لوعة الحب
عودة للموسوعةلوعة الحب أوالسقم بالحب أوعذاب الحب (بالإنجليزية: lovesickness) يشير إلى شعور غير مُعترف به رسميًا بالألم النفسي، يصف المشاعر السلبية المرتبطة بعلاقات مستمرة أوغياب أحد الأحباء. يمكن حتى يظهر في صورة أعراض جسدية ونفسية. لا يجب الخلط بينه وبين الانخراط في علاقة حب والذي يشير إلى الأعراض الجسدية والنفسية المرتبطة بالوقوع في الحب. نادرًا ما يُستخدم مصطلح لوعة الحب في المجالات الطبية أوالنفسية. يعتقد كثيرون حتى عذاب الحب يُخلَق كتفسير للشوق، ولكن يمكن حتىقد يكون مرتبطًا بالاكتئاب وبمشكلات صحية نفسية مختلفة.
تأثير «شهر العسل»
إن تأثير «شهر العسل» هوالشعور القوي بالرضا عن العلاقة ويتبدد هذا الشعور بسرعة بمرور الوقت، يحدث عادةً بين المتزوجين حديثًا، غير أنه يُعهد ويُدرس بشكل أساسي من خلال ملاحظة انخفاض وتيرة الاتصال الجنسي في العلاقة فيما بعد، مقارنةً بفترة نشأة العلاقة أوفترة بدء الزواج. يُعزى هذا التراجع إلى التعود. تفقد المُنبهات العاطفية قدرتها على إثارة العواطف عندما تصبح مستحثاتها مألوفة للغاية، وهوما يحدث بمرور الوقت في العلاقات. إذا ظاهرة شهر العسل هذه مألوفة لدى الكثيرين ممن التزموا في علاقاتهم تجاه شركاءهم لفترة أطول من ستة إلى اثني عشر شهرًا، وهي الفترة المعتادة لفترة شهر العسل.
دراسات
عند دراسة تأثير شهر العسل،قد يكون الاتصال الجنسي هوالمنبه الذي يمكن قياسه. يعد التفاعل الجنسي أحد العناصر الحيوية في العلاقة الرومانسية. إذ يرتبط بالصحة وجودة العلاقة واستقرارها. في بداية العلاقة،قد يكون الاشخاص المعنيون مفتونين أحدهم بالآخر ما يجعلهم يشعرون بأنهم يختبرون تجربةً جديدة. هناك أمور تحث الشركاء في بدء العلاقة، مثل: إثارة الآخر بلمسة بسيطة، والتعهد على أفكاره، والرغبة الملحة في التلامس. لكن هذه الرغبة تتضاءل بالاعتياد.
في إحدى الدراسات على عينة مؤلفة من أربعمئة متزوج، وُجِد حتى تواتر الاتصال الجنسي بينهم انخفض بنسبة اثنين وثلاثين بالمئة بعد أربع سنوات. وبالنسبة إلى المتزوجين حديثًا،قد يكون الشهر الأول من الزواج مصحوبًا بحوالي ثماني عشرة معاشرة جنسية ونحوتسع معاشرات جنسية في الشهر الثاني. يعود الفضل في ازدياد معدل التفاعل الجنسي في الشهر الأول من الزواج إلى ما يُسمى قانون الزخم العاطفي. يبحث هذا القانون كيف من الممكن أن يمكن للتحفيز حتى يثير نفس المشاعر مرارًا وتكرارًا في إنسان ما حتى يعتاد الشخص على هذا التحفيز.
التعود
قبل حدوث التعود، عندما يتذكر الشخص بعض من المحفزات القديمة التي حثته في بداية العلاقة، فإنه يشعر بفيح مما كان يشعر به في هذا الوقت مرة أخرى. تعتمد قوة المشاعر ومدتها على قوة العاطفة التي يولدها المحفز، وعندما تقتحم ذكريات هذا المنبه الوعي، يُجبَر الفرد إلى الشعور بالاستجابة العاطفية مرة أخرى. حدثا كان التغيير الذي يجلبه هذا التحفيز أقوى، حدثا تعاظمت المشاعر التي سيشعر بها الفرد.
التقييم
صار تأثير شهر العسل شائعًا جدًا في المجالات الفهمية والأدبية وبين العامة، حتى حتى الناس يحاولون تطوير سبلًا لمنع حدوث التأثيرات النهائية لفترة شهر العسل. غالبًا ما تُجرى دراسات لتقييم علاقة الزوجين ومدى الرضا عن الزواج، وتُجرى دراسات أخرى لمساعدة الأفراد على تحديد السبب الذي قد يجعلهم يشعرون بعدم الرضا أوانخفاض مستوى الرضا باستمرار علاقاتهم. يجد بعض الأزواج هذه الدراسات والبرامج أمرًا مفيدًا، رغم هذا، فإن هذا الهوس بتأثير شهر العسل دفع الناس إلى الاعتقاد أنهم معرَّضون أكثر من غيرهم لخطر الشعور بعدم الرضا عن علاقاتهم أكثر مما هم عليه بالعمل. يمكن حتىقد يكون الاعتقاد بأن الشخص أكثر عرضة لخطر الانعكاسات السلبية بعد انتهاء فترة شهر العسلقد يكون ضارًا، إذا لم يكن بالعمل ضارًا أكثر من الآثار السلبية لنهاية فترة شهر العسل في حد ذاتها.
الحب كاعتلال نفسي
كثيرًا ما يصف الأدب والشعر الحب كنوع من الجنون، وتنتهج مهنة الطب نهجًا مقاربًا. وفقًا لوجهة نظر أبقراط الطبية، فإن الحب العاطفي يفترض أن يتلاشى في جميع الأحوال تقريبًا أويتحول إلى «حب سوداوي»، وهوشكل من أشكال الاكتئاب أوالحزن. إذا الحب العاطفي هوالحب في «فترة شهر العسل»، بداية الحب الجديد، ولكنه يحرق نفسه بنفسه بعد سنة أوسنتين، الحب الوجداني الحنون هوالذي يحدث بعد تلاشي الحب العاطفي، فهورباط أقوى من الرفقة. وفي كلتا الحالتين، يمكن حتى يختبر المرء لوعة الحب إذا فُقد الحب أوإذا كان حبًا من طرف واحد.
ليس عذاب الحب مجرد تعبير اصطلاحي، بل دُرس كسقم حقيقي. في عام 1915، سأل سيغموند فرويد بلاغيًا: «أليس ما نعنيه بمصطلح «الوقوع في الحب» أمرًا أقرب لكونه سقم وجنون، أووهم، أوعمى عن حقيقة الشخص المحبوب».
وجدت دراسة فهمية حول موضوع عذاب الحب حتى الذين يحبون، يشعرون بإثارة شبيهة بتلك التي تسببها المخدِّرات غير المشروعة مثل الكوكايين. تثير بعض الناقلات العصبية في الدماغ، مثل: الفينيثيلامين، والدوبامين، والنورإبينفرين، والأوكسيتوسين، الشعور الكبير «بالحب» أو«بالوقوع في الحب» باستخدام اثنتي عشرة منطقة مختلفة من الدماغ. تحاكي هذه الناقلات العصبية شعور الأمفيتامينات. في المتوسط، لا يُحيل الأطباء الممارسين العامين الحالات تذكر أنها تعاني «لوعة الحب» إلى الأخصائيين النفسيين، على الرغم من حتى هذا يمكن حتىقد يكون سائدًا من خلال اللغة التي يفصح المريض عن شعوره بها. مع ارتباط أعراض عذاب الحب الشائعة بأمراض نفسية أخرى، غالبًا ما يُساء تشخيصها أويُكتشف أنه وسط جميع الأمراض التي يمكن حتى يعانيها الشخص،قد يكون الحب هوالمشكلة الاساسية. وهوأمر بالغ الخطورة عندما لا يسعى المرء إلى الحصول على المساعدة أولا يستطيع التغلب على ذلك؛ إذ أنه من الشائع حتى من الحب ما اغتال (قد تكون محاولة الانتحار إحدى عواقب عذاب الحب، وبالتالي فإنه يُبالغ في الانادىء القديم بأن الحب قد يحدث قاتلًا).
يذكر الأستاذ الجامعي لِن بورز في كتابه ذا سوشيال ناتشر اوف مينتال إلنيس «الطبيعة الاجتماعية للسقم النفسي» أنه على الرغم من وجود فوارق فسيولوجية في دماغ الذين يُعتبرون «سقمى نفسيين»، هنالك عدة معايير أخرى يجب استيفاؤها قبل حتى يُتعامل مع هذه الاختلافات على أنها نوع من أنواع الخلل الوظيفي. لذلك من المحتمل حتى الكثير من الأمراض النفسية -كعذاب الحب- لن تكون لها أبدًا أدلة قوية كافية لاعتبارها رسميًا سقمًا بشكل قانوني.
الأعراض
يقترح فرانك تاليس، باحث في موضوع الحب ولوعة الحب، في منطقته عام 2005 حتى عذاب الحب يحدث عندما يقع الشخص في الحب بشكل «حقيقي، مجنون، عميق» وينبغي حتى يأخذه الاختصاصيون الطبيون على محمل الجد. وعلى نحومماثل، يتفق خبراء الصحة على حتى عذاب الحب عُرِف بأنه قاتل ولابد من التعامل بجدية أكبر مع عملية التشخيص. عادة ما تُشخص أعراض عذاب الحب -بشكل خاطئ- على أنها أعراض لأمراض مختلفة أومشاكل في الصحة العقلية، مثل: الاضطراب الوسواسي القهري، وذلك لأن عذاب الحب لا يُعترف به كمشكلة تتعلق بالصحة النفسية في حد ذاته على الرغم من حتى عذاب الحب سقم رائج للغاية واسع الانتشار.
المراجع
- ^ Deckers et al., 2018
- ^ Lorber, Erlanger, Heyman, O’Leary et. al, 2015
- ^ Tallis, Frank. "Is Love a Mental Illness?". مؤرشف من الأصل في 12 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 26 مارس 2014.
- ^ Whitbourne, Susan K. "What is the Passion in Passionate Love?". Psychology Today. اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2014.
- ^ Janet Malcolm, Psychoanalysis: The Impossible Profession (1988) p. 9
- ^ Vaughn, Tricia. "Love sickness is real, and the high it provides looks a lot like cocaine usage". Article. The Crimson White. مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 2014. اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2014.
- ^ Tallis, Frank (2004). Love Sick: Love as a Mental Illness (الطبعة Second). Da Capo Press.
- ^ Tallis, F (2005). "Truly, madly deeply in love" (PDF). The Psychologist. 18 (2): 72–4. مؤرشف من الأصل (PDF) فيخمسة مايو2012.
التصنيفات: حب, ديناميكية نفسية, شعور, مسائل عاطفية, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات
