا وأنطونيوساكا مع الملك.

أشار محرر في جريدة واشنطن بوست إلى حتى «العالم الناطق بالإسبانية كان يضج بالحديث عن هذه الشتائم الكلامية» واقترح حتى الملك خوان كارلوس «كان يجب عليه حتى يسأل الرؤساء المجتمعين: لِمً لا تتحدثون؟».

المراجع

^ Padgett, Tim (12 نوفمبر 2007). "Behind the King's Rebuke to Chávez". Time. مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2007.
^ "Shut up, Spain king tells Chavez". BBC.عشرة نوفمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2007. اطلع عليه بتاريختسعة نوفمبر 2007.
^ "" (باللغة الإسبانية). Antena 3. 11 نوفمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 11 نوفمبر 2007.
^ Tabar, Carmen (10 نوفمبر 2007). "Nunca se había visto al Rey tan enfadado en público". El Periódico de Catalunya. مؤرشف من الأصل فيثمانية ديسمبر 2008. اطلع عليه بتاريخعشرة نوفمبر 2007.
^ "El 'annus horribilis' del Rey Juan Carlos" (باللغة الإسبانية). La Nación (Chile). 15 نوفمبر 2007. مؤرشف من الأصل فيستة ديسمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 17 فبراير 2008.
^ Romero, Simon (25 نوفمبر 2007). ". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 26 فبراير 2008.
^ "Chávez carga contra el Rey y avisa de que revisará las relaciones con España". El País (باللغة الإسبانية). 15 نوفمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو2008. اطلع عليه بتاريخ 15 نوفمبر 2007.
^ "Moratinos afirma que "lo último que debe hacerse" es llamar al embajador a consultas". El País (باللغة الإسبانية). 15 نوفمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 2008. اطلع عليه بتاريخ 15 نوفمبر 2007.
^ "Chávez Threatens to Reconsider Venezuela's Ties With Spain". The New York Times. Reuters. 15 نوفمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2007.
^ Crawford, Leslie Crawford (15 November 2007). "Juan Carlos' words conquer the net". Financial Times. MSNBC. مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2007.
^ Kraul, Chris (17 نوفمبر 2007). "King's words to Chavez start a battle royal". Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل فيستة فبراير 2008. اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2007.
^ Jackson Diehl, "Silencing Venezuela's President a Royal Task", 21 November 2007, syndicated in the Albuquerque Journal, p. A9.