الحسن الأعصم

عودة للموسوعة
هذه الموضوعة مرشحة حاليًا لتكون منطقة جيدة، وتُعد من الصفحات التي تحقق مستوى معينًا من الجودة وتتوافق مع معايير الموضوعة الجيدة في ويكيبيديا. اطلع على عملية الترشيح وشارك برأيك في هذه الصفحة.
تاريخ الترشيح 11 أبريل 2020


الحسن الأعصم (الأحساء، 278 هـ / 891 م - الرملة، 366 هـ / 977 م) قائدٌ عسكريٌ قِرْمِطي، يُعهد بشكل رئيسٍ كقائد للغزوات القرمطية إلى بلاد الشام خلال الفترة بين عامي 968 – 977 م كما قاد حرباٌ على الدولة الإخشيدية، واستوْلى على دِمَشْق والرّمْلة وأجبرهم على التّعَهُدِ بِدفعِ الجِزيةِ.

بعد سيطرة الفاطميّين على مصر والإطاحة بالدّولة الإخْشِيديّة، قاد الأعصمُ هَجمَاتٍ ضد الدولة الفاطميّة التي بدأت تَتَوَسّعُ في بلاد الشام خلال الفترة الممتدة بين عامي 971 – 974 م فطرد القرامِطةُ الفاطميين مراراً وتكراراً من الشام، ففي سنة 360 هـ مضى غازيًا إلى دمشق، وكسر جيش جعفر بن فلاح، أول نائب فاطمي بالشام، وقتله. ثم غزا مصر للمرة الأولى، فحاصرها سنة 361 هـ / 971 م. عاد بعدئذٍ إلى الأحساء، ثم كرّر غزوه لمِصْرَ مرة أخرى 364 هـ / 971 م. لكنه هُزم على أبوابِ القاهرةِ وأُجبَر على الانسحاب، فعاد إلى الشام، وواصل الأعصم القتال ضد الفاطميين، إلى جانب القائد الهجري الفتكين المُعِزِّي، وكان يُظِهَر الطاعة للطائع لله العباسي ببغداد، حتى وفاته في مارس عام 366 هـ / 977 م وفي العام التالي، تمكن الفَاطِمِيّون من التغلب عليهم، وأبرموا مُعاهدة مع القرامِطة وتلك كانت إشارةٌ إلى نِهايةِ غَزواتِهم لبلاد الشام.

كان الأعصم شاعرًا، محبًا للأدباء والشعراء، وكان يقيم في داره بالرملة مجالس أدبية، وكان الشعراء يجيزون ما يقول، وكان أبونصر ابن كشاجم قد التحق به، فقربه وأدناه، وجعله محرره منذ عاد إلى بلاد الشام. ففي سنة 365 هـ حسب رواية أبي علي التنوخي، كان أبونصر بالرملة، يلازم الأعصم، محرره ونديمه أيضًا. وكان للأعصم مجالس أدب يحضرها الأدباء والفقهاء والشعراء.

نَسَبُه

هوأبُوعَلي، الحَسَنُ بنُ أحْمَد بنُ أبي سَعِيْد حَسَن بنُ بَهْرَام مِنْ أبْنَاءِ الفُرس الجَنَابي القِرْمِطِي المُلَقَّبِ بالأعْصَمْ، كانَت وِلادةُ الحَسن الأَعْصَم في واحة الأحساء، وتحديداً في عاصمة القرامطة في إقليم البحرين عام 891 م، والدُه أحمد بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي مُؤَسّسُ دولة القرامطة. تَركّزَتِ السُّلْطة بين أبناءِ أَبي سعيدٍ في حينِ كان أصغَرَهم سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري الشّخْصِيَّة الأَبرَز حتى وفاته عام 944 م. وبَعدَ وفاتِهِ حافظ إخْوَانُه على الإمساك بِزمَامِ السُّلطَة بِشكل جَماعِّي فيما بَينَهم حتى عام 971 م حتى وفاة البعضِ منهم. وفي هذِه المَرْحَلَةِ، ولج الأَعصم وأبناءُ عُمُومَتِه في المَجلسِ الحاكمِ. ورَغمَ أنّ الأعصَم كان القائِدَ العَسْكريَّ الرئيس لَغًزواتِ القرامطةِ، إلا أنَّ السُّلطَة في الوَاقِعِ كانت لا تَزالُ بَين يَدي أَعْمَامِه، وكانَ آخرُهم أبويعقوب يوسف، المُتَوَفَّى عام 977 م.

الحرب على الإخشيديين في الشام

الدينار الإخشيديّ الذّهبي ضُرب عام 968/9 في الرملة

كانت بَدايةُ ظهور الأعصم الأولى كَقائدٍ للقواتِ القِرْمِطيةِ التّي وُكِّلَتْ مَهَمَّة الاسْتِيلاءِ على دٍمَشْق وهَزمت الوَالي الإخْشِيدي أبومُحمّد الحَسن بنُ عبيدِ اللهِ بنُ طغج بن جَف التُّرْكي، بِالقُربِ من عَاصِمته الرّمْلة آنَذاكْ. ونُهِبَت مدينةِ الرملة لِيَومَيْنِ مُتَتَالِيَيْنِ وَقام سكان الرّمْلة حينئذ بجمعِ فٍديةٍ بَلغَت قِيمَتُها 125,000 ألف دِيْنَارٍ ذَهبيٍّ أُعْطِيَتْ للقَرامِطة. واضطُّرَ الوالي الإخشيدي الحَسن إلى الموافقةِ على عَطِيّةٍ سَنويةٍ للقرامِطة قدرها 300 ألف دينار لِقَاءَ الحِفاظِ على سَيطَرته في الشام.

يَعتبِرُ المؤرّخونَ العَربُ في العَصورِ الوُسطى والمؤرخ دي خويه أنّ تِلكَ الأَحْداث كانت استراتيجيةً منسقةً وموحدةً كَجُزء مِنَ الغَزْوِ الوَشيكِ للدولة الفَاطميّة في مَصر. ومع ذلك، كَشفت دراساتٌ حديثةٌ حتى القرامِطةَ لمْقد يكونوا البَتّة أنْصاراً مُخلصينَ للفاطميّين، ولمْ يَكونُوا، كما اتضحَ من سُلوكِهم أنهم سيكونوا مُنتصرينَ ذاتَ يومٍ، مُتسائِلين إنْ كانَ القرامِطةُ مُهتمّينَ بغَزْوأراضي الشام وتحويل سُكّانها إلى مَمضىِهم وعَقيدَتِهم أمْ لا، وعوضاً عَن ذلك كان القَرامِطة مُهتمّينَ بِشكل رئيسٍ بجمعِ أموالِ الجِّزية حِفاظاً على استمرارية دَولتِهم الفَقيرة. ولهذا السَّببِ، كان القرامِطةُ يُغيرُونَ منذ عُقودٍ على المناطقِ الأكثر ثَراءً في الأقطار الإسلاميّة. وفي الواقع، يَبدوأنّ الاتهامات قَد أُُلحِقَت بالأعْصَمِ بَعدَ اتّهامِه باخْتِلاس بَعضِ أموالِ الغنائمِ التي جٌمِعَت خلال هذه الحملة. حَيث استُبِدلَ على إثْرِهَا باثنين من أبْنَاء عُمومَتِه في الغَارة القِرمِطيّة التّي تَلتْهَا إلى الشام عَقِبَ شَهْرَينْ.

الحملات ضد الفاطميين

خارطة تُظهرُ ولاية الشَّام وأجنادها، وهي: جُند فلسطين، وجُند الأُردُن، وجُند دمشق، وجُند حِمص، وجُند قنسرين، وجُند العواصم، خِلال العصر العبَّاسي، في القرن التاسع الميلادي.

لم يَدُم الخُزْيُ طويلًا، حيثُ فَتح القائدُ الفاطمي أبى الحسين جوهر بن عبد الله - المعروف باسم جوهر الصقلي - مصر عام 969 م وما تلا ذلك من تَقدُّمٍ إلى بلادِ الشَّام، ما أدى إلى هَزيمة وَأسْر الوالي الإخشيدي أبومحمد الحسن بن عبيد الله بن طغج على يَد القائد الفَاطِمِي جعفر بن فلاح عام 970 م وَتَبدلتِ الحَالُ عِندئِذ. حيث أدى الاستيلاءُ الفاطِميُ إلى نِهاية عَهد العَطِيّة السّنويّة التي وُعِدَ بها الحَسَن بنُ عبيد الله بن طَغْج، وهُدِّدَتْ نِيّة الفاطميّين المُعلنة بوضْعِ حدّ لابتزاز القَرامِطة لقَوافِل الحُجَّاج واسْتعادة أمْنِ طُرقِ الحّج.

وكان ذلك تَحولًا جذريًا بالنسبةِ للقَرامِطة حيث اعتبرت بَعضُ المَصَادر حتى الأعْصَم هوالمُحرّضُ الرئيس ضد الفاطِميِّين كما نادى للتّقارُب مع العبَّاسيين. ومن خلالِ وَسَاطةٍ قامَ بِها الخَليفةُ العبّاسيُّ أبوالقاسم الفَضلُ بن المُقتدِر بنُ المُعتضد، شَكّل القَرامِطَةُ نُواةَ تَحَالف أوْسَع ضدّ الفاطِميين، لا يِضُّم القَرامِطة وَحسْب، بل ضَمّ القائد الحمدانيّ أبوتغلب الحمداني آخرِ أُمراء الدولة الحمدانية، وَالحاكم عِزُّ الدّولة بَختيار بن مُعِزّ الدّولة البُويهي، وقبائِلَ من بني عَقيل وبني كلاب وفلولِ قُوّاتِ الإخشيديين. وانتقلَ الجيشُ القِرمِطي إلى الكوفة والرحبة وتدمر، حَيث جَمعوا الأسلحةَ والأمْوال وكذلك ضَمّوا إليهمُ المَزيدَ من الحُلفاءِ في جميع محطةٍ لهم على طولِ الطّريق. ومعَ اقترابهم من دِمَشْق، اختار القائد الفاطِمي جَعفر بنُ فَلاح مُقابلة الحُلفاء في معركٍة مَفتوحةٍ، لكِنّه هُزمَ وقُتِل.

السيطرة على الشام والغزوالأول لمصر

في 25 أغسطس 971 م، استولى الحلفاءُ على دِمشق، وأُعْلِنَ الأعْصَم واليًا عباسياً على الشام. ولُعِنَ الخليفة الفاطمي المعز لدين الله على منابر المساجد، وَذَمَّ الأعْصَم الفَاطميين مِنْ فَوق مَنَابر دِمشق، وقدح في نسبهم إلى فاطمة الزهراء، وصرَّح أنهم من أبناء ميمون القداح، واتجه القرامطة بعدئذٍ نحوالرملة. وكان القائدُ الفاطمي أبى الحسين جوهر بن عبد الله قد أوفد تعزيزات كانت قد وصلت لتوها من إفريقية، لكن قائدها «سعدات بن حيان» انسحب إلى يافا وتبنى موقفاً سلبياً. إلى غير ذلك تُرِك الطريقُ مفتوحًا أمام القرامطة للاستيلاءِ على الرملة فيخمسة سبتمبر 971 م. وشرع الأعصم في حصار يافا مستعيناً بجزء من قواته تحت قيادة أبومحمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني - المعروف باسم أخي مسلم - وقاد ما تظل من جيشهِ واتجه لغزولمصر. تُركت مِصْرُ بلا حَولٍ ولا قَوةٍ تقريباً، في حين نما الجيش القِرمِطي الذّي انضَمَّ إليهِ بنوطيء أيضاً.

دخل الأعصم مَصر من القلزم، بَعد شهرٍ من استيلائِه على دمشق، واستخدم على إمرة دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي، وعوضًا عن التحرك مُباشرة إلى العاصمة المصرية، توجه شمالاً إلى الفُسطاط شرقيّ دلتا النيل. وثارت مدينة تِنيس الساحلية، التي تمرّدت قبل عام ضد الضرائب الفاطميّة، مرة أخرى ضدهم، واستولى القرامِطة على بلدة الفرما. وبعد شهر، استعاد الجيش الفاطِميُّ تحت قيادة ياروق بلدة الفرما، ولكن وعلى مدى الأسابيع التالية امتدت الثورة في جميع أنحاء الدلتا، واضطر ياروق ورجاله إلى التّراجع نحوالفسطاط. ومع ذلك، منح التفاف القرامطة القائدَ الفاطميّ أبى الحسين جوهر جوهر الصقلي وقتًا كافيًا لحفر خندقٍ وبناء سورٍ حول عين شمس، شماليّ الفسطاط، امتد مسافةعشرة كم من النيل إلى تلال المقطم. ونادى القائد الفاطِمي جميع سكان الفسطاط تقريبًا إلى حمل السِّلاح، وفي معركتين ضاريتين في 22 و24 ديسمبر من عام 971 م، وعلى الرغم من تكبُّدِه خسائر فادحة، إلّا أنّه تمكّن من هزيمة خُصومه. وانكسر القرامِطة وتراجعوا إلى يافا. ولم يلاحقهم القائدَ الفاطميّ أبى الحسين جوهر بن عبد الله، بل أعرب عن مكافأة لقاء جميع واحد منهم، وقُتل الكثير من القَرامِطِيّن إثر ذلك. عَادَ الأعْصَمُ إلى الأحْسَاء، وَظَلّ القَرامِطة مُسَيطرين على سُوريا.

الغزوالثاني لمصر

القلزم
القلزم
محلة
محلة
بلبيس
بلبيس
القاهرة/ الفسطاط
القاهرة/
الفسطاط
أسيوط
أسيوط
أخميم
أخميم
الفرما
الفرما
تينيس
تينيس
مواقع الغزوات القرمطية مصر

بادَر الفاطِميُّون بهجومٍ مضادٍ عام 972 م، وتمكّنوا من كسر حصار يافا. وفي عام 973 م، تَفكّكَ التّحالُف القِرمِطي البدوي بِسبب الاقْتِتَال الداخليّ، مما هيأ للفاطِميّين السَّيطرة مَرّة أُخرى على القسم السفلي من بلاد الشام. وفي العام نفسه، نَقل الخَليفة الفاطِمي المُعِزُّ بَلاطه إلى العاصِمة الجديدة القاهرة. ومن هناك أرْسَل الخليفة رسالةً إلى الأعْصَم، اتَّهَمه فِيها بالتَّخلّي عَن القَضية الفاطِميّة التي كرَّس لهَا والده وجدُّهُ جلّ اهتِمامِهم، كما ادَّعى المُعزّ، ولقد قام المعز بوصف الأعصم في الرسالة بـ «الغادر الخائن، الناكث البائن عن هدى آبائه وأجداده، المنسلخ من دين أسلافه وأنداده، المُوقِد لنار الفتنة.». لم يَرفض الأعْصَم مَزاعِم المُعِزِّ فَحسب، بل قَام بنشر الرِسالة إلى العَلن وأعَاد التأكيد على معارضَته للفاطِميين ومَطَالِبِهم، وأوفد رسالة شديدة الاختصار للخليفة الفاطمي المُعز نطق فيها: «تلقينا رسالتكم المليئة بما كُثِر تفصيله وقلَّ تحصيله. ونحن قادمون بعده مباشرةً. والسلام عليكم.»، وشنَّ غزواً آخرَ إلى أراضي الفاطميين. لا توجد تفاصيلُ معروفةٌ، ولكن في غُضون فترةٍ وجيزةٍ أواخرِ عامِ 973 م، طُرِّد الفاطِميّون مرَّة أخرى من الشام، وفي الرَّبيعِ التالي، غزا القرامِطة مِصر للمرَّة الثانية.

ومرة أخرى، وجدوا الدَّعم بين السكان المحليِّين، الذي استنفدوه بسبب الضرائب الثقيلة التي فرضها الفاطِميّون. احتل الأعْصَم بجيشهِ الرئيس شرقيَّ دلتا النيل، وقامت قوة أصغر بقيادة أبومحمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني بِتجاوُز القاهرة وخيَّمَت بين أسيوط وأخميم، وَطردت الولاة الفاطِميّين وجَمعت عائدات الضّرائب في مِصر الوُسطى لأجل القضية القرمِطية. وكانت مُناورة أبومحمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني أكثر خطورةً لأن العَدِيدَ من عائلاتِ الأشراف الرَّائدة كانت قد تَوافَدت للانضمام إليه. وفي أبريل، أوفد المُعزّ أحد أفضل قادته ويُدعى «ريان» إلى الدلتا. وانتصر «ريان» على القوة القرمِطية في المحلة، لكن الأعْصَم كان قد نقل الجيش القِرمطي الرئيس إلى بلبيس، حيث هدد القاهرةَ من هناك. ومرّة أخرى أُجبِر الفاطميّون على دَعوة عامة إلى حملِ السلاح من قبل جميع الذكور في العاصمةِ لمُقابلة التّقدُّم القِرمطي. وفي أربعة أبريل، هاجم حرس القرامِطة المَواقع الفاطِميَّة في عين شمس. وصد جنود البربر الفاطِميُّون الهُجوم، لكنَّهم فُوجئوا بهُجومٍ مضادٍ وتكبدوا خسائر فادحة. وأدى ذلك إلى انشقاق أحد القادة الفاطِميين، علي بن محمد الخازن، واندلعت أعْمالُ شغب في الفسطاط. وفي الوقت نفسه، وصلت أخبار إلى العاصمة تفيد بأن أبومحمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني هزم الجيش الفاطميّ في أخميم. وخوفاً من خِيانة القادة الإخشيديين المنضمين إلى جيشه، اعتقل المُعزُّ في 12 أبريل أبناءهم كرهائن.

وفي 27 أبريل، قاد عبد الله، نَجل المُعزّ، الجيش الفاطِميّ للقاءة القرامِطة عند قاع بحيرة جافة معروفة باسم جب عميرا أوبركة الحاج، شماليّ عين شمس. قسم الأعْصَم جيشه، وأوفد شقيقه النعمان للقاءة التقدم الفاطِميّ، بينما ظلَّ هوبنفسه على مرتفع يهيمن على قاع البحيرة. استغلّ عبد الله هذا الخطأ، وأوفد فيلقاً لإبقاء الأعْصَم تحت السيطرة، بينما دمر قوّة النعمان. ثم انقلب على الأعْصَم، الذي هُزم وبالكاد نجا من الأسر. انتصر الفاطِميُّون في نهاية الغزو. ولاحق 10,000 من البربر القرامِطة، وبتروا طرق إمدادهم، واستعادوا إقليم فِلسطين وجُنوب إقليم سُوريا الكبرى قبل نهاية العام. وأثناء وجوده في الجنوب، فرق أبومحمد عبد الله بن عبيد الله الحسيني جيشه الصغير وتمكن بالكاد من الفرار قبل حتى يُقبض عليه. وبعد حتى طارده جنودٌ فاطِميُّون، لجأ إلى الأحساء، وانتهى به الأمر مَسْمُوماً من قبل القرامِطة أنفسهم، والذين كانوا منخرطين في مفاوضاتٍ مع الفاطِميّين.

السنوات الأخيرة

رسم لمدينة الرملة يعود لعام 1698م.

بعد حتى أُجبروا على الانسحاب من الشام، تحالف القرامطة مع الفتكين المُعِزِّي، وهوغُلامٌ هجريٌ سابق لدى الدولة البويهية. غزا الفتكين، إقليم فِلسطين، وهزم الفاطِميّين واستولى على عدة مدن، قبل حتى ينقلب على دِمَشق، التي استقبله سكانها بحماس عندما ولج المدينة في أبريل 975 م. وفي يوليو976 م، ظهر جيشٌ فاطميّ بقيادة جوهر الصقلي أمام دِمَشق، ووضع الفتكين، تحت الحصار. ردّ القرامِطة بإرسال جيش لمساعدة الفتكين،– وفقاً لبعض المصادر، وناشد الدّمشقِيّون القرامِطة تقديم المساعدة لهم – ما أجبر جوهر الصقلي على حمل الحصار في يناير 977 م. ولاحق الحلفاء جوهر الصقلي إلى الرملة، حيث انضم إليهم بنوطيء وهزموا جوهر في معركة ضارية قرب نهر العوجا، واضطر إلى التخلي عن الرملة والتراجع إلى عسقلان. ودخل الحلفاء الرملة في 12 مارس.

وتفيد معظم المصادر حتى الأعصم، الذي كان مريضاً بالعمل، توفي بعد أيام قليلة من دخول الحلفاء المدينة. وخَلفهُ أخُوهُ - وينطق ابن عمه - جعفر. ووفقاً لرواية ابن القلانسي التي نقلها عنه ابن الأثير، فقد كان الأعْصَم لا يزال نشطاً عندما تولى الخليفة الفاطِميّ الجديد، العزيز بالله الفاطمي، الذي استلم زمام الميدان شخصياً وهزم الحلفاء صيف 978 م. بينما وصل الحسن الأعصم إلى ضفاف بحيرة طبرية بقواته، واستقبل بعثة مُرسلة من الخليفة العزيز بالله الفاطمي، وطلب الأعصم من الفاطميين الحصول على نفس الجزية التي كانوا يحصلون عليها من الإخشيديين، ونتيجة لذلك وافق العزيز بالله الفاطمي لتحييد التهديد القِرمِطي بتقديم عَطيّةٍ سَنويّة قدرت بـ 30 ألف دينار دفعت سلفاً عن ذلك العام. وبناءً على ذلك عاد جيش القرامطة إلى البحرين ولم يمضىوا إلى الشام مرة أخرى، ووواصل الفاطميون دفع الجزية السنوية حتى وفاة العزيز بالله سنة 386 هـ / 996 م. وعلى الرغم من نشاط الأعْصَم وفوزاته، إلا حتى علاقته مع الحاكم القرمطي في البحرين كانت مرتبكة. وعلى أية حال، فإن الاتفاق مع العزيز بالله الفاطمي مثَّل نهاية الوجود القِرمِطي في المنطقة. ووفقًا لهذه الرواية فقد توفى الأعصم في الرملة قبل حتى يتمكن من العودة إلى الأحساء.

اهتمامه بالشعر والأدب

كان الأعصم شاعرًا، محبًا للأدباء والشعراء، فنطق عنه ابن تغري بردي: «كان فصيحًا»، ونطق ابن كثير الدمشقي: «كان شعره من أفحل الشعراء»، نطق عنه شمس الدين المضىي: «له نظم يروق». وقد أورد له ابن عساكر أشعارًا، من ذلك ما خط به إلى جعفر بن فلاح قبل وقوع الحرب بينهما:

الخط معذرة والرسل مخبرة والجود متبع والخير موجود
والحرب ساكنة والخيل صافنة والسلم مبتذل والظل ممدود
فإن أنبتم فمقبول إنابتكم وإن أبيتم فهذا الكور مشدود
على ظهور المطايا أوتردن بنا دمشق والباب مهدوم ومردود
إني امرؤ ليس من شأني ولا أربي طبل يرن ولا ناي ولا عود
ولا أبيت بطين البطن من شبع ولي رفيق خميص البطن مجهود
ولا تسامت بي الدنيا إلى طمع يومًا ولا غرني فيها المواعيد

وهوالقائل:

لها مقلة صحت ولكن جفونها بها سقم يسبي القلوب ويتلف
وخد كورد الروض يجنى بأعين وقد عز حتى إنه ليس يقطف
وعطفة صدغ لوتفهم عطفها لكانت على عشاقها تتعطف

وكان الأعصم يقيم في داره بالرملة مجالس أدبية، وكان الشعراء يجيزون ما يقول، وكان أبونصر ابن كشاجم قد التحق به، فقربه وأدناه، وجعله محرره منذ عاد إلى بلاد الشام. ففي سنة 365 هـ حسب رواية أبي علي التنوخي، كان أبونصر بالرملة، يلازم الأعصم، محرره ونديمه أيضًا. وكان للأعصم مجالس أدب يحضرها الأدباء والفقهاء والشعراء. ويُروى أنه في مجلسه ذات ليلة أُحضِرَت الشموع، فنطق لمحرره أبي نصر كشاجم: ما يحضرك في صفة هذا الشمع،يا ترى؟ فنطق: إنما نحضر مجلس سيدنا نسمع من كلامه، فنطق الأعصم:

وَمَجْدُولةٍ مِثْلِ صَدْرِ القَنَاةِ تَعَرَّتْ وَبَاطِنُهَا مُكْتَسِي
لهَا مُقْلةٌ هيَ روحٌ لهَا وَتَاج عَلى هَيْئَةِ البُرْنُسِ
إذا غَازَلَتْهَا الصَّبَا حَرَّكَتْ لِسَانًا مِنَ الذَّهَبِ الأَمْلَسِ
فَنَحْنُ مِنَ النُّورِ فِيْ أّسْعُدٍ وَتِلْكِ مِنَ النَّارِ فِي أَنْحُسِ

فأجاز أبونصر، فنطق بعد حتى قبل الأرض:

وَلَيْلَتُنَا هَذِهِ لَيْلَةٌ تُشَاكِلُ أوْضَاعَ إقْلِيْدِسِ
فَيَا رَبَّةَ العُوْدِ حُثِّي الغِنَا وَيَا حَامِل الكَأْسِ لا تَنْعُسِ

ملاحظات

  1. ^ تعزوعدة مصادر عربية النصر الفاطمي إلى انشقاق الزعيم البدوي حسان بن الجراح زعيم الأعراب من بني طيء، حيث وعده المعز بإعطائه 100 ألف دينار إذا انهزم أمام جند الفاطميين وخذل حليفه القرمطي. وهذا بالتأكيد يتماشى مع العادات البدوية، يعتقد بعض المستشرفين حتى تأثير الانشقاق البدوي إذا حدث، فإنه مبالغ فيه من قبل المصادر التي تعادي الفاطميين بشكل عام.

المراجع

باللغة العربية
  1. شمس الدين المضىي (2001). "سير أعلام النبلاء - الطبقة العشرون - القرمطي- الجزء رقم16". islamweb.net. مخطة الرسالة. صفحة 275، 276. مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2020.
  2. "مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج 2 - الصفحة 316". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 03 يونيو2013. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2020.
  3. ^ سليمان عبد الله; السلومي (2001). . 1. الرياض: دار الفضيلة. صفحة 380. مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2020.
  4. ^ حسن إبراهيم حسن; طه أحمد شرف (1974). . مخطة النهضة المصرية. صفحة 86. مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2020.
  5. عمر علي دي أونثاغا (2017-03-21). . بيروت: دار الساقي. ISBN . مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2020.
  6. ^ ابن تغري (1992). . بيروت: دار الخط الفهمية. صفحة 79. مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2020.
  7. "البداية والنهاية - ابن كثير - جـ 11 - الصفحة 325". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 19 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2020.
بِلُغاتٍ أجنبيَّة
  1. كانارد 1971، صفحة 426.
  2. ^ مادلونغ 1996، صفحات 37, 39.
  3. مادلونغ 1996، صفحة 39.
  4. دفتري 2007، صفحة 161.
  5. مادلونغ 1996، صفحة 35.
  6. ^ دفتري 2007، صفحات 161–162.
  7. ^ بيانكيس 1972، صفحة 64.
  8. دفتري 2007، صفحة 162.
  9. مادلونغ 1996، صفحة 36.
  10. مادلونغ 1996، صفحة 40.
  11. كانراد 1971، صفحة 426.
  12. ^ جل 1997، صفحات 338–339.
  13. جل 1997، صفحة 339.
  14. بريت 2001، صفحات 313–314.
  15. بريت 2001، صفحة 315.
  16. بيانكيس 1972، صفحة 84.
  17. ^ بيانكيس 1972، صفحة 85.
  18. ^ يانكيس 1972، صفحة 85.
  19. بريت 2001، صفحات 314–315.
  20. ^ بيانكيس 1972، صفحات 85–86.
  21. ^ جل 1997، صفحات 339–340.
  22. ^ بيانكيس 1972، صفحات 86–87.
  23. ^ مادلونغ 1996، صفحات 40, 42–43, 52–54.
  24. ^ جل 1997، صفحات 342–343.
  25. ^ بيانكيس 1972، صفحة 98.
  26. ^ بيانكيس 1972، صفحات 98–99.
  27. بيانكيس 1972، صفحة 99.
  28. ^ بيانكيس 1972، صفحات 99–100.
  29. بيانكيس 1972، صفحة 100.
  30. جل 1997، صفحة 343.
  31. ^ بيانكيس 1972، صفحات 100–102.
  32. ^ جل 1997، صفحات 343–344.
  33. ^ جل 1997، صفحات 348–349.
  34. ^ جل 1997، صفحة 349.
  35. جل 1997، صفحة 350.
معلومات المراجع المُستشهد بها أكثر من مرة
  • بيانكيس, تييري (1972). "استيلاء الفاطميين على السلطة في مصر (357–363/968–974)". Annales islamologiques (باللغة الفرنسية). XI: 49–108. ISSN 0570-1716. مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2020. CS1 maint: ref=harv (link)
  • بريت, مايكل (2001). . 30. ليدن، بوسطن، كولونيا: بريل. ISBN . مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2020. CS1 maint: ref=harv (link)
  • كانراد, ماريوس (1971). "موسوعة الإسلام" (باللغة الفرنسية). الثالث. بريل. ISBN . مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2020. CS1 maint: ref=harv (link)
  • جل, موشي (1997). "تاريخ فلسطين" (باللغة الفرنسية). مطبعة جامعة كامبريدج. ISBN . CS1 maint: ref=harv (link)
  • دفتري, فرهاد (2007). "الإسماعيليون تاريخهم ومذاهبهم". مطبعة جامعة كامبريدج (باللغة الإنجليزية). ISBN . CS1 maint: ref=harv (link)
  • مادلونغ, ويلفرد (1996). "الفاطميون وقرامطة البحرين". . كامبردج: مطبعة جامعة كامبريدج. ISBN . مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2017. CS1 maint: ref=harv (link)
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:39:32
التصنيفات: إيرانيون في القرن 10, القرن 10 في الشرق الأوسط, فرس قروسطيون, قادة مسلمون في العصور الوسطى, قرامطة, مواليد 278 هـ, مواليد 891, مواليد في الأحساء (مدينة), وفيات 366 هـ, وفيات 977, وفيات في الرملة, مقالات مرشحة لتكون مقالات جيدة, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P22, صفحات تستخدم خاصية P3373, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, CS1 maint: ref=harv, صفحات بها مراجع بالفرنسية (fr), أخطاء CS1: دورية مفقودة, CS1: long volume value, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), بوابة التاريخ الإسلامي/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

اعتقال نحو عشرين من ناشطي «الجهاد الإسلامي» في الضفة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:41
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 87%

أسامة بن لادن: تعرف على ضابط المخابرات الأمريكي الذي تولى مل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:23
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

خلال «جرائم قتل مستهدفة»... مقتل مسلم رابع في نيو مكسيكو الأميركية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:41
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 96%

سوريا: رفع سعر البنزين المدعوم 130 في المائة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:36
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 98%

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من قيادات «الجهاد»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:40
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 91%

المفوضية العليا في العراق تنفي تحديد موعد لانتخابات مبكرة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:37
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 94%

تايوان ترسل طائرات وسفناً للرد «بشكل مناسب» على التدريبات الصينية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:38
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 87%

ضبط 45 مخالفا لنظام البيئة في عدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

برما .. فرما

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

«الصحة»: 147 إصابة جديدة بـ«كورونا».. وتعافي 227 حالة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:48
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

الرئاسة الفلسطينية: العدوان الإسرائيلي في غزة والقدس وجنين م

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:41
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

خمس سفن حبوب جديدة تغادر أوكرانيا اليوم

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:38
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 85%

وزيرة البيئة توقع منحة بقيمة 4 ملايين يورو لدعم الصناعة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

لبيد وغانتس: عملية غزة ستستمر طالما اقتضت الضرورة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:39
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 96%

صافرات الإنذار تدوي في القدس وأنباء عن وقوع انفجارات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

الأنبا بموا يسيم شمامسة لكنيسة السيدة العذراء بالسويس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

ارتفاع حصيلة شهداء قصف العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 31 بين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

الجيش التشادي يقدم رواية مغايرة لأحداث «بئر سريبة» غربي السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:12
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

تجلّىَ فتمَجَّدَ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:05
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

رؤية فنية مع بدء صوم العذراء

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:03
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

الرئاسة الفلسطينية: العدوان تجاوز لكل الخطوط الحمراء

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:22:40
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 100%

شهر العذراء مريم (٧)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:04
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

الداخلية التركية تطلق عملية في ولاية ماردين ضد مسلحي حزب الع

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:21:34
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية