محمد بن إسماعيل البخاري

عودة للموسوعة

أبوعبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (13 شوال 194 هـ - 1 شوال 256 هـ) / (20 يوليو810 م - 1 سبتمبر 870 م). أحد كبار الحفّاظ(1)الفقهاء من أبرز فهماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع السليم، المشهور باسم سليم البخاري، الذي يعد أوثق الخط الستة الصحاح والذي أجمع فهماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الخط بعد القرآن الكريم. وقد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً. نشأ يتيماً وطلب الفهم منذ صغره ورحل في أراتى العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء الفهماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث. اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن اتى بعده من الفهماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.(2) وتتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وهوأول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث السليم. ومن أوّل من ألّف في تاريخ الرجال. امتُحن أواخر حياته وتُعصّب عليه حتى أُخرج من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فسقم وتوفيّ بها.

اسمه ونسبه

هومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه(3) الجعفي البخاري. وقد اختلف المؤرخون حول أصله، عربي أم فارسي أم هجري، فأخذ بعضهم كأبي الوليد الباجي،والخطيب البغدادي،والنووي،وابن ناصر الدين،والمضىي، وغيرهم برواية أبوأحمد بن عدي الجرجاني في كتاب الكامل حتى جدّه الأكبر بردزبه كان فارسي الأصل، عاش ومات مجوسيّاً. وينطق جدّه المغيرة قد أسلم على يد والي بخارى: يمان المسندي البخاري الجعفي. فانتمى إليه بالولاء(4) وانتقل الولاء في أولاده، وأصبح الجعفي نسباً له ولأسرة البخاري. وقيل أنه هجري أصله من الأوزبك وهوما لمح له عدد من المؤرخين مثل حمد الله المستوفي وأبوسعيد الجرديزي وعبد الرزاق السمرقندي وإغناطيوس كراتشكوفسكي وفاسيلي بارتولد. وقيل أنه عربي أصله من الجعفيين.(5) فذكر عدد من الفهماء حتى جدّه الأكبر هوالأحنف الجعفي وأن "بَرْدِزبَه" صفة وليس اسم وتعني "الفلاح" وهوما تعود العرب عليه في البلدان الأعجمية، وممن اعتمد هذا الرأي ابن عساكر،وابن حجر العسقلاني،وتاج الدين السبكي،وزين الدين العراقي،وابن تغري،، ورجّحه عدد من المعاصرين منهم مصطفى جواد، وناجي معروف، وعبد العزيز الدوري، وصالح أحمد العلي، وحسين علي محفوظ، وفاروق عمر فوزي ولبيد إبراهيم أحمد العبيدي.

نشأته

بخارى
بخارى
مدينة بخارى، مسقط رأس الإمام البخاري، ومسقطها الحالي في أوزبكستان

ولد الإمام البخاري في بخارى إحدى مدن أوزبكستان حاليا، ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة 194 هـ، وتربّى في بيت فهم إذ كان أبوه من الفهماء المحدّثين، واشتهر بين الناس بسمته وورعه، ورحل في طلب الحديث وروى عن مالك بن أنس وحماد بن زيد كما رأى عبد الله بن المبارك. وتوفيّ والإمام البخاري صغير. فنشأ البخاري يتيماً في حجر أمه، وروى المؤرخون حتى بصره أصيب وهوصغير فرأت أمه إبراهيم عليه السلام في المنام فنطق لها:«يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ولكثرة نادىئك» فأصبح وقد رد الله عليه بصره.

ومال البخاري إلى طلب الفهم وحفظ الأحاديث وتحقيقها وهوحديث السنّ، فدخل الكتّاب صبيًا فأخذ في حفظ القرآن الكريم وأمهات الخط المعروفة في زمانه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ في حفظ الحديث، والاختلاف إلى الشيوخ والفهماء، وملازمة حلقات الدروس، وبالإضافة إلى حفظ الحديث فإنه كان حريصاً على تمييز الأحاديث السليمة من الضعيفة وفهم علل الأحاديث وسبر أحوال الرواة من عدالة وضبط وفهم تراجمهم وإتقان كلّ ما يتعلّق بعلوم الحديث عموماً. ثم حفظ خط عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وهوابن ست عشرة سنة، وفي تلك السنة حوالي عام 210 هـ خرج من بخارى راحلًا إلى الحج بصحبة والدته وأخيه أحمد، حتى إذا انتهت مناسك الحج رجعت أمه مع أخيه إلى بلدها، بينما تخلف البخاري لطلب الحديث والأخذ عن الشيوخ، فلبث في مكة مدّة ثم رحل إلى المدينة النبوية وهناك صنّف كتاب التاريخ الكبير وعمره ثماني عشرة سنة. نطق أبوجعفر محمد بن أبي حاتم تلميذ البخاري وورّاقه وصاحبه: «قلت للبخاري: كيف من الممكن أن كان بدء أمرك،يا ترى؟ نطق: ألهمت حفظ الحديث في الكتّاب ولى عشر سنين أوأقل، وخرجت من الكتّاب بعد العشر، فجعلت أختلف إلى الداخليّ وغيره، فنطق يوماً فيما يقرأ على الناس: سفيان عن أبى الزبير عن إبراهيم. فقلت له: إذا أبا الزبير لم يروعن إبراهيم. فانتهرني. فقلت له: ارجع إلى الأصل. فدخل ثم خرج فنطق لي: كيف من الممكن أن يا غلام،يا ترى؟ قلت: هوالزبير بن عدى عن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأصلحه. ونطق: صدقت.» نطق: «فنطق للبخاري بعض أصحابه: ابن كم كنت،يا ترى؟ نطق: ابن إحدى عشرة سنة. فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت خط ابن المبارك ووكيع وعهدت كلام هؤلاء، ثم خرجت مع أمى وأخى أحمد إلى مكة فلما حججت عاد أخى بها وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم في الليالى المقمرة وقل اسم في التاريخ إلا وله عندى سيرة، إلا أنى كرهت تطويل الكتاب.»

رحلاته الفهمية

رسم تقريبي لرحلة الإمام البخاري في طلب الحديث

تعددت رحلات الإمام البخاري الفهمية للأخذ عن الشيوخ، والرواية عن المحدّثين، فزار أكثر البلدان والأمصار الاسلامية في ذلك الزمان للسماع من فهمائها. وابتدأ طلبه للفهم في بلده بخارى بعد خروجه من الكتّاب، فسمع من شيوخ بلده، ثم توسع ورحل إلى الأنطقيم المجاورة ليسمع من شيوخها، فرحل إلى بلخ، ومرو، والريّ وهراة ونيسابور. وكان عمره أول مرة ولج نيسابور خمس عشرة سنة. نطق الحاكم النيسابوري: «أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام.» ثم ارتحل إلى الحجاز فدخل مكة ثم رحل إلى المدينة النبوية فاستقرّ بها مدّة، ثم انطلق في الأمصار حتى ضمت رحلاته أغلب الحواضر الفهمية في وقته. فرحل إلى العراق فدخل بغداد وواسط والكوفة والبصرة وبالشام: دمشق وحمص وقيسارية وعسقلان كما رحل إلى مصر.

نطق الخطيب البغدادي: «رحل في طلب الفهم إلى سائر محدثي الأمصار، وخط بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.» نطق البخاري: «دخلت بغداد آخر ثمان مرات، جميع ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فنطق لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تهجر الفهم والناس وتصير إلى خراسان!» ونطق: «لقيت أكثر من ألف رجل من أهل الفهم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثم قرنا بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون أكثر من ست وأربعين سنة، أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين، وبالبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد، وبالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد.» وأراد الرحلة إلى اليمن ليسمع من عبد الرزاق الصنعاني فلم يُقدّر له ذلك. نطق أبوالفضل محمد بن طاهر المقدسي: «قدم البخاري ببغداد سنة عشر ومائتين وعزم على المضي إلى عبد الرزاق باليمن فالتقى بيحيى بن جعفر البيكندي فاستخبره فنطق توفي عبد الرزاق ثم تبين أنه لم يمت فسمع البخاري حديث عبد الرزاق من يحيى بن جعفر».

شيوخه وتلاميذه

شيوخه ومن روى عنهم

أتاحت للإمام البخاري رحلاته الكثيرة وتطوافه الواسع في الأنطقيم لقاء عدد كبير من الشيوخ والفهماء، حتى بلغوا أكثر من ألف رجل. نطق البخاري: «خطت عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث.» ونطق: «دخلت بلخ فسألوني حتى أملي عليهم لكل من خطت عنه فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ.» ولم يكن البخاري يروي جميع ما يأخذه أويسمعه من الشيوخ بل كان يتحرى ويدقق فيما يأخذ، فقد سئل مرة عن خبر حديث فنطق: « يا أبا فلان تراني أدلس؟! هجرت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، وهجرت مثله أوأكثر منه لغيره لي فيه نظر.»

وقد اهتمّ الفهماء بذكر شيوخ البخاري فسمّأهم بعض الفهماء ورتّبهم على الأقطار ورتّبهم بعضهم حسب الطبقة، ورتّبهم بعضهم حسب عدد الروايات، ورتّبهم بعضهم على حروف المعجم. نطق النووي: «هذا الباب واسع جدًا لا يمكن استقصاؤه، فأنبه على جماعة من جميع إقليم وبلد، ليستدل بذلك على اتساع رحلته، وكثرة روايته، وعظم عنايته.» ومن أبرز وأبرز شيوخ البخاري الذين أّثروا في تكوينه الفهمي ومنهجه الحديثي: علي بن المديني، وهومن أكثر الشيوخ الذين تأثر بهم البخاري، نطق: «ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني.»وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، والفضل بن دكين. ومن أهمّ شيوخه الذين سمع منهم في البلدان:

الإمام أحمد بن حنبل، من أبرز الشيوخ الذين سمع منهم الإمام البخاري

بمكة: أبوالوليد أحمد بن محمد الأزرقي، وعبد الله بن يزيد المقريء، وأبوبكر عبد الله بن الزبير الحميدي، وأقرانهم. وبالمدينة: إبراهيم بن المنذر الخزامي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وإبراهيم بن حمزة، وأبوثابت محمد بن عبيد الله، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأقرانهم. وبالشام: محمد بن يوسف الفريابي، وآدم بن أبي إياس، وأبواليمان الحكم بن نافع، وحيوة بن شريح، وأقرانهم. وببخارى: محمد بن سلام البيكندي، وعبد الله بن محمد المسندي، وهارون بن الأشعث، وأقرانهم. وبمرو: علي بن الحسن بن شقيق، وعبدان عبد الله بن عثمان بن جبلة، ومحمد بن مقاتل، وأقرانهم. وببلخ: مكي بن إبراهيم، ويحيى بن بشر البلخي، والحسن بن شجاع، وقتيبة بن سعيد، وأقرانهم، وقد أكثر بها. وبنيسابور: يحيى بن يحيى التميمي، وبشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأقرانهم. وبالريّ: إبراهيم بن موسى الرازي. وببغداد: محمد بن عيسى الطباع، وسريج بن النعمان، وأحمد بن حنبل، وأقرانهم، وبواسط: حسان بن عبد الله بن سهل، وسعيد بن عبد الله بن سليمان، وأقرانهم. وبالبصرة: أبوعاصم النبيل، وصفوان بن عيسى الزهري، وعفان بن مسلم الصفار، وسليمان بن حرب، وأبوالوليد الطيالسي، ومحمد بن الفضل عارم، وأقرانهم. وبالكوفة: الفضل بن دكين، وإسماعيل بن أبان، والحسن بن الربيع، وطلق بن غنام، وقبيصة بن عقبة وأقرانهم. وبمصر: سعيد بن أبي مريم، وأصبغ بن الفرج، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وأقرانهم.

ونظراً لكثرة شيوخ البخاري واختلاف أمصارهم وجهاتهم فقد حصرهم المحدّثون كابن حجر العسقلاني في خمس طبقات:

  • الطبقة الأولى: من حدثه عن التابعين: مثل مكي بن إبراهيم وأبي عاصم النبيل والفضل بن دكين وغيرهم، وشيوخ هؤلاء كلهم من التابعين.
  • الطبقة الثانية: من كان في عصر هؤلاء لكن لم يسمع من ثقات التابعين: كآدم بن أبي إياس وسعيد بن أبي مريم وأمثالهم.
  • الطبقة الثالثة: هي الوسطى من مشايخه، وهم من لم يلق التابعين بل أخذ عن كبار تبع الأتباع: كسليمان بن حرب وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأمثال هؤلاء. وهذه الطبقة قد شاركه مسلم في الأخذ عنهم.
  • الطبقة الرابعة: رفقاؤه في الطلب وبعض شيوخه ممن سمع قبله قليلا، كمحمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي وجماعة من نظرائهم، وإنما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه، أوما لم يجده عند غيرهم.
  • الطبقة الخامسة: قوم في عداد طلبته في السن والإسناد، سمع منهم للفائدة: كعبد الله بن حماد الآملي وعبد الله بن أبي العاص الخوارزمي وحسين بن محمد القباني وغيرهم، وقد روى عنهم أشياء يسيرة. وعمل في الرواية عنهم بما روي عن وكيع نطق: «لاقد يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن هوفوقه، وعمن هومثله، وعمن هودونه.»

وقد صنّف عدد من الفهماء خطاً للعناية بأسماء شيوخ البخاري منها:

  • أسامي من روى عنهم محمد بن إسماعيل البخاري من مشايخه الذين ذكرهم في جامعه السليم على حروف المعجم. لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.
  • أسامي مشايخ الإمام البخاري: لمحمد بن إسحاق بن منده.
  • أسامي شيوخ البخاري: لرضيّ الدين الحسن بن محمد الصغاني.
  • المفهم بأسامي شيوخ البخاري ومسلم: لأبي بكر محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون.
  • شيوخ البخاري ومسلم: للأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي.
  • التعريف بشيوخ حدّث عنهم البخاري: لأبي علي الحسين بن محمد الغساني.

تلاميذه ومن روى عنه

الإمام مسلم بن الحجاج، أحد أبرز تلاميذ الإمام البخاري وصاحب كتاب سليم مسلم، ثاني أصح الخط المصنّفة عند أهل السنّة والجماعة بعد سليم البخاري

تتلمذ على البخاري وسمع واستفاد منه عدد كبير جداً من طلّاب الفهم والرواة والمحدّثين، نطق أبوعلي صالح بن محمد جزرة: «كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد وكنت أستملى له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا.» وروى الخطيب البغدادي عن محمد بن يوسف الفربري أحد أكبر تلاميذ البخاري أنه نطق: «سمع السليم من البخاري معي نحوٌ من سبعين ألفًا.» وروي حتى عدد من سمع منه كتابه السليم بلغ تسعين ألفاً. ولم يكد يشتهر بين الناس بسعة حفظه وتثبّته وإتقانه حتى أقبل طلاب الحديث يسعون إليه ويتحلّقون حوله طلباً للرواية عنه والسماع منه، نطق محمد بن أبي حاتم ورّاق البخاري: «كان أهل الفهم يعدون خلفه في طلب الحديث وهوشاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يخط عنه وكان شابا لم يخرج وجهه.» ونطق يوسف بن موسى المروروذي: «كنت بجامع البصرة إذ سمعت مناديا ينادي: يا أهل الفهم، قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري. فقاموا في طلبه، وكنت فيهم، فرأيت رجلا شابا يصلي خلف الأسطوانة، فلما فرغ أحدقوا به، وسألوه حتى يعقد لهم مجلس الإملاء، فأجابهم. فلما كان من الغد اجتمع كذا كذا ألف، فجلس للإملاء، ونطق: يا أهل البصرة أنا شاب، وقد سألتموني حتى أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون الكل: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد بلديكم، نطق: حدثنا أبي، نطق: حدثنا شعبة، عن منصور، وغيره، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس حتى أعرابيا نطق: يا رسول الله الرجل يحب القوم... الحديث. ثم نطق: هذا ليس عندكم، إنما عندكم عن غير منصور. وأملى مجلسا على هذا النسق.»

ولم يقتصر الانتفاع من البخاري على التلاميذ بل ضمت شيوخه، نطق البخاري: «ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به.» وقد استوعب هذا الامتياز أساتذته الكبار وقدّروه حتى منذ صغره. يقول البخاري: «دخلت على الحميدي وأنا ابن ثمان عشرة سنة يعني أول سنة حج فإذا بينه وبين آخر اختلاف في حديث فلما بصر بي نطق اتى من يفصل بيننا فعرضا علي الخصومة فقضيت للحميدي وكان الحق معه.» ونطق أبوبكر الأعين: «خطنا عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي، وما في وجهه شعرة فقلنا: ابن كم أنت،يا ترى؟ نطق: ابن سبع عشرة سنة.»

ومن أعيان من روى عن الإمام البخاري:

  • من شيوخه: عبد الله المسندي، وعبد الله بن منير، ومحمد بن خلف بن قتيبة، وغيرهم.
  • من أقرانه: أبوحاتم الرازي، وأبوغرسة الرازي، وأبوبكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وغيرهم.
  • وممن أخذ عنه من كبار الحفّاظ: مسلم بن الحجاج، وابن خزيمة، وأبوعبد الرحمن النسائي، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وأبوعيسى الترمذي، وأبوبكر بن أبي الدنيا، وحسين بن محمد القبّاني، ويعقوب بن يوسف بن الأخرم، وجعفر بن محمد النيسابوري، وأبوالقاسم البغوي، والحسين بن إسماعيل المحاملي.

وغيرهم الكثير وهم أكثر من حتى يُحصوا، نطق النووي: «وأما الآخذون عن البخاري، فأكثر من حتى يحصروا.»

خطه ومصنفاته

صنّف الإمام البخاري وألّف خطاً كثيرة، وقد هيّأه للتأليف والكتابة وأعانه عليها ذكاؤه الحاد، وسعة حفظه، وذاكرته القوية، ومعهدته الواسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من تعديل وتجريح، وخبرته التامّة بالأسانيد من سليم وضعيف. وقد وصلنا بعض خطه وطُبعت بينما لا يزال بعضها مفقوداً. وجُلّ مصنّفاته وخطه لا تخرج عن السُنّة والحديث وعلومه من رواية ودراية ورجال وعلل. ومن هذه المصنّفات:

في الحديث والفقه

سليم البخاري والذي يعتبر عند أهل السنة والجماعة أصح كتاب بعد القرآن الكريم
  • الجامع السليم: والمشهور باسم سليم البخاري، أشهر مصنّفاته وأشهر خط الحديث النبوي على الإطلاق عند أهل السنة والجماعة. مكث في تصنيفه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عامًا. نطق البخاري في سبب تصنيفه للكتاب: «كنت عند إسحاق ابن راهويه، فنطق: لوجمعتم كتابًا مختصرًا لسليم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسقط ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب.» وقد جمع فيه البخاري حوالي 7593 حديثاً حسب عدّ محمد فؤاد عبد الباقي، اختارها الإمام البخاري من بين ستمائة ألف حديث يحفظها. حيث أنه كان مدقِّقًا في قبول الرواية، واشترط شروطًا خاصة دقيقة في رواية راوي الحديث، وهي حتىقد يكون معاصرًا لمن يروي عنه، وأن يسمع الحديث منه، أي أنه اشترط الرؤية والسماع معًا، هذا إلى جانب وجوب اتصاف الراوي بالثقة والعدالة والضبط والإتقان والورع. وقد روى المؤرخون حتى البخاري لمّا فرغ من تصنيف كتاب السليم عرضه على عدد من أكابر فهماء عصره مثل أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، فشهدوا له بصحة ما فيه من الحديث، روي عن مسلمة بن قاسم نطق: «سمعت من يقول عن أبي جعفر العقيلي نطق: لما ألف البخاري كتابه في سليم الحديث عرضه على علي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه فحدثهم نطق له كتابك سليم إلا أربعة أحاديث. نطق العقيلي: والقول فيها البخاري وهي سليمة.» ثم تلقته الأمة بعدهم بالقبول باعتباره أصح كتاب بعد القرآن الكريم. وأقبل الفهماء على كتاب الجامع السليم واعتنوا به عناية فائقة بالشرح والتعليق والدراسة في مصنّفات كثيرة جداً. نطق محمد يوسف البنوري: «أضحى كالشمس في كبد السماء بلغ إلى أقصى القبول والمجد والثناء، فانتهض أعيان الأمة وأعلام الفهم في جميع عصر من أقدم العصور إلى اليوم لشرحه والتعليق عليه، وتلخيصه، واختصاره أوترتيبه، وتأليف أطرافه، أوشرح تراجمه، أوترجمة رجاله، أوبيان غريبه، أووصل مرسله، وتعليقاته أومبهمه، وإبراز فوائده، ولطائفه، حديثًا وفقهًا وعربية وبلاغة ووضعًا وترتيبًا وتوزيعًا وتبويبًا حتى في تعديد حروفه وحدثاته وما إلى ذلك.»
  • الأدب المفرد: بوّبه في عدّة مواضيع تُعنى بتهذيب الأخلاق وتقويم السلوك.
  • حمل اليدين في الصلاة: وساق فيه كثيراً من الروايات والأحاديث التي تبين حتى حمل اليدين في الصلاة سُنّة ثابتة. وردّ على من أنكر ذلك.
  • القراءة خلف الإمام: أورد فيه الأدلة التي تُثبت وجوب قراءة القرآن للمأموم في الصلاة، وردّ على المخالفين في هذه المسألة.
  • كتاب الهبة: وهومفقود. ذكره ورّاقه محمد بن أبي حاتم.
  • المسند الكبير: وهومفقود. ذكره تلميذه محمد بن يوسف الفربري على ما نقله حاجي خليفة.
  • المبسوط: وهومفقود. صنّفه البخاري قبل الجامع السليم وجمع فيه جميع حديثه على الأبواب، ثم نظر إلى أصحّ الحديث على ما يرسِمه فأخرجه بجميع طرقه. ذكره أبوالفضل محمد بن طاهر المقدسي.
  • الوحدان: ذكر فيه الصحابة الذين رُوي عنهم حديث واحد فقط. ذكره ابن حجر العسقلاني وحاجي خليفة.
  • الفوائد: وهومفقود. ذكره الترمذي في سننه.
  • العلل: وهومفقود. ذكره ابن منده.

في التاريخ والرجال

  • التاريخ الكبير: وهوموسوعة كبرى في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، وقد اقترب فيه البخاري من استيعاب أسماء من رُوي عنهم الحديث من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمنه.
  • التاريخ الأوسط: بدأه بسيرة الهجرة إلى الحبشة، وطرف من السيرة النبوية في المرحلتين المكية والمدنية وترجم لمن توفي من الصحابة في عهد النبي محمد، ثم المتوفين في عهد الخلفاء الراشدين، ثم تكلّم على الرواة وأخبارهم ووفياتهم إلى زمنه.
  • التاريخ الصغير: وهوخاصّ بالصحابة، وهوأوّل مصنّف في ذلك.
  • الكُنى: وغالب من أورده البخاري في هذا الكتاب من الرواة الذين اشتهروا بكناهم ولم تُعهد أسمائهم.
  • الضعفاء الصغير: ذكر فيه الضعفاء من الرواة وترجم لهم بتراجم قصيرة مقتضبة.
  • الضعفاء الكبير: توسّع فيه في ترجمة الضعفاء من الرواة كما زاد عدد المترجم لهم.

في التفسير والعقيدة

  • التفسير الكبير: وهومفقود. نطق تلميذه محمد بن يوسف الفربري أنه صنّفه في فربر. وذكره ابن حجر العسقلاني وحاجي خليفة.
  • خلق أفعال العباد: بيّن فيه الفرق بين كلام الله وكلام العِباد وأن كلام الله صفة من صفاته وليس بمخلوق. وردّ على المعتزلة والجهمية.
  • ممضىه الفقهي

    اختلف الفهماء في تعيين ممضى الإمام البخاري الفقهي. فنسبوه إلى مذاهبهم. وللفهماء في ذلك ثلاثة أقوال:

    • أنه من الحنابلة، حيث ذكره ابن أبي يعلى في كتابه طبقات الحنابلة، ونطق ابن القيّم: «البخاري ومسلم وأبوداود والأثرم وهذه الطبقة من أصحاب أحمد أتبع له من المقلدين المحض المنتسبين إليه.»
    • أنه من الشافعية، فذكره تاج الدين السبكي في كتاب طبقات الشافعية الكبرى، وعدّه صديق حسن خان من أئمة الشافعية في كتاب أبجد العلوم. ونطق ابن حجر العسقلاني: «أن البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن كأبي عبيدة والنضر بن شميل والفراء وغيرهم وأما المباحث الفقهيه فغالبها مستمدة من الشافعي وأبي عبيد وأمثالهما.»
    • أنه مجتهد مستقلّ، ولم يكن مقلّداً لأي من مذاهب الأئمة الأربعة المشهورة، وهوما رجّحه عدد كبير من الفهماء من المتقدّمين والمعاصرين. نطق ابن تيمية: «أما البخاري؛ وأبوداود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد.» ونطق المضىي:«كان إماما حافظا حجة رأسا في الفقه والحديث مجتهدا من أفراد العالم.» ونطق محمد أنور الكشميري: «أن البخاري عندي سلك مسلك الاجتهاد ولم يقلد أحدا في كتابه.» ونطق الدكتور نور الدين عتر: «أما البخاري فكان في الفقه أكثر عمقا وغوصا، وهذا كتابه كتاب إمام مجتهد غواص في الفقه والاستنباط، بما لا يقل عن الاجتهاد المطلق، لكن على طريقة فقهاء المحدثين النابهين، وقد قرأ منذ صغره خط ابن المبارك وهومن خواص تلامذة أبي حنيفة، ثم اطلع على فقه الحنفية وهووقع – كما أبلغ عن نفسه -، واطلع على فقه الشافعي من طريق الكرابيسي، كما أخذ عن أصحاب مالك فقهه، فجمع طرق الاجتهاد إحاطة واطلاعا، فتهيأ له بذلك مع ذكائه المفرط وسيلان ذهنه حتى يسلك طريق المجتهدين، ويبلغ شأوهم. وهذا كتابه شاهد صدق على ذلك، حيث يستنبط فيه الحكم من الأدلة، ويتبع الدليل دون التزام ممضى من المذاهب، والأمثلة التي ضمها بحثنا عن فقهه وما أوجزنا من القول في عمق تراجمهم وتنوع طرق استنباطه، يشير على أنه مجتهد بلغ رتبة المجتهدين، وليس مقلدا لممضى ما كما يدعي بعض أتباع المذاهب.» ونطق الشيخ محمد بن صالح العثيمين: «كان مجتهداً في الفقه، وله دقة عجيبة في استنباطه من الحديث.» ونطق الشيخ عبد الكريم الخضير: «أبدى رحمه الله تعالى براعة فائقة في دقة الاستنباط مما يشير على أنه إمام فقيه مجتهد.» واستدلوا على ذلك بما روي عن كثير من الأئمة من معاصري الإمام البخاري وشيوخه في بيان سعة فهمه وفقهه. روي عن نعيم بن حماد أنه نطق:«محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.» وعن إسحاق بن راهويه أنه نطق: «لوكان محمد بن إسماعيل في زمن الحسن بن أبي الحسن (الحسن البصري) لاحتاج الناس إليه، لمعهدته بالحديث وفقهه.» وعن قتيبة بن سعيد أنه نطق: «جالست الفقهاء والعباد والزهاد فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل وهوفي زمانه كعمر في الصحابة.» ونطق محمد بن أبي حاتم: «سمعت حاشد بن عبد الله يقول: نطق لي أبومصعب أحمد بن أبي بكر المديني: محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من ابن حنبل. فنطق رجل من جلسائه: جاوزت الحد. فنطق أبومصعب: لوأدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحد في الفقه والحديث.» وعن محمد بن يوسف الفربري نطق: «كنا مع أبي عبد الله عند محمد بن بشار، فسأله محمد بن بشار عن حديث، فأجابه. فنطق: هذا أفقه خلق الله في زماننا، وأشار إلى محمد بن إسماعيل.» ونطق حاشد بن إسماعيل: «كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل، فلما قدم، نطق: محمد بن بشار: ولج اليوم سيد الفقهاء.» ونطق: «سمعت علي بن حجر، يقول: أخرجت خراسان ثلاثة: أبا غرسة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل عندي أبصرهم، وأفهمهم، وأفقههم.»

    ملامح شخصيته وشمائله

    روى المؤرخون كثيراً من الروايات والأحداث التي تدُلّ على صفات الإمام البخاري وشمائله من ورع وإخلاص وصدق وسماحة وكرم وتواضع وحُسن عبادة وغير ذلك من كريم الأخلاق، فكان البخاري مُكثرا من الصلاة طويل القيام بها، وكان يخشع بحيث لا يشغله شيء عن صلاته، وكان كثير القراءة للقرآن بحيث يختم جميع يوم ختمة أوأكثر، كما حجّ عدّة مرّات. وكان حريصاً على التورّع في جرح الرواة وهجر الغيبة بحيث أنه يختار حدثات لا يمكن أى إنسان حتى يؤاخذ بها المجروح، ومن حدثاته: هجروه، أوأنكره الناس، وأشدها عنده حتى يقول: منكر الحديث. ومن أبلغ ما يقول في الرجل المتروك أوالساقط: فيه نظر، أو: سكتوا عنه. ولا يكاد يقول فلان كذاب. نطق محمد بن أبي حاتم: «سمعته يقول: لاقد يكون لي خصم في الآخرة. فقلت: يا أبا عبد الله، إذا بعض الناس ينقم عليك التاريخ يقول فيه اغتياب الناس. فنطق: إنما روينا ذلك رواية ولم نقله من عند أنفسنا.» كما كان كريماً سمحاً زاهداً في الدنيا كثير الإنفاق على الفقراء والمساكين، وخاصة من تلاميذه وأصحابه. بالإضافة إلى ما تمتّع بن من القدرة الكبيرة على الحفظ والإتقان وتقدّمه وتفوّقه في الحديث وعلومه بشهادة أقرانه وشيوخه.

    صفته الخلقية

    على الرغم من شهرة الإمام البخاري التامّة وسعة رحلاته وتطوافه في الأمصار والبلدان ولقائه بالآلآف من الشيوخ والتلاميذ، فإنه لم تصلنا الكثير من الأخبار عن هيئته، وما وصلنا عنه هوما رواه أبوأحمد بن عدي الجرجاني في صفته فنطق: «سمعت الحسن بن الحسين البزاز ببخارى يقول: رأيت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل، ولا بالقصير.»

    عبادته

    كان الإمام البخاري عابداً مكثراً شديد الخشوع في صلاته، حتى إذا ولج في الصلاة لا يشغله عنها شيء ولا يلهيه عنها شاغل أوصارف فروى محمد بن أبي حاتم نطق: «دُعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم، ثم قام للتطوع فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته حمل ذيل قميصه، فنطق لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصى شيئا،يا ترى؟ فإذا زنبور قد أبره (لسعه) في ستة عشر أوسبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، وكان آثار الزنبور في جسده ظاهرة فنطق له بعضهم: كيف من الممكن أن لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك،يا ترى؟ فنطق: كنت في سورة فأحببت حتى أتمها.» كما كان يؤم أصحابه في رمضان وكان كثير القراءة للقرآن في الصلاة كما في كلّ الأوقات، نطق محمد بن خالد المطوّعي: «حدثنا مسبح بن سعيد نطق: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم فيقرأ في جميع ركعة عشرين آية وكذلك إلى حتى يختم القرآن وكذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في جميع ثلاث ليال وكان يختم بالنهار جميع يوم ختمة ويكون ختمه عند الإفطار جميع ليلة.» ونطق تاج الدين السبكي: «كان البخاري يختم القرآن جميع يوم نهارا ويقرأ في الليل عند السحر ثلثا من القرآن فمجموع ورده (اليومي) ختمة وثلث.» كما كان حريصاً على قيام الليل واتباع السنّة النبوية، نطق محمد بن أبي حاتم: «كان يصلى في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة.» كما كان متفكّرا في القرآن متدبّرا له كما وصفه الإمام الدارمي فنطق: «محمد أبصر مني، ومحمد بن إسماعيل أكيس خلق الله، إنه عقل عن الله ما أمر به ونهى عنه في كتابه وعلى لسان نبيه، إذا قرأ محمد القرآن شغل قلبه وبصره وسمعه وتفكر في أمثاله وعهد حرامه من حلاله.» كما كان جامعاً بين الفهم والعبادة حيث روى أبوأحمد بن عدي الجرجاني نطق: «سمعت عبد القدوس بن همام يقول سمعت عدة من المشايخ يقولون حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين.» بالإضافة إلى أنه حجّ عدّة مرّات، نطق الحاكم النيسابوري: «حدثني أبوعمروإسماعيل حدثنا أبوعبد الله محمد بن علي نطق: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول أقمت بالبصرة خمس سنين معي خطي أصنف وأحج جميع سنة وأرجع من مكة إلى البصرة.»

    ورعه وتحرّيه

    كان الإمام البخاري حريصاً على حقوق الناس متحرّياً لرد الحقوق إلى أصحابها، فمن ذلك ما رواه محمد بن أبي حاتم نطق: «ركبنا يوما إلى الرمي، ونحن بفربر، فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلى الفُرْضة، فجعلنا نرمي، وأصاب سهم أبي عبد الله (البخاري) وتد القنطرة الذي على نهر ورادة، فانشق الوتد. فلما رآه أبوعبد الله هبط عن دابته، فأخرج السهم من الوتد، وهجر الرمي. ونطق لنا: ارجعوا. ورجعنا معه إلى المنزل، فنطق لي: يا أبا جعفر، لي إليك حاجة، تقضيها،يا ترى؟ قلت: أمرك طاعة. نطق: حاجة مهمة، وهويتنفس الصعداء. فنطق لمن معنا: امضىوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته. فقلت: أية حاجة هي،يا ترى؟ نطق لي: تضمن قضاءها،يا ترى؟ قلت: نعم، على الرأس والعين. نطق: ينبغي حتى تصير إلى صاحب القنطرة، فتقول له: إنا قد أخللنا بالوتد، فنحب حتى تأذن لنا في إقامة بدله، أوتأخذ ثمنه، وتجعلنا في حل مما كان منا. وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري. فنطق لي: أبلغ أبا عبد الله السلام، وقل له: أنت في حل مما كان منك، ونطق جميع ملكي لك الفداء، وإن قلت: نفسي، أكون قد كذبت غير أني لم أكن أحب حتى تحتشمني في وتد أوفي ملكي. فأبلغته رسالته، فتهلل وجهه، واستنار، وأظهر سرورا، وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوا من خمس مائة حديث، وتصدق بثلاث مائة درهم.» بالإضافة إلى ما اشتهر عنه من كره الغيبة، نطق: «ما أغتبت أحدا قط منذ فهمت حتى الغيبة تضر أهلها.» وحرصه على ألاقد يكون بينه وبين أحد من الناس أية مظلمة، نطق محمد بن أبي حاتم: «سمعته يقول لأبي معشر الضرير: اجعلني في حل يا أبا معشر. فنطق: من أي شيء،يا ترى؟ فنطق: رويتَ حديثاً يوماً فنظرتُ إليكَ وقد أُعجبت به وأنت تحرك رأسك ويديك، فتبسمتُ من ذلك. نطق: أنت في حل يرحمك الله يا أبا عبد الله.» وقد تحرّى الإمام البخاري حتى لا يدخل في شيء من معاملات الدنيا لئلا يصيبه شيء فيه شبهة من حرام أوغيره فروي عنه أنه نطق: «ما توليت شراء شيءٍ ولا بيعه قط. فنطق له أبوجعفر: كيف، وقد أحل الله البيع،يا ترى؟ نطق:لما فيه من الزيادة والنقصان والتخليط، فخشيت أني إذا توليت ذلك حتى أستوي بغيري. فنطق له: ومن كان يتولى أمرك في أسفارك ومبايعتك،يا ترى؟ نطق: كنت أُكفى ذلك.» وكان متورّعا إذا وعد أوفى بوعده وأنفذ الأمر حتى وإن كان هذا لا يزال في نيّته، نطق الخطيب البغدادي: «كان حُمِلَ إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان، فاجتمع التجار بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم، فنطق لهم: انصرفوا الليلة. فاتىه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم، فردهم ونطق: إني نويت البارحة حتى أدفع إلى أولئك، ولا أحب حتى أنقض نيتي. فدفعها إليهم.»

    كرمه وسماحته

    كان الإمام البخاري مفرط الكرم وافر الصدقة وخصوصاً على المحتاجين من التلاميذ وطلبة الفهم فذكر ابن ناصر الدين أنه ورث من أبيه مالاً وفيراً ووكّل أناساً للتجارة به، فكان ينفق منه بسخاء فيتصدق منه بالكثير ويبر الطلبة ويحسن إليهم. وكان يحبّ إخفاء ذلك ولا يحبّ حتى يتحدث الناس به، فروي أنه مرة ناول رجلاً من الطلبة صرةً فيها ثلاثمائة درهم خفيةً، فأراد الرجل حتى يدعوله فنطق له البخاري: «ارفق، واشتغل بحديث آخر كيلا يفهم بذلك أحدٌ.» ونطق محمد بن أبي حاتم: «كان يتصدق بالكثير، يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث، فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين، وأقل وأكثر، من غير حتى يشعر بذلك أحد.» وكان يكافيء بسخاء من يصنع له معروفاً مهما قلّ، فروي أنه كانت له بترة أرض يكريها جميع سنة بسبع مائة درهم. فكان ذلك المكتري من الممكن حمل منها إلى البخاري قثاة أوقثاتين، لأن البخاري كان معجبا بالقثاء النضيج، وكان يؤثره على البطيخ أحيانا، فكان يهب للرجل مائة درهم جميع سنة لحمله القثاء إليه أحياناً وبالإضافة إلى إنفاقه على التلاميذ فإنه كان كثير الانفاق في طلب الفهم، فروي عنه أنه نطق: «كنت أستغل جميع شهر خمس مائة درهم، فأنفقت جميع ذلك في طلب الفهم.»

    زهده وأدبه

    مع كون الإمام البخاري ذا مال كثير فإنه كان متقشّفاً زاهداً في أمور الدنيا وكان قليل الأكل جداً، نطق محمد بن أبي حاتم: «كان أبوعبد الله من الممكن يأتي عليه النهار، فلا يأكل فيه رقاقة، إنما كان يأكل أحيانا لوزتين أوثلاثا. وكان يجتنب توابل القدور مثل الحمص وغيره» وكان من كثرة إنفاقه للمال في الصدقة وطلب الفهم أنه قد تمر عليه أيام لا يجد ما يأكله، ومع ذلك لا يطلب من أحد شيئاً، فروى ابن ناصر الدين أنه نفدت نفقته مرّة فجعل يأكل من نبات الأرض ولا يخبر أحداً بذلك وبلغ من شدة زهده وحرصه أنه لم يمنعه حتى السقم من ذلك، فروى ابن عساكر بسنده نطق: «سقم محمد بن إسماعيل البخاري فعرض ماؤه على الأطباء فنطقوا لوحتى هذا الماء ماء بعض أساقفة النصارى فإنهم لا يأتدمون، فصدقهم محمد بن إسماعيل ونطق: لم ائتدم منذ أربعين سنة فسألوا عن علاجه فنطقوا علاجه الإدام فامتنع عن ذلك حتى ألح عليه المشايخ ببخارى أهل الفهم إلى حتى أجابهم حتى يأكل بقية عمره في جميع يوم سكرة واحدة مع رغيف.» واتّصف الإمام البخاري بالآداب العالية والأخلاق الحميدة فمن ذلك ما رواه محمد بن منصور نطق: «كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، فحمل إنسان من لحيته قذاة، فطرحها على الأرض. نطق: فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رأيته أعطى يده، فحمل القذاة من الأرض، فأدخلها في كمه. فلما خرج من المسجد رأيته أخرجها فطرحها على الأرض.» وكان قليل الكلام وكلّ شغله في الفهم ولا يشتغل في أمور الناس نطق هانئ بن النضر: «كنا عند محمد بن يوسف -يعني: الفريابي- بالشام وكنا نتنزه عمل الشباب في أكل الفرصاد ونحوه، وكان محمد بن إسماعيل معنا، وكان لا يزاحمنا في شيء مما نحن فيه، ويكب على الفهم.» ومن أدبه أنه كان يتجنّب ما يؤذي غيره فكان لا يأكل الكراث والبصل وما يشبههما لئلا يتأذى الناس من الرائحة.

    نبوغه وحفظه وتقدّمه على أقرانه

    إن من أبرز ما تميّز به الإمام البخاري هوذكاؤه الوقّاد وقوة حفظه الاستثنائية، فكان يحفظ مئة ألف حديث سليم، ومئتي ألف حديث غير سليم، وكان يأخذ الكتاب من الفهم فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الحديث من مرة واحدة. وقد رُزق قوة الحفظ من صغره فكان وهوصبي لا يزال في مقتبل العمر يحفظ سبعين ألف حديث ويعهد تاريخ رواته وأخبارهم، نطق سليمان بن مجاهد «كنت عند محمد بن سلام البيكندي فنطق لي: لوجئت قبل لرأيت صبيًّا يحفظ سبعين ألف حديث. نطق فخرجت في طلبه فلقيته، فقلت: أنت الذي تقول أنا أحفظ سبعين ألف حديث،يا ترى؟ نطق: نعم وأكثر، ولا أجيبك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا من عهدت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة والتابعين إلا ولي في ذلك أصل أحفظه حفظًا عن كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.» وكان معروفاً بذلك بين أقرانه من طلبة الفهم حتى كانوا يجلسون إليه ويسألونه عن الحديث، نطق محمد بن أبي حاتم: «سمعت إبراهيم الخواص مستملي صدقة يقول: رأيت أبا غرسة كالصبي جالسا بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث.» وقد شهد له شيوخه بذلك من صغره وكانوا يأخذون منه ويستفيدون، نطق محمد بن أبي حاتم: «سمعت محمد بن إسماعيل يقول: نطق لي محمد بن سلام: انظر في خطي فما وجدت فيها من خطأ فأضرب عليه، كي لا أرويه، فعملت ذلك.» وكان محمد بن سلام البيكندي خط عند الأحاديث التي حكم البخاري بصحّتها: رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة: لم يرض الفتى. فنطق له بعض أصحابه: «من هذا الفتى؟» فنطق: «هوالذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل.» ونطق عبد الله بن يوسف التنيسي للبخاري: « يا أبا عبد الله أنظر في خطي وأبلغني بما فيها من السقط. فنطق: نعم.» وكان محمد بن يحيى الذهلي أحد أبرز شيوخه يسأله عن الأسامي والكنى والعلل، والبخاري يمر فيه كالسهم، كأنه يقرأ قل هوالله أحد. ونطق أبوبكر المديني: «كنا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكان دون صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عطاء الكيخاراني فنطق له إسحاق: يا أبا عبد الله أيش كيخاران،يا ترى؟ نطق: قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فسمع منه عطاء حديثين. فنطق له إسحاق: يا أبا عبد الله، كأنك قد شهدت القوم!» وكان مع هذا حريصاً على التثبّت ممن يسمع منهم جامعاً لأخباره متفحّصاً لفهمه، فكان إذا خط عن شيخ ثبتٍ ضابطٍ سأله عن اسمه وكنيته ونسبة وعلة الحديث وإن كان ذلك الشيخ ليس بالحافظ القوي سأله حتى يريه خطه.

    وقد أراد عدد من طلاب الفهم والمشايخ في عدد من البلدان اختبار البخاري وسبر قوة حفظه وتثبّته، فروى الخطيب البغدادي بسنده عن حاشد بن إسماعيل نطق: «كان أبوعبد الله محمد بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهوغلام فلا يخط حتى أتى على ذلك أيام، فكنا، نقول له: إنك تختلف معنا ولا تخط فما معناك فيما تصنع،يا ترى؟ فنطق لنا بعد ستة عشرة يوما: إنكما قد أكثرتما على وألححتما، فأعرضا علي ما خطتما فأخرجنا ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر القلب حتى جعلنا نحكم خطنا على حفظه، ثم نطق: أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامي،يا ترى؟ فعهدنا أنه لا يتقدمه أحد.» ومن أشهر الروايات في ذلك ما رواه أبوأحمد بن عدي الجرجاني نطق: «سمعت عدة مشايخ يحكون حتى محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى جميع رجل منهم عشرة أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري وأخذوا الموعد للمجلس فحضر المجلس جماعة من أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة وسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فنطق البخاري لا أعهده فسأل عن آخر فنطق البخاري لا أعهده ثم سأل عن آخر فنطق لا أعهده فما زال يلقي بمثله واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعهده فكان الفهماء ممن جاء المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهمنا ومن كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فنطق البخاري لا أعهده فسأله عن آخر فنطق لا أعهده فسأل عن آخر فنطق لا أعهده فلم يزل يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعهده ثم انتدب الثالث إليه والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على لا أعهده فلما فهم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فنطق أما حديثك الأول فهوكذا وحديثك الثاني فهوكذا والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة فرد جميع متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه وعمل الآخرين مثل ذلك ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها فأقر له الناس بالحفظ والفهم وأذعنوا له بالفضل.» ونطق محمد بن أبي حاتم: «سمعت سليم بن مجاهد يقول: سمعت أبا الأزهر يقول: كان بسمرقند أربع مائة مما يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل، فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وإسناد اليمن في إسناد الحرمين، فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.»

    محنته

    امتُحِن الإمام البخاري مرّتين، الأولى كانت مع شيخه محمد بن يحيى الذهلي على رأس جماعة من الفقهاء والمحدّثين في عصره، حيث اتّهِم البخاري بمسألة القول باللفظ بالقرآن وهل هومخلوق، وكانت هذه المحنة واحدة من مسببات محنته الثانية مع حاكم بخارى خالد بن أحمد الذهلي.

    مسألة اللفظ بالقرآن

    نشأت مسألة القول بخلق القرآن في أواخر عهد الخليفة العبّاسي المأمون، واستمرت طيلة عهد المعتصم والواثق، وبقيت في أوائل عهد المتوكل، وسبّبت فتنةً عظيمة بين أهل السنة والمعتزلة، واندلعت نارها وعمّ خطرها. حيث تمكّن المعتزلة الذين برزوا في عهد المأمون والتفّوا حوله كبشر المريسي وثمامة بن الأشرس وأحمد بن أبي دؤاد من إقناع الخليفة باعتناق الاعتزال وحمله على القول برأيهم حتى القرآن مخلوق، وتمكّن القاضي أحمد بن أبي دؤاد حتى يغري الخليفة بحمل الناس على هذا القول فخط المأمون إلى أمراء الأمصار حتى يمتحنوا فهماء الأمة بهذه المسألة، فمن أجاب فقد سَلِمَ من الأذى، ومن خالف كان جزاؤه الأذى والتنكيل.

    وامتُحن بذلك أئمة كبار كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وأبوخيثمة زهير بن حرب، والنضر بن شميل وأحمد بن نصر الخزاعي الذي قُتل ويوسف بن يحيى البويطي الذي توفي في السجن وغيرهم، فصبر بعضهم ورفض حتى يقول بخلق القرآن فعُذّب بعضهم وحُبس بعضهم وقُتل البعض وأجابه بعضهم. وشغلت هذه الفتنة المسلمين نحوخمس عشرة سنة إلى حتى انتهت في زمن المتوكل.

    المسجد الجامع في نيسابور

    وقد أصاب البخاري طرفٌ من هذه الفتنة، فعندما ولج البخاري نيسابور استقبله الناس بالحفاوة والتكريم والتعظيم، نطق محمد بن يعقوب الأخرم: «سمعت أصحابنا يقولون: لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركبانا على الخيل، سوى من ركب بغلا أوحمارا وسوى الرجالة.» والتفّ الناس وطلاب الفهم والمحدّثون حوله حتى هجروا مجالس المحدّثين الآخرين مما كان سببا في إيغار صدور البعض عليه. فأرادوا صرف الناس عنه فشغبوا عليه بمسألة خلق القرآن، نطق أبوأحمد بن عدي الجرجاني: «ذكر لي جماعة من المشايخ حتى محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور واجتمع الناس عليه حسده بعض من كان في ذلك الوقت من المشائخ لما رأى من إقبال الناس عليه فنطق لأصحاب الحديث إذا محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه فلما جاء الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فنطق يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هوأوغير مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه ثلاثا فالتفت إليه البخاري في الثالثة فنطق القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه.»

    وقد ذكر الفهماء والمؤرخون حتى محمد بن يحيى الذهلي كان أحد من دخله الحسد بسبب اجتماع الناس على البخاري، وكان الذهلي أحد كبار محدّثي نيسابور وأحد شيوخ البخاري. نطق مسلم بن الحجاج: «لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت والياً ولا عالماً فَعَل به أهل نيسابور ما عملوا به، استقبلوه مرحلتين وثلاثة. فنطق محمد بن يحيى في مجلسه: من أراد حتى يستقبل محمد بن إسماعيل غدا فليستقبله. فاستقبله محمد بن يحيى وعامة الفهماء، فنزل دار البخاريين، فنطق لنا محمد بن يحيى: لا تسألوه عن شيء من الكلام، فإنه إذا أجاب بخلاف ما نحن فيه، سقط بيننا وبينه، ثم شمت بنا جميع حروري، وكل رافضي، وكل جهمي، وكل مرجئ بخراسان. نطق: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل، حتى امتلأ السطح والدار، فلما كان اليوم الثاني أوالثالث، قام إليه رجل، فسأله عن اللفظ بالقرآن. فنطق: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا. فسقط بينهم اختلاف، فنطق بعض الناس: نطق: لفظي بالقرآن مخلوق، ونطق بعضهم: لم يقل، حتى تواثبوا، فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم.» وعلّق جمال الدين القاسمي على هذه الحادثة قائلاً: «إن نهي الذهلي عن سؤال البخاري عن شيء من الكلام فيه تلقين للفتنة وتعليم لمثارها وفتح لبابها.» وروى الخطيب البغدادي نطق: «أبلغني محمد بن أحمد بن يعقوب، نطق: أبلغنا محمد بن نعيم الضبي، نطق: سمعت محمد بن حامد البزاز، يقول: سمعت الحسن بن محمد بن جابر، يقول: سمعت محمد بن يحيى، يقول: لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور، نطق: امضىوا إلى هذا الرجل الصالح العالم فاسمعوا منه، نطق: فمضى الناس إليه واقبلوا على السماع منه، حتى ظهر الخلل في مجالس محمد بن يحيى فحسده بعد ذلك وتحدث فيه.»

    وإثر ذلك وبعد ما صار بين البخاري والذهلي من الاختلاف فقد هجر الكثير من الطلاب مجالس البخاري وأطاعوا الذهلي لما كان له من قدر المكانة والمنزلة العظيمة في بلده نيسابور. وثبت مع البخاري تلميذه الإمام مسلم بن الحجاج وكان مسلم أيضًا يناضل عن الإمام البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه، فهجر شيخه الذهلي ولازم البخاري. نطق الحاكم النيسابوري: «سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول: لما استوطن محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه، فلما سقط بين محمد بن يحيى والبخاري ما سقط في مسألة اللفظ، ونادى عليه، ومنع الناس عن الاختلاف إليه، حتى هجر وخرج من نيسابور؛ في تلك المحنة بتره أكثر الناس غير مسلم فإنه لم يتخلف عن زيارته، فأنهى إلى محمد بن يحيى حتى مسلم بن الحجاج على ممضىه قديماً وحديثاً وأنه عوتب على ذلك بالعراق والحجاز ولم يرجع عنه، فلما كان في يوم مجلس محمد بن يحيى نطق في آخر مجلسه: ألا من نطق باللفظ فلا يحل له حتى يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس الناس، وخرج من مجلسه، وجمع جميع ما خط منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمد بن يحيى، فاستحكمت تلك الوحشة وتخلف عن زيارته.»

    نيسابور.
    نيسابور
    مدينة نيسابور، حيث جرت محنة الإمام البخارى بفتنة خلق القرآن، ومسقطها الحالي في إيران

    وغادر البخاري نيسابور بعد هذه الحادثة درءاً للمفاسد ووأداً للفتنة وإيثاراً للسلامة في دينه، نطق أحمد بن سلمة النيسابوري: «دخلت على البخاري فقلت: يا أبا عبد الله، هذا رجل مقبول، خصوصا في هذه المدينة، وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا حتى يحدثه، فما ترى،يا ترى؟ فقبض على لحيته ثم نطق: (وأفوض أمري إلى الله إذا الله بصير بالعباد). اللهم إنك تفهم أني لم أرد المقام بنيسابور شرا ولا بطرا ولا طلبا للرياسة. وإنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين، وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير. يا أحمد إني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي. نطق: فأبلغت أصحابنا، فوالله ما شيعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد. وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لإصلاح أمره.»

    نطق المضىي معلّقا وموضّحا موقف البخاري من المسألة: «وأما البخاري، فكان من كبار الأئمة الأذكياء، فنطق:ما قلت: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، وإنما حركاتهم، وأصواتهم وأفعالهم مخلوقة، والقرآن المسموع المتلوالملفوظ المكتوب في المصاحف كلام الله، غير مخلوق. وصنف في ذلك كتاب (أفعال العباد) مجلد، فأنكر عليه طائفة، وما فهموا مرامه كالذهلي، وأبي غرسة، وأبي حاتم، وأبي بكر الأعين، وغيرهم.» ونصر ابن القيّم ممضى البخاري في المسألة وصرّح بأن البخاري أفهم بهذه المسألة وأولى بالصواب فيها من جميع من خالفه. نطق: «قول السلف وأئمة السنة والحديث، أنهم يميزون بين ما قام بالعبد وما قام بالرب، والقرآن عندهم جميعه كلام الله، حروفه ومعانيه، وأصوات العباد وحركاتهم، وأداؤهم وتلفظهم، جميع ذلك مخلوق بائن عن الله. فإن قيل: فإذا كان الأمر كما قررتم فكيف أنكر الإمام أحمد على من نطق: لفظي بالقرآن مخلوق. وبدعه ونسبه إلى التجهم، وهل كانت محنة أبي عبد الله البخاري إلا على ذلك حتى هجره أهل الحديث ونسبوه إلى القول بخلق القرآن. قيل: معاذ الله حتى يظن بأئمة الإسلام هذا الظن الفاسد، فقد صرح البخاري في كتابه (خلق أفعال العباد) وفي آخر (الجامع) بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، ونطق: حدثنا سفيان بن عيينة نطق: أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة، منهم عمروبن دينار يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق. نطق البخاري: ونطق أحمد بن الحسين حدثنا أبونعيم حدثنا سليم القاري نطق سمعت سفيان الثوري يقول: نطق حماد بن أبي سليمان: أبلغ أبا فلان المشرك أني بريء من دينه، وكان يقول: القرآن مخلوق، ثم ساق سيرة خالد بن عبد الله القسري وأنه ضحى بالجعد بن درهم ونطق إنه زعم حتى الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يحدث موسى تكليما ثم هبط فذبحه. هذا ممضى الإمام البخاري وممضى الإمام أحمد وأصحابهما من سائر أهل السنة، فخفي تفريق البخاري وتمييزه على جماعة من أهل السنة والحديث، ولم يفهم بعضهم مراده وتعلقوا بالمنقول عن أحمد نقلا مستفيضا أنه نطق: من نطق لفظي بالقرآن مخلوق فهوجهمي: ومن نطق غير مخلوق فهومبتدع، وساعد ذلك نوع حسد باطن للبخاري لما كان الله نشر له من الصيت والمحبة في قلوب الخلق واجتماع الناس عليه حيث حل، حتى هضم كثير من رياسة أهل الفهم وامتعضوا لذلك، فوافق الهوى الباطن الشبهة الناشئة من القول المجمل، وتمسكوا بإطلاق الإمام أحمد وإنكاره على من نطق لفظي بالقرآن مخلوق وأنه جهمي، فهجرب من مجموع هذه الأمور فتنة سقطت بين أهل الحديث.»

    مع أمير بخارى

    منظر بانورامي لجانب من مدينة بخارى حيث ولد الإمام البخاري، وأخرج منها في أواخر حياته

    توجّه الإمام البخاري عائداً إلى بلدته بخاري بعد خروجه من نيسابور، فاستقبله الناس هناك بحفاوة وإكرام بالغين. نطق أحمد بن منصور الشيرازي: «سمعت بعض أصحابنا يقول: لما قدم البخاري بخاري نصب له القباب على فرسخ من البلد، واستقبله عامة أهل البلد ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير.» فمكث مدّة يحدّث في مسجده، فسأله أمير بخارى خالد بن أحمد بن خالد حتى يحضر إلى منزله ويقرأ خطه على أولاده فامتنع البخاري من ذلك لئلا يحابي ناساً دون آخرين، فروى الخطيب البغدادي نطق: «أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل حتى يحضر منزله فيقرأ «الجامع» و«التاريخ» على أولاده فامتنع أبوعبد الله عن الحضور عنده، فراسله حتى يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا وَقَالَ: لا يسعني حتى أخص بالسماع قوما دون قوم» وفي رواية أخرى نطق: «بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخاري إلى محمد ابن إسماعيل حتى أحمل إلي كتاب "الجامع "و"التاريخ "وغيرهما لأسمع منك، فنطق محمد بن إسماعيل لرسوله: أنا لا أذل الفهم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فأحضرني في مسجدي أوفي داري، فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة إني لا أكتم الفهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سئل عن فهم فكتمه ألجم بلجام من نار".» فبقى في نفس الأمير من ذلك وكان هذا سبب الوحشة بينهما، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء، وغيره من أهل الفهم ببخارى عليه، حتى تحدثوا في ممضىه، واتفق بعد ذلك حتى أوفد محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد كتابّاً يؤلّب فيه الأمير على الإمام البخاري، فقرأ الأمير كتاب الذهلي على الناس يحرّضهم على مفارقة البخاري فأبى الناس ذلك، فأمره الأمير بعد ذلك بالخروج من بخارى، فخرج منها. نطق أحمد بن منصور الشيرازي: «فخط بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى: إذا هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة. فقرأ كتابه على أهل بخارى، فنطقوا: لا نفارقه، فأمره الأمير بالخروج من البلد، فخرج.»

    وفاته وضريحه

    ضريح الإمام البخاري في سمرقند

    بعد المحنة التي حصلت للإمام البخاري مع أمير بخارى توجّه بعدها إلى خرتنك، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم. فأقام مدة من الزمن فسقم واشتد سقمه. وقد سُمع ليلةً من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعوويقول في نادىئه: «اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك.» وروى محمد بن أبي حاتم سيرة وفاته فنطق: «سمعت غالب بن جبريل وهوالذى هبط عليه أبوعبد الله يقول: أقام أبوعبد الله عندنا أياماً فسقم واشتد به السقم، حتى اتى رسول إلى سمرقند بإخراجه، فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خفيه وتعمم، فلما سار قدر عشرين خطوة أونحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخر معى يقود الدابة ليركبها، فنطق رحمه الله: أوفدوني فقد ضعفت. فنادى بدعوات ثم اضطجع، فقضى رحمه الله. فسال منه من العرق شئ لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى حتى أدرجناه في ثيابه. وكان فيما نطق لنا وأوصى إلينا: حتى كفنونى في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة فعملنا ذلك. فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية فدام على ذلك أياماً، ثم علت سوارى بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون. وأما التراب فإنهم كانوا يحملون عن القبر حتى ظهر القبر ولم يكن يقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر. وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهر التوبة والندامة.» وروى الخطيب البغدادي نطق: «أبلغنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه نطق: حدثنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني نطق: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى نطق: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه، وهوواقف في موضع فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: ما وقوفك يا رسول الله،يا ترى؟ فنطق: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هوقد توفي في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.»

    وكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن، وكان عمره آنذاك اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما. وقبره معروف إلى الآن وله ضريح مشهور في سمرقند.

    ثناء الفهماء عليه

    كان البخاري موضع تقدير من شيوخه وأقرانه فتحدثوا عنه بما هوأهله وأثنوا عليه، نطق النووي: «وافهم حتى وصف البخاري، رحمه الله، بارتفاع المحل والتقدم في هذا الفهم على الأماثل والأقران، متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان، ويكفى في فضله حتى معظم من أثنى عليه ونشر مناقبه شيوخه الأعلام المبرزون، والحُذَّاق المتقنون.» وكذلك غيرهم ممن عاصره أواتى بعده، فمن أقوال الفهماء فيه:

    • نطق أحمد بن حنبل: «ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري.»
    • ونطق قتيبة بن سعيد: «يا هؤلاء، نظرت في الحديث وفي الرأي، وجالست الفقهاء والزهاد والعباد، فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل.»
    • ونطق أبوحاتم الرازي: «محمد بن إسماعيل أفهم من ولج العراق.»
    • ونطق محمد بن أبي حاتم: «سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت فهماءها فحدثا جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.» ونطق: «سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: لوقدرت حتى أزيد من عمري في عمر محمد بن إسماعيل لعملت فإن موتيقد يكون موت رجل واحد وموت محمد بن إسماعيل فيه ذهاب الفهم.»
    • ونطق مسلم بن الحجاج للبخاري: «دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.»
    • ونطق الترمذي: «لم أر أحدا بالعراق، ولا بخراسان، في معنى العلل والتاريخ وفهم الأسانيد كبير أحد أفهم من محمد بن إسماعيل.»
    • ونطق أبوأحمد الحاكم: «كان البخاري أحد الأئمة في فهم الحديث وجمعه. ولوقلت: إني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجوت حتى أكون صادقا.»
    • ونطق ابن خزيمة: «ما رأيت تحت أديم السماء أفهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري.»
    • ونطق عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: «حدّثني حاتم بن مالك الورّاق نطق:سمعت فهماء مكة يقولون: محمد بن إسماعيل إمامنا، وفقيهنا وفقيه خراسان.»
    • ونطق أبوعبد الله الحاكم النيسابوري: «هوإمام أهل الحديث بلا خلاف بين أهل النقل.»
    • ونطق أبوالحجاج المزي: «إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام.»
    • ونطق المضىي: «البخاري شيخ الإسلام وإمام الحفاظ. كان رأسًا في الذكاء، رأسا في الفهم، ورأسًا في الورع والعبادة.» ونطق: «كان من أوعية الفهم، يتوقد ذكاء، ولم يخلف بعده مثله.»
    • ونطق ابن كثير: «أبوعبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه.»
    • ونطق زين الدين العراقي: «البخاري الحافظ الفهم أمير المؤمنين في الحديث.»
    • ونطق تاج الدين السبكي: «كان البخاري إمام المسلمين وقدوة المؤمنين وشيخ الموحدين والمعول عليه في أحاديث سيد المرسلين.»
    • ونطق شمس الدين الكرماني: «البخاري إمام أئمة الحديث، والمقتدى به في هذا الشأن.»
    • ونطق ابن حجر العسقلاني: «أبوعبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث.» ونطق: «هوالإمام الفهم الفرد تاج الفقهاء، عمدة المحدثين، سيد الحفاظ.»
    • ونطق ابن ناصر الدين: «تخرج به أرباب الدراية، وانتفع به أهل الرواية، وكان فرد زمانه، حافظاً للسانه، ورعاً في جميع شأنه، هذا مع فهمه العزيز، وإتقانه الكثير، وشدة عنايته بالأخبار، وجودة حفظه للسنن والآثار، ومعهدته بالتاريخ وأيام الناس ونقدهم، مع حفظ أوقاته وساعاته، والعبادة الدائمة إلى مماته. ولقد كان كبير الشأن، جليل القدر، عديم النظير، لم ير أحد شكله، ولم يخلف بعده مثله.»
    • ونطق الشوكاني: «البخاري حافظ الإسلام وإمام أئمته الأعلام.»

    وغيرهم كثير. نطق ابن حجر العسقلاني: «ولوفتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفنى القرطاس ونفدت الأنفاس فذاك بحر لا ساحل له.»

    من أقواله

    • «ما وضعت في كتابي السليم حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.»
    • «لا أفهم شيئا يُحتاج إليه إلا وهوفي الكتاب والسنة.»
    • «ما جلست للحديث حتى عهدت السليم من السقيم وحتى نظرت في عامة خط الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أونحوها فما هجرت بها حديثًا سليمًا إلا خطته إلا ما لم يظهر لي.»
    • «ما أردت حتى أتحدث بكلامٍ فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه.»
    • «أرجوحتى ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.»

    في الثقافة العامة

    مسجد الإمام البخاري في كوالالمبور

    كان من مكانة الإمام البخاري الكبيرة حتى اطلق اسمه تكريماً على عدد كبير من المساجد والمدارس والمعاهد وغيرها من الصروح في مختلف دول العالم. ومنها مسجد مؤسسة البخاري في كوالالمبور،ماليزيا. وغيرها من المساجد في مدن العالم كالزقازيق وطنطا وبورسعيد والمدينة النبوية ووهران والدمام والخبر ووجلجولية وغيرها. ومن المعاهد: معاهد البخاري الأزهرية للغات في القاهرة ومعهد الإمام البخاري للدراسات الإسلامية في عكار. ومعهد الإمام البخاري في بوسطن ومعهد البخاري في مينيابولس. وغيرها من المدارس الابتدائية والثانوية المنتشرة في أراتى العالم. ومن صور تقديره والحفاوة به إصدار طابعا بريديا يُظهر رسماً تعبيرياً له في مصر عام 1969م.

    أدبيّاً

    تناول الكثير من الفهماء والمؤرخون والكتّاب سيرة حياة الإمام البخاري وعرضوها سرداً وتحليلاً وأُلّفت عنه المصنّفات والرسائل والأطروحات. وتنوّعت موضوعات هذه المؤلفات فاقتصر بعضها على عرض ترجمته من خلال سبر أخباره في خط التاريخ والطبقات والرجال، وتوسّع بعضها في تناول جميع ما تعلّق به سواءً من أخبار وتراجم شيوخه وتلاميذه ورحلاته في البلدان والأمصار أومن لقيهم وحدّث عنهم ومن تكلّم فيهم، أوعن منهجه في تسليم وتضعيف الأحاديث في كتاب الجامع السليم والفوائد الفقهية المستنبطة من تراجم أبوابه، وما تكلّم به الفهماء من دراسة ونقد للكتاب وردود واعتراضات الفهماء عليها وما يختص بذلك من أمور الصنعة الحديثية. بالإضافة إلى عناية الفهماء بكتاب السليم ومؤلفاتهم حوله من شروح ومختصرات وتعاليق ومستدركات ومستخرجات وغيرها من المسائل.

    الممثل أشرف عبد الغفور في دور الإمام البخاري

    ومن أشهر هذه المؤلفات:

    • جزء فيه ترجمة البخاري، للمضىي، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز. (طبعة مؤسسة الريان)
    • تحفة الإخباري بترجمة البخاري، لابن ناصر الدين، محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي. (طبعة دار البشائر الإسلامية)
    • هداية الساري لسيرة البخاري، لابن حجر العسقلاني. (طبعته دار البشائر)
    • الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري، لإسماعيل بن محمد العجلوني. (طبعة دار النوادر)
    • الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند السليم، لعبد الستار الشيخ. (طبعة دار القلم)
    • الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين، لتقي الدين الندوي المظاهري. (طبعة دار القلم)
    • سيرة الإمام البخاري سيّد الفقهاء وإمام المحدّثين، لعبد السلام المباركفوري. (تحميل الكتاب PDF: المجلد الأول - المجلد الثاني) (طبعة دار عالم الفوائد)
    • حياة البخاري، لمحمد جمال الدين القاسمي. (طبعة دار النفائس)
    • الإمام البخاري محدثًا وفقيهًا، للحسيني عبد المجيد هاشم. (طبعة مؤسسة مصر العربية للنشر)

    إعلاميّاً

    جُسّدت شخصية الإمام البخاري في بعض الأعمال الفنية مثل مسلسل «الإمام البخاري»، من إخراج تيسير عبود والذي عرض عام 1982. وقام بدور البخاري الممثّل أشرف عبد الغفور. كما ظهر أيضا في مسلسل «الإمام مسلم» وجسّد شخصيّته أيضا الممثّل أشرف عبد الغفور في دور ثانوي. كما عرضت شخصية الإمام البخاري في فيلم تلفزيوني طويل كأحد حلقات مسلسل «أئمة الهدى» من إخراج حمدي النبوي.

    هوامش

    • 1 الحافظ: هولقب يُطلق على من حفظ عدداً كبيراً جداً من الأحاديث وكانت له فهم متقنة بأحوال الرواة والأسانيد. نطق ابن سيد الناس: «هومن اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز بذلك حتى عُرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه، ثمّ توسع في ذلك حتى عَرَف شيوخه وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة.» ونطق ابن حجر العسقلاني: «الشروط التي إذا اجتمعت اليوم في الراوي سموه حافظا هي: الشهرة بالطلب أوالأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، وفهم التعديل والتجريح لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز السليم من السقيم حتىقد يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع حفظ الكثير من المتون.»
    • 2 أمير المؤمنين في الحديث: هومن تبحر في فهمي الحديث رواية ودراية، وأحاط فهمه بجميع الأحاديث ورواتها جرحًا وتعديلًا، وبلغ في حفظ جميع ذلك الغاية، ووصل في فهمه النهاية، وجرب في جميع ذلك فلم يأخذ عليه آخذ، وإنما حاز قصب السبق في جميع ذلك، وفاق حفظًا وإتقانًا وتعمقًا في فهم الحديث وعلله جميع من سبقه حتى صار مرجعًا لمن يأتي بعده، فهومن أحمل ألقاب المحدثين وأعلاه. نطق الشيخ أحمد محمد شاكر: «أطلق المحدثون ألقاباً على الفهماء بالحديث: فأعلاها: أمير المؤمنين في الحديث، وهذا لقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر، الذي هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه، كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني، وفي المتأخرين ابن حجر العسقلاني رضي الله عنهم جميعاً.»
    • 3 بردزبه: لفظة بخارية فارسية ومعناها بالعربية: الزارع أوالفلّاح.
    • 4 الولاء بالإسلام: أي حتى من أسلم على يد إنسان فولاءه له، وهونوع من الروابط التي جعلها الإسلام لتوثيق عرى الوحدة وتأكيد الأخوة بين المسلمين
    • 5 الجعفيين ومفردها جعفي: نسبة إلى قبيلة جعفي بن سعد العشيرة وهي من مذحج، إحدى القبائل اليمنية القديمة.

    منطقات ذات صلة

    مراجع

    1. ^ خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال - أحمد بن عبد الله بن أبي الخير الخزرجي الأنصاري الساعدي اليمني (طبعة مخط المطبوعات الإسلامية/دار البشائر:ج1 ص327)
    2. ^ روايات ونسخ الجامع السليم للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - د. محمد بن عبد الكريم بن عبيد (طبعة دار إمام الدعوة للنشر والتوزيع:ج1 ص9)
    3. ^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11894473t — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
    4. ^ نطق عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: «محمد بن إسماعيل البخاري أفقهنا وأفهمنا وأغوصنا وأكثرنا طلبا.» - البداية والنهاية - ابن كثير، أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج14 ص530)
    5. ^ نطق شمس الدين القرطبي: «هوالفهم المشهور، والحامل لواء فهم الحديث المنشور، المرجوع إليه في فهم التعديل والتجريح.»سليم البخاري (طبعة دار التأصيل:ج1 ص32/مقدّمة التحقيق)
    6. ^ نطق النووي: «اتفق الفهماء رحمهم الله على حتى أصح الخط بعد القرآن العزيز السليمان البخاري ومسلم وتلقتهما الامة بالقبول» - المنهاج شرح سليم مسلم بن الحجاج - النووي، أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار إحياء التراث العربي: ج1 ص14)
    7. ^ نطق المضىي: «وأما جامعه السليم فأجل خط الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى.» تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص140)
    8. ^ نطق صديق حسن خان: «إن السلف والخلف جميعا قد أطبقوا على حتى أصح الخط بعد كتاب الله تعالى سليم البخاري ثم سليم مسلم» - الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبوالطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص225)
    9. ^ الحديث والمحدثون - محمد محمد أبوزهو(طبعة دار الفكر العربي:ج1 ص378)
    10. الأعلام - خير الدين الزركلي (طبعة دار الفهم للملايين:ج6 ص34)
    11. مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور، أبوالفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور الانصاري (طبعة دار الفكر: ج22 ص27)
    12. ^ شرح علل الترمذي - ابن رجب الحنبلي، زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن السَلامي الحنبلي (طبعة مخطة المنار:ج1 ص494)
    13. ^ تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري - ياسر محمد بن مطر بن عثمان آل مطر الزهراني (طبعة دار الهجرة للنشر والتوزيع:ج1 ص115)
    14. إرشاد الساري لشرح سليم البخاري - القسطلاني، أبوالعباس أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري (طبعة المطبعة الكبرى الأميرية، مصر:ج1 ص33)
    15. ^ المقنع في علوم الحديث - ابن الملقن، سراج الدين أبوحفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار فواز للنشر :ج1 ص56)
    16. ^ المُعْلم بفوائد مسلم - المازري، أبوعبد الله محمد بن علي بن عمر التَّمِيمي المازري المالكي (طبعة الدار التونسية للنشر:ج1 ص213)
    17. التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع السليم - أبوالوليد الباجي، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي (طبعة دار اللواء:ج1 ص307)
    18. تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي، أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج2 ص322)
    19. ^ تهذيب الأسماء واللغات - أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص67)
    20. ^ توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم - ابن ناصر الدين، أبوبكر محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص441)
    21. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة دار الحديث:ج10 ص79)
    22. ^ الكامل في ضعفاء الرجال - أبوأحمد بن عدي الجرجاني (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص227)
    23. المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من سليم الإمام البخاري - شمس الدين محمد بن عمر بن أحمد السفيري الشافعي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص46)
    24. الإمام البخاري - عبد الستّار الشيخ (طبعة دار القلم:ج1 ص122)
    25. ^ عروبة الفهماء المنسوبين للبلدان الأعجمية، ناجي معروف، مجلد 2، ص43
    26. ^ تاريخ دمشق - أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص53)
    27. ^ تهذيب التهذيب - أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج9 ص47)
    28. ^ طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة دار هجر:ج2 ص212)
    29. ^ طرح التثريب في شرح التقريب - أبوالفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج1 ص100)
    30. ^ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - أبوالمحاسن يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري (طبعة وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الخط، مصر:ج3 ص25)
    31. ^ محمد عبد القادر با مطرف، اليمن وأشهر الأعلام المنتسبين اليها، دار الثقافة، عدن، 1992،ج1،ص234.
    32. ^ لبيد إبراهيم أحمد، حياة البخاري الاجتماعيةنسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
    33. ^ الإرشاد في فهم فهماء الحديث - أبويعلى الخليلي، خليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني (طبعة مخطة الرشد:ج3 ص959)
    34. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج14 ص527)
    35. ^ التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - شمس الدين الشخاوي، أبوالخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان (طبعة دار الخط الفهميه:ج2 ص448)
    36. ^ تهذيب التهذيب - أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج1 ص275)
    37. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج14 ص256)
    38. تذكرة الحفاظ - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة دار الخط الفهمية:ج2 ص104)
    39. ^ طبقات الحنابلة - ابن أبي يعلى، أبوالحسين محمد بن محمد (طبعة دار الفهم:ج1 ص274)
    40. ^ كنوز المضى في تاريخ حلب - سبط ابن العجمي، أبوذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل (طبعة دار القلم:ج2 ص81)
    41. ^ منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين محمد عتر الحلبي (طبعة دار الفكر:ج1 ص252)
    42. ^ التوضيح لشرح الجامع السليم - ابن الملقن، سراج الدين أبوحفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص57/مقدّمة التحقيق)
    43. ^ الإمام البخاري سيد الفقهاء وإمام المحدّثين - عبد السلام المباركفوري (طبعة دار عالم الفوائد:ج1 ص71)
    44. ^ طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة دار هجر:ج2 ص216)
    45. ^ سليم البخاري (طبعة دار التأصيل:ج1 ص38/مقدّمة التحقيق)
    46. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص140)
    47. ^ التوضيح لشرح الجامع السليم - ابن الملقن، سراج الدين أبوحفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص59/مقدّمة التحقيق)
    48. ^ تاريخ دمشق - أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص58)
    49. ^ تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي:ج5 ص390)
    50. فتح الباري شرح سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار الفهم:ج1 ص479)
    51. ^ الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبوالطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص239)
    52. ^ تاريخ دمشق - أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص77)
    53. تهذيب الأسماء واللغات - أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص71)
    54. ^ المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - ابن مفلح، أبوإسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد (طبعة مخطة الرشد:ج2 ص230)
    55. ^ الوافي بالوفيات - صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (طبعة دار إحياء التراث:ج2 ص148)
    56. ^ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع - الخطيب البغدادي، أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي (طبعة مخطة المعارف:ج2 ص216)
    57. تاريخ بغداد - أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج2 ص340)
    58. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار الفكر:ج11 ص25)
    59. ^ طبقات المفسرين - محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي (طبعة دار الخط الفهمية:ج2 ص106)
    60. ^ طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة دار هجر:ج2 ص217)
    61. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار الفهم:ج1 ص483)
    62. ^ تهذيب التهذيب - أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج9 ص50)
    63. سليم البخاري (طبعة دار التأصيل:ج1 ص47/مقدّمة التحقيق)
    64. ^ سليم البخاري (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص60/مقدّمة التحقيق)
    65. ^ تهذيب الأسماء واللغات - أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص73)
    66. مصطلح الحديث - محمد بن صالح بن محمد العثيمين (طبعة مخطة الفهم:ج1 ص47)
    67. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص401)
    68. ^ الإمام البخاري - عبد الستّار الشيخ (طبعة دار القلم:ج1 ص449)
    69. ^ تحرير علوم الحديث - عبد الله بن يوسف الجديع (طبعة مؤسسة الريان:ج2 ص880)
    70. ^ فهرسة ابن خير الإشبيلي - أبوبكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الأموي الإشبيلي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص83)
    71. ^ فهم أنواع علوم الحديث - عثمان بن عبد الرحمن، أبوعمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح (طبعة دار الخط الفهمية: ج1 ص84)
    72. ^ تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (طبعة دار طيبة: ج1 ص142)
    73. ^ مجموع الفتاوى - تقي الدين أبوالعباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف: ج20 ص321)
    74. ^ منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر - علي عبد الباسط مزيد (طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب:ج1 ص261)
    75. ^ سير أعلام النبلاء - المضىي، شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص410)
    76. ^ كشف الظنون عن أسامي الخط والفنون - مصطفى بن عبد الله محرر جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة (طبعة مخطة المثنى:ج2 ص1684)
    77. ^ تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي:ج5 ص420)
    78. فتح الباري شرح سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار الفهم:ج1 ص492)
    79. ^ كشف الظنون عن أسامي الخط والفنون - مصطفى بن عبد الله محرر جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة (طبعة مخطة المثنى:ج2 ص1469)
    80. ^ سنن الترمذي - الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص97)
    81. ^ تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي:ج5 ص459)
    82. ^ سليم البخاري (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص66/مقدّمة التحقيق)
    83. ^ كشف الظنون عن أسامي الخط والفنون - مصطفى بن عبد الله محرر جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة (طبعة مخطة المثنى:ج2 ص443)
    84. ^ الإمام البخاري - عبد الستّار الشيخ (طبعة دار القلم:ج1 ص623)
    85. ^ طبقات الحنابلة - ابن أبي يعلى، أبوالحسين محمد بن محمد ابن أبي يعلى (طبعة دار الفهم:ج1 ص271)
    86. ^ إعلام المسقطين عن رب العالمين - ابن القيّم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين (طبعة دار الخط الفهمية:ج2 ص170)
    87. ^ أبجد العلوم - صديق حسن خان، أبوالطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار ابن حزم:ج1 ص640)
    88. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار الفهم:ج1 ص243)
    89. ^ الإسلام سؤال وجواب: ماذا كان ممضى الإمام البخاري نسخة محفوظةعشرة مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
    90. ^ مجموع الفتاوى - ابن تيمية، تقي الدين أبوالعباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (طبعة مجمع الملك فهد:ج20 ص40)
    91. ^ الكاشف في فهم من له رواية في الخط الستة - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة دار القبلة للثقافة الإسلامية:ج2 ص156)
    92. ^ فيض الباري على سليم البخاري - محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري الهندي الديوبندي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص438)
    93. ^ الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين السليمين - نور الدين عتر (ج1 ص391)
    94. ^ فقه الإمام البخاري-عبد الكريم الخضير/المسقط الرسمي نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
    95. ^ شرح علل الترمذي - ابن رجب الحنبلي، زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن السَلامي الحنبلي (طبعة مخطة المنار:ج1 ص496)
    96. الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبوالطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص242)
    97. ^ تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جمال الدين أبوالحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج24 ص455)
    98. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص429)
    99. ^ تحبير الوريقات بشرح الثلاثيات - أبووداعة وليد بن صبحى الصعيدى (ج1 ص32)
    100. إرشاد الساري لشرح سليم البخاري - القسطلاني، أبوالعباس أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري (طبعة المطبعة الكبرى الأميرية، مصر:ج1 ص37)
    101. ^ تهذيب التهذيب - أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج9 ص48)
    102. ^ تاريخ دمشق - أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص79)
    103. ^ طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة دار هجر:ج2 ص223)
    104. ^ تهذيب الأسماء واللغات - أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص75)
    105. ^ تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي:ج5 ص410)
    106. ^ عمدة القاري شرح سليم البخاري - بدر الدين العيني، أبومحمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابي (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج1 ص5)
    107. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص443)
    108. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار الفهم:ج1 ص480)
    109. تحفة الإخباري بترجمة البخاري - ابن ناصر الدين، محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي (طبعة دار البشائر الإسلامية:ج1 ص204 إلى ص215)
    110. ^ المنتظم في تاريخ الأمم والملوك - ابن الجوزي، جمال الدين أبوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد التيمي البكري (طبعة دار الخط الفهمية:ج12 ص118)
    111. الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبوالطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص244)
    112. سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص450)
    113. سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص449)
    114. ^ تاريخ دمشق - أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص80)
    115. ^ تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي:ج5 ص400)
    116. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص405)
    117. ^ فهم أنواع علوم الحديث - ابن الصلاح، أبوعمروعثمان بن عبد الرحمن (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص37)
    118. ^ الإمام البخاري وكتابه الجامع السليم - عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة:ج1 ص33)
    119. ^ إرشاد الساري لشرح سليم البخاري - القسطلاني، أبوالعباس أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري (طبعة المطبعة الكبرى الأميرية، مصر:ج1 ص34)
    120. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج14 ص531)
    121. ^ شذرات المضى في أخبار من مضى - ابن العماد الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي (طبعة دار ابن كثير:ج1 ص24)
    122. ^ الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - الندوة العالمية للشباب الإسلامي/ د. مانع بن حماد الجهني (طبعة دار الندوة العالمية للطباعة والنشر:ج1 ص65)
    123. ^ فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها - د. غالب بن علي عواجي (طبعة المخطة العصرية المضىية:ج3 ص1169)
    124. ^ دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية - عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي (ج7 ص13)
    125. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص437)
    126. ^ تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي:ج5 ص432)
    127. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص458)
    128. ^ مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور، أبوالفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور الانصاري (طبعة دار الفكر: ج24 ص289)
    129. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج11 ص510)
    130. ^ مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد/ اختصره: ابن الموصلي، محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان البعلي (طبعة دار الحديث:ج1 ص510)
    131. سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص463)
    132. ^ تاريخ بغداد وذيوله - أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (طبعة دار الخط الفهمية:ج2 ص32)
    133. ^ تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جمال الدين أبوالحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج24 ص464)
    134. ^ شذرات المضى في أخبار من مضى - ابن العماد الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي (طبعة دار ابن كثير:ج3 ص255)
    135. ^ طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة دار هجر:ج2 ص233)
    136. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص467)
    137. ^ المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - ابن مفلح، أبوإسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد (طبعة مخطة الرشد:ج2 ص377)
    138. ^ كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا سليم البخاري - محمَّد الخَضِر بن سيد عبد الله بن أحمد الجكني الشنقيطي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص93)
    139. ^ تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جمال الدين أبوالحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج24 ص452)
    140. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار الفكر:ج11 ص26)
    141. ^ سنن الترمذي - الترمذي، أبوعيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج9 ص232)
    142. ^ مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور، أبوالفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور الانصاري (طبعة دار الفكر: ج22 ص25)
    143. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص425)
    144. ^ الإمام البخاري وكتابه الجامع السليم - عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة:ج1 ص35)
    145. ^ تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جمال الدين أبوالحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج24 ص431)
    146. ^ العبر في خبر من غبر - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص368)
    147. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج11 ص30)
    148. ^ طرح التثريب في شرح التقريب - أبوالفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج1 ص100)
    149. ^ الكواكب الدراري في شرح سليم البخاري - شمس الدين الكرماني، محمد بن يوسف بن علي بن سعيد (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج1 ص11)
    150. ^ تقريب التهذيب - أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار الرشيد:ج1 ص468)
    151. ^ تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي:ج5 ص384)
    152. ^ نيل الأوطار - محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (طبعة دار الحديث،:ج1 ص21)
    153. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار الفهم:ج1 ص485)
    154. ^ طبقات الحفاظ - عبد الرحمن بن أبوبكر، جلال الدين السيوطي (طبعة دار الخط الفهمية:ج1 ص253)
    155. ^ كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا سليم البخاري - محمَّد الخَضِر بن سيد عبد الله بن أحمد الجكني الشنقيطي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص101)
    156. ^ طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة دار هجر:ج2 ص226)
    157. ^ الحمل والتكميل في الجرح والتعديل - أبوالحسنات محمد عبد الحي بن محمد عبد الحليم الأنصاري اللكنوي الهندي (طبعة مخط المطبوعات الإسلامية:ج1 ص393)
    158. ^ جريدة الاتحاد - الأعمال الدرامية المصرية في رمضان نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
    159. ^ صفحة مسلسل أئمة الهدى على مسقط قاعدة بيانات الأفلام العربية نسخة محفوظة 22 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
    160. ^ فهم الجرح والتعديل - عبد المنعم السيد نجم (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة:ج1 ص54)
    161. ^ فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات - محمد عبد الحي بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج1 ص77)
    162. ^ التوضيح لشرح الجامع السليم - ابن الملقن، سراج الدين أبوحفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص59/حاشية التحقيق)
    163. ^ ألفيّة السيوطي في فهم الحديث بتعليق الشيخ أحمد شاكر (طبعة المخطة الفهمية:ج1 ص92)
    164. ^ تبصير المنتبه بتحرير المشتبه - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخطة الفهمية:ج1 ص77)
    165. ^ القاموس المحيط - الفيروزآبادي، مجد الدين أبوطاهر محمد بن يعقوب (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص60)
    166. ^ .الإمام البخاري، إمام الحفّاظ والمحدّثين - تقي الدين الندوي المظاهري (طبعة دار القلم:ج1 ص20)
    167. ^ الأنساب - السمعاني، عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج1 ص1)

    مصادر

    • البداية والنهاية - ابن كثير، أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة بيت الأفكار)
    • تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - المضىي، شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة دار الغرب الإسلامي)
    • تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي، أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي (طبعة دار الغرب الإسلامي)
    • تاريخ دمشق - ابن عساكر، أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر)
    • تغليق التعليق على سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المخط الإسلامي)
    • تهذيب الأسماء واللغات - النووي، أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الخط الفهمية)
    • تهذيب التهذيب - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي)
    • الحطة في ذكر الصحاح الستة - صديق حسن خان، أبوالطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل)
    • سير أعلام النبلاء - المضىي، شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز المضىي (طبعة مؤسسة الرسالة)
    • طبقات الشافعية الكبرى - السبكي، تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة البابي الحلبي)
    • فتح الباري شرح سليم البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة مكتية الغرباء)
    • مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور، أبوالفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور الانصاري (طبعة دار الفكر)

    وصلات خارجية

    • الإمام البخاري - مسقط سيرة الإسلام
    • سيرة الإمام البخاري، محاضرة مرئية للشيخ أبوإسحاق الحويني - مسقط يوتيوب
    • تحميل خط الإمام البخاري - مسقط مشكاة
    • قراءة كتاب سليم البخاري - مسقط أمازون كيندل
    • أبوعبد الله البخاري - مسقط إسلام ويب
    • الامام البخاري عربي: للدكتور لبيد إبراهيم أحمد - مسقط الألوكة
    تاريخ النشر: 2020-06-01 20:38:11
    التصنيفات: أشخاص عرب, أشخاص من بخارى, أوزبكستانيون, إيرانيون في القرن 9, باحثون في الإسلام مسلمون سنة فرس, تبع التابعين, رواة الحديث, شافعية, علماء الرجال, علماء حديث, علماء حديث بخاريون, علماء دين سنة, مدونو الحديث, مسلمون سنة, مواليد 194 هـ, مواليد 810, مواليد في بخارى, وفيات 256 هـ, وفيات 870, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات تستخدم خاصية P20, صفحات تستخدم خاصية P22, صفحات بها مراجع ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P906, صفحات تستخدم خاصية P268, بوابة الحديث النبوي/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة علوم إسلامية/مقالات متعلقة, بوابة الدولة العباسية/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ الإسلامي/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, مقالات مختارة, الصفحات التي لا تقبل ربط البوابات المعادل

    مقالات أخرى من الموسوعة

    سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

    آخر الأخبار حول العالم

    مدرب غلادباخ يدافع عن مدافعه الجزائري رامي بن سبعيني

    المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:03
    مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

    بـ 150 ألف ريال.. بيع فرخ شاهين في مزاد نادي الصقور السعودي

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:25:01
    مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

    عاجل| «العالم الإسلامي» تدشّن حملتها لإغاثة الشعب الباكستاني

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:59
    مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

    وظائف وزارة الشؤون الإسلامية.. إليك رابط الاستعلام عن طلبك

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:55
    مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

    أمير الكويت إلى إيطاليا لإجراء فحوصات طبية - أخبار السعودية

    المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:03
    مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

    سوق الصرف : ارتفاع الدرهم بنسبة 1,90 في المائة مقابل الدولار

    المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:15
    مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

    سياسيون ليبيون لـ«اليوم»: عودة المرتزقة تفرض الحل العسكري

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:54
    مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

    المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف تبدأ عملها غدًا الأحد

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:57
    مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

    زوّار «كتاب الرياض» يستعرضون مواقع تونس الأثرية بصريّاً

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:25:02
    مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

    زفيزف يعبر عن استيائه من بلايلي والزمالك المصري ينفي التفاوض معه

    المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:24:05
    مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

    بوادر الشتاء الأوروبي الصعب.. تقييد التدفئة المركزية في إيطاليا

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-10-08 15:25:04
    مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

    تحميل تطبيق المنصة العربية