ملواد قرية سودانية تقع في ولاية الشمالية. ريفي القولد شرقي قرية سالي، وفي الشمال الشرقي للخندق، وفي شمال ملواد أراض خالية تمتد حتى قرية العنطق علي النيل، وفي جنوبها أراض رملية تمتد حتى الزرائب وام كرابيج ومن هنا كان ارتباط هذه القرية قويا بالغرب خاصة ببلدتي سالي والخندق، وكانت ملواد جزءا من شياخة سالي ثم أصبحت شياخة مستقلة تابعة لعمودية اوربي، وبعد إلغاء الإدارة الأهلية أصبحت تابعة لمجلس ريفي القولد.

الاســم

هناك روايه تقول ان أول من سكن القرية امرأه كانت تعيش مع ولدها في بيت من القش(راكوبه)في المنطقة الجنوبية من القرية، وكان الناس يدعونها(ام الود) ثم اطلق الاسم علي القرية وحرف الي ملواد. وهناك روايه ثانيه تقول: ان منطقه ملواد كانت عباره عن وادي يسكنه عدد قليل من السكان، وقيل أنهم تكاثروا حتى ملؤوا الوادي، فقيل (ملوالوادي) ثم حرفت الي ملواد.

وهناك روايه ثالثه تزعم ان اهل هذا الوادي عندما كانوا يمضىون الي الخندق للتسوق ولقضاء بعض اعمالهم، يسألون من اين أنتم،يا ترى؟ فيجيبون: م الوادي فأصبح حينما يشاهدونهم يقولون ناس(م الوادي). وهناك وثيقه ترجع الي 1319 هجرية، وهي عباره عن اجازه من السيد محمد سر الختم الميرغني للشيخ أحمد محمد مكي بها اشاره الي انه من بلدة(منوال) ويبدولي ان محرر الوثيقة قد اخطأ في كتابة الاسم.

وربما الاسم ليس له اصل عربي بل قد يحدث تحريفا من (مروارتي) إذ ان الثابت، حسب روايات الشيوخ من ملواد وسالي ان اراضي زراعيه واسعه كانت تمتد من الغرب وحتى قرب (تاجا) في اقصي شمال ملواد وهذه الجزيرة كانت تسمي (مروارتي) وان هذه الجزيرة غرقت في تاريخ لم يحدده الرواة، وقد خرج بعض اصحاب هذه الجزيرة علي مراكبهم واتجهوا شمالا يبحثون عن سواقيهم التي جرفتها مياه النيل حتى وصلوا الي جزيرة حديثه في شمال دنقلا (العرضي) اطلقوعليها اسم جزيرتهم القديمة وهي مروارتي الحالية حيث اقام بعضهم فيها.

وايما كان الاسم فاهل ملواد معجبون بها ولا يرتاحون الا فيها، وكانويطلقون عليها علي سبيل الإعجاب والتدليل القابا مثل (شرق النبي) و(كوع الجنة) و(عروس الرمال).

ورغم حتى ملواد تقع ـ كماذكرناـ شرقي النيل فان الكثير يسمونها (جزيرة ملواد) وهم لا يقصدون تلك الجزيرة الواقفه في طرفها الجنوبي، والتي يطلق عليها جزيرة (نفل) علي اسم المفتش الإنجليزي الذي قام بتقسيم اراضيها بين سكان ملواد وسكان الخندق عام 1924 تقريبا. ويرجع ذلك ـ فيما يبدوـ الي ان فرعا من النيل كان يخرج من النعمان قرب امنتجو، ويسير فوق ملواد الحالية ليلتقي بالمجري الرئيسي للنيل مره اخري عند السليم مكونا من ملواد وما حولها جزيرة، من هنا اطلق عليها اسم جزيرة ملواد.

نشــأة القرية

لم يكن النهر كما هوعليه الآن، فقد كان المسقط الرئيس للنيل ضيقا في جنوب القرية خاصه(الكنج) إذ كانت اراضي (كيار) في جنوب سالي وشمال الخندق تمتد شرقا تاركه مجرا ضيقا للنيل وكان مجري النيل الضيق يمر قرب صفوف البيوت الحالية. اما في اقصي الشمال حيث كيار وتاجا فأن اراضي مروارتي كانت تمتد شرقا تاركه مجري النيل ضيقا عليه جروف تظهر عند انحسار مياه النيل ومن هنا فأن الاراضي الزراعية كانت في اقصي الجنوب (الجرو) وفي جزيرة مروارتي الواسعه وهناك فرع للنيل ـ كما ذكرناـ أيضا يخرج من شمال امنتجوويسير شرقي ملواد ليلتقي بالمجري الرئيسي عند السليم وقد عثر علي شاطئ هذا الوادي آلات زراعية وأدوات منزلية مما يثبت ان هذا الوادي كان لما جرى بالسكان وكان كبار السن ممن عاصرناهم يرون انهم كانويشهدون وهم بملواد اشرعه السفن المارة بهذا الوادي.

وبغرب النيل يخرج فرع اخر من شمال الخندق، ويسير غرب سالي وسوري ويلتقي بالنيل الرئيسي مره اخري عند وادي نميري. ثم جف الفرعان الشرقي والغربي، وكان طبيعيا ان يتسع مجري النيل الرئيس ويلتهم اراضي كيار الواسعه وتغرق جزيرة مروارتي، فتتسع اراضي (تاجا)وينتقل النشاط الزراعي أساسا إليها وكان معظم اصحاب الاراضي بتاجا من سالي والخندق ثم لبث ان غير النيل مجراه لتنحصر اراضي تاجا في جروف علي شاطيء النيل، وتزداد المساحات الصالحه للزراعه في الوسط. ومنذ العقد الأخير من القرن الماضي بدأ تيار النيل يتجه غربا لتزيد اراضي ملواد الزراعية خاصه في تاجا والساب.

النشاط الزراعي

كما هوالشأن في الشمالية، فأن الزراعة كانت تعتمد أساسا علي الساقية، ثم حلت الماكينات (الوابورات) محل الساقية. ويحترف معظم اهل ملواد الزراعة، فهم يغرسون في فصل الشتاء القمح والفول المصري، اما في الصيف فيغرسون الذرة الشامية، هذا الي جانب الخضروات.

الاثار التاريخية

من الثابت ان النوبيين في عصورهم الوسطي كانوا يسكنون علي ضفتي النيل اليمني (الشرق) واليسري (الغرب) غير انهم في العصور القديمة كانويسكنون بالضفة اليمني ويبنون قلاعهم ومدافن موتاهم بالضفة اليسري غالبا والملاحظ ان معظم مدنهم ان لم تكن كلها بالضفة اليمني (البركل - مروي القديمة - دنقلا العجوز -سوبا -الخ....) ويبدوحتى عادة السكني بالضفة اليمني للنيل والجزائر استمر الي حد ما في العصور الوسطي أيضا، ويبدوحتى الضفة الشرقية للنيل كانت تتمتع بأراضي واسعه وخصبه ويتضح ذلك من وجود مساحات واسعه من الاراضي الطينيه (قرير) تحت الكثبان الرمليه ومن هنا نستطيع ان نفهم معاني الالفاض التي تعبر عن الاتجاهات في اللغة النوبيه، فالشرق (ملتي) بالدنقلاويه و(متي) بالمحسيه وترجمتها الحرفيه (الجدول) وترمز للزراعه اما الغرب (تنقار) وهولفظ يتكون من حدثتين (تن) وتعني هم و(قار) وتعني مقر اي مقرهم وهي حدثه قد تعني مقر اعدائهم من القبائل البدويه التي كانت تقطن بالغرب وتهاجم وادي النيل من وقت لاخر وقد تعني مقر موتاهم، وكانت الخندق مدافن للموتي وكان سكان الشرق من ملواد وحتى جهات امنتجويدفنون موتاهم بها شمال (حق قريش) حتى وقت قريب. وفي اقصي الجنوب (الجرو) بتره صخريه ضخمه منحوته ملساء علي شاطي النهر تنحدر تدريجيا نحوالنيل ويبدولي ان هذا المكان كان مخصصا لانزال المراكب المقدسة التي كانت تقوم بنقل الموتي الي مثواهم الأخير بالخندق في العصور القديمة.

وفي شمال ملواد وقباله قرية العنطق يوجد جبل برقه عثر الاثريون مدينة كامله حوله، وكان النيل يسير قرب هذا الجبل ثم غير مجراه. وفي الوادي الجاف الذي يقع شرقي ملواد والذي كان مجري لفرع النيل الذي كان يخرج من حوض النعمان قرب امنتجوويلتقي بالنيل عند السليم وجدت ادوات واحواض والات وجداول مما يثبت قيام حياه مزدهره بها تنتظر من يكشف خباياها. وفي جنوب ملواد في منطقه خاليه من السكان يوجد قبر الشيخ امبكول وكانت العادة حتى وقت قريب ان الصبي يوم ختانه يقوم مع رفاقه من الصبية في سباق علي ظهور الحمير لزيارة هذا الشيخ المعروف بشيخ/امبكول.

مراجع

تاريخ النشر: 2020-06-01 19:58:05
التصنيفات: قرى السودان, ولاية الشمالية, مقالات بدون مصدر منذ ديسمبر 2018, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2018, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة السودان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الريف بيتغير.. مستفيدو «حياة كريمة» بمطروح:«حياتنا تبدلت للأفضل»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:01
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

رسالة مواطنة للرئيس السيسي: «شكرا على إنجازات 7 سنوات»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

إيمان عبدالغنى: أحقق حلمى على مسارح دار الأوبرا المصرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

المقاولون يحتفل بعيد ميلاد مشرف الكرة ويختتم استعدادته لفاركو (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:56
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

تعادل سلبي بين المنتخب الأوليمبي وإي سواتيني في تصفيات الأوليمبياد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

«التضامن» اليوم: توفير الحماية الاجتماعية لـ7.4 مليون مسن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:51
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

الباز: مركز التحكم للشبكة الوطنية للطوارئ مشروع يسهّل حياة الناس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

كيفية إضافة أفراد في بطاقة التموين عبر بوابة مصر الرقمية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:49
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

غدًا.. سوزان نجم الدين تتحدث لأول مرة عن أبويها في «صاحبة السعادة»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:16
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

مشروع المكتبة المتنقلة يواصل فعالياته بقرية بنى روح بملوى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:05
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

مدرب جيرونا يعترف: هدف رودريجو في مرمانا «صحيح»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

شعبة الأرز: ليست هناك أزمة بالأسواق ولدينا فائض هذا الموسم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:44
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

«الأرصاد» تكشف سبب عدم استقرار الطقس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

محافظ بورسعيد يلتقى وفدًا من أكاديمية ناصر العسكرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

أسعار العملات في ختام تعاملات اليوم الأحد بالبنوك المصري والعربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

الاثنين.. لقاء يجمع بين جنات وملحم زين فى «الموسيقى العربية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:15
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

جنايات المنصورة تؤجل محاكمة 3 متهمين قتلوا صيادا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:08
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

إصابة شاب إثر حادث تصادم دراجة نارية بالغربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:09
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 70%

على أنغام غدارة.. مصطفى شوقي يحتفل بعيد ميلاد أحمد التهامي (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:17
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

ادعم الرئيس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

مواطن يشكر الرئيس السيسى: مصر بقى لها كلمة مسموعة فى العالم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:12
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

أماكن بيع كراسة شروط الإسكان الاجتماعي.. واعرف أخر موعد للتقديم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

مصر تحصد ذهبية أفريقيا المفتوحة لرفع الاثقال البارالمبي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:54
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية