السمنة في المملكة المتحدة
عودة للموسوعةتُعتبر السمنة أوالبدانة في المملكة المتحدة من الشواغل الصحية المعاصرة الهامة، حيث ذكرت السلطات أنها واحدة من الأسباب الرئيسية للوفاة التي يمكن الوقاية منها. في فبراير 2016، وصف وزير الصحة السابق جيريمي هنت ازدياد معدلات السمنة لدى الأطفال باعتبارها «حالة طوارئ وطنية».
أشارت البيانات المنشورة كجزء من دراسة منظمة الصحة العالمية في عام 2018 إلى حتى 28.1 ٪ من البالغين في المملكة المتحدة اكتُشف سريريًا حتى لديهم سمنة مع مؤشر كتلة الجسم (بي إم آي) أكبر من 30. في عام 2014، صُنّف 62٪ من البالغين في إنجلترا على أنهم يعانون من زيادة الوزن أوالسمنة (مؤشر كتلة الجسم يبلغ 25 وما فوق)، مقارنةً بـ 53٪ قبل 20 عامًا. أكثر من ثلثي الرجال وحواليستة من جميععشرة نساء يعانون من زيادة الوزن أوالسمنة.
تسقط الخبراء أنه بحلول عام 2020، سيكون ثلث سكان المملكة المتحدة يعانون من السمنة المفرطة. يمثل ازدياد مستويات السمنة تحديًا كبيرًا للصحة العامة. ومن المتسقط حتىقد يكون هناك 11 مليون إنسان بالغ بدين في المملكة المتحدة بحلول عام 2030، ما يؤدي إلى زيادة 668000 حالة إصابة أخرى بسقم السكري، و461000 حالة إصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، و130000 حالة إصابة بالسرطان، مع التكاليف الطبية المرتبطة التي من المقرر حتى تزيد بمقدار 1.9 إلى 2.0 جنيه إسترليني سنويًا بحلول عام 2030. تضاعفت معدلات السمنة لدى البالغين إلى أربعة أمثالها تقريباً في السنوات الخمس والعشرين الماضية.
بالنسبة إلى الأطفال، أظهرت البيانات الواردة من الدراسة الاستقصائية الصحية لإنجلترا (إتش إس إي) التي أُجريت في عام 2014، فُحصَت فيها أنماط زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و15 عامًا، حتى 17% من الأطفال يعانون من السمنة المفرطة و14% إضافية من الأطفال يعانون من زيادة الوزن.
من خلال الجمع بين ثلاث سنوات من البيانات (2012 و2013 و2014) حددت هيئة الصحة العامة في إنجلترا بارنسلي، جنوب يوركشير باعتبارها المدينة ذات أعلى معدلات الإصابة بالسمنة بين البالغين (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30) مع 35,1%. كشفت بيانات الدراسة نفسها حتى دونكاستر، جنوب يوركشير كانت هي المدينة ذات الوزن الزائد الإجمالي مع نسبة 74.8 ٪ من البالغين (16 عامًا وأكثر) مع مؤشر كتلة الجسم أكبر من 25. في دراسات سابقة في الصحة العامة في إنكلترا تستند إلى بيانات 2012، اعتُبرت تاموورث في ستافوردشاير المدينة الأكثر بدانة في إنجلترا بمعدل السمنة 30.7 ٪.
الأسباب
تتعدد الأسباب المذكورة لتزايد معدلات السمنة في المملكة المتحدة متعددة وغالبًا ما تكون درجة تأثير أي عامل مصدرًا للمناقشة. على المستوى الفردي، يُعتقد حتى الجمع بين الإفراط في استهلاك الطاقة الغذائية ونقص النشاط البدني يفسر معظم حالات السمنة. يُشار إلى انخفاض مستويات النشاط البدني بسبب زيادة استخدام السيارات الخاصة، والعمالة المرتبطة بالمخط، وانخفاض مهارات الطهي في المنزل، وتوافر الأطعمة السريعة الجاهزة التي تحتوي على نسب عالية من السكر والملح والدهون المشبعة، باعتبارها عوامل مساهمة مختلفة.
أنماط استهلاك الأغذية خارج المنزل
أثّر اهتمام وسائل الإعلام المولى إلى الطهاة البريطانيين المشهورين مثل غوردون رامزي وهيستون بلومنتال وماركوبيير وايت وغيرهم من لديهم برامج تلفزيونية وخط، التي شجعت بدورها على تناول الوجبات المنزلية، بشكل محدود على المدى القصير مقارنةً بنموسلاسل الوجبات السريعة مثل ماكدونالدز وبرجر كنج. مع ذلك، استمرت منافذ الوجبات السريعة الأخرى والمخابز وسلسلة المقاهي التي تقدم المشروبات الساخنة مع مستويات سكر أكثر من ثلاثة أضعاف الحد اليومي الموصى به، وساهمت في التوسع السريع. أشارت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج عام 2015، إلى ازدياد العدد الإجمالي لمطاعم الوجبات الجاهزة بما في ذلك الدجاج المقلي والسمك والبطاطا والبيتزا والكباب ومحلات الوجبات الجاهزة الهندية والصينية، بنسبة 45 ٪ على مدى السنوات الــ 18 السابقة.
تشير البيانات الحكومية إلى ازدياد استهلاك عدد الوجبات السريعة في المملكة المتحدة بنسبة 7.0 ٪ بين عامي 2011 و2014. وبالمثل، فإن الفشار، على الرغم من كونه وجبة خفيفة صحية في حد ذاته، يصبح وجبة خفيفة ذات الثمنات الحرارية العالية مرةً واحدة مع إضافة الزبدة والكثير من النكهات المتنوعة التي تقدمها المسارح. على سبيل المثال، يحتوي كوب الفشار الحلوالكبير في سينوورد (وهي سلسلة دور للسينما) على 1180 ثمنة حرارية.
زادت شعبية الوجبات الخفيفة المصنوعة بالمايكرويف بشكل كبير على مدارخمسة سنوات حتى عام 2016، مع زيادة المبيعات الإجمالية بنسبة 169 ٪.
صرّح البروفيسور جيمي بيل، اختصاصي السمنة في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، أنه على عكس الاعتقاد السائد، لم يصبح شعب المملكة المتحدة جشعًا أوأقل نشاطًا في السنوات الأخيرة.
لكن أحد الأمور التي تغيرت هوالطعام الذي يتناوله، وبشكل أكثر تحديداً، كمية السكر التي يتناولها. «إننا نتعرض للقصف جميع يوم من قبل صناعة المواد الغذائية لاستهلاك المزيد والمزيد من الطعام. إنها حرب بين أجسادنا وحاجة جسمنا للطعام، وإمكانية الوصول التي يوفرها لنا المجتمع الحديث بالطعام».
التأثيرات الجانبية
تزيد زيادة الوزن أوالسمنة من خطر الإصابة بالأمراض، مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وكذلك بعض أشكال السرطان. وفي المملكة المتحدة، تبين حتى البدانة ومؤشر كتلة الجسم (بي إم آي) الذي يتراوح بين 30 إلى 35، من شأنه حتى يقلل متوسط العمر المتسقط بنحوثلاث سنوات، في حين خفَّض مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40، العمر الافتراضي منثمانية إلىعشرة سنوات.
وفقًا لتقرير نشرته لجنة العموم الصحي المختار في نوفمبر 2015، يكلّف علاج الحالات الطبية المرتبطة بالسمنة هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس) مليارات من الجنيه الإسترليني سنويًا، وتكلفة أوسع للاقتصاد تبلغ 27 مليار جنيه إسترليني.
قدرت دراسة نشرها باحثان من «ماكنزي» في العام نفسه تكاليف اقتصاد المملكة المتحدة بمبلغستة مليارات جنيه إسترليني (9.6 مليار دولار) سنويًا في التكاليف الطبية المباشرة للحالات المرتبطة بزيادة الوزن أوالسمنة وعشرة مليارات جنيه إسترليني أخرى بمثابة تكاليف علاج سقمى السكري. تعادل تكلفة السمنة وعلاج سقم السكري في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، تقريبًا ميزانية المملكة المتحدة مجتمعة لخدمات الشرطة والإطفاء والمحاكم القانونية والسجون؛ يُقدر 40 في المئة من إجمالي الإنفاق على التعليم؛ وحوالي 35 في المئة من ميزانية الدفاع في البلاد.
تأثرت نوعية الحيوانات المنوية للبريطانيين سلبًا بسبب السمنة.
مسائل تطبيقية
غالبًا ما يتعين على رجال الإطفاء نقل المصابين بالسمنة لأنهم يفوقون قدرة خدمة الإسعاف. من يناير 2013 إلى مايو2015، جاء 5565 من رجال الإطفاء للقيام بحوالي 1866 من «عمليات إنقاذ المصابين بالبدانة» في المملكة المتحدة. لا تتمتع خدمة الصحة الوطنية إلا بقدرة محدودة على فحص الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ما يعني أنه في كثير من الأحيان يتعين إرسال سقمى السمنة إلى المستشفيات البعيدة لإجراء الفحوصات اللازمة لهم.
قامت المستشفيات في اسكتلندا بهجريب 41 ثلاجة موتى كبيرة الحجم بين عامي 2013 و2018 للتعامل مع الجثث الكبيرة.
المراجع
- ^ Sparrow, Andrew (7 February 2016). "Childhood obesity is a national emergency, says Jeremy Hunt". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 18 يوليو2018. اطلع عليه بتاريخ 20 فبراير 2016.
- ^ "Prevalence of obesity, ages 18+, 2010-2014". World Health Organisation. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2016.
- ^ Boseley, Sarah (28 January 2016). "The chicken shop mile and how Britain got fat". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 فبراير 2016.
- ^ Wang, Y Claire; McPherson, Klim; Marsh, Tim; Gortmaker, Steven L.; Brown, Martin (2011). "Health and economic burden of the projected obesity trends in the USA and the UK". The Lancet. 378 (9793): 815–825. doi:10.1016/S0140-6736(11)60814-3.
- ^ Foynes, Denise. "Theعشرة fattest countries in the world". مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2014.
- ^ "10 Fattest countries in the developed world". Huffington Post. 22 February 2012. مؤرشف من الأصل في 09 سبتمبر 2018.
- ^ Wang, Y Claire; McPherson, Klim; Marsh, Tim; Gortmaker, Steven L.; Brown, Martin (2011). "Health and economic burden of the projected obesity trends in the USA and the UK". The Lancet. 378 (9793): 815–825. doi:10.1016/S0140-6736(11)60814-3.
- ^ Ng Fat, Linda (2015). "10" (PDF). Health Survey for England, 2014. Health and Social Care Information Centre. صفحة 1. اطلع عليه بتاريخ 24 فبراير 2016.
- ^ Bosely, Sarah (18 February 2013). "Obesity fightback begins in Tamworth, fat capital of Britain". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2019.
- ^ "Local Authority Adult Excess Weight Prevalence Data". Obesity Data and Tools. Public Health England. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2017. اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2016.
- ^ "What caused the obesity crisis in the West?". BBC News Health. مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 2018.
- ^ "Why Areستة Of Topسبعة Fattest Countries English Speaking Ones?". Medical News Today. MediLexicon International Ltd. مؤرشف من الأصل في 01 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 26 ديسمبر 2014.
- ^ Armstrong, Ashley (7 November 2015). ". The Telegraph. مؤرشف من الأصل في 14 سبتمبر 2019.
- ^ Green, Chris (2 April 2015). "Fast food Britain: The number of takeaways soars across the nation's high streets". The Independent. مؤرشف من الأصل فيعشرة أبريل 2019.
- ^ Walker, Rob (2017-09-29). "Popcorn sales explosion makes it UK's fastest-growing grocery product". the Guardian. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2018.
- ^ "Cineworld Food & Popcorn Prices in 2018 — Movie Food Prices". Movie Food Prices. 2018-11-26. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2018.
- ^ Family Food 2014 (PDF) London: Department for Environment, Food and Rural Affairs. 2015. p. 14. Retrieved 23 February 2016. نسخة محفوظة 24 يوليو2019 على مسقط واي باك مشين.
- ^ News Health, BBC (13 June 2012). "What caused the obesity crisis in the West?". BBC News. مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 2018.
- ^ ". NHS Choices. National Health Service. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2018. اطلع عليه بتاريخ 23 فبراير 2016.
- ^ Dobbs, Richard (5 July 2015). "The Obesity Crisis". The Cairo Review of Global Affairs. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2016.
- ^ "Obesity bigger cost for Britain than war and terror". The Guardian. Press Association. 20 November 2014. مؤرشف من الأصل في 16 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2016.
- ^ "Germans: UK sperm fails to satisfy". BBC. أربعة March 1999. مؤرشف من الأصل في 11 يوليو2017. اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو2010.
- ^ "Obesity tied to poorer sperm quality". Reuters. 17 February 2010. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2011. اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو2010.
- ^ "Scottish mortuaries install larger fridges amid obesity crisis". Scotsman. 22 December 2018. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 ديسمبر 2018.
- ^ "Hospitals fail to invest in equipment to scan obese people". Guardian. 2 January 2016. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 02 يناير 2016.
- ^ "Thousands of obese people rescued from their own homes". The Times. 29 December 2015. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 29 ديسمبر 2015.
التصنيفات: السمنة في المملكة المتحدة, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات يتيمة منذ ديسمبر 2019, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة المملكة المتحدة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات
