والتر ميشيل (عالم نفس)

والتر ميشيل (22 فبراير 1930 - 12 سبتمبر 2018) (بالإنجليزية: Walter Mischel)‏ عالم نفس أمريكي من أصل نمساوي، متخصص في فهم نفس الشخصية وفهم النفس الاجتماعي. وهومعروف بإجرائه لتجربة مارشميلوستانفورد. شغل مقعد روبرت جونستون نيفين أستاذاً للعلوم الإنسانية في قسم فهم النفس بجامعة كولومبيا. صُنف ميشيل في المركز الخامس والعشرين لأكثر فهماء النفس المُستشهد بهم في القرن العشرين في دراسة بحثية لفهم النفس العام نُشرت في عام 2002.

مطلع حياته

ولد ميشيل في 22 فبراير 1930 في فيينا بالنمسا لأبويه سالومون ميشيل ولولا ليا شريك. فرت عائلته اليهودية معه إلى الولايات المتحدة عندما كان عمرهثمانية سنوات بعد الاحتلال النازي في عام 1938. نشأ ميشيل وترعرع في حي بروكلين بنيويورك حيث التحق بجامعة نيويورك وحصل على درجة البكالوريوس (1951) ودرجة الماجستير (1953). تابع دراسته تحت إشراف جورج كيلي وجوليان روتير في جامعة ولاية أوهايوحيث حصل على درجة الدكتوراه في فهم النفس السريري عام 1956. أمضى معظم حياته المهنية في دراسة الإرضاء المتأخر ونتائج حياة أولئك الذين تمكنوا من الحفاظ على ضبط النفس خلال الدراسة البحثية.

حياته المهنية

درس ميشيل في جامعة كولورادومن 1956 إلى 1958، وفي جامعة هارفرد من 1958 إلى 1962، وفي جامعة ستانفورد من 1962 إلى 1983. كان ميشيل جزءاً من قسم فهم النفس في جامعة كولومبيا منذ عام 1983.

انتُخب ميشيل للأكاديمية الوطنية للعلوم في عام 2004 وفي الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام 1991، وانتُخب رئيسًا لجمعية العلوم النفسية في عام 2007. تضم جوائز ميشيل الأخرى جائزة المساهمة الفهمية المتميزة من الجمعية الأمريكية لفهم النفس، وجائزة العالم المتميز لجمعية فهماء النفس الاجتماعيين التجريبيين، وجائزة المساهمات المتميزة في نظرية الشخصية من جمعية فهماء النفس الاجتماعي والشخصي، وجائزة العالم المتميز من قسم فهم النفس السريري للجمعية الأمريكية لفهم النفس. كان رئيس تحرير مجلة دورية فهم النفس، وكان رئيسًا لجمعية فهم النفس الأمريكية، شعبة فهم النفس الاجتماعي والشخصي، ورابطة الأبحاث في نظرية الشخصية.

حصل ميشيل على جائزة جامعة لويزفيل جراويمير في فهم النفس لعام 2011 لدراساته في ضبط النفس.

مساهماته في نظرية الشخصية

نشر ميشيل كتابه المثير للجدل «الشخصية والتقييم» في عام 1968، الذي خلق أزمة في النموذج الفكري لفهم نفس الشخصية. تطرق الكتاب إلى معضلة تقييم السمات التي حددها غوردون أولبورت عام 1937. عثر ميشيل حتى الدراسات التجريبية فشلت في كثير من الأحيان في دعم الافتراض التقليدي الأساسي لنظرية الشخصية، وهوحتى سلوك الفرد فيما يتعلق ببناء السمات المركبة (مثل الضمير والتواصل الاجتماعي) ظلت ثابتة للغاية خلال المواقف المتنوعة. حذر ميشيل بدلاً من ذلك من حتى سلوك الفرد يعتمد اعتمادًا كبيرًا على الإشارات الظرفية، بدلاً من التعبير عنه باستمرار عبر مواقف متنوعة تختلف في المعنى. أكد ميشيل على حتى السلوك يتشكل إلى حد كبير طبقاً لضرورات موقف معين، وأن فكرة حتى الأفراد يتصرفون بطرق ثابتة باستمرار خلال المواقف المتنوعة التي تعكس تأثير سمات الشخصية الأساسية، هي مجرد خرافة.

الموقف والسلوك

صرح ميشيل بأن مجال فهم نفس الشخصية كان يبحث عن الثبات في السلوك في الأماكن الخاطئة. فبدلاً من التعامل مع اختلاف السلوك في المواقف على أنها خطأ في القياس، اقترح عمل ميشيل أنه من خلال تضمين الموقف كما يراه الفرد وتحليل سلوكه في سياقه الظرفي، سيُعثَر على الاتساق الذي يميز الفرد. جادل بأن هذه الفروق الفردية لن يعبَّر عنها في سلوك ثابت خلال المواقف، ولكن اقترح بدلاً من ذلك حتى يُبحث عن الاتساق في أنماط مميزة ولكن ثابتة من نوعية (إذا-سوف) للعلاقات بين الموقف والسلوك الذي تشكل، ما يمكن حتى يسمى بصمات شخصية ذات مغزى نفسي ومناسبة للسياق. عملى سبيل المثال (يصدر الفرد السلوك س في الموقف أ، والعمل ص في الموقف ب).

رُصد هذه البصمات للشخصية في دراسة رصدية كبيرة للسلوك الاجتماعي خلال مواقف متعددة متكررة مع مرور الوقت. أظهرت بيانات الدراسة حتى الأفراد الذين كانوا متشابهين في متوسط مستويات السلوك -على سبيل المثال في عدوانهم- اختلفوا على الرغم من ذلك بشكل متسقط وبشكل كبير في أنواع المواقف التي أظهروا فيها عدوانًا على النقيض من الافتراضات الكلاسيكية. فقد كانوا يتميزون بالبصمات السلوكية كما تنبأ ميشيل سابقاً. جاز هذا العمل بطريقة جديدة لتصور جميع من استقرار السلوك وتغييره وتقييمهما (ينتج هذا السلوك عن نظام الشخصية الأساسية)، وسلط الضوء على العمليات الديناميكية داخل النظام نفسه.

ضبط النفس

كان ميشيل رائداً في إلقاء الضوء على القدرة على تأخير الإشباع وممارسة ضبط النفس في لقاءة الضغوط الظرفية القوية والإغراءات المثيرة العاطفية ابتداءً من أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي. وغالبًا ما يشار إلى دراساته مع الأطفال في فترة ما قبل المدرسة في أواخر الستينيات باسم «تجربة مارشميلو» التي تفهم فيها العمليات والآليات العقلية التي تمكن الطفل الصغير من التخلي عن الإشباع الفوري والانتظار بدلاً من ذلك للحصول على مكافأة أكبر مطلوبة ولكنها متأخرة. كان الاختبار بسيطًا: أعط الطفل خيارًا بين حلوى واحدة فورية أوأكثر من بترة حلوة ولكن لاحقاً. فسيمنح بروكتور للطفل على سبيل المثال خيارًا لتناول بترة مارشميلوعلى الفور أوالانتظار لمدة عشر دقائق وسيحصل عندئذ على بترتي مارشميلوليأكلهما. لا يجب إجراء الاختبار باستخدام الخطمى فقط على وجه التحديد. يمكن حتى يتم ذلك باستخدام حلوى الاوريو، أوإم آند إم، أوغيرها من الحلوى المرغوب فيها. كما تابع ميشيل مع أولياء أمور الأطفال الذين أجروا الاختبار بعد سنوات، ووجد علاقة مذهلة بين هؤلاء الأطفال الذين قابلوا صعوبة في تأخير الإشباع ونتائجهم في الحياة بعد البلوغ. بالنسبة لأولئك الأطفال الذين قابلوا معضلة في انتظار الحلوى اللذيذة، كانوا يميلون إلى الحصول على معدلات أعلى من السمنة ومستويات تحصيل دراسي أقل من المتوسط في وقت لاحق في الحياة. ولكن نظراءهم الذين كانوا قادرين على الانتظار لفترة أطول من أجل الحلوى، قد حققوا نتائج مختلفة في الطريق، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم السفلى ودرجات اختبار قياسية أعلى. ما يزال هناك تناقض صارخ عند دراسة الأطفال الذين ترعرعوا من قبل آباء تحت خط الفقر مقارنة بالأطفال الذين تلقوا تعليمهم الجامعي. فقد تناول عدد أكبر بكثير من الأطفال ذوي الدخل المنخفض الحلوى على الفور بالمقارنة مع نظرائهم الذين انتظروا.

الاستمرار في الدراسة مع هؤلاء المشاركين الأصليين لفحص كيفية ارتباط تأخير الإشباع والقدرة على ضبط النفس في فترة ما قبل المدرسة بالتطور على مدار الحياة والقدرة على التنبؤ بمجموعة متنوعة من النتائج المهمة -على سبيل المثال: درجات اختبار سات، والكفاءة الاجتماعية والمعهدية، والتحصيل التعليمي، وتعاطي المخدرات-، وإمكانية حتىقد يكون لها آثار وقائية كبيرة ضد مجموعة متنوعة من نقاط الضعف المحتملة. أجرى والتر ميشيل أبحاثًا إضافية وتنبأ بأن اختبار المارشميلويمكن حتىقد يكون أيضًا اختبارًا للثقة. فالأطفال الذين ترعرعوا من قبل الوالدين الغائبين كانوا أقل عرضة لأن ينتظروا الحلوى التي ستُعطى لهم لاحقاً من الممكن لأنهم لم يثقوا في الشخص الغريب عندما أبلغهم أنهم سيحصلون على ضعف المكافأة إذا انتظروا. لقد وثقوا في غرائزهم وتصرفوا بناءً على شيء معين. يعتقد ميشيل بالإضافة إلى ذلك حتى الأطفال الذين ينتظرون لديهم القدرة المتأصلة للوصول إلى أهدافهم وتحقيق تسقطات إيجابية.

مراجع

^ معهد الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف: https://snaccooperative.org/ark:/99166/w6xs9gzw — باسم: Walter Mischel — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
^ معهد موسوعة بريتانيكا على الإنترنت: https://www.britannica.com/biography/Walter-Mischel — باسم: Walter Mischel — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017 — العنوان : Encyclopædia Britannica
^ Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 1 مايو2020 — الناشر: Bibliographic Agency for Higher Education
^ "Walter Mischel, 88, Psychologist Famed for Marshmallow Test, Dies". 14 septembre 2018. اطلع عليه بتاريخ 14 septembre 2018. نسخة محفوظة 29 يونيو2019 على مسقط واي باك مشين.
^ Haggbloom, Steven J.; Warnick, Renee; Warnick, Jason E.; Jones, Vinessa K.; Yarbrough, Gary L.; Russell, Tenea M.; Borecky, Chris M.; McGahhey, Reagan; Powell III, John L.; Beavers, Jamie; Monte, Emmanuelle (2002). "The 100 most eminent psychologists of the 20th century". Review of General Psychology. 6 (2): 139–152. doi:10.1037/1089-2680.6.2.139. مؤرشف من الأصل في 03 أكتوبر 2018.
^ Carducci, Bernardo J. (2009). The Psychology of Personality: Viewpoints, Research, and Applications. Wiley-Blackwell. صفحة 440.
^ . مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 04 يناير 2020. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
^ To have and have not - Haaretz - Israel News | Haaretz.com نسخة محفوظة 16 نوفمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
^ Lindzey, Gardner; Runyan, William M., المحررون (2007). "Walter Mischel". A History of Psychology in Autobiography, Vol. IX. Washington, DC: American Psychological Association. صفحات 229–267. doi:10.1037/11571-007. ISBN .
^ "learning-self-control". مؤرشف من الأصل في 26 يونيو2018.
↑ Lehrer, Jonah (May 18, 2009). "Don't!: The secret of self-control". The New Yorker. مؤرشف من الأصل في 18 يوليو2014.
^ Nolen, Jeannette L. "Walter Mischel | American psychologist". Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 20 يوليو2019. اطلع عليه بتاريخ 23 فبراير 2018.
^ "Scientist who helps explain self-control wins Grawemeyer Award". مؤرشف من الأصل في 28 مايو2013.
^ Mischel, Walter. Personality and Assessment, New York: Wiley, 1968.
^ McAdams, Dan (2009). The Person: An Introduction to the Science of Personality Psychology. Hoboken, NJ: Wiley. صفحة 143. ISBN .
^ Mischel, W. & Shoda, Y. (1995). A cognitive-affective system theory of personality: Reconceptualizing situations, dispositions, dynamics, and invariance in personality structure. Psychological Review, 102(2), 246–268.
^ Mischel, W. (2004). Toward an integrative science of the person. Annual Review of Psychology, 55, 1–22.
^ Mischel, W., Shoda, Y., & Smith, R. E. (2004). Introduction to Personality: Toward an Integration (7th edn.). New York: Wiley.
↑ Ferdman, Roberto A. (2016-06-08). "The big problem with one of the most popular assumptions about the poor". Washington Post (باللغة الإنجليزية). ISSN 0190-8286. مؤرشف من الأصل فيعشرة نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 05 أبريل 2018.
↑ "Desire delayed". The Economist (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2018. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2018.